المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تفاعلات التعويض الالكتروفيلية للمركبات الأروماتية
4-11-2017
خدمة بستان المانجو
2023-12-25
الشيخ رضا بن الشيخ محمد جعفر بن الشيخ محمد تقي
29-8-2020
النترات بوصفها عامل أكسدة
2024-01-03
أسباب المشاكل الزوجية وسبل علاجها
2023-10-22
Spheroplasts
28-2-2020


إيجاد التوازن النفسي لدى الطفل  
  
4158   08:51 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : الدكتور نجيب الكيلاني
الكتاب أو المصدر : ادب الأطفال في ضوء الاسلام
الجزء والصفحة : .....
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

قضية التوازن النفسي شائكة ومعقدة، لأنها ترتبط بعوامل عديدة أخرى غير الأدب مثل الوضع الأسري، والعلاقة بين الزوجين، وبين باقي أفراد الأسرة، والقدوة الاجتماعية داخل البيت وخارجه، بل والسلامة البدنية للطفل أيضاً، والمستوى الثقافي والأخلاقي للمخالطين للطفل، لكن يبقى أدب الطفل وسيلة فعالة لتوقي العلل النفسية، أو تخفيف ما ينتاب الطفل منها، بل علاجه الحاسم، وعلى الرغم من أن الحياة ليست خيراً كلها، وليست بهجة وسعادة صافية خالصة، إلا أن كاتب أدب الأطفال عليه أن يملأ قلب الطفل بالاُمل والثقة والمحبة والفرح، وأن يشير في الوقت نفسه إلى ما في الحياة من بعض المنغصات بصورة إجمالية، توحي بالحذر ولا توحي باليأس والهلع او الجزع الشديد، إذ من المفيد والضروري أن يتفهم الوضع الحقيقي للواقع حتى لا يُصدم في قابل الأيام، وحتى يتخذ موقفاً إيجابياً من الأمور التي تسيء وتؤلم، أو ترمز إلى الشر والفساد.

والمعالجة الأدبية تحتاج إلى حرص ودقة وفهم لطبيعة الطفولة، والطفل يسمع عن الموت، ويرى الأحزان والدموع، ويدرك بعض الممارسات الجائرة الظالمة، وقد يعاني من الحرمان والتجاهل والحيف، وقد يفهم الأمور فهماً سطحياً أنانياً ويفسرها بسذاجة، ويخرج من تصوراته الخاصة بأحكام قد لا تكون صحيحة أو عادلة، لكنه يؤمن بها، ولا يشك في صدقها، وهنا يأتي دور القاص أو الكاتب أو الشاعر، في معالجة تلك القضايا الحساسة بتمثل حقيقي لها، وإدراك لأبعادها النفسية والتربوية.

فالإغراق في تصوير البشاعة، والقبح والظلم للطفل أمر يضر به ضرراً بليغاً، ويصبغ نظرته إلى الحياة بما يشبه اليأس والتشاؤم والخوف، ويحد من آماله الواسعة، وأحلامه الوردية، ويصيبه بالخلل العاطفي.. وقصص (الجنيَّات) بما فيها من أسلوب مباشر بسيط، وما تشتمل عليه من خصال حميدة كالأمانة والشجاعة والصدق والتعاون، وما تنبض به من أحداث متسلسلة شيقة، وبما في شخصياتها من قضاء ومقابلة، كل هذه المحتويات تثري عالم الطفل، وتملؤه بالبهجة، وبحب الخير والجمال، وتزيد من خبراته وتجربته، وتساهم في إيجاد التوازن النفسي لديه، وقد لوحظ أن الأطفال يحبون هذا اللون من القصص، ويقبلون عليه بشغف، وهم يسمعونه من جداتهم وأمهاتهم في بداية حياتهم، ويهيمون في عالمه المسحور منذ الأزمنة السحيقة.. وإذا استطاع أدب الأطفال أن يوحي للطفل بالعقيدة الدينية الصحيحة، ويدله على طريق الخير والشر، ويعرفه مواطن الصواب والخطأ، ومنازل السعادة والشقاوة ويوعز إليه ما يجب فعله، أستطاع الطفل أن يستشعر الاطمئنان والثقة، وأن يحظى بالتوازن النفسي المطلوب، وينجو من العلل النفسية التي يفوق ضررها العلل الجسدية.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.