أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
11599
التاريخ: 2-8-2016
6360
التاريخ: 19-7-2016
31256
التاريخ: 19-7-2016
8435
|
عني اللغويون بالمشترك اللفظي عنايتهم بظاهرة الترادف ، دون تثار حوله خصومات كتلك التي أوردناها عند دراستنا للترادف ، وبدو أن ورود أمثلة من المشترك اللفظي في القرآن دفعت باللغويين ودارسي الإعجاز والبلاغة الى الاحتفاء به ودراسته ، بل عُد واحداً من وجوه إعجاز القرآن(1).
والمشترك اللفظي هو ما اتفق لفظه واختلف معناه أي ان المباني مترادفة والمعاني مختلفة ، وقد ذكر سيبويه المشترك اللفظي في الكتاب ، إذ يرى من كلامهم اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين(2).
ومن الكتب التي عنيت بهذه الظاهرة :
(كتاب الوجوه والنظائر) لمقاتل بن سليمان البلخي (150) .
(كتاب الوجوه والنظائر) لهارون بن موسى الأزدي (170) .
(ما اتفق لفظه وأختلف معناه من القرآن المجيد) للمبرد (285) .
(الأشباه والنظائر في الألفاظ القرآنية التي ترادفت مبانيها وتنوعت معانيها) للثعالبي (429) .
(الأجناس من كلام العرب وما اشتبه في اللفظ واختلف في المعنى) لابي عبيد القاسم بن سلام (224) .
ومن الكتب التي عنيت بدراسة اللغة العربية كتاب (ما اتفق لفظه وأختلف معناه) لابي العميثل الأعرابي (240) ويضم هذا الكتاب ثلاثمئة كلمة ، وكتاب (النجد فيما اتفق معناه واختلف معناه) لكراع النمل (310) ، ويضم تسعمئة كلمة (ينظر علم الدلالة : 152) ، وكتاب (مختصر الوجوه في اللغة) للخوارزمي الكاتب (387) ، وهذا الكتاب هو اختصار لكتاب يقع في الفي ورقة لإسحق بن محمد الذي جمعه من كتاب الوجوه للأصمعي ، والعين للخليل والمواقيت لغلام ثعلب والجمهرة لابن دريد الأزدي .
ولقد أقر أغلب اللغويين بوقوع المشترك ومن هؤلاء سيبويه ، وابن فارس في
ص230
باب (الأسماء كيف تقع على المسميات) ، بان الأشياء الكثير تسمى بالاسم الواحد ، والى ذلك ذهب الثعالبي في فقه اللغة وسر العربية ، اذ أورد جملة من الأمثلة في فصل (وقوع اسم واحد على أشياء مختلفة) .
أما من ذهب مذهبا مغايراً ، وجعل من المشترك اللفظي ليس بظاهرة عامة ابن درستويه عبد الله بن جعفر (347) ، فهو ينكر ان يكون المشترك اللفظي موضوعاً في الأصل ، لما في ذلك من الإلباس ، فلو جاز ان نضع لفظ واحد للدلالة على معنيين للإبانة عن المعاني . والذي يرد منه قليل نادر ، ولعله يأتي في لغتين متباينتين أو لحذف وقع في الكلام حتى اشتبه اللفظان وخفي سبب ذلك على السامع(3).
والى ذلك ذهب أبو علي الفارسي (377) حين ذكر أن اتفاق اللفظين واختلاف المعنيين ينبغي إلا يكون قصدا في الوضع ولا أصلا ، ولكنه من لغات تداخلت أو تكون كل لفظة تستعمل بمعنى ، ثم تستعار لشيء ، فتكثر وتغلب ، فتصير بمنزلة الأصل(4).
ويبدو أن وجود المشترك اللفظي بما له من خصائص في وضعه واستعماله في السياق، كان يوهم بعض الذين انكروه بأن في ذلك مفسدة لا تجوز ان تصدر عن واضع واحد ، وهذا الرأي عائد الى ان اللغات توقيفية .
أما الذين أقروه، فقد ذكروا أنه ممكن الوقوع لجواز أن يقع من واضعين ، بأن يضع أحدهم لفظاً لمعنى ، ثم يضعه الآخر لمعنى الآخر(5).
أسباب وقوع المشترك اللفظي :
الاقتراض اللغوي : كأن تكون اللفظة المقترضة تشبه في لفظها كلمة عربية ، لكنها ذات دلالة مختلفة ، ومن ذلك كلمة (سور) ، وهي في لغة تعني الحائط ، وفي لسان العجم تعني الضيافة ، وبهذا المعنى وردة على لسان النبي (ص) حين قال : (يا أهل الخندق ، قوموا فقد صنع جابر سورا) أي طعاماً . وكذلك لفظه (حُب) في العربية تعني الوداد وفي الفرسية تعني الجرة .
ص231
القلب والابدال يكونان سببا في وجود المشترك اللفظي . اي اتفاق كلمتين كانتا في الاصل مختلفتين ، ثم حدث تطور فيهما فتحدث صورتهما اللفظية ، كلفظة " حنك " التي تدل على السواد ، وهي متطورة من " حلك " اي شدة السواد ، قلبت فيه اللام نونا فهذه الكلمة تطابقت مع " حنك " الاصلية التي تدل على ما تحت الذقن من الانسان .
التطور الدلالي عن طريق المجاز : فقد تنبه العلماء الى ذلك حينما وقفوا على اشياء كثير منها :
العين ، الجاسوس ، الريبة " الذي يرقب القوم " ، الحر ، سيد القوم ، واحد الاخوة الاشقاء، هذا في باب التشبيه ، واما في غيره ، فيقولون : العين : هي الدينار ، واعوجاج في الميزان ، وعين القبلة ، ومطر ايلم كثير لا يقلع ، وعين الركبة ، وسحابة تأتي من جهة القبلة .
ومن ذلك " الهلال " : هلال السماء ، وهلال الصيد ، وقطعة الرحى(6).
ولا شك في ان للمشترك اللفظي اثرا في تنمية الالفاظ اللغة العربية فهو يلبي الحاجة المتجددة للدلالة على معان تتولد باستمرار ، وبات من الواضح ان اهل اللغة يميلون الى التعبير عن المعاني المتعددة بكلمة واحدة لما لذلك من اقتصاد في بذل الجهد ، فضلا عن ان الالفاظ محدودة قاصرة عن الوفاء بمطالب التعبير ولا سيما في الافكار المجردة(7).
ص232
___________________
(1) ينظر علم الدلالة احمد مختار عمر : 148 .
(2) الكتاب : 1: 24 .
(3) المزهر : 1: 385 .
(4) دراسات في فقه اللغة ، صبحي الصالح : 304 .
(5) ينظر المزهر 1: 369 .
(6) المزهر : 372:1.
(7) المدل الى فقه اللغة : 286 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|