أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
10864
التاريخ: 19-7-2016
4733
التاريخ: 19-7-2016
4154
التاريخ: 19-7-2016
1971
|
ان الترادف في اللغة هو امر طبيعي الوجود كونه مظهرا من مظاهر تطورها ونمو مفرداتها ، فضلا عن حاجة الناس له في مقتضيات العملية التواصلية والفهم لها . فكان من الطبعي ان نجد الفاظا كثيرة لتفسير المعنى الواحد حتى وان بدت بعض معاني هذه الالفاظ المترادفة بهياة صفات فيما بعد ، وتمثلت بألفاظ عدت كثرتها من الدواهي(1) .
فالمترادف اذن ، هو التعبير عن الشيء الواحد بلفظين مختلفين او اكثر . واول من اشار الى هذا المصطلح سيبويه حينما قسم علاقة الالفاظ بالمعاني على ثلاثة اقسام(2).
1 . اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين ، وهذا امر طبيعي الوجود في اللغة كقولنا : فرس ، شجر ، بيت ، رجل ، ....
2 . اتفاق اللفظين واختلاف المعنى ، نحو الجون الابيض ، والجون الاسود
3 . اختلاف اللفظين والمعنى واحد نحو : الناس والانام ، والذئب والسيد ، وذهب ومضى ...
فهو التوسع باللفظ على حساب المعنى ، او اختلاف اللفظ واتفاق معناه . او الالفاظ المترادفة والمتقاربة في المعنى .
وبدأ جمع تلك الالفاظ والاهتمام بها مذ شرع اللغويون الاوائل في جمع اللغة والنظر في الفاظ القران الكريم وتفسيرها ، وكان العمل في بداية الامر عملا تقريبيا اي ان الجمع لا يعنى كثيرا بالتدقيق في التحري عن النوع من هذه الالفاظ ، ولعل هذا ما قاد الى توسيع دائرة المترادف فيما بعد .(3) وقد بالغ بعض اللغويين في جمع بعض الالفاظ التي لا تمت للألفاظ المترادفة بصلة واصبح ذلك من قبل الالفاظ المفتعلة ، على سبيل المثال كان الاصمعي عبد الملك بن قريب " 216 هـ " يفخر بان يحفظ للحجر " سبعين " اسما (4).
ص214
جامعوا الالفاظ المترادفة
نورد بعض من صنف وعني بجمع المترادفات من القدماء والمحدثين :
1 . ابو عبيد معمر بن المثنى " 210 هـ " ، " اسماء الخيل " و " كتاب السيف ".
2 . الاصمعي عبد الملك بن قريب " 216 هـ " ، " اسماء الخمر " و " ما اختلف لفظه وتفق معناه " .
3 . ابو حاتم ، سهل بن محمد بن عثمان السجستاني " 255 هـ " ، " كتاب السيوف والرماح " .
4 . ابو الفضل العباس بن الفرج بن علي الرياشي " 257 هـ " ، " ما اختلف اسماؤه من كلام العرب ".
5 . ابو عبد الله الحسين بن احمد بن خالويه "370 هـ " " اسماء الاسد " و " اسماء الحية " .
6 . ابو الحسن الرماني "384 هـ " ، " الالفاظ المترادفة والمتقاربة المعنى ".
7 . ابو البركات عبد الرحمن بن محمد الانباري " 577 هـ " ، " قبسة الاريب في اسماء الذيب ".
8 . ابو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي "817 هـ " ، " اسماء النكاح".
9 . الوسيطي جلال الدين "911 هـ " ، " الافصاح في اسماء النكاح ".
10 . ابراهيم اليازجي " نجعة الرائد وشرعة الوارد المترادف والمتوارد ".
11 . رفايل نخلة اليسوعي " قاموس المترادفات والمتجانسات ".
الترادف بين الاثبات والانكار :
لاشك ان ظاهرة الترادف في اللغة كأي من الظواهر اللغوية التي مسها الخلاف وكثر الجدل حولها ولعل هذا الامر " اعني الخلاف في مسائل اللغة والنحوي والتصريف " مرتبط بالعقلية العربية اللغوية التي بنيت اساسا على الرفض تارة والتشكيك تارة اخرى ، ثم تعود من حيث ما بدأت ، لأننا اوجدنا الحجة على من انكر الترادف وهذا ما ورد على السنتهم من مقولات واللفاظ تشي تناقضهم ، ولكي
ص215
نكون اكثر دقة لنقف عند ابن الاعرجي " 231 هـ " الذي انكر الترادف في اللغة قال:" كل حرفيين اوقعتهما العرب على معنى واحد ، في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه ربما عرفناه فاخبرنا به وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله"(5) ثم اوجدناه يفسر الشعر بالمعنى ، ويستغرب لمن ينكر عليه ذلك ، ويستشهد لمسلكه هذا بالقران والحديث ، قال ابن جني " 299 هـ " : " اخبرنا ابو بكر محمد بن الحسن عن ابي العباس احمد بن يحي قال : انشدني ابن الاعرجي :
وموضع زبن لا اريد مبيته كأني به من شدة الروع انس
فقال له شيخ من اصحابه : ليس هكذا انشتنا ، انما انشتنا : وموضع ضيق ، فقال : سبحان الله ! تصبحنا منذ كذا وكذا ، ولا تعلم ان الزبن والضيق واحد وقال الله تعالى وهو اكرم قيلا : (( قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايما تدعوا فله الاسماء الحسنى )) الاسراء : 110 وقال رسول الله (ص) : ( نزل القران على سبع لغات كلها شافٍ كافٍ)"(6).
فضلا عن ذلك وجدنا اقراره الفعلي للترادف في قوله عن العمامة " يقال للعمامة : هي العمامة ، والمشوذ ، السب ، والمقطعة ، والعصاب ، والتاج ، والمكورة " (7) .
اما ابو العباس ثعلب " 291 هـ " وهو تلميذ ابن الاعرابي فيرى ان كل ما يظن من المترادفات انما هو من المتباينات التي تتباين في الصفات ، كالإنسان والبشر - ، فالأول موضوع له باعتبار النسيان او انه يؤنس ، والثاني باعتبار انه بادي البشرة(8).
وعلى الرغم من ترسمه اثار شيخه في الانكار الا انه وقع فيه شيخه من ذكره للألفاظ بمعنى واحد ، قال : " ثوب خلق ، وسمل ، وشبارق ، ومزق ، وطرائق ، وطرايد ، ومشقز ........ "(9).
اما ابو بكر محمد بن القاسم الانباري " 328 هـ " فتابع ابن الاعرابي وتمسك بمذهبه ، القائل بان الاسماء سميت لعلة ظاهرة كانت ام خفية ، لان مكة عنده
ص216
سميت بهذا الاسم لجذب الناس اليها ، والكوفة لازدحام الناس بها ، والبصرة للحجارة البيضاء الرخوة فيها (10) ، وابن الانباري لم يختلف عن سابقيه في اقرارهم الفعلي للترادف حينما وقف عند تقسيم الالفاظ وانواعها ، قال : " ... والضرب الاخر ان يقع اللفظان المختلفان على المعنى الواحد ، كقولك : البر والحنطة ، والعير والحمار ، والذئب والسيد ، وجلس وقعد ، وذهب ومضى "(11).
اما ابن فارس " 395 هـ " الذي انكر الترادف في اللغة وسلك مسلك سابقيه من العلماء المنكرين ، فقال : " ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو السيف والمهند والحسام . والذي تقوله في هذا : ان الاسم واحد وهو السيف وما بعده من الالقاب والصفات ومذهبنا ان كل صفة منها فمعناها غير معنى الاخرى ....."(12) ومع انكاره نجده يورد الفاظا مختلفة ثم يفسرها بمعنى واحد ، فأما نحن فنخرج له خمسين ومئة اسم "(13).
اما ابن درستوية " 347 هـ " فقال : " محال ان يختلف اللفظان والمعنى واحد كما يظن كثير من اللغويين والنحويين وانما سمعوا العرب تتكلم بذلك على طباعها وما في نفوسها من معانيها المختلفة وعلى ما جرت به عاداتها وتعارفها ولم يعرف السامعون لذلك العلة فيه والفرق فظنوا انهما بمعنى واحد ....... " (14) .
نجد ابن دستورية لم يقف عند علة التسمية والفروق في اصل الوضع عند ابن الاعرابي وتابعيه ، بل زاد على ذلك حكمة الواضع ، استنادا الى ان اللغة توقيف ، وان واضعها حكيم عليم ودليل ذلك قوله تعالى " وعلم ادم الاسماء كلها " ، علما ان الآية لا دليل فيها على توقيف اللغة(15) والى جانب ذلك يرى ان القول بالترادف ينافي العقل
ص217
والقياس ، علما ان اللغة والنظر في ظواهرها اللغوية لا تؤخذ بالمنطق العقلي والحكمة لان ذلك لا يصدق على كثير من الظواهر اللغوية كونهما يتعارضان مع الواقع اللغوي(16) ويعتقد الاستاذ محمد نور الدين المنجد ان ابن درستوية وضع يده على اسباب جوهرية لحدوث الترادف حسب النهج الوصفي منها :
1 . الخطأ في الفهم والتأويل .
2 . كثرة استعمال التشبيه .
3 . اختلاف اللغات .
اذ يفهم من هذا ان تكون دلالة اللفظة صحيحة حقيقية في قبيلة واحدة.(17) وممن انكر الترادف ابو هلال العسكري " 395 هـ " ، وقد وضع لهذا الغرض كتابه " الفروق في اللغة " قال فيه : " ان الاسم كلمة تدل على معنى دلالة الاشارة ، واذا اشير الى الشيء مرة واحدة فعرف ، فالإشارة اليه ثانية وثالثة غير مفيدة ، وواضع اللغة حكيم لا يأتي فيها بما لا يفيد ، فان اشير منه في الثاني والثالث الى خلاف ما اشير اليه الاول كان ذلك صوابا ، فهذا يدل على ان كل اسمين يجريان على معنى من المعاني وعين من الاعيان في لغة واحدة ، فان كل واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الاخر ..... "(18).
ولكن ابا هلال العسكري صنف كتابا ذكر فيه من المترادفات الشيء الكثير اسمه " التلخيص في معرفة اسماء الاشياء " يقول في احد تضاعيفه : " الحلبوب ، والحلكوك ، والغربيب ، والمحنكك ، والحالك ، والمحلوك ...ز كل ذلك الاسود "(19).
بل وجدناه يذكر الترادف في كتابه الفروق ويذكر امثلة قرانيه قال : " وعندنا ان قوله تعالى ( آثرك الله علينا ) (يوسف / 91) معناه انه فضلك الله علينا ....."(20).
ان النظر في مقولات المنكرين نلحظ ثمة تناقضا قد وقعوا فيه ، لانهم قد اقروا الترادف بشكل عملي حينما ذكروا طائفة من الالفاظ المترادفة على الرغم من
ص218
انكارهم النظري للترادف ، وعلل الاستاذ محمد نور الدين هذا التناقض الذي وقف عنده الدكتور حاكم الزيادي ، بان المنكرين توصلوا ببعد نظرهم الى ما توصل اليه علم اللغة الحديث الذي امعن النظر في هذه المسألة ففرق بين الترادف الكامل واشباه الترادف فانكر الاول واقر الثاني ، ولا يعد ذلك من التناقض وانما هي النظرة الموضوعية للظاهرة بمختلف مستوياتها(21).
والحق في ذلك لم نلحظ اي اشارة من المنكرين القدماء في حديثهم عن الترادف بانه يقسم على قسمين تام وغير تام واجازوا احدهما دون الاخر ، بل جاء رفضهم وعدم الاقرار منهم بهذه الظاهرة ، وهذا واضح من خلال العلل التي اعتلوا بها ولا سما قولهم بان الواضع واحد ، او ان الاسماء سميت لعلة ، او اذا اشير الى لا شيء مرة واحدة فعرف ‘ فالإشارة اليه ثانية وثالثة غير مفيدة .
اما من اثبت الترادف فقد ذهب الى :
1 . انها ظاهرة معروفة في اللغة . وشواهدها معروفة في العاجم والكب اللغوية .
2 . الترادف نجم عن تعدد اللهجات العربية القديمة .
3 . وجوده ضروري لكثرة الوسائل الى الاخبار عما في النفس ، فانه ربما عسر استعمال احد اللفظين والنطق به او نسي احدهما ، فوجدوا المترادفات لتعين على بيان القصد .
4 . ان الترادف واقع في اللغة لاحتياج اهل اللغة الى الشرح والتفسير ، " لاريب فيه ، لاشك فيه " " اني اريد ان انكحك احدى ابنتي " اي ازوجك .
5 . في الترادف اتاحة للتوسع في سلوك الفصاحة واساليب البلاغة في النظم والنثر ، قال الحطيئة :
الا حبذ هند وارض بها هند وهند اتى من دونها النأي والبعد(22)
ص219
ومن علماء العربية الذين اثبتوا الترادف : ابو علي الفارسي " 377 هـ " فقد كان يستحن الترادف ويعجب به ، وما نقل عنه بانه انكر الترادف مستدلين على ذلك بحواره مع ابن خالويه حينما قال ابن خالويه : " احفظ للسيف خمسين اسما فتبسم ابو والصارم و .... فقال ابو علي : هذه صفات ."(23) ففيه نظر لأنه هنا فرق بين الاسم والصفة، وفي موضع اخر يقول : " ومن اسماء الحاجة عنده : الحوجاء ، واللوجاء ، والارب ، واللبانة ، والتلية ... "(24) وكذا ابن جني اثبات شيخة للترادف قال : " كان ابو علي رحمه الله اذا عبر عن معنى بلفظ ما ولم يفهمه القارئ عليه ، واعاد ذلك المعنى بلفظ غيره ففهمه يقول : هذا اذا رأى ابنه في قميص احمر عرفه ، فان راه في قميص كحلي لم يعرفه "(25).
اما ابن جني فقد كان على رأس القائلين بالترادف والمدافعين عنه ، اذ جعله ميزة للعربية تشرف بها ، ويراه من خصائص العربية(26).
ويرى ابن جني في استعمال اللفظين وتساويهما في لغة العربي مرده الى امرين :
اما انها من لغة قومه وهو الارجح وفائد ذلك التوسع في اوزان الشعر وسعة التصرف في بديع النثر ، وفي هذا رد على من انكر الترادف زاعما انه لا فائدة منه .
واما ان تكون احدهما لغة قومه ، والثانية مستفادة من قبيلة اخرى ، لكنها لصقت به لطول عهده ، وكثرة تكرار ، فتساوت مع لغته(27)
اما في غلبة احد المترادفين على الاخر في استعمال العربي فيعود الى احتمالين :
الاول : ان اللفظة الكثيرة الدوران على لسانه لغة له ولقومه ، والقليلة الاستعمال مستفادة من قوم اخرين .
اما الثاني : فان اللفظين جميعا من لسان قومه ولكن القليلة منها ضعيفة في نفس العربي شاذة عن قياسه (28)
ص220
اسباب الترادف :
1 . الوضع اللغوي الاول : وهو ما تواضعه العرب طلبا للحاجة ، وسعة تصرف اقوالها .
2 . تداخل اللهجات : اي ما تواضعت القبائل العربية من الفاظ على معنى واحد في السان العربي ، واجتمعت هذه الالفاظ لشخص واحد من هذه القبيلة او تلك .
3 . الافتراض اللغوي : وهي الالفاظ الوافدة على لغة العرب ، مثلا : الياسمين " في العربية " والسمسق ، والسجلاط ، والرصاص " اعجمي " والصرفان " عربي " ، الهاون " اعجمي " ، والمنحاز ، والمهراس " عربي " ، المسطح والمربد ، والجرين والمربد " اهل البصرة ونجد " والجوخان " فارسي " .
4 . التطور اللغوي : ويدخل فيه – القلب نحو : جبذ وجذب ، هجهج به وجهجه به " صاح به "
الابدال : نحو : سراط ، و صراط ، وزراط .
- كثرة استعمال الصفة وتناسي ملمحها الدقيق في الوصف يقود الى تحولها الى الاسم يضاف الى الاسم الاصلي مثلا " الحسام " .
- تخصيص الدلالة ، مثلا " اسكاف " تدل على كل صانع ، اصبحت تدل على " الخراز " او " الخفاف " .
- المجاز ، وهو ما نقل عن طريق المجاز ، مثلا " الوغى " الصوت في الحرب اصبح مرادفا للحرب .
اراء المتحدثين العرب :
يرى الدكتور على وافي والدكتور اميل يعقوب ان العربية تمتاز بثرائها على اخواتها السامية ، بل تعد من اغنى لغات العالم بالمترادفات (29) اما ابراهيم انيس فيرى الترادف واقعا في العربية المشتركة وفي القران الكريم ، ويأتي بأمثلة على ذلك منها: آثر
ص221
وفضل ، وحضر وجاء ، وبعث وارسل ، ومثوى ومأوى ، وبارئ وخالق(30) اما رمضان عبد التواب فيرى عدم صحة الانكار جملة مع من انكر ، وانما يجب الاعتراف بان بعض ما يتوهم انه من المترادف هو غير مترادف ، وان اهل اللغة قد تساهلوا في كثير من المفردات بعدها من الترادف كله(31) اما الدكتور حاكم الزيادي فيرى ان الترادف واقعا في اللغة العربية ولا سبيل الى انكاره ، وهو موضوع ينميه التطور ويدعمه الاستعمال ويشهد به الواقع اللغوي(32).
وقد اشترط بعضهم شروطا لوقوع الترادف في اللغة منها :
1 . الاتفاق في المعنى بين الكلمتين اتفاقا تاما :
فمثلا اذا فهم العربي من كلمة " جلس " شيئا لا يستقيده من كلمة " قعد " فهذا يعتبر غير ترادف .
2 . الاتحاد في البيئة اللغوية : بحيث ان تنتمي الكلمتان الى لهجة واحدة او مجموعة منسجمة من اللهجتان ، الا ان رمضان عبد التواب اشترط بالكلمتين ان تنتمي الى لهجة واحدة باعتبارها بيئة لغوية منفصلة او اذا كانت ضمن اللغة المشتركة فهي لبيئة لغوية منفصله عن اللهجات الاخرى .
3 . الاتحاد في العصر : فعند قياس كلمتين بالترادف ، فيجب النظر اليهما بكونهما استعملتا في نفس العصر ، اي بنظرة وصفية لا على اساس النظرة التاريخية .
4 . الا يكون احد اللفظين نتيجة تطور صوت اخر : مثال " الجثل والجفل " فكلاهما النمل ، ويمكن ان تكون احدى المفردتين متطورة صوتيا عن الاخرى
وبهذه الشروط حد المحدثون من كثرة الترادف والغلو فيه حتى صارت المترادفات بقدر مقبول حتى كأنهم ادركوا الاضطراب والخلط في هذه المسألة(33) .
ص222
آراء اللغويين الغربيين :
بلوم فليد : يقول اننا ندعي ان كل كلمة من كلمات الترادف تؤدي معنى ثابا مختلفا عن الاخرى ، لذا لا يوجد شيء اسمه ترادف حقيقي و " ستورك " يرى ان كل كلمة لها تأثير عاطف ، وتملك تأثيرا إشاريا ، وهذا لا تجد كلمات مترادفة . و " لايبن" يقول اذا كان الترادف مرهونا بالسياق فمن غير الممكن ان تجد تعبيرين في اي لغة مترادفين . و" جودمان " يرى ان اللفظين لا يمكن ان يحل احدها محل الاخر دون تغير الدلالة الحقيقية . و "هاري " ان اشتراط التماثل التام بين المفردات ينفي وجود الترادف ، ولكن قد يكون هنالك تشابه الى حد كبير بين بعض المفردات(34).
اثبات الترادف عند المشتغلين بعلوم القران
ان اثبات الترادف عند المشتغلين بعلوم القران غير مقصود لذاته بل كان وسيلة عندهم في الحديث عن بعض علوم القران واعجازه ، ولإثبات الترادف عند من اثبته طريقتان:
- الاولى : الترادف في الاحرف السبعة :
وهو الحد الاقصى المحتمل من المترادفات لكل لفظ من الفاظ القران الكريم ، اي عدد الاوجه التي تقرأ بها الكلمة ، وهذا يعني ان ثمة اوجه من المعاني المتفقة بالألفاظ المختلفة(35).
ولكن يبقى ان ننبه على انه ليس لاحد ان يستبدل لفظا بلفظ من عند نفسه ، بل ان هذه الاحرف او المترادفات وردت عن النبي (ص) ، وقد عرضها على جبريل (ع) على الوجه الذي فيه الاعجاز(36)
من تلك الاحرف التي قرأ بها :
" كالعهن المنفوش " " كالصوف المنفوش " عن ابن مسعود
" مشوا فيه " " مروا فيه " ، " سمعوا فيه " عن ابي
ص223
" انظرونا نقتبس من نوركم " " اخرونا " ، " امهلونا " عن ابن مسعود
" طعام الاثيم " " طعام الفاجر " ابن مسعود
"ساوى بين الصدفين " " ... بين الجبلين " في لهجة تميم ابن مسعود
"اصوب قيلا " " اقوم قيلا " " اهيأ قيلا " عن انس بن مالك
عن النبي (ص)
- الثانية : الترادف من حيث التوكيد ويقسم على قسمين :
اللفظي ، وهو تقرير معنى الاول بلفظه او مرادفه . ومثاله :
" فجاجا سبلا " الانبياء : 31
" ضيقا حرجا " الانعام :125
" غرابيب سود " فاطر : 27
اما المعنوي فقد ذكره الزركشي ، وذكر انه يحسن بالواو او بأو التي نابت عن الواو ، او بثم الذي أجازه الفراء(37).
مثال ذلك :
﴿فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا﴾ طه :112
﴿لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ﴾ المدثر : 28
﴿شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ المائدة : 48
﴿إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا﴾ الاحزاب : 67
﴿عُذْرًا أَوْ نُذْرًا﴾ المرسلات : 6
﴿نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا﴾ النساء : 128
﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ﴾ هود : 51
اما الامر الاخر فهو النظر الى المترادف على انه احد انواع المتشابه في القران الكريم، وهذا ما يتضح في ايراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة .
﴿مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا﴾ البقرة " وجدنا ....." لقمان
ص224
﴿فَانْفَجَرَتْ﴾ البقرة ﴿فَانْبَجَسَتْ﴾ الاعراف
﴿فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ﴾ البقرة ﴿فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ﴾ الاعراف
﴿أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ﴾ آل عمران ﴿أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ﴾ مريم
﴿وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ النحل ﴿... فَصَعِقَ الزمر
فَفَزِعَ ﴾
فالذين اثبتوا هذه الظاهرة في القران واستدلوا بتلك الآيات القرآنية دعتهم الحاجة الى فهم النص القرآني وتفسير مفرداته وتقريب معانيه وتوضيح الغامض من ألفاظه .
ومن المحدثين الذين ذهبوا الى الاقرار بوجود الترادف القران الكريم الدكتور صبحي الصالح ، اذ يرى ان القران نزل بلغة قريش المثالية يجري على اساليبها وطرق تعبيرها ، وقد اتاح لهذه اللغة طول احتكاكها باللهجات العربية الاخرى اقتباس مفردات تملك احيانا نظائرها ولا تملك منها شيئا احيانا اخرى ، حتى اذا اصبحت جزءا من محصولها اللغوي فلا غضاضة ان يستعمل القران الالفاظ الجديدة المقتبسة الى جانب الالفاظ القرشية الخالصة القديمة(38).
- اما من انكر الترادف في القران
فتفاوتت مقولاتهم فمنهم من يرى ان ثمة الفاظا احسن من الفاظ ، ومعناها في اللغة واحد ، وهو بذلك لا ينكر الترادف ، وانما يؤثر بعض الالفاظ على بعض ، فالإنكار هنا في تساوي الفصاحة لا المعنى . وبهذا يرى الزركشي – ان من فصاحة القران اختلاف الكلام باختلاف المقام فلكل موضع ما يليق به ولا يحسن بمرادفه .
ومنهم من يتحرج من القول بالترادف في بعض الالفاظ في كتاب الله يؤثر الفروق بين ما يظن من المترادفات كالفرق بين الخوف والخشية .
وفريق ثالث ينكر الترادف انكارا تاما ، مثل ابن الاعرابي الذي بينا رايه من قبل ، والاصفهاني الذي ذكر في مقدمته انه يهدف بكتابه ان يحقق من الالفاظ المترادفة على المعنى الواحد وما بينهما من الفروق الغامضة(39).
ص225
ومن العلماء الذين انكروا بنت الشاطئ ، فهي تنكره باللغة العربية وايضا في القران ما لم يكن الترادف ناتجا عن اختلاف اللغات او القرابة الصوتية(40) وكذلك كان للدكتور عفيفي محمود رأيا بذلك ، فقد اثبت بالأدلة العلمية انه لا ترادف بين الفاظ البصر والنظر والرؤية وان لكل منها مجال استعمال محدد في القران الكريم(41).
- امثلة للألفاظ مترادفة في القران الكريم :
_ اتى ، جاء :
أتى وجاء : يذكر ابن فارس في الاتيان انه يدل على مجيء الشيء وصاحبه وطاعته(42) وفي لسان العرب جاء بمعنى الاتيان، والاتيان بمعنى جاء(43) اي انه لم يفرق بينهما ، والاصفهاني يقول : الاتيان المجيء بسهولة ويقال للمجيء بالذات وبالأمر وبالتدبير(44) . ويرى كذلك ان المجيء اعم والاتيان قد يقال باعتبار القصد ، وان لم يكن منه الحصول ، والمجيء يقال اعتبارا للحصول ، وبهذا وردتا في القران ، بقوله تعالى ﴿إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (7) فَلَمَّا جَاءَهَا نُودِيَ ... ﴾ . سورة النمل : 7 – 8
وتعليقا على هذه الآية ذكر محمد المنجد ان الاتيان تحيط به ثلة من معاني الغموض " الشك والجهل وعدم القصد " والمجيء تحيط به معاني العلم واليقين وتحقق الوقوع والقصد(45) .
ومن خلال رأيه نجد انه ذكر في الآية في بدايته " سآتيكم " قبل الوصول الى النار لأنه لديه شك بالوصول والحصول على شهاب قبس ثم بعد الوصول اليها قال الله تعالى " جاءها " اي تحقق اليقين بالوصول اليها
وكذلك في قوله تعالى : ﴿قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾
ص226
سورة الاعراف : 106 فالمجيء بالآية ذكر بحق موسى عليه السلام وما من شك انه كان مستيقنا من تلك الآية ، اما الاتيان بها فكان طلباً من فرعون على وجه التحدي وذلك يدل على شك في نفس فرعون(46) وقوله: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ كانت المقابلة بالإتيان بالمثل وبالمجيء بالحق ، ومقابلة المثل بالحق ، تدل على أن المثل باطلٌ وهذا الضلال أصله الجهل بينما الحق علمٌ ويقين (47) .
وقوله تعالى : ﴿ولولا أجلٌ مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة﴾ سورة العنكبوت : 53 فمجيء العذاب أمرٌ محقق ، أما وقت التنفيذ فغيبٌ مجهول(48).
* آنس ، أبصر ، رأى ، نظر
* آنس :
يقول ابن فارس : (الهمزة والنون والسين أصلٌ واحد وهو ظهور الشيء ، وكل شيءٍ خالف طريقة التوحش) (49) ويرى الراغب الأصفهاني ، في قوله تعالى (فإن آنستم منهم رُشداً) [84] أنه بمعنى أبصرتم أنساً بهم (50) . وبهذه الآية يقول ابن حيان : (إن آنستم أي أحسستم ، والنار على بُعد لا تُحس إلا بالبصر ، والإيناس أعم من الرؤية ، لأنك تقول : (آنستُ من فلان خيراً)(51).
وذكر محمد المنجد في كتابه أنه يميل الى أن الإيناس إحساس بما يؤنس به ، قد يكون هذا الإحساس عن طريق حاسة البصر أو عن غيرها(52) وبذلك اتبع رأي أبي هلال العسكري(53).
* أبصر
يقول ابن فارس : (الباء والصاد والراء : أصلان : أحدهما العلم بالشيء وأصل ذلك كله وضوح الشيء ، ويقال : بصرتُ بالشيء إذا صرتُ به بصير (عالماً) وأبصرته
ص227
اذا رأيته)(54). والأصفهاني يقول (إن البصر يقال للجارحة وللقوة التي فيها)(55). ويبيّن محمد المنجد أن الإبصار قوة في العين تنقل صورة الأشياء فيدركها العقل ، وتلك هي الرؤية ، ثم يحصل العلم بالمرئي ، فكأنها مراحل متتابعة ، والإبصار مرحلة من تلك المراحل(56).
* رأى :
يقول ابن فارس : (الراء والهمزة والياء أصلٌ يدل على نظر وإبصار بعين أو بصيرة ، فالرأي ما يراه الانسان في أمره ..... والرئي ما رأت العين من حالس حسنة)(57). ومن قول ابن فارس استدل ان الرأي والإبصار لديه مترادفان ، لكن حسب المراحل التي ذكرها محمد المنجد ، نجد أن الرأي غير الإبصار لأن الرؤية مرحلة بعد الإبصار الحسي ، فهو يدل على الإدراك .
* نظر :
ورد توضيحه عند اللغويين بأنه عبارة عن تقليب الحدقة نحو المرئي التماساً لرؤيته ، ولما كانت الرؤية من توابع النظر ولوازمه غالباً أجري لفظ النظر على الرؤية على سبيل اطلاق اسم على المسبب(58) . ويذكر الأصفهاني أنه يراد به التأمل، كما في قوله تعالى : ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ﴾ سورة يونس : 101 أي تأملوا(59) . ويبيّن أبو حيان في تفسيره لقوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي﴾ سورة الأعراف: 143.
أرني بمعنى اجعلني متمكناً من الرؤية التي هي للإدراك ، علمٌ أن الطلب هو الرؤية لا النظر الذي لا إدراك معه ، فقيل : لن تراني ولم يقللن تنظر إليّ(60).
وبذلك تتبع رأي محمد المنجد بأن لفظ (آنس) له خصوصية لا نجدها في رأى وأبصر ذلك لأن الرؤية والإبصار عاماً في كل ما يظهر للعيان فالإبصار : قوة في
ص228
العين والرؤية : دالةٌ على الإدراك (61) .
هذا الأمر يلزمنا الاعتناء بالمفردة القرآنية وتركيبها واستعمالها في اللسان العربي بما يُشرف السياق ويجلو الحكمة لا حسبما يقال دائما أنه جرى على ألسنة العرب من شواذ ومن تخريجات وتقديرات ، فالرحيم ليس الرحمن ، والكافر ليس المشرك ، بل (الذي كفر ) ليس هو (الكافر) ، و (الذين أشركوا) ليسوا (المشركين) وعلى هذا لكل كلمة في السياق القرآني لها موقع خاص وغرض معلوم لان ميزة الترادف تفرض المساواة بحيث يصح لنا إبدال كلمة مكان أخرى وهذا غير جائز في القرآن الاعتقاد بحكمة النسيج القرآني على مستوى فرادة مفرداته ومواقعها وتراكيبها .
ص229
____________________
(1) ينظر الصاحبي : 65 – 66 ، دراسات في فقه اللغة : صبحي الصالح : 294 .
(2) ينظر الكتاب 1 : 7 – 8 .
(3) ينظر مدخل الى فقه اللغة : 294 .
(4) ينظر : المزهر 1 : 325.
(5) ينظر الاضداد لابن الانباري : 7 .
(6) الخصائص : 469:2 .
(7) المزهر 1 : 410.
(8) ينظر المصدر نفسه 1: 403.
(9) المصدر نفسه 1: 411.
(10) ينظر نص ابن الانباري في الاضداد : 7-8 .
(11) الاضداد : 6-7 .
(12) الصاحبي : 114 – 115 .
(13) الصاحبي : 21 .
(14) المزهر 1 : 386.
(15) ينظر اقوال العلماء في هذه الآية في البحر المحيط لابي حيان الاندلسي 1 : 145- 146 .
(16) الترادف في اللغة ، حاكم الزيادي : 207
(17) ينظر الترادف في القران الكريم : 48 .
(18) الفروق في اللغة : 13.
(19) التلخيص : 23 : 1 .
(20) الفروق : 118 .
(21) ينظر الترادف القران : 52 .
(22) ينظر : مدخل الى فقه اللغة : 294 .
(23) المزهر 1 :405 .
(24) الخصائص 2 : 129.
(25) المصدر نفسه 2 : 470.
(26) ينظر الخصائص 2: 115 -125 .
(27) ينظر المصدر نفسه 1 : 373 .
(28) ينظر الخصائص 1 : 373 .
(29) فقه اللغة وافي ، : 162 وفقه اللغة العربية وخصائصها ، يعقوب :174 .
(30) في اللهجات العربية :175 .
(31) فصول في فقه اللغة :315.
(32) الترادف في اللغة : 306.
(33) الترادف في اللغة : 65- 66 ، وانظر فصول في فقه اللغة : 322.
(34) ينظر : علم الدلالة . احمد مختار : 224 – 227 .
(35) ينظر البرهان في علوم القران 1 :220 ، والجامع لأحكام القرآن 1 : 42.
(36) المحرر الوجيز لابن عطية 1 : 60 – 61.
(37) ينظر البرهان 2 : 476.
(38) دراسات في فقه اللغة : 299 .
(39) المفردات في غريب القرآن :6.
(40) الاعجاز البياني ومسائل ابن الازرق : 191
(41) ينظر : مقالته " اسرار بيولوجية في الفاظ قرآنية " نشرت في مجلة منار الاسلام الاماراتية عدد جمادي الاولى 1419 هـ.
(42) مقاييس اللغة 1 : 49 ( أتى) .
(43) لسان العرب : ( جيء . و أتي) .
(44) المفردات : (اتي) .
(45) الترادف في القران 2 : 146 .
(46) الترادف في القرآن 2 : 148 .
(47) نفس المصدر 2: 149 .
(48) الترادف في القرآن 2: 150 .
(49) مقاييس اللغة (أنس 1: 145) .
(50) المفردات : (أنس) .
(51) البحر المحيط : 6: 230 .
(52) الترادف في القرآن : 2: 181 .
(53) الفروق اللغوية : 29 .
(54) مقاييس اللغة (بصر : 1: 253 .
(55) المفردات : (بصر .
(56) الترادف في القرآن : 182 .
(57) مقاييس اللغة (بصر : 1: 352 .
(58) مقاييس اللغة (نظر : 5: 444 وانظر المفردات (نظر والفروق اللغوية : 86 .
(59) انظر : المفردات .
(60) البحر المحيط : 4: 383 .
(61) الترادف في القرآن : 181-183.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|