من ذلك نظرية محاكاة الاصوات معانيها Ding Dong التي اشتهر بها ما كس ميلر (ومفادها ان جرس الكلمة يدل على معناها ، وهي لا تختلف عن نظرية البو – وو . وقد اشار اليها العرب ايضاً بطريقة غير مباشرة عندما اشاروا الى ان للحروف معاني، فحرف الحاء يل على الانبساط ، والسعة ، والراحة ، وحرف الغين يدل على الظلمة والانطباق والخفاء ، والحزن كما في غم ، وغيم ، وغبن ....)(1) وقد اشرنا من قبل الى فضل ابن جني في التنبيه الى ذلك حين أفرد في (الخصائص) بابين لها هما (باب تصاقب الالفاظ لتصاقب المعاني) و (باب في امساس الالفاظ اشباه المعاني) . وما ذكره عن الخليل وسيبويه وجهودهما في تبني هذه الفكرة والاعتقاد بها .
ومن المحدثين الذين تأثروا كثيراً بهذه النظرية الدكتور صبحي الصالح فقد عقد فصلا خاصاً في كتابة (دراسات في فقه اللغة)(2) سماه (مناسبة حروف العربية لمعانيها) ويبدو تأثره بابن جني واضحاً من خلال عرضه لمادته العلمية .
فالعرب جين جعلوا اصوات الحروف على سمت الاحداث المعبر بها عنها انما استهوتهم كثرة ما وجدوا من امثلة يصدق عليها ذلك فقولهم : خضم ، وقضم ، جعلوا الخضم لا كل الرطب ، القضم لأكل اليابس فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب ، والقاف لصلابتها لليابس حذواً لمسموع الاصوات على محسوس الاحداث)(3) .
وكذلك قولهم : الوسيلة والوصيلة وسد وصد وقد وقط وقدر وقتر وقطر ونضح ونضخ وغيرها مما يقع في اول او وسط او آخر اللفظة (فهو ما لاحظه علماؤنا من مناسبة حروف العربية لمعانيها ، وما لمحوه في الحرف العربي من القيمة التعبيرية الموحية . اذ لم يعنهم من كل حرف انه صوت ، وانما عناهم من صوت هذا الحرف انه معبر عن غرض ، وان الكلمة العربية مركبة من هذه المادة الصوتية التي يمكن حل اجزائها الى مجموعة من الاحرف الدوال المعبرة . فكل حرف منها يستقل ببيان معنى خاص ما دام يستقل بأحداث صوت معين ، وكل حرف له ظل واشعاع ، اذ كان لكل حرف صدى وايقاع(4) .
ص18
__________________
(1) نظريات في اللغة 19 .
(2) ص 141 وما بعدها .
(3) الخصائص 2 / 158 .
(4) دراسات في فقه اللغة 142 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|