المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الصلاة عن الميت
30-11-2016
مصرع عبد اللّه الكلبي
29-3-2016
تصنيف مجاميع الفاصوليا (تقسيم أنواع الفاصوليا)
30-9-2020
ما المقصود بالرجعة
22-11-2016
هل كان الامام الحسن عليه السلام كثير الزواج والطلاق ؟
1-2-2023
Afrikaans influence: Investigation
2024-06-01


بداية ظهور فقه اللغة كعلم مستقل، واشهر المؤلفات فيه  
  
12501   12:29 مساءاً   التاريخ: 12-7-2016
المؤلف : محمد بن ابراهيم الحمد
الكتاب أو المصدر : فقه اللغة مفهومه  – موضوعاته  – قضايا
الجزء والصفحة : ص 43 - 50
القسم : علوم اللغة العربية / فقه اللغة / جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة / جهود القدامى /

ظل العلماء العرب مهتمين بالتأليف اللغوي من جوانبه المختلفة إلى أن كان القرن الرابع الهجري الذي يعد عصر ازدهار العلوم اللغوية؛ ففي هذا القرن وُجد عدد كبير من علماء اللغة الذين أثروا المكتبة العربية بتآليفهم اللغوية.

ولعل تأليف المعاجم كان أبرز ما ألف آنذاك؛ فمن المعاجم التي ألفت:

1_ الجمهرة لابن دريد ت321هـ

2_ ديوان الأدب للفارابي ت350هـ

3_ البارع للقالي ت358هـ

4_ التهذيب للأزهري ت370هـ

5_ الصحاح للجوهري ت400هـ

كما ألف عدد من الكتب في القراءات القرآنية، والنحو والصرف، والأصوات، وغيرها.

أما البداية الحقيقية لفقه اللغة، وظهوره كعلم مستقل _ فكانت على يد عالمين من علماء اللغة الكبار في القرن الرابع؛ حيث كان لهما أكبر الأثر في التأليف في (فقه اللغة) وتعد مؤلفاتهما البداية الحقيقة لإفراد هذا العلم بكتب خاصة.

الأول: أبو الحسين أحمد بن فارس ت395هـ: الذي ألف مجموعة من

ص43

الكتب اللغوية وغيرها، ومنها كتاب: (الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها).

وترجع أهميةُ هذا الكتاب إلى أمور عديدة لعل أهمها كونه أول كتاب في العربية يحمل اصطلاح (فقه اللغة).

وبه تأثر المؤلفون من بعده، واتخذوا هذا الاصطلاح فناً لغوياً مستقلاً.

وقد عالج ابن فارس رحمه الله في كتابه (الصاحبي) عدداً من الموضوعات التي تعد من صميم فقه اللغة، وجمع في كتابه ما تفرق في كتب من سبقه.

قال رحمه الله في مقدمة كتابه: (والذي جمعناه في مؤلفنا هذا مفرق في أصناف العلماء المتقدمين _رضي الله عنهم وجزاهم عنا أفضل الجزاء_.

وإنما لنا فيه اختصار مبسوط، أو بسط مختصر، أو شرح مشكل، أو جمع متفرق)(1).

ثم بعد ذلك شرع رحمه الله في أبواب الكتاب التي تعد النواة الأولى في فقه اللغة، وذلك كحديثه عن نشأة اللغة، والخط العربي، وعن خصائص اللغة، ومزاياها.

وكحديثه عن اختلاف اللغات، وأقسام الكلام، ومعاني الحروف.

وكحديثه عن الخطاب المطلق والمقيد، وعن الحقيقة والمجاز، والقلب، والإبدال، والعموم، والخصوص، والحذف والاختصار، والاتباع، والنحت، والإشباع، وغيرها.

وبالجملة فإن الكتاب يحتوي على 207 من الأبواب.

ص44

كل ذلك مع أن الكتاب في مجلد واحد، ويقع بعد التحقيق في 238 صفحة.

وقد طبع عدة طبعات، ولعل من آخرها طبعة دار الكتاب العلمية 1418هـ _1998م.

وقد علق عليه ووضع حواشيه أحمد حسن بسج.

كما أن ابن فارس رحمه الله أثرى المكتبة العربية بمعجم سماه (مقاييس اللغة).

وهو من أضخم المعاجم العربية.

وله معجم آخر اسمه (مجمل اللغة).

وهذه الكتب تدل على عقلية جبارة، وموهبة فذة مبتكرة.

وسيأتي مزيد حديث عن ابن فارس وعن معجميه عند الحديث عن المعاجم العربية.

الآخر: أبو الفتح عثمان بن جني: كان أبوه جنيٌّ مملوكاً رومياً لسليمان ابن فهد بن أحمد الأزدي الموصلي.

وجِنِّي بكسر الجيم وتشديد النون مكسورة، وسكون الياء _ معرَّب كِنِّي.

ولد في الموصل سنة 300هـ، وقيل 322هـ وتوفي في بغداد عام 392هـ.

كان ابن جني رجل جدٍّ، وامرأَ صدقٍ في فعله وقوله؛ فلم يعرف عنه اللهو، والشرب، والمجون.

وكان عف اللسان والقلم يتجنب البذي من الألفاظ، ولم يكن همه رضاء الملوك ومنادمتهم كحال أدباء عصره.

أخذ النحو عن الأخفش، وبعده عن أبي علي الفارسي، وأخذ عن كثير من

ص45

رواة اللغة والأدب.

اجتمع ابن جني بالمتنبي في حلب عند سيف الدولة، وفي شيراز عند عضد الدولة البويهي.

وكان المتنبي يجله، ويقول فيه: (هذا رجل لا يعرف قدره كثير من الناس)(2).

وكان إذا سئل عن شيء من دقائق النحو والتصريف في شعره يقول: (سلوا صاحبنا أبا الفتح).

وكان يقول: (ابن جني أعرف بشعري مني)(3).

وكان ابن جني يعجب بشعر المتنبي، ويستشهد بشعره في المعاني، وهو أول من شرح ديوانه، وله في ذلك شرحان: كبير وصغير.

أما مذهبه الكلامي فقد كان معتزلياً كما ذكر ذلك السيوطي في المزهر.

ويذكر بعض مترجميه أنه لا يتقيد بأصول المعتزلة، ويذهب إلى ما يراه الحق.

يعد ابن جني من كبار علماء العربية وأفذاذها.

وكان محل الثناء من قبل كثير من العلماء، قال عنه الثعالبي: (هو القطب في لسان العرب، وإليه انتهت الرياسة في الأدب)(4).

وقال عنه الفيروز أبادي: (الإمام الأوحد، البارع المتقدم)(5).

ص46

وله كتب كثيرة في فنون مختلفة لم تعرف العربية لها نظيراً.

وله فيما يعد من صميم فقه اللغة كتابان جليلان.

أولهما: كتاب (الخصائص): حيث عالج فيه كثيراً من قضايا فقه اللغة، وقدم نظريات وآراء تجاري أو تفوق أحدث ما قال به العلماء في العصر الحديث.

وقد تحدث في كتابه المذكور عن موضوعات كثيرة تعد من صميم فقه اللغة.

ومنها حديثه عن أصل اللغة، ومقاييس العربية، وتداخل اللغات، والاشتقاق الأكبر، والإدغام، والعلاقة بين الألفاظ والمعاني، والتقديم والتأخير، واستخلاص معاني الأوصاف من المعاني، والإبدال.

وقد طبع عدة طبعات، وطبع أخيراً بتحقيق د. عبدالحميد هنداوي، ونشرته دار الكتب العلمية 1421هـ _ 2001م

وهذه الطبعة تميز بحسن إخراجها، ودقة فهارسها، حيث يستطيع الباحث أن من خلالها الوصول إلى آراء ابن جني عبر الفهارس بدون كلفة.

أما كتابه الثاني فهو: (سر صناعة الإعراب): وقد خصه ابن جني لدراسة الأصوات؛ فكان أول عالم في العربية يفرد هذا البحث بكتاب مستقل؛ حيث كان قبله يُدْرَسُ ضمن بحوث النحو كما في كتاب سيبويه، والمقتضب للمبرد.

وقد قدم ابن جني في كتابه مباحث قيمة في علم الأصوات مستفيداً من سابقيه، ومضيفاً إليه الكثير؛ فهو في مقدمته يتحدث عن الفرق بين الصوت والحرف، وهو يُشَبِّه الحلق والفم بالناي، ويذكر أن الحركات أبعاض حروف المد.

ص47

ثم يتحدث عن الحروف، ومخارجها، وأجناسها، ومدارجها، وفروعها المستحسنة، والمستقبحة، وذكر خلاف العلماء فيها مستقصىً مشروحاً.

وبعد ذلك يعقد لكل حرف من حروف العربية مرتبة على الحروف الألفبائية باباً يتكلم فيه على صفاته، ومخرجه، وما يعرض له من قلب، أو إبدال، أو إدغام، كما يتعرض لكثير من القضايا النحوية.

كما تحدث عن تصريف حروف المعجم، واشتقاقها، وجمعها، كما تحدث عن مذهب العرب في مزج الحروف بعضها ببعض، وما يجوز من ذلك وما يمتنع، وما يحسن وما يقبح إلى غير ذلك مما حفل به ذلك الكتاب.

والناظر في هذا الكتاب يلحظ فيه مزايا عديدة منها على سبيل الإجمال: غزارة المادة، والوضوح، والسهولة، والشمول، والاستقصاء.

وقد طبع هذا الكتاب مؤخراً في مجلدين طبعة طيبة معتنى بها كثيراً، حيث درسها وحققها د. حسن هنداوي، وقد قدم للكتاب بمقدمة رائعة بين فيها شيئاً من سيرة ابن جني، وأردفها بحديث ماتع عن الكتاب، وعن سبب تسميته، وعن بعض مزاياه.

كتب أخرى مؤلفة في فقه اللغة:

ظهر بعد الكتب السالفة كتب كثيرة في فقه اللغة منها على سبيل المثال ما يلي:

1_ فقه اللغة وسر العربية لأبي منصور الثعالبي430هـ: ويعد الكتاب الثاني الذي وصل إلينا حاملاً مسمى (فقه اللغة) بعد كتاب (الصاحبي) لابن فارس.

وعنوان هذا الكتاب لا يطابق مسماه تماماً؛ إذ هو معجم للمعاني في مجمله،

ص48

وفيه بعض الفصول في فقه اللغة، كحديثه عن أساليب العربية في التعبير من حقيقة ومجاز، وتقديم وتأخير، وحذف واختصار.

وفيه حديث عن الإبدال، والقلب، والنحت، وغيرها.

وقد طبع طبعات عديدة، منها طبعة دار الكتب العلمية بيروت، وطبعة دار مكتبة الحياة، وجاء عنوان الكتاب فيها (فقه اللغة وأسرار العربية)، ولعل أجود الطبعات طبعة دار الكتاب العربي، تحقيق ومراجعة د. فائز محمد، و د. إميل يعقوب.

2_المخصص لابن سيده ت458هـ: وهو معجم قَيِّم ضمنه بعض المباحث في نشأة اللغة، والترادف، والتضاد، والاشتراك، والتعريب، والتذكير، والتأنيث، والمقصور والمنقوص.

3_ المُعَرَّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم لأبي منصور الجواليقي ت540هـ: وقد قدم له بالحديث عن الألفاظ المُعَرَّبة، ومذاهب العرب في استعمال الأعجمي، وكيف نتعرف على ذلك.

وسيأتي الكلام عليه عند الحديث عن المُعَرَّب.

4_ المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي ت911هـ.

وهذا الكتاب موسوعة في علوم اللغة، وقد ضمنه موضوعات لغوية عديدة اقتبسها من كتب السابقين، ورتبها وعرضها عرضاً جيداً؛ حيث جعل مُؤَلَّفهُ في خمسين نوعاً: ثمانية في اللغة من حيث الإسناد، وثلاثة عشر من حيث لطائفُها ومُلَحُها، وواحداً راجع إلى حفظ اللغة وضبط مفاريدها، وثمانية راجعة إلى حال

ص49

اللغة ورواتها، ونوع لمعرفة الشعر والشعراء، والأخير لمعرفة الأغلاط.

وفي ضمن هذه الأنواع مادة واسعة حول نشأة اللغة، والمصنوع والفصيح، والغريب، والمستعمل والمهمل، واللغات، واللهجات، والإبدال، والقلب، والنحت، والاشتقاق، والمجاز والمترادف، والمشترك، والمتضاد وغيرها من البحوث اللغوية.

وقد طبع عدة طبعات منها طبعة دار الجيل بيروت، شرح وتحقيق محمد أحمد جاد المولى، وعلي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم.

ص50

_________________________

(1) الصاحبي ص12.

(2) معجم الأدباء لياقوت الحموي 2/89و102.

(3) شذرات الذهب لابن العماد 3/141.

(4) يتيمة الدهر للثعالبي 1/124.

(5) البلغة في تاريخ أئمة اللغة للفيروز ابادي ص137.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.