المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

العربية الجنوبية
17-7-2016
سفيدبرج  t . Svedberg
11-5-2016
الاذاعات الموجهة في العراق
26-6-2021
فضيلة الاذكار
25-10-2016
مصادر البيانات والمعلومات في نظم المعلومات الجغرافية
6-7-2022
Adverbs Of Place
10-5-2021


التداخل والخط بين المفهومين  
  
1458   01:35 مساءاً   التاريخ: 11-7-2016
المؤلف : د. عبد الحسن المبارك
الكتاب أو المصدر : فقه اللغة
الجزء والصفحة : ص 5 - 7
القسم : علوم اللغة العربية / فقه اللغة / بين فقه اللغة وعلم اللغة /

والمتتبع لطبيعة تلك الدراسات ونظرة العلماء والباحثين قديماً وحديثاً الى هاتين التسميتين – اعني علم اللغة وفقه اللغة – يجد التداخل والخلط بينهما بحيث لا يبين للقارئ فرق بين الاثنين . غير ان ترجمة المصطلحين من الافرنجية تفرق بين Linguitics التي تعني علم اللغة أو الكلام ، وبين Philology التي تعني حب الكلام والتعمق فيه . فلفظه Philos تعني الصديق ، و logos تعني الخطبة او الكلام . ومعنى ذلك حب الكلام او اللغة والتفقه فيها (1) .

ص5

وقد درجت الدراسات العربية القديمة على العناية بنقد النصوص ، وتناول المفردة الفصيحة ، وتآلف المفردات في الكلام العربي الفصيح ، والتوجه الى البحث في تاريخ الادب العربي ، وغيرها مما لم يبرح المفهوم القديم لفقه اللغة .

اما علم اللغة الحديث فيتوجه الى البحث عن نشأة اللغة ومراحل تطورها ، ودراسة اللهجات وما يحدث بينها من صراع يؤدي بالنتيجة الى تسلط لهجة وانكماش اخرى ، كما تعنى بدراسة الاصوات اللغوية او ما يسمى بالفونتيك Phonotics ، وعلم الدلالة، وما يندرج تحته من موضوعات تتناول اللغة بوصفها ظاهرة اجتماعية ، ويدرس كذلك النحو المقارن وغيره من الدراسات المقارنة والتاريخية .

وفي مفهوم دوسو سور يعالج الحديث المصطلحات المفهومة في علم اللهجات ، وعلم الاشتقاق التاريخي ، والنحو والمعاجم ، والصرف ، الاعلام ، وعلم الاسلوب ، واسماء البلدان (2) ولهذا قرر دوسوسور ان : (موضوع علم اللغة الصحيح والوحيد هو اللغة في ذاتها ومن اجل ذاتها) (3) .

وقبل ان نأتي على بقية الآراء ننبه الى ان لفظة (فقه) في العربية كما وردت عند ابن منظور(4) تعني :

(الفقه : العلم بالشيء والفهم له ، وغلب على علم الدين لسيادته ، وشرفه ، وفضله على سائر انواع العلم ، كما غلب النجم على الثريا ، والعود على المندل .... والفقه في الاصل : العلم ، يقال : اوتي فلان فقهاً في الدين اي فهماً فيه . قال الله عز وجل (ليتفقهوا في الدين) أي ليكونوا علماء به ... وفقه فقهاً بمعنى علم علماً ) .

ولم تذكر المعاجم الاخرى غير هذا المعنى للفظة (فقه) . يعني ذلك ان اللغويين القدامى لم يفرقوا بين لفظة (فقه) اللغة ، و (علم) اللغة ، لان اللفظتين تعنيان – في مفهومهم – شيئاً واحداً ، مما دعا بعض الباحثين الى التمسك بهذا الرأي حين قال : (وانه ليحلو لنا ان نقترح على الباحثين المعاصرين الا يستبدلوا بهذه التسمية القديمة شيئاً وان يعمموها على جميع البحوث اللغوية ، لان كل علم لشيء فهو فقه ، فما اجدر هذه الدراسات جميعاً ان تسمى فقهاً ) (5) .

ص6

اول ما عرفت جامعاتنا العربية مصطلح (فقه اللغة) حين وفد الى الجامعة المصرية عدد المستشرقين الاوربيين للإسهام في التدريس بها اول انشائها ، فقد ذكر السنيور جويدي (6) في محاضرته الاولى في الجامعة المصرية بتاريخ 7 تشرين الاول 1926 ان كلمة phiology تصعب ترجمتها بالعربية ، وان لها في اللغات الغربية معنى خاصاً لا يتفق عليه اصحاب العلم والادب . فمنهم من يرى ان هذا العلم مجرد درس قواعد الصرف والنحو ونقد نصوص الآثار الادبية . ومنهم من يرى انه ليس درس اللغة فقط ولكنه بحث عن الحياة العقلية من جميع وجوهها . واذا صح ذلك فمن الممكن ان يدخل في دائرة (الفيلولوجي) علم اللغة وفنونها المختلفة كتاريخ اللغة ، ومقابلة اللغات والنحو والصرف والعروض وعلوم البلاغة وعلم الادب في معناه الاوسع فيدخل تاريخ الآداب ، وتاريخ العلوم من حيث تصنيف الكب العلمية وتاريخ الفقه من حيث تدوينه في المجاميع والمجلات ، وتاريخ الاديان من حيث درس الكتب المقدسة ، وتأليف الكتب الدينية واللاهوتية ، وتاريخ الفلسفة من حيث تأليف كتب الحكمة وكتب الكلام ... ) .

وقد ظل هذا المفهوم غامضاً عند بعض اساتذة الجامعات وبخاصة في مصر حيث كان بفهم منه تلك الدراسات السامية المقارنة بين تراكيب الالفاظ العربية واخواتها الساميات، وانصبت عنايتهم على دراسة تطور المفردة العربية تاريخياً (7) .

ص7

__________________

(1) انظر : دراسات في فقه اللغة – للدكتور صبحي الصالح 19-20 وفي علم اللغة العام – للدكتور عبد الصبور شاهين 5 . 

(2) في علم اللغة العام 7 .

(3) فقه اللغة – د. عبده الراجحي 19 .

(4) لسان العرب – مادة (فقه) .

(5) دراسات في فقه اللغة 20 .

(6) النقد الفني في القرن الرابع د. زكي مبارك 2/37 .

(7) يراجع كتاب (فقه اللغة) د. عبده الراجحي 28 وما بعدها .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.