أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2016
2663
التاريخ: 2023-11-26
1328
التاريخ: 25-7-2016
22877
التاريخ: 2023-12-30
1167
|
ـ يمكن تقسيم الاتصال الانساني حسب اللغة المستخدمة إلى مجموعتين:
اولاً: الاتصال اللفظي :
في هذا الإطار تدل كل أنواع الاتصال التي يستعمل فيها اللفظ، ويكون بمثابة الوسيلة التي تنقل بها المرسلة من المرسل إلى المستقبل.
وهذا اللفظ من الممكن أن يكون منطوقاً، ويصل إلى المستقبل الذي يدركه عن طريق حاسة السمع، ومن الممكن أن تكون هذه اللغة اللفظية مكتوبة، والأمثلة على هذا النوع من الاتصال التي يستعمل فيها اللفظ والكلام بصورة واضحة وكثيرة وهي المحاضرات والدروس التقليدية، التي يقف المعلم في مركزها والندوات والمناقشات والمقابلات والمؤتمرات الخ... أما بالنسبة لاستخدام اللغة اللفظية المكتوبة فالأمثلة عليها كثيرة وهي الكتب والجرائد اليومية والشهرية والتقارير والمنشورات والدعوات وغير ذلك.
ثانيا: الاتصال غير اللفظي :
تضم هذه المجموعة جميع أنواع الاتصال التي لا تعتمد على اللغة اللفظية، و إنما تقف اللغة غير اللفظية فيها في المكان الرئيسي والأساسي، وتظهر واضحة في الإشارات والحركات المختلفة التي يستخدمها الشخص بهدف نقل فكرة أو معنى معين إلى شخص آخر، إلى أن يصبح شريكاً معه في الخبرة واللغة غير اللفظية المستعملة من قبل الإنسان للتعبير والدلالة عما يدور في خاطره من معاني وأفكار، هذه اللغة تقسم إلى ثلاث لغات كما اجمع معظم الباحثين في هذا المجال وهي:
1ـ لغة الإشارة :
وتتكون من مجموعة من الإشارات المختلفة والمستعملة من قبل الإنسان في عملية التفاهم والاتصال مع الآخرين، وهذه الإشارات تضم البسيطة والمعقدة مثل إشارات التفاهم مع الصم.
2ـ لغة الحركة أو الأفعال :
تضم هذه اللغة الحركات التي يقوم بها الإنسان بهدف نقل ما يريد من المعاني أو الأحاسيس الموجودة لديه والتي يقصد ويريد أن يؤثر بها على الآخرين، مثل عمل الممثل في المسرح والحركات التي يقوم بها، دون أن يستعمل اللغة اللفظية ورغم ذلك نستطيع فهم ما يريد قوله نتأثر به أو لا نتأثر نقبله أو نرفضه، المهم أننا نستطيع فهمه وفك رموزه.
ـ لغة الأشياء object language :
الأشياء هنا يقصد بها ما يستخدمه مصدر أو مرسل الرسالة موضوع الاتصال بهدف التعبير عن المعاني أو الأحاسيس التي يريد نقلها إلى المستقبل مثل ظاهرة لبس اللون الأسود في معظم المجتمعات، يعبر عن الحزن الذي يعيش فيه من يلبس هذا اللون.
نستطيع أن نقول اعتمادا على ما سبق إن اللغة اللفظية أو المكتوبة لكونها أداة اتصال هي لا تعتبر سوى طريقة واحدة من عدة طرق التي نستطيع بواسطتها نقل الأفكار والقيام بالاتصال بين الأفراد والجماعات، وعملية الاتصال تضم أيضا الكثير من المعاني الهادفة والمعبرة عما يوجد ويدور داخل الفرد من شعور وإحساس، واللغة اللفظية تعتبر ضرورية لكل مجتمع
إنساني، وهذه الأهمية ترجع إلى الجوانب الآتية:
1ـ تعتبر أساس الاتصال والتفكير وعلمية التخطيط الذي لا يمكن أن يحدث بدونها، ويصعب علينا أن نتخيل الثقافة الانسانية كيف كانت وإلى أين وصلت.
2- بواسطة اللغة تم تسجيل معظم جوانب التراث الإنساني ونقله إلى الحاضر الذي نعيش فيه، وعن طريقها نحافظ عليه وننقله إلى الأجيال القادمة كما هو، ونضيف عليه تراثنا الحديث الذي هو جزء من حياتنا التي نعيشها بكل ما فيها من جوانب مختلفة ومؤثرة.
3- استعمال اللغة والكلمات للتعبير عن الأفكار الموجودة لدينا والتي من الممكن أن يكون لها أثرها على الآخرين، لذا نقوم بالاتصال مع الآخرين بمساعدة عملية الكلام والكتابة، التي تعتبر عملية اقتصادية لأنه من الممكن أن تضم الجملة القصيرة عدد كبير من المعاني. واعتبار اللغة اللفظية اقتصادية أم لا، يتوقف على مدى ما يوجد بها من معرفة ومعلومات وخبرات سابقة مشتركة بين المصدر الذي يقوم بعملية إرسال الرسالة، أي الاتصال مع المستقبل الذي يتلقى بدوره الرسالة ويتفاعل معها ويتأثر بها بعد أن وصلت إليه وفهم مضمونها.
إن وجود بعض العيوب لا يعني بأي حال من الأحوال أنه من الممكن الاستغناء عنها بصورة نهائية كوسيلة أساسية للاتصال، ولكن يعني وجود لغة أخرى التي من الممكن الاستفادة منها مع اللغات الأخرى، مثل اللغة غير اللفظية التي تعتبر مهمة جدا، ولها أثرها الكبير والواضح في عملية الاتصال، هذا الأثر من الممكن أن يبقى فترة طويلة من الزمن أكثر من أثر اللغة اللفظية خصوصا إذا قمنا باستعمال الصور والرسومات المختلفة في عملية توضيح جوانب مختلفة من العمليات المعرفية، وهذا النوع من اللغة غير اللفظية مستعمل منذ القدم، حيث استعملها الانسان القديم قبل أن يعرف المعاني التي تقف من خلف الكلمات المتنوعة التي تتكون منها اللغة.
ولكي تصل اللغة المحددة التي نستعلها إلى الآخرين ويكون الهدف منها معروف ويمكن تحقيقه، لا بد من توفير بعض العناصر الضرورية لهذه الغاية وهي:
1ـ عندما نقوم بصياغة الكلمات والجمل، والرموز والإشارات والصور، يجب أن ندقق فيها، لكي تكون مناسبة لعملية الارسال التي نريد القيام بها، حيث لا تكون فيها دلائل مختلفة أو متناقضة، أي يجب أن تكون واضحة بصورة تدعو إلى الشك والفهم المتغير والمختلف لدى الأفراد والأشخاص المختلفين الموجودين في نفس المكان أو المحيط الذي نوجه إليه الإرسال أو الاتصال.
2ـ على المرسل القائم بالاتصال والإرسال أن يختار الوسيلة لكي ينقل بواسطتها رسالته إلى الجمهور المستهدف، لأن صياغة الرسالة وقالبها يختلف باختلاف الوسيلة التي تساعد على تحقيق الهدف من الرسالة أفضل ما يكون.
3ـ الرسالة التي يقوم المرسل بإرسالها يجب أن تصل إلى المستقبل المستهدف، كما يريدها المرسل، وذلك لكي يتمكن المستقبل من إدراك مضمونها بشكل لا يكون معرض للتحريف أو التأويل، وهذا بحد ذاته يفرض على المرسل أن يختار اللغة الأكثر مناسبة لمعنى الرسالة وهدفها.
أي أن لغة الرسالة أو الرسائل على اختلاف أنواعها وأغراضها، تتكون من الرموز اللفظية اللغوية أو من الرموز المصورة، وهذه الرموز تعتبر العمود الفقري للاتصال، وبدونها لا يمكن أن يحقق الاتصال أغراضه سواء كانت هذه الرموز إشارات وايماءات أو كلمات، وبدون شك فان الإيماءات والإشارات تعتبر وسائل ضعيفة إذا ما قمنا بمقارنتها بالألفاظ. هذه اللغة نطلق عليها اسم لغة الاتصال، وبما أن الرسالة تعتبر جزء له أهمية كبرى، ولا يمكن أن يفصل عن العملية الاتصالية، لذا فإن نجاح هذه العملية يتوقف على فهم المرسل الذي يقوم بعملية الاتصال ويقدم المادة أو الرسالة لجمهور المستقبلين أو المستهدفين.
وعند الحديث عن موضوع الاتصال واللغة المستعملة يجب أن نأخذ في الاعتبار ونعرف أن لكل مجتمع لغته الخاصة التي تعتبر عنصرا من عناصر تكوينه الهامة والأداة الفعالة التي لها مكانة خاصة في عملية التطور والنمو التي يمر بها كل مجتمع، بالإضافة لكونها الجانب الأساسي والمهم في شعور الأفراد بانتماء بعضهم لبعض، واشتراكهم في نفس الفعاليات التي لها أهمية خاصة في حياتهم، مثل الجوانب التاريخية أو الثنائية أو الاقتصادية، هذه الجوانب تحقق وتجعل من اللغة أداة مطالب المجتمع وتعمل على سد احتياجاته، أي أنها تقوم بتحقيق الاتصال بين الجماعات المختلفة داخل المجتمع الواحد في البداية وبين المجتمعات الأخرى فيما بعد.
يتضح مما سبق أن كل جماعة تتطلب عملية اتصالات ومعاملات وتربط بينها علاقات، ولكي نصل إلى تطبيق مطالب التعامل بين الأفراد والجماعات يجب أن تكون هناك أداة مرنة تستطيع التفاعل مع حاجاتها المتعاملة بها، أي أن اللغة هي ضرورة اجتماعية لا يمكن حدوث تفاعل واتصال وتأثير كامل بدونها، بمعنى أن الحياة تصبح صعبة للمجتمع دون وجود الأداة التي تربط بين جوانبه المختلفة وتحقق التآلف بين الأفراد وتعمل على تحقيق أهدافهم، وتنظم حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، كما ولها علاقة وثيقة بعملية التفاهم بين الأفراد والتعبير عن جميع الأمور التي تدور في عقولهم.
هذه الجوانب جميعها تدل على أهمية مكانة اللغة في عملية الاتصال، لأن هذه اللغة تعتبر العامل المشترك بين جميع عناصر العملية الاتصالية التي تضم المرسل والمستقبل والرسالة والوسيلة.
ونجاح عملية الاتصال يتوقف على مدى التوافق والتفاعل بين المرسل والمستقبل ولكي يحدث تفاعل بين هذين الطرفين لا يكفي أن تكون الرسالة مكتوبة أو مرسلة في لغة مفهومة للطرفين، بل يجب أن تكون الخبرات الموجودة لديهم مشتركة أيضاً، من هنا نقول إنه لا يمكن فهم طبيعة الاتصال اللغوي إلا إذا استطعنا أن نفهم عملية الإدراك نفسها، وفهم الجوانب المختلفة التي تشكل منها هذه العملية.
ومن هنا نستطيع أن نقول إن التأثيرات التي تحدث بين اللغة والاتصال تكون متبادلة في جميع العناصر ومقوماتها.
واللغة تعتبر الجانب المهم الذي يجعل من الاتصال عملية اجتماعية لها كيان اتصالي اجتماعي. بالإضافة لكونها أداة اتصال التي يستعملها المشتغلون في وسائل الاتصال واللغة. أيضا تضم جميع الجوانب الإعلامية المختلفة مثل الأخبار، الاعلام، التفسير أو الشرح، التوجيه أو الإرشاد، التسلية، الترفيه، التسويق، التعليم، والتنشئة الاجتماعية.
وفي عملية الاتصال الجماهيري تكون اللغة والرموز عبارة عن تبادل المعلومات والأفكار مع الآخرين.
وعليه فإن اللغة تقوم بتأدية وظائفها في عملية الاتصال في ثلاثة جوانب هي:
1- الوظيفة الإعلامية :
تتمثل في استخدام اللغة في عملية توصيل المعلومات والحقائق من خلال وسائل الإعلام المختلفة التي تلعب دورا كبيرا وهاما في عملية الاتصال الإعلامية العامة.
2ـ الوظيفة التعبيرية :
أي استخدام اللغة لكي تعبر عن الفن والأدب، بهدف التعبير عن المشاعر الإنسانية أو تحريكها واتجاهات الفرد المستقبل للرسالة.
3ـ الوظيفة الاجتماعية :
عندما نستعمل ونستخدم اللغة في عملية إقناع جمهور المستقبلين لرسالة الاتصال، بأسلوب محدد أو وجهة نظر، أو دفعة لعمل شيء ما، من هنا نقول إن فهم لغة الاتصال يكمن في وظيفتها، والتي تعتبر مرآة تعكس الفكر أو أنها وسيلة للتعبير عن الأفكار وعملية توصيلها وتبادلها.
واللغة التي نحن بصدد الحديث عنها هي التي تعرض الأمور بصورة مبسطة والتي يسهل على الجماهير استيعابها وفهمها، بالإضافة لكونها تتمشى مع قيم المجتمع وعاداته وتقاليده.
في نهاية الأمر نقول إن الاتصال كعملية تفاعل لا يقتصر على المجتمع الانساني وحده، ولكنه يوجد لدى الحيوانات والحشرات والطيور، إلا أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يقوم باستعمال الرموز بهدف الدلالة على المعاني أو التعبير عن أفكاره ومشاعره، وقد استطاع أن يقوم بتطوير الصيحات إلى لغة يمكن من خلالها التعبير عن أفكاره ومشاعره.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|