المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



الاتصال في اتجاهين  
  
8871   12:15 مساءاً   التاريخ: 24-6-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص167-169
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

  الاتصال من هذا النوع يدعى أيضا اتصال مزدوج، حيث يبدأ من طرف ويتجه إلى الطرف الآخر، ثم يرجع من الطرف الثاني إلى الأول مرة أخرى، حيث يعطى الطرف الأول ‏الأمر أو المعلومات والتعليمات التي يريدها والثاني الذي يلقى هذه التعليمات والمعلومات، يستجيب أو يقوم بالاستفسار عن هذه المعلومات، وهكذا يدور الحوار والمناقشة بين الطرفين، وهذا النوع من الاتصال يعتبر من صفات وخصائص القيادة التي تقوم على المشاورة وإعطاء الحق في الحديث والمشاركة، أي يهمها عملية تبادل المعلومات مع أفراد الشعب.

‏ويدعى هذا النوع من الاتصال بالاتصال الكامل لأنه يعطي الفرصة الكافية للمرسل والمستقبل للمحادثة والمناقشة والتعبير عن رأيهم على ضوء المعلومات التي أرسلها المرسل واستقبلها المتلقي المستقبل، أي أنها توجد عملية تبادل في الأفكار أكثر منها انتقالا، وعملية تبادل في المعلومات الذي أساسها المرسل، ويشترك معه فيها المستقبل بعد سماعها وفهمها، ببساطة عملية تفاعل مستمر ونستطيع أن نقول إن هذا النمط من الاتصال يشير إلى الاتصالات التي تحدث بين الأشخاص في جميع مجالات الحياة اليومية، ان في هذا النوع من الاتصال تتوفر جميع عناصر عملية الاتصال وخصوصا التغذية العكسية أو رجع الصدى، وهذا يعني أن المرسل يستطيع التأكد من أن الرسالة التي يرسلها أو إرسالها وصلت إلى المستقبل واستطاع أن يفهمها ويستوعب ما جاء بها، يعني أن عملية الاتصال هي عملية تفاعل ونقل الأفكار بصورة ناجحة ومثمرة بين طرفي عملية الاتصال أي من المرسل إلى المستقبل وبالعكس.

ومن هذه الاتصالات محادثات المعلم المبدع، والذي يسعى إلى العمل بكل أسلوب جديد مع طلابه، حيث تقوم هذه المحادثات على الإسماع والاستماع، والتي أساسها عملية الاستماع والانصات، أو المدير مع المعلمين حيث تتاح الفرصة هنا لكل طرف من أطراف عملية الاتصال أن يقوم بالمناقشة والاستفسار وإعطاء الرأي عما يدور معه أو حوله من مناقشة واحداث، طبيعي أن مثل هذا الوضع يتعلق بشخصية المدير إذا كان يميل إلى الديمقراطية وإعطاء الحرية أم عكس ذلك، ويتعلق أيضا بشخصية المعلم أو المعلمين الذين يعملون معه هل لديهم الثقة بالنفس أم هم عديمي الثقة والمقدرة على المواجهة.

‏واعتمادا على ما ذكر نقول إن عملية الاتصال في اتجاهين من الممكن أن تكون مباشرة إذا أعطيت فيها الفرصة الكافية، أو غير مباشرة، إذا لم تعط فيها فرصة بأي شكل من الأشكال.

‏والتفاعل الذي يحدث بين طرفين ويسوده جو هادئ ومستقر يعتبر من أهم العوامل التي تساعد على نجاح عملية الاتصال، أضف إلى  ذلك أن هذا النوع من الاتصال يمكن كل من المرسل والمستقبل القيام بتبادل الأماكن أي المرسل يصبح مستقبل والمستقبل يصبح مرسل، وهذا التغير في الأدوار يستمر طوال فترة الاتصال، ونحن عندما نحاول الاتصال فإننا نحاول أن نؤسس اشتراكا مع شخص أو مجموعة من الأشخاص هذا الاشتراك يكون في المعلومات أو الأفكار أو الاتجاهات.

وعملية انتقال المعاني بين الأفراد هي التي تحدد العملية الاجتماعية التي تحدث بينهما. كما أنها تحدد جميع الأشكال المجتمعية، حيث يصبح بقاء الحياة الاجتماعية واستمرارها متوقفا على انتقال الرموز ذات المعاني وعملية تبادلها بين أفراد المجتمع، بالإضافة لكون جميع أوجه النشاط الجماعية تتوقف على الخبرات المشتركة من المعاني.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.