المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الزراعة
عدد المواضيع في هذا القسم 13785 موضوعاً
الفاكهة والاشجار المثمرة
المحاصيل
نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية
الحشرات النافعة
تقنيات زراعية
التصنيع الزراعي
الانتاج الحيواني
آفات وامراض النبات وطرق مكافحتها

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

القصد في الاحاديث الشريفة
19-4-2016
حفظ السر
6-12-2017
الدلالة في تعريفات العلماء المحدثين
13-9-2017
بوردا ، جان شارل شيفاليه
18-10-2015
العنكبوت الأحمر الذي يصيب الطماطم
20-3-2016
الدوافع إلى التبني قديما
27-5-2022


تاسيس بستان الزيتون وخدمته  
  
18325   03:22 مساءاً   التاريخ: 20-6-2016
المؤلف : د. محمد حسني جمال و د. مواهب السوسو
الكتاب أو المصدر : الفاكهة مستديمة الخضرة
الجزء والصفحة : ص 59-74
القسم : الزراعة / الفاكهة والاشجار المثمرة / الزيتون /

تأسيس بستان الزيتون وخدمته

للحصول على مردود اقتصادي جيد وانتاجية عالية لشجرة الزيتون لابد من تبني سياسة جديدة من حيث تخصيص الأراضي الجيدة ومتوسطة الخصوبة لهذه الشجرة، وتقديم عمليات الخدمة اللازمة والابتعاد عن الأراضي الضعيفة والفقيرة والزراعة المطرية، والا لابد من ريّها صيفاً، على الأقل في السنوات الأولى للغرس.

1- إنشاء البستان: ان مستقبل بستان الزيتون يتوقف على:

  • خصائص الموقع ويشمل عوامل المناخ والتربة.
  • الأصناف والأصول المختارة. فالأخطاء التي ترتكب في مرحلة التأسيس والمتعلقة بالعوامل المذكورة ستؤدي حتماً الى اضرار لا يمكن تلافيها ما دامت الأشجار قائمة.

- اختيار الأرض والموقع المناسبين:

لاتخاذ القرار بتأسيس بستان الزيتون لابد من الاخذ بعين الاعتبار خصائص الموقع (مناخ وتربة) ومعرفة المتطلبات البيئية لهذه الشجرة، لذا نختار في البداية الموقع المحمي من الرياح الشمالية الباردة والبعيدة عن الوديان، ولا ننسى ان الزيتون شجرة شرهة للضوء. ولابد من الانتباه لمتوسط الحرارة في المنطقة المختارة ومدى توافر بعض البرودة لتلبية احتياج الأشجار منها. كما ان معدل الهطول المطري والمياه المخزونة في التربة له دور هام في نجاح هذه الزراعة. بعد ذلك نختار الأراضي الخفيفة العميقة وجيدة النفاذية، مع وجود طبقات طينية خفيفة لا تمنع نفوذ الماء، ولابد هنا من اخذ عينات من الأرض المختارة لتحليلها ومعرفة مدى محتواها من المادة العضوية وعنصري الفوسفور والبوتاسيوم والكلس الفعال ودرجة الحموضة. بشكل عام تعيش شجرة الزيتون في مختلف أنواع الترب باستثناء الغدقة او المالحة.

-انتقاء الأصناف:

نختار الأصناف المتأقلمة والناجحة مع شروط المنطقة المختارة، ومع طريقة الزراعة التي ستتبع وكثافتها مما سيؤثر في طريقة تقليم التربية والاثمار. كذلك لابد من مراعاة مسالة التلقيح الخلطي بين الأصناف ومدى توافقها فيما بينها، ومن ثم مدى سرعة دخول هذه الأصناف في طور الاثمار، فهذه مسالة اقتصادية وتقنية مهمة. من ناحية أخرى يتم اختيار الصنف حسب الغرض من زراعته (أصناف زيت او مائدة) ومدى مقاومته للآفات وحساسيته المعلومة وموعد نضجه وبالتالي تحديد موعد القطاف.

- كثافة الزراعة:

يتوقف عدد الأشجار في وحدة المساحة وابعاد الزراعة على: معدلات الامطار، الصنف، نقب التربة وخصوبتها وقدرتها على الاحتفاظ بالماء، طريقة الخدمة التي ستتبع في الحقل من الري وجمع المحصول. ان طبيعة نمو الصنف وحجم الشجرة لهما دور كبير في تحديد الكثافة، إذ ان الأصناف التي تكون اشجارها كبيرة الحجم (جلط، دان، عنادي) تزرع على مسافات اكبر من الأصناف ذات الأشجار الصغيرة الحجم (صوراني، محزم أبو سطل) هذا وتزداد كثافة الزراعة مع زيادة معدل الهطول المطري إذ يصغر المجموع الجذري للشجرة وبذلك يزداد متوسط انتاج الهكتار، وبوجود هطول مطري اقل من 150 ملم سنوياً تزداد ابعاد الزراعة بحيث لا تتجاوز كثافة الأشجار 100 شجرة/ هكتار، اما في المناطق شبه الجافة 500-600 ملم/ سنوياً فتصل الكثافة الى 100 شجرة/هكتار. وتزداد هذه الكثافة حتى الوصول لأسلوب الزراعة المكثفة (200-300 شجرة/هكتار). في إيطاليا يتبع هذا الأسلوب في منطقة Toscane حيث تصل نسبة الامطار الى 800 ملم سنوياً، اما في الجزائر فاغلب مزارع الزيتون ذات كثافة 100-140 شجرة/ هكتار حيث لا تتجاوز نسبة الامطار 350-400 ملم سنوياً. هذا وفي حال اتباع أسلوب الزراعة المكثفة يفضل التربية على ساق منخفضة للشجرة لتسهيل علميات الخدمة ومن خلالها تقصير فترة ما قبل الإنتاج. كما تعتمد الكثافة على نوعية التربة وتركيبها ومدى خصوبتها ومقدرتها على الاحتفاظ بالماء حتى في فصل الجفاف، كما ان نقب التربة وتقديم الخدمات الزراعية المختلفة يساعد على تقليل ابعاد الزراعة وزيادة درجة التكثيف في وحدة المساحة. ولا ننسى طريقة الخدمة التي ستتبع في الحق من طريقة الري وجني المحصول، ويدوياً او آلياً لان مكننة الزراعة تتطلب الزراعة على ابعاد معينة تسمح باستخدام الآلات المختلفة، فمثلاً تزرع الغراس على مسافة (6×6م) في حال استعمال القطاف الآلي أي بتكثيف قدره (200-250 شجرة/هكتار). عموماً تزرع غراس الزيتون على 8×8م الى 10×10م الى 12×10م في المناطق الداخلية. هذا وان افضل درجة كثافة للزراعة هي 20-30 شجرة في الدونم أي بأبعاد 6×6م الى 7×7م في اغلب بيئات الزيتون.

- تحضير الأرض للزراعة: وتتلخص فيما يلي:

- تسوية التربة وذلك بهدف إزالة الصخور والتضاريس والقضاء على الحشائش والاعشاب المعمرة لاسيما. وفي حال وجود انحدار في التربة (10-30%) نلجأ الى عمل مدرجات منعاً للتعرية.

- إجراء فلاحة عميقة للتربة من دون قلبها في نهاية الصيف او نقب الأرض على عمق 80-90 سم باتجاهين متعامدين مما يزيل الطبقات الصلبة تحت سطح التربة، ويحسن من النظام المائي والهوائي للتربة مما يؤمن مهداً مناسباً لجذور النباتات ويخفف من انجراف التربة، ويحسن خصوبتها بتحسين عمق التربة الزراعية لاسيما في الاتربة السطحية، كما يسهم في دخول الأشجار في سن الاثمار في وقت مبكر، ثم نجري فلاحة متوسطة العمق 40-45 سم متعامدة، ثم تسوية للتربة بعد اجراء تسميد أساسي بإضافة الكميات التالية للدونم:

22 كغم سوبر فسفات ثلاثي عيار 48%.

20 كغم سلفات البوتاسيوم عيار 50%.

         3 م3 سماد عضوي متخمر جيداً.

- تخطيط البستان وتحدث أماكن الغراس بالأوتاد حسب كمية الزراعة المختارة، (كلما زادت خصوبة التربة تقل المسافات بين الغراس) فكون بمعدل 8×10م في الأراضي الخصبة، و 10×10م في الزراعة التقليدية وتصل الى 6×6م ما يعادل 200-300 شجرة/هكتار في حال الزراعة الكثيفة، ونعمل الحفر 60×60×80سم في نهاية الصيف وبداية الخريف بغية تعرضها لأشعة الشمس بشكل كاف، ويضاف اليها السماد المعدني الأساس بمعدل 200غ آزوت و100غ بوتاسيوم في كل حفرة.

- زراعة الغراس:

بعد اختيار الغراس (ناتجة عن عقل خضرية مجذرة، معروفة الصنف او شتول بذرية مطعمة وخالية من الامراض ولاسيما مرض الذبول) يتم الغرس في الربيع (شباط وآذار) او الخريف، (فترة السكون الشتوي في شهري تشرين الأول والثاني قبل هطول الامطار) وذلك حسب منطقة الزراعة، ويفضل في الربيع لتفادي برد الشتاء. بعد الزراعة مباشرة ينصح بري الغراس بحدود 40-50ل/غرسة، وذلك لضغط التربة وطرد الفراغات الهوائية قرب الجذور وتكرر العملية في حال انحباس الامطار، ويمكن تغطية التربة حول الغراس برقائق من النايلون الأسود بقطر 1-1.5م للحفاظ على الرطوبة بمنع التبخر ومنع نمو بعض النموات العرضية من سطح الأرض. يتم الغرس بعد ترطيب الجذور بغزارة في حال جفاف الجو، ويراعى زراعة 2-4 أصناف معاً على شكل مجموعات يتألف كل منها من أربعة خطوط وعلى التوالي. وهنا لابد من الانتباه إذا كانت الغراس ناتجة عن شتول بذرية مطعمة فيجب ان يكون منسوب الطعم اعلى من منسوب تراب سطح الجورة بعد ردمها، وان توضع الغرسة بحيث يكون الطعم من الجهة التي تهب منها الرياح وليس العكس.

* وتراعى النقاط التالية في حال إنشاء البستان في المناطق الجافة (المطرية):

- تحديد كثافة الزراعة حسب معدل الهطول المطري.

- استخدام القرم الكبيرة غير المجذرة (4-6 كغم) للزراعة، وذلك بوضعها في حفر غير مملوءة بالتراب كاملاً لتعمل على تجميع مياه المطر.

- عدم عمل تقليم تربية الا بعد عدة سنوات من الغرس للسماح بتشكيل الجذور، اجراء تقليم اثمار بشكل قاس وذلك حسب كمية الامطار.

- حرث الأرض بآلات خفيفة كلما تشكلت قشرة على سطحها.

- حماية التربة من الانجراف وذلك للمساعدة على الاستفادة من مياه الامطار والسيول. ففي المناطق ذات الهطول المطري الأقل من 500 ملم يجب الاستفادة من هذه المياه وذلك عن طريق:

* الري الشتوي بالأحواض عن طريق قنوات ترابية توصل مياه السيول اليها.

* إقامة مدرجات او مصاطب في المواقع الشديدة الانحدار وإقامة سدود وحواجز ترابية ونباتية تزرع الأشجار على طولها لتستفيد من مياه السيول.

* زراعة الأشجار ضمن حفر بشكل هلال في المنحدرات الخفيفة.

ان مراعاة النقاط السابقة يساعد على زيادة الإنتاج ويقلل من الإصابة بالحشرات والامراض الحاصلة بسبب الحرارة والجفاف.

* الزراعات البيئية والزراعة الكثيفة:

تنمو شجرة الزيتون ببطء ولذلك فان قسماً كبيراً من الأرض يبقى من دون استعمال في السنوات الأولى من الزراعة، ومن الطبيعي ان تزرع بالمحاصيل البيئية لتغطية تكاليف الزراعة على الأقل. بالتفكير جدياً في الامر لم لا يزرع بعض الخضار التي تحتاج للمياه ايضاً بين أشجار الزيتون في البداية، وبذلك يمكن الاستفادة من ذلك بري هذه الخضار واشجار الزيتون معاً. من ثم ما مدى تأثر شجرة الزيتون بالزراعات الأخرى وبكمية المياه المعطاة؟ على ما يبدو الفارق بسيط بين إنتاجية الزيتون المروي المحمل وغير المحمل من جهة، ومن جهة أخرى هذا يعوض على المزارع كثيراً، إذ ان الزيتون يحصل على الماء اللازم في الصيف بوساطة زراعات أخرى. اذن لا ضرر من الزراعات البيئية مع مراعاة:

- عدم اتباع هذه الزراعات في حال عدم توافر المياه لشجرة الزيتون اصلاً، وهذه حال الزراعة في المناطق الجافة.

- يجب التوقف عن هذه الزراعات بعد السنة السادسة في الأراضي الجيدة والمروية وبعد 12-15 سنة في المناطق الجافة ان حصل.

- زراعة بعض الزراعات التي تتقارب في متطلباتها مع شجرة الزيتون، ويفضل المحاصيل السنوية وليس أشجار فاكهة أخرى، لأنها موضع جدل حتى اليوم..

وتحل حالياً الزراعة الكثيفة بديلاً عن الزراعات البيئية. هذه الزراعة تعتمد في مفهومها على زيادة الإنتاج عن طريق التوسع الرأسي اكثر منه عن طريق التوسع الافقي. ولاشك بان المنافسة العالمية تتطلب حالياً تحسيناً افضل وزراعة اكثف لجميع أشجار الفاكهة بما فيها الزيتون. وتعتمد الزراعة الحديثة (الكثيفة) على تخصيص ارض الزيتون للزيتون فقط، وذلك لتسهيل عمليات الخدمة اليدوية والآلية، وهنا لابد من:

- اختيار الأرض المناسبة لذلك وتحضيرها بشكل جيد من نقب وفلاحة وتسميد في العمق لتحقيق نمو افضل للمجموعة الجذري، ويفضل الابتعاد عن أماكن الصقيع.

- تربية الأشجار على ساف منخفضة لتسهيل عمليات المكافحة والخدمة والقطاف، ومن خلالها يتم اختصار فترة ما قبل الإنتاج.

- زيادة عدد الأشجار في وحدة المساحة، وذلك بالزرع على مسافات ضيقة 5×5م بالحد الأقصى، وبالتالي زيادة الإنتاج في وحدة المساحة.

- اختيار الأصناف ذات الثمار الكبيرة لسهولة جمعها، وكذلك زراعة أصناف ملقحة لتامين عقد الثمار بشكل افضل.

  • استعمال الميكنة في المكافحة والقطاف لتوفير اليد العاملة وزيادة الإنتاج.

2- خدمة بستان الزيتون:

1- التسميد:

يحتاج النبات ليكمل دورة حياته الى 16 عنصراً غذائياً تتوزع ضمن مجموعتين: الأولى تشمل عناصر رئيسية NPK, S, Mg, Ca والثانية عناصر نادرة يحتاجها بكميات صغيرة مثل Zn, Mn, Cu, B, Mo وتحتاج أشجار الزيتون كغيرها من الأشجار المثمرة في تكوين نموها وانتاجها الثمري الى إضافة الأسمدة العضوية والمعدنية على الرغم من تحملها لظروف التربة الفقيرة والقليلة الخصوبة، الا ان التجارب تؤكد على ان جودة الإنتاج وكميته (الزيت لاسيما) تعتمد بشكل كبير على كمية إضافة هذه الأسمدة وطريقتها، ولهذا فانه من الأهمية بمكان توفير العناصر الغذائية الأساسية لهذه الشجرة (تسميد متزن) وفي مواعيدها المناسبة، ومن اعراض نقص بعض هذه العناصر ما يلي:

  • الآزوت: يؤثر هذا العنصر بشكل كبير في إنتاجية الشجرة لوجوده في الخلايا المرستيمية بكمية كبيرة. تظهر اعارض نقصه بان تأخذ الأوراق لوناً اخضراً شاحباً اكثر او اقل وضوحاً، حسب شدة النقص، وتصل الى درجة تساقطها وقصر السلاميات وضعف عام بالشجرة يؤدي لتدني الإنتاج. هذا ويجب الحذر من زيادته التي تؤدي الى تأخير النضج والحساسية الزائدة للإصابة بالأمراض.
  • الفوسفور: عنصر ضروري للانقسام الخلوي ولتشكيل الالبومين في البذور، ودوره في حلقة كريس معروف جداً. تظهر اعراض نقصه بتلون الأوراق بالأخضر القاتم وتناقص في نمو الأوراق وفي استطالة الطرود. الكلوروز الناتج عن نقص هذا العنصر يبدأ من قمة النصل ثم يتسع نحو القاعدة انطلاقاً من محيط الورقة باتجاه الداخل. ويجب مراعاة الاتزان الغذائي بين الآزوت والفوسفور حتى لا يحصل نقص في تمثيل أي منهما لدى النبات. تختلط اعراض نقص هذا العنصر مع اعراض نقص الآزوت انما تبقى الأوراق غير مشوهة، ولا ينتشر فيها الاصفرار. والجدير بالذكر ان الفوسفور لا تمتصه الجذور بسهولة كعنصر الآزوت بل يحتاج لبعض الوقت كي يتحلل، لذلك يضاف ويقلب في التربة قبل 2-3 اشهر من موسم النمو، ويصعب امتصاصه عندما تكون حموضة التربة PH بين 7-9.
  • البوتاسيوم: لا يمكن ان يقوم أي عنصر آخر مقام البوتاسيوم، فله دور كبير في اختزان النشاء ومنظم انزيمي في الخلايا، كما انه يزيد من مقاومة النبات للبرد والآفات. تظهر اعراض نقصه بشكل كلوروز على القسم القمي من الأوراق (يمكن ان يتشابه هذا مع نقص البور الذي لا يمس سوى نهايات الأوراق) ثم يمتد نحو القاعدة معطياً لوناً بورنزياً لنصل الورقة، وتظهر هذه الاعراض اولاً على الأوراق الأكبر سناً ثم تمتد للأوراق الفتية. ان غالبية الأراضي السورية غنية بهذا العنصر، وتستهلك أصناف الزيت عنصر البوتاسيوم اكثر من أصناف المائدة، كما تتطلب الأشجار كميات كبيرة منه في سني الحمل الغزير ويتدنى ذلك في سني عدم الحمل.
  • الكالسيوم: يعرف الزيتون بمدى تحمله للترب الكلسية وتأقلمه معها من جهة، ومدى حساسيته لنقص هذا العنصر من جهة أخرى، إذ تبدو الأوراق ساعتها صغيرة وضيقة، من ثم يتوقف نموها وتتساقط قبل تمام نموها. هذا ولابد من اتزان ايوني بين الكالسيوم والمغنزيوم والبوتاسيوم لضمان تغذية حيدة للشجرة.
  • البور: وجود هذا العنصر بالتلازم مع الآزوت والبوتاسيوم ينعكس بوضوح على نمو شجرة الزيتون، تظهر اعراض نقص هذا العنصر في شهري حزيران وتموز على الأوراق الطرقية بشكل كلوروز يبدأ في القمة ثم يشغل نحو ثلث الى ثلثي نصل الورقة، وفي حال النقص الشديد تصل الاعراض الى الطرود الحديثة بحيث يموت البرعم الطرقي وينمو عدد كبير من النموات الجانبية.
  • المغنزيوم: عنصر مهم في عملية التمثيل الضوئي. تبدأ اعراض نقصه بالظهور اما على قمة الورقة او على أطرافها، وفي كلتا الحالتين تبقى قمة الورقة وقاعدتها والعرق الوسطي الرئيسي لها اخضر اللون. تظهر هذه الاعراض في الخريف وعلى أوراق السفلية لنموات السنة.
  • الحديد: بالرغم من ان هذا العنصر لا يدخل ضمن تركيب الكلوروفيل لكنه له دور وسيط لتشكيله. تبدو اعراض نقصه باصفرار واضح في أوراق الفتية الذي يمكن ان يزداد وضوحاً في حالات النقص الشديد حيث يظهر بعدها تآكل على اطراف الأوراق ورؤوسها ويعالج بإضافة شلات الحديد.

وتحدد الكميات المضافة من الأسمدة NPK حسب نوع الزراعة (مروية او مطرية) إذ تزداد معدلات التسميد في حال الزراعة المروية وعمر الأشجار (منتجة او غير منتجة)، كما تختلف معدلات التسميد حسب خصوبة التربة ونوعيتها، الصنف المزروع (زيت او تخليل) ومسافات الزراعة ومعدلات الامطار السنوية، إذ كلما زادت كمية الامطار تزداد كمية الأسمدة المضافة، ولاسيما السماد الآزوتي، مما يزيد من المردود الثمري.

فيما يتعلق بكميات السماد الواجب اضافتها لأراض متوسطة الخصوبة ولاشجار بعمر 3-7 سنوات، يكتفى بإضافة سماد عضوي بمعدل 50كغم/شجرة/4-5 سنوات، اما السماد المعدني فيضاف بمعدل 200غ سلفات البوتاسيوم و250-300غ سوبر فسفات للشجرة الواحدة سنوياً تقلب جميعها بفلاحة متوسطة العمق في الخريف كما يضاف 150-200غ سلفات الامونياك على دفعتين في الربيع قبل بدء النمو حول محيط الشجرة عند مسقط تاجها وعلى عمق 20سم في المناطق ذات الهطول المطري 400مم/سنوياً، وتقلل هذه الكميات الى النصف عندما يقل معدل هذا الهطول.

ومع دخول الشجرة طور النمو والاثمار يتم التسميد على أساس 100غ سماد آزوتي عن كل سنة من عمرها، فمثلاً لشجرة بعمر 10 سنوات نضيف 1كغم سلفات امونياك او نترات امونياك توزع على دفعتين، تزداد هذه الكمية حتى عمر 40 سنة فتصبح 4كغ بالحد الأقصى وحينها نحافظ على هذا القدر، اما فيما يخص التسميد الفوسفوري والبوتاسي فتحتاج الشجرة في طور الاثمار الملئ الى 2 كغ سوبر فسفات و 1كغ من سلفات البوتاس. وخلاصة القول: فحقل أشجار بعمر 25 سنة (طور الاثمار الاقتصادي) واكثر يمكن إضافة ما يعادل 200كغ يوريا 46% +100 سوبر فسفات 48% + 100كغ سلفات البوتاسيوم 50% للهكتار بالإضافة الى 20 م2 سماد عضوي متخمر كل 3 سنوات.

  • وتضاف الأسمدة بثلاث طرق:
  • في حلقات حول الأشجار عند مسقط تاج الشجرة وعلى عمق 25-30سم، وذلك في المناطق الرطبة نسبياً حيث تمتد الجذور بشكل محدود.
  • على كامل مسطح التراب وذلك في المناطق الأكثر جفافاً حيث ينتشر المجموع الجذري بشكل واسع ويتداخل مع بعضه البعض.
  • مع مياه الري في حالة اتباع أسلوب الري بالتنقيط.
  • اما مواعيد إضافة الأسمدة:
  • في الخريف: وذلك بإضافة ثلث السماد الآزوتي المقرر للشجرة بعد القطاف مباشرة على شكل سماد نشادري، بينما يضاف الثلثان الباقيان على شكل نتراتي في نهاية الشتاء (شباط وآذار). اما السماد الفوسفاتي والبوتاسي، ولكونه قليل الحركة في التربة المتوسطة القوام فيضاف بعد القطاف او خلال الشتاء. وخلاصة القول: تضاف الأسمدة بانواعها الثلاثة في نهاية الشتاء في ظروف دول حوض البحر المتوسط لأكثر أنواع التربة.
  • في الربيع: يحتاج الزيتون لمستو عال من الآزوت في الفترة ما بين الازهار وعقد الثمار، ولكن إضافة السماد الآزوتي خلال هذه الفترة مع انحباس الامطار عملية غير مفيدة وربما ضارة، لذا يتم اللجوء الى التسميد الورقي بمحاليل مخففة من اليوريا او نترات البوتاسيوم مما يساعد على تثبيت العقد وقلة نسبة الازهار المتساقطة وزيادة المردود الزيتي.

2- الري:

على الرغم من ان شجرة الزيتون تتحمل العطش بفضل تركيبها التشريحي والفيزيولوجي الا انها تستجيب للري بشكل واضح، إذ تختلف حاجة هذه الشجرة للري حسب العوامل المناخية السائدة، ومعدل هطول الامطار، ومدى توزعها على مدار السنة. هذا ورغم ان اغلب زراعة الزيتون في سوريا مطرية الا ان الدراسات تشير الى ان تعرض أشجار الزيتون في الصيف وبداية الخريف الى الجفاف أدى لانخفاض نسبة الزيت المتشكلة في الثمار بشكل ملحوظ مقارنة مع الأشجار المروية التي أعطت انتاجاً افضل من الزيت والزيتون. كما تختلف حاجة أشجار الزيتون للري حسب طبيعة التربة وتركيبها، ففي الأراضي الرملية والخفيفة حيث النفاذية كبيرة والقدرة على حفظ الماء منخفضة ينصح بالري كل 15 يوم صيفاً وبمعدل 300-400م3/هـ للرية الواحدة. ويؤدي عدم الري الى اجهاض المبايض وصغر حجم الثمار المتبقية على الشجرة حتى لو كان الصنف معروفاً بحجم ثماره الكبير، مما يؤدي الى انخفاض قيمته التجارية. في المناطق ذات معدل الهطول المطري 500-600ملم فاكثر، يكتفي بالري 1-2 مرة في الأشهر الأكثر جفافاً مع مراعاة اجراء الاعمال الزراعية الأخرى بالشكل المطلوب، اما عندما يكون هذا المعدل ما بين 180-250ملم (مناطق جافة) فينبغي السقاية 6-8 مرات في موسم النمو الخضري. وهنا لابد من تحديد فوائد الري لأشجار الزيتون بالنقاط التالية:

  • يزداد المحصول عند الأشجار المروية بنسبة 30-50% عن الأشجار غير المروية بسبب زيادة زون الثمار وحجمها.
  • ان إعطاء رية واحدة خلال مرحلة امتلاء الثمار قد أدى الى زيادة حجمها زيادة ملموسة وادى الى زيادة نسبة اللب الى البذرة.
  • ان الري المتأخر لأصناف الزيت يزيد من حجم لب الثمرة، ويزيد من النموات الخضرية الحاملة للثمار، ومن نسبة العقد في الربيع القادم، وكذكل تزداد بشكل غير مباشر كمية الزيت الكلي الناتج.
  • ان الري المبكر في الربيع واوائل الصيف (خلال المراحل الأولى من تطور الثمار) يؤدي لزيادة طول الطرود التي ستحمل الثمار في العام القادم ولكن ذلك لا يسهم في زيادة حجم الثمار النهائي. لهذا فالري الكامل لمزارع الزيتون يؤدي الى زيادة المحصول الكلي وتحسين نوعيته.
  • يؤدي الري بعد مراحلة تصلب النواة الى تأخير نضج الثمار وتاخر تلونها فترة طويلة نسبياً. هذا وفي حال تأخر مطر الخريف في أيلول، اثناء مرحلة تصلب النواة (فترة حرجة)، من الواجب عندها عمل رية او ريتين حتى لا يؤثر ذلك سلباً في المحصول.

اما فيما يتعلق بالفترة الحرجة الثانية لاسيما بالزيتون فهي قبيل الازهار واثناء العقد وهنا يجب الري اذا كان الشتاء جافاً، إذ في اغلب الأحيان تحتوي التربة في هذه الفترة على قدر وقير من الماء ولكن في المناطق الحافة ولاسيما في الشتاء الجاف، كثيراً ما تعاني أشجار الزيتون من عدم وجود ما يكفيها من الماء اثناء تكون الثمار. ان قلة الماء في هذه الفترة يؤدي الى تساقط الثمار المبكر وبالتالي يؤدي الى قلة المحصول، ولكن بالمقابل يجب عدم زيادة كميات الري في فترتي الازهار والعقد. مما تقدم ينصح دائماً بالري بكميات معتدلة وتتوقف هذه الكميات حسب حاجة النبات ورطوبة التربة ومواصفاتها الفيزيائية المختلفة. ويتم ريّ أشجار الزيتون بطرق الري الشائعة وذلك بالأحواض او الشرائح (عند المنحدرات) بالرذاذ او بالتنقيط في الأراضي الخفيفة وهي من افضل الطرق لما توفره من ماء الري واليد العاملة، ولكن كلفتها عالية وتحتاج في تنفيذها الى جبرة جيدة.

3- الحراثة:

للحراثة دور مهم في تحسين قابلية التربة للاستفادة من مياه الامطار كما انها تعمل على قلب الأسمدة العضوية والمعدنية وخلطها جيداً. إضافة الى انها تعمل على إزالة الأعشاب، كما ان الفلاحات السطحية تساهم في منع التشققات التي تحصل في فصل الصيف وبالتالي تقلل من عمليات التبخر وكل هذه العوامل مجتمعة سوف تؤدي في النهاية الى إيجاد علاقة جديدة بين الرطوبة والتهوية في التربة، وهذا يزيد في تحسين الظروف المناسبة لإنتاج افضل من الزيت والزيتون. والجدير بالذكر انه يجب ان يوقف الحرث والعزق خلال فترة الازهار، من ناحية أخرى نحتاج الى فلاحة اكثر كلما ازدادت كثافة الأشجار، وهنا تترك عملية تحديد عدد الفلاحات الى خبرة المزارع، ولكن يجب ان لا يتعدى عمق الفلاحة 10-20سم وهذا يكفي لتحقيق اهداف الحراثة المذكورة لان الفلاحة على اعمق من ذلك تؤدي الى قطع الجذور وبالتالي ضعف الشجرة.

وخلاصة القول: إذا احتاج البستان الى 3 فلاحات فاها توزع بالشكل الآتي:

  • فلاحة الخريف (من شهر تشرين الثاني حتى كانون الأول) مع التسميد ولاسيما في المناطق المطرية، وتأتي بعد سقوط الامطار وجني المحسول والغية منها زيادة قدرة التربة على تخزين المياه ودفن الأسمدة العضوية والكيميائية المضافة، وهي اعمق نسبياً بالمقارنة مع فلاحة الربيع او الصيف (12-15سم).
  • فلاحة الربيع ويمكن استبدالها بالعزق 2-3 مرات خلال الربيع لعمق لا يزيد عن 10سم، تأتي بعد تفتح الازهار والغاية منها قتل الأعشاب الضارة وتخفيف عملية بخر الماء من التربة وخلط الأسمدة الآزوتية.
  • فلاحة الصيف وهي عبارة عن عزق سطحي للتربة (7-8سم) لاسيما عند تشكل قشرة على السطح او ظهور اعشاب. وتأتي بعد شهر حزيران والغاية منها تكسير سطح التربة الذي يحتوي على قنوات تبخير المياه من باطن الأرض، وبالتالي منع عملية التبخر والمحافظة على رطوبة التربة.

عموماً يجب اخذ عمق الحرث بعين الاعتبار اثناء كل فلاحة فالحرث العميق من 20-30سم يؤدي الى الاضرار بالجذور وتزداد هذه الاضرار كلما كانت الجذور سطحية، والتي تتكون في الأراضي الثقيلة، اما في الأراضي الرملية فتكون الجذور اكثر عمقاً، كما ينبغي تجنب المحاريق القلابة كونها تؤدي الى تكوين مرتفعات ترابية حول الأشجار، وانخفاض في المسافة البينية الامر الذي يؤدي الى تقطيع الجذور واصابتها بمرض ذبول الزيتون وتعرضها للجفاف.

في المزارع التي تروى بالتنقيط يجب الاهتمام من بداية غرس الشتلاب بإزالة الحشائش بصفة مستمرة وهي نبت صغير وقبل ان تصل الى مرحلة تكوين البذور وانتشارها، ويتم اجراء ذلك باليد او بالعزق السطحي. ويمكن استخدام المبيدات اذا دعت الضرورة لذلك للحد من نمو الحشائش، وذلك برش الجرامكسون بمعدل 1لتر/200لتر ماء من 2-3 رشات بفاصل شهر بينهم لمكافحة الحشائش الحولية اما المعمرة (النجيل والسعد والعليق) برش الرواند أب او الهربازد بمعدل 4 لتر مبيد + 2كغ سلفات نشادر لكل 200لتر ماء ويراعى ان يتم الرش بعد تطاير الندى في الصباح على النموات الحديثة للحشائش وهي في قمة نشاطها مع الاحتراس بعدم ملامسة المبيد للأوراق والثمار.

خلاصة، ان تقديم عمليات الخدمة الجيدة لشجرة الزيتون من تقليم وري وتسميد وحراثة بالإضافة الى مناخ موافق ينعكس ايجابياً على هذه الشجرة بإعطاء محصول جيد منتظم.




الإنتاج الحيواني هو عبارة عن استغلال الحيوانات الزراعية ورعايتها من جميع الجوانب رعاية علمية صحيحة وذلك بهدف الحصول على أعلى إنتاجية يمكن الوصول إليها وذلك بأقل التكاليف, والانتاج الحيواني يشمل كل ما نحصل عليه من الحيوانات المزرعية من ( لحم ، لبن ، صوف ، جلد ، شعر ، وبر ، سماد) بالإضافة إلى استخدام بعض الحيوانات في العمل.ويشمل مجال الإنتاج الحيواني كل من الحيوانات التالية: الأبقـار Cattle والجاموس و غيرها .



الاستزراع السمكي هو تربية الأسماك بأنواعها المختلفة سواء أسماك المياه المالحة أو العذبة والتي تستخدم كغذاء للإنسان تحت ظروف محكمة وتحت سيطرة الإنسان، وفي مساحات معينة سواء أحواض تربية أو أقفاص، بقصد تطوير الإنتاج وتثبيت ملكية المزارع للمنتجات. يعتبر مجال الاستزراع السمكي من أنشطة القطاعات المنتجة للغذاء في العالم خلال العقدين الأخيرين، ولذا فإن الاستزراع السمكي يعتبر أحد أهم الحلول لمواجهة مشكلة نقص الغذاء التي تهدد العالم خاصة الدول النامية ذات الموارد المحدودة حيث يوفر مصدراً بروتينياً ذا قيمة غذائية عالية ورخيص نسبياً مقارنة مع مصادر بروتينية أخرى.



الحشرات النافعة هي الحشرات التي تقدم خدمات قيمة للإنسان ولبقية الاحياء كإنتاج المواد الغذائية والتجارية والصناعية ومنها ما يقوم بتلقيح النباتات وكذلك القضاء على الكائنات والمواد الضارة. وتشمل الحشرات النافعة النحل والزنابير والذباب والفراشات والعثّات وما يلحق بها من ملقِّحات النباتات.ومن اهم الحشرات النافعة نحل العسل التي تنتج المواد الغذائية وكذلك تعتبر من احسن الحشرات الملقحة للنباتات, حيث تعتمد العديد من اشجار الفاكهة والخضروات على الحشرات الملقِّحة لإنتاج الثمار. وكذلك دودة الحريري التي تقوم بإنتاج الحرير الطبيعي.