رحيق الازهار

يعيش النحل في افضل الاماكن بين الازهار بحثا عن رحيقها وهو المصدر الاساسي لصناعة العسل وهو سائل حلو المذاق تفرزه (غدد الرحيق) الموجودة في كثير من النباتات الزهرية ويتركب الرحيق من محلول مائي به ثلاثة انواع من السكر:

السكروز: وهو سكر القصب.

الجلوكوز: وهو سكر العنب.

الفركتوز: وهو سكر الفاكهة.

كما يحتوي على انواع من المركبات الكيماوية الاخرى التي تجعل في النهاية لكل نوع من العسل مذاقه ورائحته الخاصة.

وتتراوح نسبة السكر الموجودة في الرحيق كي يقبل علية النحل ما بين 35%، 40% اما اذا قلت نسبة السكر عن 18% فان النحل نادرا ما يلجا اليه ليمتصه.

وتركيز هذه النسبة لا يختلف فقط من نبات الى اخر بل يختلف في النبات الواحد من يوم الى يوم، ومن ساعة الى ساعة بسبب تغير نسبة الرطوبة في الجو، ذلك ان الرحيق يمتص الرطوبة من الجو فيزداد حجمة وبالتالي يقل تركيزه.

الفارق بين الرحيق والعسل

نسبة الماء في الرحيق 60-65% بينما يحتوي العسل على 17-25% ماء, كما نلاحظ ان السكر الموجود في الرحيق قد تحلل معظمة الى كميات متساوية من الجلوكوز والفركتوز.

كيف يتحول الرحيق الى عسل

ان النحل لدية في لعابة انزيم يسمى خميرة الانفرتيز، فاذا ما ارتشف رحيق الازهار ينشط الغدد اللعابية ويتدفق افرازها ويختلط بالرحيق الذي جمعته في حوصلتها (كيس العسل) وفي اثناء عودتها تقوم خميرة الانفرتيز بتحليل السكر الموجود بالرحيق. ثم تسلم الشغالة هذا الرحيق الى شغالات اخرى بالخلية لتواصل صب الخميرة عليه وتحليل السكروز داخل حواصلها، ثم تقوم بتخزين العسل في البيوت الشمعية ليكتمل تحليل السكروز وليتم تصنيع العسل.

ازالةا لماء

ازالة الماء من الرحيق وهي العملية الثانية التي تلزم كي يتحول الرحيق الى عسل. وتتم بعد عودة الشغالة بالرحيق الى الخلية اذ تخرج من حوصلتها جرعة من هذا الرحيق تضعه تحت لسانها وبين فكيها السفليين ثم تحرك خرطومها ارتفاعا وانخفاضا في حركات متتابعة كي يتعرض سطح الجرعة الى هواء الخلية الدافئ فيتبخر الماء، وتقوم النحلة الشغالة بعد ذلك بابتلاع هذه الجرعة، وتخرج اخرى وتكرر ما فعلته لمدة عشرين دقيقة ثم تقوم بصب العسل في اماكن حفظه وبعد ذلك تحكم اغلاقه بالشمع للاستعانة به عند الحاجة.

ان ازالة الماء هي المرحلة الاخيرة في تصنيع العسل وفي الوقت الذي تقوم فيه شغالات بهذه المهمة تكون هناك شغالات اخرى مهمتها طرد هذا الماء الذي تبخر من الرحيق الى خارج الخلية انها عجائز الشغالات التي تحرك اجنحتها بسرعة لدفع الهواء المشبع بالرطوبة الى الخارج واستبداله بهواء اكثر جفافا يساعد هو الاخر في سرعة ازالة الماء من الرحيق.