أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-2-2022
1422
التاريخ: 2023-09-13
844
التاريخ: 1-6-2016
6686
التاريخ: 2023-06-06
706
|
محمد البوزجاني
هو أبو الوفاء محمد بن يحيى بن إسماعيل بن العباس البوزجاني الحاسب، عاش فيما بين 328-388هـ (940-998م)، ولد في بوزجان بين هرارة ونيسابور من ارض خرسان، وتوفي في بغداد.
عمل أبو الوفاء البوزجاني مرصدا في بغداد، ونال شهرة عظيمة من دراسته لانتاج كل من اقليدس وديوفانتوس وبطليموس، وتصحيحه للأخطاء التي وقع فيها هؤلاء العلماء الكبار، كما شرح وعلق على مؤلفات البتاني بعلم الفلك، فهو بحق من المع علماء العرب والمسلمين في علمي الفلك والهندسة.
كتب أبو الوفاء البوزجاني شروحا كثيرة لكتاب ديوفانتوس في علم الحساب، وكتاب المجسطي في علم الفلك لبطليموس، وكتاب أصول الهندسة لاقليدس، وذاع صيته بانه جمع بين المنهجين اليوناني والهندي.
ابدع أبو الوفاء البوزجاني في علم الرياضيات، فادخل الهندسة على علم الجبر ويظهر ذلك واضحا من المتطابقات المثلثية التي ابتكرها، كما اكتشف أبو الوفاء البوزجاني حلولا جديدة للقطوع المكافئة، مما أدى الى شروق فكرة الهندسة التحليلية وعلم التفاضل والتكامل، وعلم التفاضل والتكامل بحد ذاته هو ارقى واروع الاكتشافات التي وصل اليها العقل البشري من حيث انه المصدر الأول المساعد للمخترعات والمكتشفات الحديثة.
أولى أبو الوفاء البوزجاني أصول الرسم اهتماما بالغا، ويتضح ذلك من رسمه بطريقة فنية فائقة النظير تحديد رؤوس الشكل كثير السطوح المنتظمة داخل كرة، مستخدما فرجارا ثابت الفتحة.
وقد ترجم الأوروبيون كتاب (في علم المسطرة والبركار والكونيا) لابي الوفاء البوزجاني (Geometrical Construcions) ويحتوي على بعض الاشكال الهندسية كالدائرة والمثلث والمربع والاشكار المختلفة الاضلاع والدائرة المماسة وقسمة الاشكال على الكرة، والمقصود بالكونيا هنا المثلث القائم الزاوية، وبفضل هذا الكتاب تقدم علم أصول الرسم تقدما واسعا.
اما كتاب (ما يحتاج اليه الصانع من اعمال الهندسة) لابي الوفاء البوزجاني فحل فيه المسائل المستعصية على اقليدس وارخميدس وهيرون مثل تضعيف المكعب، ومحاولة تثليث الزاوية، وتربيع الدائرة، كما قسم المستقيم الى أجزاء معينة، ورسم مماس الدائرة من نقطة معينة ورسم اشكالا هندسية منتظمة داخل الدائرة بواسطة الفرجار.
ولابي الوفاء البوزجاني مؤلفات كثيرة في علمي الفلك والرياضيات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: كتاب تطرق فيه الى علم حساب المثلثات الكروية فسر فيه حساب الجبر والمقابلة لمحمد بن موسى الخوارزمي، وكتاب المدخل الى الارثماطيقي، وكتاب في علم الفلك، وغيرها كثير موجودة في رفوف مكتبات العالم تبنى عليها العنكبوت بيوتها، تحتاج الى من ينبشها ويحققها، ويخرج كنوزها للملا.
ابتكر أبو الوفاء البوزجاني طريقة جديدة في حساب جداول الجيب، وفي تلك الجداول حسب جيب زاوية 30ْ وكذلك جيب زاوية 15ْ بطريقة دقيقة صحيحة الى ثمانية منازل عشرية.
ولابي الوفاء البوزجاني الفضل في اكتشاف معكوس جيب الزاوية (قتا) ومعكوس جيب التمام للزاوية (قا) كما وضع طريقة عصرية سهلة لحساب جداول الظل وجيب الزاوية.
ومن المؤسف حقا ان علماء الرياضيات والفلك في بلاد الغرب يحاولون جادين تجاهل فضل عالمنا المسلم المشهور ابي الوفاء البوزجاني على علم حساب المثلثات وغيره من فروع الرياضيات والفلك، وانتحل كثير من علماء الغرب بعض اكتشافات ابي الوفاء البوزجاني ونسبوها لأنفسهم مثل ريجيو مونتانوس الذي نسب لنفسه معظم نظريات ابي الوفاء البوزجاني في علم المثلثات، وكتبها في كتابه المشهور عند الغربيين بعنوان De Tnonylis.
اهتم علماء العر ب والمسلمين بسير القمر واختلاف مسيرته من سنة الى أخرى، وفي سنة 388هـ (998م) اهتدى أبو الوفاء البوزجاني الى معادلة مثلثية توضح مواقع القمر سماها (معادلة السرعة)، ومع ذلك عمد العالم الفلكي الدانماركي تيخوبراهي (971-1008م) الى تضليل الناس بادعائه انه اول من عرف هذا الخلل في حركة القمر، ولكن من حسن الحظ ان من بين الباحثين الغربيين من جهر بالحق، وبين ان أبا الوفاء البوزجاني هو صاحب الفكرة والاكتشاف وليس تيخوبراهي.
وقد اهتم أبو الوفاء البوزجاني بالكسور الاعتيادية، وكان الناس قد الفوا الكسور الأساسية (التي بسطها الوحدة) أي على شكل ن/1 حيث (ن) عدد صحيح موجب، ولكن البوزجاني عالج الكسور بجميع اشكالها البسيطة، وبالأخص التي على شكل ن/م حيث (م) تتراوح بين 1 و9 كذلك (ن) تتراوح بين 3 و10.
اما في علم الجبر والمقابلة قد ورث أبو للوفاء البوزجاني عن محمد بن موسى الخوارزمي (164-235هـ) حل المعادلة ذات الدرجة الثانية، وعن ثابت بن قرة (221-288هـ) حل المعادلة ذات الدرجة الثالثة، ولكن أبا الوفاء البوزجاني لم يقف عند هذا الحد، بل واصل العمل بالجاد وابتكر حلا للمعادلة ذات الدرجة الرابعة.
وخلاصة القول: في سنة 380هـ توجه عدد كبير من علماء الفلك في العالم الى بغداد ليراقبوا اعمال ابي الوفاء البوزجاني في مرصده هناك. فسيطر أبو الوفاء البوزجاني على الموقف، وذاع صيته بين العلماء آنذاك، وسمي بعدها (موسوعة المعرفة)، وفي رأي كثي رمن علماء السابق والحاضر ان أبا الوفاء البوزجاني من اعظم عباقرة علماء العرب والمسلمين، وقد شهدوا له ببراعة غير العادية في جميع العلوم وخاصة في الهندسة التي كانت معيارا للذكاء في ذلك الوقت، ومما لاشك فيه انه كان لبحوث ابي الوفاء البوزجاني تأثير على تقدم العلوم ولا سيما الفلك والمثلثات والهندسة واصول الرسم.
ولشهرة ابي الوفاء البوزجاني المرموقة في الرياضيات والفلك اطلق علماء الفضاء الامريكيون اسمه على فوهة بركان على سطح القمر تخليدا له. وهذا دليل قاطع على احترام العادلين من علماء العصر الحديث لعالمنا العملاق ابي الوفاء البوزجاني رحمه الله تعالى واكثر من امثاله، حتى نتمكن من إعادة مجد امتنا الإسلامية العريق.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|