المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مبادئ التخطيط لبرامج الصورة الذهنية في العلاقات العامة
2023-05-02
تاريخ مناهج التفسيرية
16-10-2014
ما هي وجوه بقاء الخلق
2023-06-06
تراجم أولاد ابن جزي
2024-01-08
ثقل المسؤولية
23-5-2021
أركان جريمة الضوضاء
20-3-2016


العلم والعلماء في رواية أمير المؤمنين عن النبي (صلى الله عليه واله)  
  
3367   11:58 صباحاً   التاريخ: 9-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج5,ص26-31.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : العلم خزائن ومفتاحها السّؤال فاسألوا يرحمكم الله ؛ فإنّه يؤجر فيه أربعة : السّائل والمعلّم والمستمع والمجيب لهم .

تبنّى الإسلام بصورة إيجابية وشاملة قضايا العلم فقد حثّ الرسول (صلى الله عليه واله) على إشاعته بين الناس ؛ لأنّه من العناصر الأساسية في نهضة الامّة وتطوّرها ولا يمكن بأي حال أن تنال مركزا كريما تحت الشمس وهي قابعة في الجهل وقد حثّ الرسول (صلى الله عليه واله) في هذا الحديث على السؤال من العالم ووعده بالأجر الجزيل كما وعد بذلك العالم والمستمع والمجيب أو المحبّ.

قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه .

إنّ تعلّم القرآن وتعليمه للغير من أفضل الأعمال وأقربها إلى الله تعالى .

قال (عليه السلام) : سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ؛ فاطلبوا العلم من مظانّه واقتبسوه من أهله ؛ فإنّ تعليمه لله حسنة وطلبه عبادة والمذاكرة به تسبيح والعمل به جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى ؛ لأنّه معالم الحلال والحرام ومنار سبل الجنّة والمؤنس في الوحشة والصّاحب في الغربة والوحدة والمحدّث في الخلوة والدّليل على السّرّاء والضّرّاء والسّلاح على الأعداء والزّين عند الأخلاّء.

يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة تقتبس آثارهم ويهتدى بفعالهم وينتهى إلى رأيهم وترغب الملائكة في خلّتهم وبأجنحتها تمسحهم وفي صلاتها تبارك عليهم يستغفر لهم كلّ رطب ويابس حتّى حيتان البحر وهوامه وسباع البرّ وأنعامه .

إنّ العلم حياة القلوب من الجهل وضياء الأبصار من الظّلمة وقوّة الأبدان من الضّعف يبلغ بالعبد منازل الأخيار ومجالس الأبرار والدّرجات العلى في الدّنيا والآخرة .

الذّكر فيه يعدل بالصّيام ومدارسته بالقيام به يطاع الرّبّ ويعبد وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال والحرام.

العلم إمام العمل والعمل تابعه يلهمه السّعداء ويحرمه الأشقياء فطوبى لمن لم يحرمه الله منه حظّه .

وحفل هذا الحديث الشريف بالدعوة الملحّة لطلب العلم الذي هو من العناصر الأساسية في بناء المجتمع الإسلامي ؛ فإنّه من المستحيل أن ينهض المسلمون في ظروف الجهل والتأخّر ؛ وفي هذا الحديث تمجيد وثناء وتكريم لطالب العلم حتّى يقبل على الدراسة ويواصل البحث والجدّ في طلب العلم.

قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من خرج يطلب بابا من علم ليردّ به باطلا إلى حقّ أو ضلالة إلى هدى كان عمله ذلك كعبادة متعبّد أربعين عاما .

إنّ من طلب العلم ليشيع الحقّ ويناهض الباطل فهو من المجاهدين في سبيل الله تعالى.

قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من طلب العلم لله لم يصب منه بابا إلاّ ازداد في نفسه ذلاّ وفي النّاس تواضعا ولله خوفا وفي الدّين اجتهادا وذلك الّذي ينتفع بالعلم فليتعلّمه ؛ ومن طلب العلم للدّنيا والمنزلة عند النّاس والحظوة عند السّلطان لم يصب منه بابا إلاّ ازداد في نفسه عظمة وعلى النّاس استطالة وبالله اغترارا ومن الدّين جفاء فذلك لا ينتفع بالعلم فليكفّ وليمسك عن الحجّة على نفسه والنّدامة والخزي يوم القيامة .

عرض هذا الحديث الشريف إلى طلب العلم ؛ فإن كان لله تعالى ولنفع الناس من غير أن يبتغي وسيلة مادية فإنّ الله تعالى يرفعه وإن كان طلبه للدنيا فلا خير فيه وإنّ أتعابه ستذهب أدراج الرياح أعاذنا الله تعالى من ذلك.

من الوصايا الرفيعة التي أوصى بها النبيّ (صلى الله عليه واله) الإمام باب مدينة علمه قوله :

يا عليّ من تعلّم علما ليماري به السّفهاء أو يجادل به العلماء ، أو ليدعو النّاس إلى نفسه فهو من أهل النّار .

إنّ طلب العلم ينبغي أن يكون لله تعالى ولتهذيب النفس وتنميتها فإذا كان مشفوعا بأغراض اخرى والتي منها ما أدلى به النبيّ (صلى الله عليه واله) في وصيّته للإمام (عليه السلام) فإنّه بالإضافة إلى حرمانه من الثواب فإنّ مصيره يكون إلى النار.

قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إذا كان يوم القيامة وزن مداد العلماء بدماء الشّهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشّهداء .

إنّ مداد العلماء يضيء الطريق.

قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : منهومان لا يشبعان : طالب دنيا وطالب علم فمن اقتصر من الدّنيا على ما احلّ له سلم ومن تناولها من غير حلّها هلك إلاّ أن يتوب أو يرجع ومن أخذ العلم من أهله وعمل به نجا ومن أراد به الدّنيا فهو حظّه

إنّ طالب العلم منهوم لا يشبع فهو كلّما درس وطالع يبغي المزيد لتنمية فكره وكذلك صاحب المال منهوم يطلب المزيد من المال.

قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : نعم الرّجل الفقيه في الدّين إن احتيج إليه نفع وإن لم يحتج إليه نفع نفسه .

إنّ الفقهاء مصابيح الإسلام وهم في جميع أدوارهم مصدر إفاضة وعطاء للمجتمع كما أنّهم مصدر خير لأنفسهم إن لم يحتج إليهم الناس .

قال (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : لا خير في العيش إلاّ لرجلين : عالم مطاع ومستمع واع .

العالم المطاع والمستمع الواعي هما من خيار المجتمع ومن سادات الناس ولا خير في العيش إلاّ لهما .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.