المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



تأثيرات العنف على الطفل  
  
2392   11:15 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص330ـ334
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2022 1651
التاريخ: 2023-12-10 1062
التاريخ: 4/9/2022 1630
التاريخ: 21-4-2016 2326

 يمثل استخدام الاب للعنف مع ولده خطأ كبيراً بسبب الاعراض السيئة التي يتركها على الطفل ؛ وسوف نشير فيما يلي إلى بعض منها :

1ـ الفشل والاستسلام : انكم ومن خلال استخدامكم للعنف تضطرون الطفل إلى الشعور بالفشل والاستسلام. فهو سيفقد شعوره بالفخر واحساسه بالاقتدار مما يشطره ذلك للاستسلام لكم كالأعمى.

وفي النتيجة انه سوف لا يكون قادرا على الدفاع عن نفسه ابداً.

فالآثار السيئة للعنف هي اكثر بدرجات من تلك التأثيرات السلبية التي يتركها الاباء الذين لا يشعرون بمسؤولياتهم ولا يلتزمون بوظائفهم. لأن الطفل يلجأ، وبسبب العنف، إلى ممارسة نشاطاته بسرية ولا يطلب العون من والده ابدا ولا يلجأ اليه لشعوره بان والده قادر على الانتقام منه متى ما يشاء. وتكون النتيجة ان يصبح معقدا في حال ضعفه وعنيفا ومستبدا فيما لو تمكن من ممارسة نفوذه.

2ـ البحث عن الملاذ : يبحث الاطفال الهاربون من عنف الاب عن ملاذ لهم يحميهم و يقيهم من الاخطار. وقد يؤدي بهم الامر احيانا إلى التشرد ومرافقة الفاسدين والمنحرفين، مما يكون بدوره سببا لظهور العديد من المفاسد الاخرى.

اما لو لم تظهر هذه الحالة لواجهتهم مشكلة أخرى وهي لجوؤهم بشكل لاإرادي إلى الام بسبب عنف الاب وقسوته، إذ إن الأب سيسخر اطفاله في هذه الحالة، وستظهر عندهم بعض الاضطرابات السلوكية، فيرتبط الاطفال بأمهم بشدة ويشعرون بحاجة ماسة إلى حبها.

وتكون النتيجة ان تظهر عليهم بعض العادات الانثوية فنراهم يحاكون امهم ويسيئون الظن بابيهم ولا يهتمون بسلوكه.

3ـ  الهروب : هل فكرتم لماذا يهرب الطفل من البيت؟

لقد اظهرت البحوث العلمية ان سبب هروب الاحداث والاطفال الصغار احيانا من البيت، انما يرتبط بقسوة الاب او زوج الام او زوجة الاب، والضغوطات التي يمارسونها والعقاب الشديد الذي يستخدمونه والانتقاد المستمر للطفل والاتهامات المتعددة التي يوجهونها اليه، وعدم الاكتراث به وبأعماله وترك مراقبته وشعوره (أي الطفل) بالإحباط والخوف والحرمان وغير ذلك من الاسباب الاخرى.

لذا فان الاباء يوفرون الاجواء الملائمة لظهور هذه الحالة عند الطفل من خلال استخدام القسوة والعنف فيتسببون في انحرافه وفساده.

فهل تدرون ايها الاباء، من هم الذين سيلجأ اليهم الطفل فيما لو هرب منكم وابتعد عنكم؟. وهل تثقون بهم وتعتمدون عليهم؟.

4ـ تجرؤ الطفل على والده : عندما ينفذ صبر الطفل سبب عنف ابيه وقسوته فانه سيتجرأ عليه، وقد تبرز هذه الجرأة في مرحلة الطفولة فتقفون بوجهها – أي الجرأة- من خلال عدة صفعات، غير ان الموضوع لا ينتهي عند هذا الحد.

ولو افترضنا انكم نجحتم في اسلوبكم هذا مع الطفل الصغير ، فهل يمكنكم استخدامه مع الحدث والشاب ايضاً؟

لقد اثبتت التجارب ان الغالبية منهم يقفون بوجه ابائهم ويقاومونهم مما سيكون سببا لان تفقد قدرة الاب معناها الحقيقي.

ويبرز الخطر عندما يتمكن الولد لمرة واحدة النيل منكم وتحطيم شخصيتكم اذا سيضعف موقفكم كثيراً.

ولو افترضنا انكم تمكنتم من الانتصار عليه وتحطيم كبريائه، ولم يقف بوجهكم، او يقاومكم إلا أن العاقبة ستكون امتلاء الولد بالحقد والغضب وسوء الظن بكم، اضافة إلى صفات سلبية اخرى.

5ـ التوغل في الشر : من اعراض استخدام العنف مع الطفل او الحدث هو انه سيندفع لممارسة الشر والتوغل فيه والاعتداء على الآخرين، وان يكون مستبدا وسيئا في حياته المستقبلية.

اذ لا يكمن ان نعتبر الضرب والآلام التي يتعرض لها الطفل بانها امر عادي فلا نعرض عليه، بل سيكون لها تأثيرات عميقة تهدد حياته الفردية والاجتماعية في الحال والمستقبل.

نعم، لقد اثبتت الدراسات ان استخدام القسوة والعنف يؤدي إلى ايجاد ردود فعل اجتماعية حيث تظهر المشاكل والصعوبات لأبناء المجتمع. وان مثل هؤلاء الاباء انما يظلمون مجتمعاتهم ايضا ويعرضون امنها للخطر، اضافة إلى ظلمهم واولادهم.

6ـ التأثير على السلوك : يؤثر العنف على السلوك ايضاً، ولا يعلم أحدٌ إلاّ الخالق (جل وعلا) بتلك التصورات التي سيحملها الطفل عنكم في ذهنه ونفسه ومخيلته بسبب قسوتكم وعنفكم.

ومن عادة الاولاد انهم يلجأون إلى القياس كثيرا خاصة وان الاب هو احد موارده، فنراهم يقيسون بينه وبين الاباء الآخرين، ويحددون مكانته وسلوكه وفق هذا القياس، ويشعرون –لا ارادياً- بالحقد عليه ويلجأون إلى الانتقام منه.

ولأنهم لا يتمكنون من عملية الانتقام فهم يتخذون سلوكا مختلفا يمثل بحد ذاته خطرا كبيرا يهدد حياتهم المستقبلية.

ويطغي السلوك الانفعالي على الحياة العادية لهؤلاء الاشخاص، إذ نراهم يغضبون لأدنى مواجهة ويلجأون إلى اسلوب الاهانة والتحقير و العنف والمواجهة الشديدة في تصرفاتهم.

وقد اظهرت التجارب والدراسات انهم يصابون بظاهرة الانفصام في الشخصية او السلوك عادة.

7ـ حدوث الهوة : يعتقد الاطفال الذي يشملهم عنف الاب بنتيجة مفادها انه ينبغي عدم الاقتراب من هذا الاب والابتعاد عنه قدر الامكان لاتقاء شره. ولا يشعرون بأية عاطفة نحوه ويتمنون ان لا يعود إلى البيت او يكونوا نياماً عندما يعود، وانه لمخجل جدا ان يحمل الطفل مثل هذه الرغبات والامنيات في ذهنه.

نتيجة عامة : والخلاصة ، لا بد ان نصل إلى هذه النتيجة، وهي ان العنف عمل مرفوض ولا يمكنه ان يحقق شيئا من الناحية التربوية خاصة على المدى البعيد. وسوف تزداد الهوة كلما ازداد العنف.

ويؤدي العنف الشديد إلى حدوث انفجار يسعى الطفل للابتعاد عنه لشعوره بانه يهدد حياته.

ولو كان الاب عنيفا وذا سلوك اجتماعي منحرف، او لا يقدر على ضبط نفسه وكبح جماحه فانه سيلقن اولاده درسا سيئا حيث يدفعهم ليكونوا منحطين واشراراً.

واضافة إلى ما ذكرناه فان سلوك الاب هذا يؤدي بالولد إلى ان يعصيه ويتجرأ عليه ويمارس اعمالا قبيحة اخرى. ولو كانت الام خبيرة وواعية لدورها ووظيفتها لتمكنت من الوقوف إلى حد كبير امام انحراف الطفل وإلاّ لكان الدمار والخراب هو المستقبل الذي ينتظر هذا الطفل .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.