المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

حلف جحش
14-3-2021
هولوجرام hologram
29-2-2020
خواتيم السور
5-11-2014
المشكلة السامية
15-9-2016
الاهمية الاقتصادية والانتاج العالمي لمحاصيل الالياف
2024-04-12
خام البوكسايت Bauxite
2024-08-03


تأمين احتياجات الطفل الأخرى/القصة واثرها التربوي  
  
2501   01:45 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص428-431
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

واما بالنسبة لتامين احتياجات الطفل الاخرى من اثبات وجود وحب ظهور، وقوة شخصية، وثقة بالنفس وامن واستقلالية والتحلي بالنظام والقانون والاخلاق وغذاء ولباس وسكن وما اشبه ذلك. وقد كثر الحديث عنها في مواضيع متقدمة لذا نكتفي بما ذكر تجنبا للإسهاب والاطالة.

واتماما للفائدة ينبغي الاشارة إلى (القصة) واهميتها في تربية الطفل وتهذيبه لأنها بلا شك تعتبر حاجة مهمة يحتاج اليها الطفل في حياته ويتشوق إلى سماعها.

ـ القصة واثارها التربوية :

تحظى القصة بأهمية كبيرة في حياة الطفل باعتبارها احدى العوامل المهمة والمؤثرة في تربيته، وتحقق اهدافه. لان من خلالها يمكن الاشارة إلى مبادئ واصول وضوابط عديدة. لكي يلتزم بها الاطفال ويعملون بموجبها ولا غرو في ذلك البتّة، لأنها تثير عندهم الاحساس والعواطف وتهدي إلى الخير وتحذر من الشر وتنهى عن المنكر وتوفر الاجواء المناسبة والملائمة لحصول العملية التربوية الناجحة.

ومما لا شك فيه، ان القصة يتأثر بها الجميع صغاراً وكباراً ويفرحون لسماعها، ويتعلمون منها ولو شيئا قليلا. وبطبيعة الحال ان الاطفال اكثر تأثرا من الكبار بإثارة مشاعرهم ودفعهم إلى التقليد والمحاكاة لبطل القصة في السلوك والممارسة خصوصا عند رضاهم عنه.

اجل ، ان القصة امر مستحسن وتكون اكثر استحسانا عندما تُصاغ من اجل تحقيق هدف تربوي معين. ولا ريب يمكن من خلال القصة الهادفة ان نعلم الطفل مبادئ هامة في العقيدة والاخلاق والسلوك الصحيح وكيفية التعامل الجيد مع الاخرين والاتصاف بالترتيب في الحياة وتحمل المسؤولية واحترام النظام والقانون والتعاون المثمر البناء.

وقطعا ان اصغاء الطفل للقصة الهادفة النافعة يجعله يحصل على معلومات مفيدة ونافعة وخصوصاً اذا كان القاص يستعين بالكتب المصورة، لأنها تثير احاسيسهم وعواطفهم اكثر فاكثر وتستطيع ان تحقق سرورهم وتبني عندهم افكارا جميلة، ومعرفة جديدة بمسميات ومصطلحات وامثال مفيدة...

وقد يندفع الطفل بعد سماعه للقصة العلمية إلى النشاط والجد والاختراع، وقد يزداد ايمانا وحبا لله سبحانه وللرسل والانبياء (عليهم السلام) عندما يسمع قصصا دينية توحي إلى ذلك وتظهر ان الله ورسله يحاربون الظلم والظالمين ويحققون العدل والحرية للناس وينشرون الخير والمحبة والسلام في الارض.

فالطفل يتأثر بكل ما يعجبه ويحاول دائما المحاكاة لذا ينبغي ان تكون القصة واضحة ومفيدة ونافعة وبعيدة كل البعد عن أي شرور وارهاب وضرر وعن أي خرافة وجن وعفريت.

ينبغي ان تكون القصة واقعية ونابعة من الحياة ، وبمستوى سن الطفل وادراكه وفهمه وتلبي حاجاته الضرورية في الحياة وتثير فيه الاحساس بالفرح والابتهاج ومملوءة بالحب والانسانية والرحمة وخالية من كل المفاهيم السلبية والعدائية والارهابية.

ـ اثر القصة في معرفة الدين :

ان الاب المؤمن الواعي يستطيع ان يفهم اطفاله قضايا الدين والعقيدة بالاعتماد على القصة

فمثلا يتحدث عن وجود الله سبحانه وتعالى ورحمته ولطفه بعباده وقدرته وظاهر عظمته وعلمه وحكمته وكيف ارسل الانبياء والرسل (عليهم السلام) واوجد الاوصياء والاولياء والصالحين لإنقاذ البشر وهدايتهم نحو الخير والصلاح والفضيلة والتكامل.

وان يبين لهم تلك القصص العظيمة التي تخص الانبياء والائمة (عليهم السلام) والاولياء والصالحين، ويستوحي منها الدروس والعبر التي تنفعهم في حياتهم، ويوضح مبادئ الاسلام وآدابه وعظمة النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وخدماته وتضحياته وكذلك ترسيخ مبادئ الحق والخير والفضيلة والمحبة في الوجود.

نعم، لو تمكن الاب من ذلك وقام بهذا العمل العظيم في كل ليلة بدقائق معدودة لاستطاع ان يعلم ابناءه اصول العقيدة ويطلعهم على المعرفة الدينية والاعتقادية والضرورية ويجعلهم ابناء مهذبين صالحين مطيعين.

اذن، يجب على الاباء ان يخصصوا وقتا مناسبا في كل ليلة للقيام بهذا العمل المقدس من اجل بناء الاطفال ورقيهم وتكاملهم.

اجل، ان القصة الواقعية وسيلة مهمة وفرصة جيدة لإفادة الاطفال واستقامة سلوكهم وبنائه وتهذيبه وتكامله وان فوائدها لا تعد ولا تحصى في كل مجال من مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية والتربوية والاقتصادية وادراكه وعاطفته.

وحذار من جعلها مملة او ان ينفر الطفل من سماعها او الاصغاء اليها. او انها مرعبة او تزرع الخوف والرذيلة والتعدي في نفوس الاطفال.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.