المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

تطبيقات اصالة التخيير في الفقه
25-8-2016
Orbiting Charges and Multipole Radiation
11-8-2016
الترديد
24-09-2015
الأثر الاقتصادي Economic
2024-10-24
الثروة المعدنية في اوربا
2024-09-02
العيــــن
15-1-2016


دور المدرسة في التربية  
  
18749   12:00 مساءاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص113-115
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 19600
التاريخ: 21-6-2017 3973
التاريخ: 12-4-2017 2750
التاريخ: 18-4-2016 2262

المدرسة لها دور أكبر من دور المسجد وتعد المؤسسة التربوية الثانية ، لأنها تحتوي الطفل مدة أطول ، وتتيح له فرصة الحصول على أقران .

ـ وتكمن أهمية المدرسة في ثلاثة جوانب :

أ‌- البناء الاجتماعي : يتساوى الطلاب في المدرسة ولا يتميز أحد منه إلا بالتفوق العلمي أو الأخلاقي أو كليهما (1) ، وبهذا يجد الطفل المنبوذ في أسرته ترحيبا في المدرسة وفرصة لاكتساب التفوق لتظهر له شخصية محبوبة لم تظهر له في أسرته كما انه يندمج في مجموعة من أترابه تختلف شخصياتهم فيتعلم مبادئ التعامل واحترام الآخرين ومراعاة مصلحة الجماعة  هذا إضافة إلى الانضباط الذي يتعلمه من خلال اللعب الجماعي والأنشطة المدرسية , وتظهر فيهم شخصيات قيادية ذات قدرة على تحمل المسؤولية .

ب‌- البناء الأخلاقي ، تقوم المدرسة بدور فعال في بناء الأخلاق إذا اختار المربي مدرسة فيها مدرسون أتقياء وأمناء ملتزمون بالشرع (2) ، وتضم كذلك قرناء صالحين .

ويجب أن تتوحد أو تتقارب التوجيهات الأخلاقية التي تهتم بها الأسرة والمدرسة وإذا عرف المربي أن المدرسة تزرع العادات الحسنة فعليه أن يدعمها ، أما إن كانت تلك العادات سيئة فيجب أن يتصل بالمدرسة وأن يحاول إقناع ولده بأن البشر كلهم عرضة للخطأ , ويقنعه بسوء هذه العادة وقبحها , كما يجب على المربي أن يسأل عن أخلاقيات ولده وسلوكه في المدرسة .

ج ـ الإعداد الوظيفي : ليس المقصود بالإعداد الوظيفي تأهيل الطفل لممارسة مهنة تنفعه وتنفع امته ، بل يتسع المفهوم ليشمل تأهيل المرأة لتكون زوجة وأما قبل كل شيء , وتأهيل الذكر ليكون عضوا صالحا في المجتمع وأبا مسؤولا وصاحب مهنة شريفة , والذي نفتقده إعداد المرأة للحياة الزوجية والأمومة , وكل الدول عادة توحد المناهج بين الذكور والإناث عدا بعضها , وإذا تخصص لذلك مادة بمعدل حصتين في الأسبوع للتدبير المنزلي والتربية الفنية, ولذا يقترح بعض المربين وتوسيع هذه المادة مقابل تقليص بعض المواد التي لا تحتاجها المرأة (3) ، وإضافة مناهج تعلم الفتاة حقوق الزوج وآداب التعامل وأساليب التجمل ، وطرق تأثيث المنزل , وغيرها مما تحتاجه المرأة .

ولكي تقوم المدرسة بدورها يجب على المربي أن يعوِّد أبناءه احترام المدرسة والمعلم وتوقيره إلا أن يكون كافرا , أو مبتدعا , أو فاسقا (4).

_________

1- انظر كيف نربي طفلا ، محمد زياد حمدان : ص 56 .

2- انظر : نصيحة الملوك الماوردي : ص 170 ، نقلا عن منهج التربية النبوية : محمد نور سويد ن: ص 225 .

3- انظر : تربية البنات , خالد الشنتوت , ص 54 , وكيف نربي أطفالنا : محمود الإستنابولي ص 135 – 138 .

4- انظر : دور البيت في تربية الطفل المسلم ، خالد الشنتوت : ص 102 – 103 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.