أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
2496
التاريخ: 13-11-2015
1916
التاريخ: 23-11-2014
5673
التاريخ: 11-7-2016
1690
|
غير خافٍ أن الإمام زين العابدين (عليه السلام) بعد استشهاد أبيه الحسين (عليه السلام) قد اتخذ أسلوباً جديداً للدعوة الى الله ، يتناسب مع الظرف السياسي الذي آل إليه ، وذلك بنشر مبادئ الإسلام عن طريق الأدعية والمناجاة ، التي كان يتلقفها أتباعه فيردّدونها ، ويتعلمون من طريقها مبادئ الدين والأخلاق .
وكانت هذه الأدعية تحوي فيما تحوي بعض اللمسات العلمية والمعارف الطبيعية ، التي تأتي عرضاً ، في معرض بيان قدرة الله وعظمته ، وشمولية علمه وحكمه . فمما أُثر عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قوله في بعض تسبيحاته ومناجاته لله تعالى ، مبنياً مدى علم الله تعالى :
" سبحانك تعلمُ وزن الشمس والقمر . سبحانك تعلم وزن الظُلمة والنور . سبحانك تعلمُ وزن الفيء والهواء . سبحانك تعلم وزن الريح ، كم هي من مثقال ذرة " .
ومن المدهش حقاً في هذا الدعاء ، أن يتكلم (عليه السلام) عن وزن للظلمة والنور ، ووزن للفيء الريح !
وزن النور :
فأما وزن النور ، فظلّ هذا المعنى بعيداً عن مخيّلة العلماء ، حتى القرن العشرين ، حين قرّر العلماء مبدأ تحوّل المادة الى طاقة ، والطاقة الى مادة . فأما الأول فيحصل في التفاعلات النووية ، وأما الثاني فيحصل في ظاهرة " إنتاج الأزواج " ، التي يتحول فيها (فوتون الطاقة) الى زوجين من الجسيمات المادية ، هما : الالكترون السالب والالكترون الموجب .
وبناء على ذلك المفهوم وضع العالم أنشتاين معادلته في تعادل المادة والطاقة ، وهي تقرر إمكانية تحول المادة الى طاقة وبالعكس ، وفق المعادلة التالية :
E = m.c2
فإذا حصل تفاعل اندماج نووي مثلاً ، وهو ما يحدث باستمرار في الشمس ، نتيجة اندماج ذرة من نظير الهدرجين الثقيل (دوتيريوم) مع ذرة أخرى ، فإننا نلاحظ أن ذرة الهليوم الناتجة تكون أقل كتلة من مجموع كتلة ذرتي الدوتيريوم . وهذا النقص البسيط في الكتلة هو الذي يتحول الى طاقة نووية هائلة ، يمكن حساب مقدارها بضرب الكتلة m بمقدار ثابت هو مربع سرعة الضوء . علماً بأن سرعة الضوء هي 300000 كم/ثا . ويطبق المبدأ نفسه عندما يحدث تفاعل انشطار نووي ... إذن فالمادة الضائعة لم تفن ، وإنما تحولت الى طاقة .
نرجع الى الحديث عن وزن النور ، لنقول :
إن نور الشمس وغيره من الضوء المرئي وغير المرئي ، إن هو إلا مظهر من مظاهر الطاقة الكهرطيسية ، التي تشمل أيضاً الأشعة السينية (X) والأشعة النووية غمّا (لا) ، ويعتبر نور الشمس من أضعف انواع الطاقة الكهرطيسية . وبما أن النور طاقة تنتج من الشمس ، فإنه وفق قانون أنشتاين يعادل كتلة ، والكتلة لها وزن . ويبدو هذا الوزن عندما تتحول الطاقة الضوئية الى كتلة ، وذلك في ظاهرة إنتاج الأزواج (انظر الشكل 5) .
(الشكل 5) : ظاهرة إنتاج الأزواج
وتتلخص هذه الظاهرة التي اكتشفها العلماء مؤخراً ، في أن فوتونين حاملين للضوء من طاقة معينة ، إذا اصطدما بصفيحة من الألمنيوم ، فإن الطاقة الضوئية تختفي عند الاصطدام لتظهر من جديد بصورة جسيمين ماديين هما الالكترون السالب والالكترون الموجب ، وتكون كتلة الجسيمين مساوية للطاقة المتحولة . وذلك موافق لما قال لا فوازييه : " لا شيء يفنى ولا شيء يوجد " إلا أن لا فوازييه طبّق مبدأه هذا على التفاعلات الكيميائية التي تتعامل مع الكتلة فقط ، بينما طبقه أنشتاين على كل التفاعلات ، ومنها التفاعلات النووية التي يظهر فيها المبدأ جلياً .
وزن الفيء :
وأما الفيء فهو الظل ، وهو شيء وسط بين النور والظلمة ، حيث إن ضوء الشمس لا يصل الى مناطق الفيء مباشرة ، ولكنه يصل عن طريق حادثة " الانتثار " ، وهي ظاهرة تحدث على السطوح غير المصقولة ، كما تحدث في الهواء لاحتوائه على ذرات مُعلقة ، فينثر ضوء الشمس على هذه الذرات ، ويتوزع في كل مكان بشكل ضوء خفيف .
وهذا الفيء بما أنه يحوي طاقة ، فهو أيضاً ذو وزن ، يمكن تقديره وحسابه كالضوء المباشر ، إلا أنه يكون اقل منه قيمة بشكل ملحوظ .
وزن الظلمة :
أما الظلمة فهي انعدام النور ، ولذا فهي لا تعادل أي كتلة ، إلا اذا قلنا بأن الظلمة التامة لا يمكن ان تتحقق ، فيظل هناك دائماً نور بسيط مخالط للظلمة ، وإن كنا لا نراه بحواسنا ، وهو يعادل كتلة وإن كانت زهيدة . ومع هذا التعليل فربما يكون للظلمة التامة كتلة ، وإن كان العلم لم يتوصل الى مخلوق له وجوده الفراغي ومقوماته الخاصة التي لم نعرفها حتى الآن .
وقد علمت مؤخراً أن أحد العلماء الأمريكان قد أثبت أن الظلام يتألف من جسيمات عنصرية مادية لم تكن مكتشفة من قبل ، وذلك أن كل شيء موجود في الكون له ضد (أنتي) ، والظلام هو الضد للنور .
وزن الهواء :
حوت عبارة الإمام السجاد (عليه السلام) شيئين آخرين هما : وزن الهواء ووزن الريح . فأما وزن الهواء فمعلوم ، مع أن أغلب الناس لا يفكرون بأن له وزناً . فإذا نفخنا بالوناً وضغطنا فيه الهواء ، نجد أن وزنه يزيد عن وزنه حين كان فارغاً ، مما يدل على أن للهواء ككل الغازات وزناً يتعلق بكثافته .
ومن أدهش ما أثبته العلماء أن وزن الإنسان ينقص عند خروج روحه ، ولا عجب فإن الروح طاقة ، وهي تعادل مادة ذات وزن وكتلة .
وزن الريح :
وأما وزن الريح ، فمع أن الريح هو هواء ، إلا أن الظاهرة هنا تختلف عن وزن الهواء حال سكونه . فالريح يضيف وزناً جديداً ، حسب مبدأ القوة . فنحن عندما نحمل ثقلاً في يدنا ، فإن وزنه ما هو إلا القوة التي يؤثر بها على يدنا ، والتي تنتج عن جاذبية الأرض للأجسام ، حسب القانون :
P = m.g
أي أن ثقل الجسم p هو جداء كتلته الثابتة m في التسارع الأرضي g وهكذا فإن كل قوة تعادل ثقلاً ، والثقل هو الوزن . فاندفاع الريح يعطي قوة على الأجسام مشابهة تماماً للقوة التي يولدها الثقل على راحة اليد . ولذلك قال (عليه السلام) : (سبحانك تعلم وزن الريح ، كم هي من مِثقال ذرة) . وفعلا كلما زادت سرعة الريح زادت قوتها وزاد تعادلها مع الوزن . وقد اتخذ الإمام (عليه السلام) وحدة قياس الوزن " الذرة " التي هي أصغر وحدة لقياس الكتل . وإنما قرن الجملة الأخيرة مع الريح لبيان عدم ثبات وزن الريح ، فهو يتغيّر مع الزمن حسب تغير سرعتها .
وننهي هذا الفصل بذكر بعض الحوادث والمسائل العلمية التي حلّها الإمام علي (عليه السلام) حلاً بارعاً في الفيزياء ، وهي مستقاة من كتاب (العلوم الطبيعية في تراث الإمام علي (عليه السلام) ) ليوسف مروّة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|