المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



علمه (عليه السلام) بعلم النحو واللغة  
  
3906   03:34 مساءاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج7 ، ص17-20
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

كان الإمام (عليه السلام) خزانة من العلوم والمعارف لم يعهد له نظير في عظماء الدنيا وعباقرة العالم وقد فتق أبوابا من العلوم تربو على ثلاثين علما لم يكن يعرفها العرب وغيرهم من قبل حسبما يقول العقّاد وقد أثر عنه القول :  العلوم أربعة : الفقه للأديان والطّبّ للأبدان والنّحو للّسان والنّجوم لمعرفة الزّمان .

وقد أعرب الإمام (عليه السلام) عن أساه وحزنه لأنّه لم يجد من يبثّ إليه علومه حتى تستفيد منها العامّة وتتطوّر بها الحياة وقد قال (عليه السلام) : إنّ هاهنا وأومأ إلى صدره الشريف لعلما جمّا لو أصبت له حملة ؛ لقد كان صدره الشريف خزانة لعلم رسول الله (صلى الله عليه واله) فهو باب مدينة علمه ووارث علومه وحكمه وآدابه , والشيء المحقّق الذي لا ريب فيه هو أنّ أوّل من وضع علم النحو وأرسى قواعده هو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ونعرض إلى بعض البحوث المرتبطة به وهي :

في اللغة :

النحو في اللغة الطريق والجهة والقصد ومنه انتحاه إذا قصده سمّي به هذا العلم وذلك لينحي سمت كلام العرب في تصرّفه من اعراب وغيره من ليس منهم فيضارعهم في اللحن وقد عرض أبو الأسود ما أخذه من الإمام في هذا العلم فعرضه عليه فقال له : ما أحسن هذا النّحو الّذي نحوت، ولذلك سمّي هذا النحو نحوا في الاصطلاح .

أسباب وضعه :

وذكر المؤرّخون عدّة أسباب مختلفة لوضع هذا العلم الذي أصبح من أبرز العلوم العربية ومن أكثرها فائدة وهي :

1 ـ روى الأصمعي قال : سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول : جاء أعرابي إلى عليّ (عليه السلام) فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين كيف تقرأ هذه الحروف : لا يأكله إلاّ الخاطون كلّنا والله يخطو؟ فتبسّم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال : يا أعرابيّ لا يأكله إلاّ الخاطئون  قال : صدقت والله يا أمير المؤمنين ما كان الله ليظلم عباده ثمّ التفت الإمام إلى أبي الأسود الدؤلي فقال : إنّ الأعاجم قد دخلت في الدّين كافّة فضع للنّاس شيئا يستدلّون به على صلاح ألسنتهم ورسم له الرفع والنصب والخفض .

2 ـ سمع الإمام أعرابيا يقرأ الآية : {أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} [التوبة: 3] قرأ بخفض الرسول وقال الاعرابي برئت من رسول الله فأنكر عليه الإمام وأرشده إلى الصواب وهو النصب ثمّ رسم لأبي الأسود صناعة النحو .

هذه بعض الأسباب التي حفّزت الإمام إلى وضعه لعلم النحو وتأسيسه له القواعد التي وضعها الإمام (عليه السلام) , وذكر المؤرّخون أنّ الإمام (عليه السلام) دفع إلى أبي الأسود رقعة مكتوبا فيها : الكلام كلّه : اسم وفعل وحرف فالاسم من أنبأ عن المسمّى والفعل ما أنبئ به والحرف ما أفاد معنى واعلم أنّ الأسماء ثلاثة : ظاهر ومضمر واسم لا ظاهر ولا مضمر ثمّ وضع أبو الأسود بابي العطف والنعت ثمّ بابي التعجّب والاستفهام إلى أن وصل إلى باب إنّ وأخواتها ما خلا لكن فلمّا عرضها على الإمام أمره بضمّ لكن إليها وكلّما وضع بابا من أبواب النحو عرضه عليه , وفي رواية أنّ أبا الأسود دخل على عليّ فوجده مطرقا مفكّرا فسأله عن سبب ما به فذكر له أمر اللحن وما فشا من الخطأ في ألسنة الناس وأنّه يريد أن يضع كتابا في اصول العربية فانصرف عنه وهو مغموم فألقى الإمام عليه رقعة كتب فيها : الكلام كلّه : اسم وفعل وحرف فالاسم من أنبأ عن المسمّى والفعل ما أنبئ به والحرف ما أفاد معنى أي في غيره ثمّ أمره أن ينحو نحوه وأن يزيد عليه فجمع أبو الأسود أشياء وعرضها عليه فكان من ذلك حروف النصب كان منها : إن وأن وليت ولعلّ وكأنّ ولم يذكر لكنّ  فأشار عليه الإمام بإدخالها عليها , وعلى أي حال فإنّ علم النحو واضعه ومؤسّسه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) باب مدينة علم النبيّ (صلى الله عليه واله) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.