أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
3438
التاريخ: 13-4-2016
5352
التاريخ: 20-10-2015
3217
التاريخ: 13-3-2019
1916
|
أثرت عن الإمام (عليه السلام) الكثير من الآراء الذهبية في علم الطب تدلّ على استيعابه لهذا العلم ومعرفته الكاملة بأسراره وهو القائل فيما يحتويه جسم الإنسان من الأجهزة والأنظمة العجيبة :
أتحسب أنّك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
دواؤك فيك وما تبصر وداؤك منك وما تشعر
عرض المرحوم الحاجّ محسن شلاش هذين البيتين على الدكتور جاك عبود طالبا منه تحليلهما على ضوء علم الطب فأجاب بعد المقدّمة ما يلي : لقد ثبت في الاكتشافات الأخيرة بأنّ المناعة الموجودة في الإنسان طبيعية أو مكتسبة هي الخطّ الإمامي والاستحكام الدفاعي الذي يصدّ هجمات العوارض الخارجية عن الإنسان مكروبية كانت أو فيزيائية حيث آخر ما وصلت إليه النظريات في الطب الوقائي الحديث استثمار هذه المناعة وتقويتها بالطرق الطبيعية أو الفيزيائية فإذا دخلت أو نفذت العوارض الخارجية إلى جسم الإنسان وأصبحت داء يتطلّب العلاج فالدواء موجود في جسم الإنسان الذي فيه إمكان تعبئة عامّة من جيوش جرّارة مكنونة في الإنسان لمحاربة هذه الآفة العرضية ومثال ذلك إذا اصيب الجسم بمرض أنتاني يحدث ارتفاعا فوريا في حرارة الجسم الحمى , التي ليست هي بمرض وإنّما هي ظاهرة من ظواهر القوى المحاربة للدفاع وإذا اصيب شخص بذات الرئة مثلا ولم ترتفع حرارة جسمه من الحمى بالنسبة المطلوبة يتشاءم الأطباء من عواقب المرض لقلّة الدفاع أو عدمه وفي علم المناعة الطبيعية الموجودة في الإنسان تؤيّد هذا القول تأييدا فنّيا لا مناقشة فيه وتقتصر مهمّة الطبيب في اتّباع طرق المعالجة التي ترشده عليه الطبيعة وعليه أن يتّبع ذلك الإرشاد ويعزو النقص الحاصل بما توصّل إليه العلم الحديث عن بصيرة كاستعمال مواد السلفا والبنسلين دالتي تشلّ حركة المكروبات وتضعّفها عن النمو والتكاثر فيصبح حينئذ في استطاعة الجسم اكتساحها : وداؤك منك وما تشعر , لقد فرضت المشيئة وقوانينها الطبيعية لصيانة الجسم من الخلل من قواه إلى حدّه المحدود وهيّأت له أسبابا للبقاء من طرق المعيشة والانتعاش من مواهب الطبيعة في جميع أنحاء المعمورة وحسبما يلائم كلّ محيط منها بحكم الطبيعة التي يجب على الإنسان أن يشعر فيها ويتبعها كما أرشد فيها هذا الكلام وأرشد إلى وجود المدارك والحواس التي ترشد الإنسان إلى ما يتطلّبه هذا الجسم من تلك المواهب فعليه أن يتطلّع الشعور بها ويتبعها لصيانة الجسم من العلل ؛ لأنّ الطبيعة تجعله يدرك في احتياجه إلى الهواء الطلق وأشعة الشمس والمواد الغذائية الرئيسية بكمياتها وأنواعها التي تؤمّن نموّ ذلك الجسم والمحافظة على كيانه المطلوب ويشعر بحدود ما يتحمّله الجسم من الأتعاب وما يتطلّبه من الراحة والنوم وما هو المفروض من ضرورة التجنّب عن الأغذية المصطنعة من تصرفات الإنسان على خلاف مقتضيات الطبيعة أو الغريبة عن طبيعة ذلك المحيط الذي يعيش فيه فإذا قصر عن تطبيق هذه الواجبات أو أسرف فيها جهلا أو قهرا أو اختيارا فيكون دائه منه بطبيعة الحال كما جاء في هذا الكلام :
أتحسب أنّك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
لست مغاليا إذا قلت : إنّ هذا الكلام ينجرّ إلى بحوث فلسفية عالية قد يكون معظمها ليس من اختصاص الأطباء ولكنّني أشرح منها ما أستطيع حقّا إذا تأمّل الإنسان في عظمة الكون وتبصّر في انطواء هذا العالم يحسب نفسه جرما صغيرا إلاّ أنّه لو تبحّر في تركيب جسمه ودرس علم التشريح بدقائقه وعلم الفلسفة الحديثة من جميع نواحيه لأخذه الهول من عظمة تكوين هذا الجسم الذي كلّ عضو من أعضائه كوّن في بابه يحتوي على ملايين من الحجيرات تقوم بأعمال ذات اختصاص مرتبطة ببعضها بغاية الدقّة والإحكام وحفظ التوازن والانتظام ومع هذه العظمة في تكوينه فإنّه حقّا جرم صغير غير أنّه المكون الصانع أضاف في طبيعة هذه المنظومة لهذا الجسم كونا آخر أعظم شأنا هو الدماغ الذي رفع ذلك الجرم الصغير إلى الجرم الكبير وجعل فيه انطواء هذا العالم الأكبر ذلك الدماغ الذي لم يكتشف العلم جميع مكنوناته الدقيقة ولم يتوصّل إلى الوقوف على كيفيّة قيامه بمهمّاته التي من نتيجتها العقل والتعقّل ذلك العقل الذي جعل الإنسان متمكّنا من التغلب على عظمة هذا الكون وممارسة انطواء مقتضيات السيطرة على هذا العالم وانتهى حديث الدكتور جاك عبود في تحليل كلام الإمام (عليه السلام) وكان ذلك قبل ثلاثين عامّا والآن قد تطوّر الطبّ إلى مرحلة هائلة في العمليات وغرس الأعضاء وغيرها.
وقد اكتشف حديثا أنّ بعض الأعضاء إذا كان مصابا بدمّل ونحوه فإنّه يعالج بأخذ زرقة من العضو الصحيح وتزرق فيه وما يدرينا لعلّ الطبّ قد يكتشف أنّ في بصاق الإنسان وغيره من فضلاته دواء لبعض الأمراض وبذلك تكون صيدلية كامنة في جسم الإنسان لعلاج بعض أمراضه , أمّا الدماغ فهو المخلوق العجيب الذي تجسّدت فيه عظمة الخالق المبدع العظيم فقد انطوت فيه العوالم وذلك بما فيه من خزائن أسرار وعجائب اكتشف العلم بعضها وجهل القسم الأكبر منها .
ووضع الإمام منهجا خاصّا للوقاية من الأمراض والسّلامة من العلل قال (عليه السلام) : لا تجلس على الطّعام إلاّ وأنت جائع ولا تقم منه إلاّ وأنت تشتهيه وجوّد المضغ واعرض نفسك على الخلاء إذا نمت فإذا استعملت هذه استغنيت عن الطّبّ إنّ الإسراف في الطعام والشراب هما من أهمّ الأسباب التي تؤدّي إلى مرض الإنسان وانهيار صحّته فإنّه على الأكثر يسبّب السمنة التي هي من موجبات مرض السكر وارتفاع ضغط الدم ومرض القلب وقد وضع الإسلام دستورا كاملا للصحّة العامّة قال تعالى : {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31] ومن المؤكّد أنّه لو امتنع الإنسان من الإفراط في تناول الطعام وغيره لما احتاج إلى الطبّ وقد أكّد الإمام ذلك بقوله : يضرّ النّاس أنفسهم في ثلاثة أشياء : الإفراط في الأكل اتّكالا على الصّحّة وتكلّف حمل ما لا يطاق اتّكالا على القوّة والتّفريط في العمل اتّكالا على القدرة .
وأكّد الإمام (عليه السلام) على ضرورة رضاع الطفل من لبن امّه قال (عليه السلام) : ما من لبن يرضع به الصّبيّ أعظم بركة عليه من لبن امّه .
وقد أثبت الطبّ أنّ رضاع الطفل من لبن امّه يعود عليه بالنفع العميم فإنّ اللبن من ثدي معقّم وفيه من التراكيب ما يتناسب مع سنّ الطفل وأمّا إطعام الطفل بغيره فإنّه يسبّب له الكثير من الأمراض ؛ وبهذا العرض الموجز ننهي الحديث عمّا اثر عن الإمام (عليه السلام) في علم الطب .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|