المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



مدرسة التابعين  
  
4118   11:04 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص415-419.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015 3409
التاريخ: 15-04-2015 4941
التاريخ: 30-3-2016 6928
التاريخ: 11-4-2016 3115

أنشئت في عصر الإمام (عليه السلام) مدرسة التابعين و هي أول مدرسة اسلامية أقيمت في يثرب بعد مدرسة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و قد عنت هذه المؤسسة بعلوم الشريعة الإسلامية و لم تتجاوزها ؛ أما اعضاؤها فهم: سعيد بن المسيب عروة بن الزبير القاسم بن محمد بن أبي بكر ابو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام سليمان بن يسار عبيد الله بن عتبة بن مسعود خارجة بن زيد و فيهم يقول الشاعر :

إذا قيل من في العلم سبعة أبحر           روايتهم ليست عن العلم خارجة

فقل: هم عبيد اللّه عروة قاسم‏             سعيد أبو بكر سليمان خارجة

و قال شاعر آخر:

ألا كل من لا يقتدي بأئمة                   فقسمته ضيزى عن العلم خارجة

فحدهم: عبيد الله عروة قاسم‏              سعيد سليمان أبو بكر خارجة

و من الجدير بالذكر أن بعض هؤلاء العلماء كانوا ممن تتلمذوا على يد الإمام زين العابدين (عليه السلام) و أخذوا عنه الحديث و الفقه خصوصا سعيد بن المسيب الذي كان أحد رواة الإمام (عليه السلام) و قد لازمه و أخذ عنه الكثير من مسائل الحلال و الحرام‏  و على أي حال فإن الحياة العلمية في عصر الإمام (عليه السلام) كانت شبه معدومة فقد انشغل المسلمون بالأحزاب السياسية التي كانت تتصارع على الظفر بالحكم و الاستيلاء على خيرات البلاد.

أما الطابع الخاص للحياة الأدبية فهو ما يحكيه شعراء ذلك العصر في شعرهم فهو لم يمثل أي مشكلة اجتماعية من مشاكل ذلك العصر على كثرتها كما أنه لم يمثل جدا في الحياة العقلية و الأدبية و إنما كان شعرا قبليا يحكى فيه كل شاعر ما امتازت به قبيلته من كرم الضيافة و الشجاعة و وفرة المال و العدد و غير ذلك مما يفخرون به كما غدا سوقا للهجاء المر و التنابز بالألقاب مما جعله أداة للتخريب و قد برز ذلك بصورة ظاهرة في شعر الفرزدق و جرير فإنك تجد أكثر شعرهما في الهجاء و السباب و القذف حتى لم تبق في قاموس الهجاء و الشتم كلمة إلا و قد نظمت في هجاء كل منهما للآخر و ان دلّ ذلك على شي‏ء فعلى أن الحياة الجاهلية الأولى التي حاربها الإسلام قد عادت بجميع صورها القذرة في أيام الحكم‏ الأموي .

و قد انتهز هذه الفرصة شاعر الإسلام الأكبر الكميت الأسدي فأشاد بمناقب قومه المضريين و فضلهم على القحطانيين فأثار بذلك الفتنة بين القبائل مما يعتبر من العوامل الأصيلة في الاطاحة بالحكم الأموي اسمعوا ما يقول في مدح قومه و هجاء القحطانيين :

لنا قمر السماء و كل نجم‏                  تشير إليه أيدي المهتدينا

وجدت اللّه إذ سمى نزارا                   و أسكنهم بمكة قاطنينا

لنا جعل المكارم خالصات‏                   و للناس القفا و لنا الجبينا

و ما خرجت هجائن من نزار               فوالح من فحول الأعجمينا

و ما حملوا الحمير على عتاق‏             مطهمة فيلفوا مبغلينا

و ما ولدت بنات بني نزار                  حلائل أسودين و أحمرينا

بني الاعمام أنكحنا الايامى‏                 و بالآباء سمينا البنينا

لقد فخر بهذه الأبيات على القحطانيين فقد نسب لقومه قمر السماء و الكواكب المضيئة من رجالهم و قد اختصوا بالمكارم و المآثر و أما خصومهم من القحطانيين فقد عيرهم بأنهم يزوجون بناتهم من الحبش و الفرس فيولدن السود و الحمر و كان هذا النسل يشبه تلقيح الحمير للخيل العتاق التي تنتج البغال ؛ و قد اثار هذا الهجاء حفائظ القحطانيين و أجج نار الفتنة و البغضاء فيما بينهم و بين المضريين و قد انبرى شاعر العقيدة دعبل الخزاعي للرد على الكميت و الاشادة بقومه القحطانيين و قد بلغت قصيدته ستمائة بيت و مما جاء فيها :

أفيقي من ملامك يا ظعينا                   كفاك اللوم مر الاربعينا

أ لم تحزنك أحداث الليالي‏                   يشيبن الذوائب و القرونا

أحيي الغرّ من سروات قومي‏              لقد حييت عنا يا مدينا

فإن يك آل اسرائيل منكم‏                   و كنتم بالأعاجم فاخرينا

فلا تنس الخنازير اللواتي‏                   مسخن مع القرود الخاسئينا

بأيلة و الخليج لهم رسوم‏                  و آثار قد من و ما محينا

و ما طلب الكميت طلاب وتر               و لكنا لنصرتنا هجينا

لقد علمت نزار أن قومي‏                   إلى نصر النبوة فاخرينا

و يقول المؤرخون: إنه تتابع فخر النزارية على اليمنية و فخر اليمنية على النزارية حتى تخربت البلاد و ثارت العصبية في البدو و الحضر .

و على أي حال فإن الطابع للأدب و الشعر في العصر الأموي كان هو التفاخر و التنابز و ليس فيه أي جد و انطلاق في الحياة الفكرية كما لم يكن فيه أية دعوة إلى الخير و الفضيلة بل إلى الانحطاط و التأخر .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.