يعمد القتلة عندنا أحيانا الى اخفاء معالم ضحيتهم وذلك بتقطيع الجسم الى أرب واجزاء ثم القاء الاشلاء في النهر حيث يعثر عليها على وجه الماء بعد التفسخ او ترمي في أماكن متباعدة ، وان مثل هذه الحوادث وان كانت قليلة العدد عندنا ولكنها ليست نادرة ، وفي حالات اخرى تدفن الضحية كاملة او بعد تقطيعها في حفرة واحدة يكشف عن امرها بعد شهور او سنين أحيانا فيعثر على مجموعة من عظام مفككة او على هيكل عظمي مجرد عن الانسجة او ان بعض عظامه مغطاة ببقايا نسجية فقدت مميزاتها الخاصة بطبيعتها ، وفيما يلي ما يمكن استنتاجه من وجهة علمية من فحص الاشلاء علما بأن الفحص الدقيق كثيرا ما يعطي معلومات ذات فائدة عظيمة تساعد على تعرف الهوية أو معرفة سبب الموت واستنتاج معلومات تهم التحقيق كما يتضح من ما يلي : -

استيضاحات

1- هل الاشلاء لا نسان ولشخص واحد : - تجمع الاشلاء وتطابق الانسجة الرخوة والعظمية بعضها ببعض للتأكد فيما اذا كانت تعود لشخص واحد أو أكثر وذلك استناداً الى مظاهر النسج وعلاماته التشريحية ويعزل في الوقت نفسه ما يعتقد بأنه حيواني المنشأ وفي حالة الشك ينبغي الاستعانة بالفحوص المختبرية الخاصة بتشخيص الانسجة البشرية .

2- الجنس : - تفحص الانسجة الرخوة بحثا عن ثدي أوصفن أو خصية أو قضيب أو مبيض او رحم او فرج او جنين او اية اجزاء نسجية اخرى تساعد على تعيين الجنس ، تجرد بعض العظام عن الانسجة الرخوة وتفحص مميزاتها الجنسية وبالتالي تعيين جنس المتوفى .

3- العمر : - يتبع في تقدير العمر الاسلوب الذي مر ذكره .

4- طول القامة : - تساعد بعض أقسام الجسم على استنتاج طول القامة كالآتي : -

طول القامة = طول الذراع - المسافة بين أعلى الذراع ونهاية

الاصبع الوسطي -  × 2 + 33 سم .

،،      = المسافة بين قمة الرأس والعانة × 2

طول القامة  = المسافة بين حفرة القص والعانة × 3 ر 3

،،     = المسافة بين نهايتي الاصبع الوسطي للذراعين الممدودين بحيث يشكلان زاوية قائمة مع الجذع .

يمكن استنباط طول القامة بواسطة العظام الطويلة للذراعين والرجلين على أن تكون كاملة وفي حالة وجود أكثر من عظم واحد فيستنتج طول القامة بواسطة كل عظم على انفراد ثم يستخرج معدل النتائج وبذلك يمكن الحصول على نتيجة أدق .

5- سبب الموت : يمكن استنتاج سبب الموت أحيانا عند العثور على آفات مرضية في أشلاء الجثة كمشاهدتنا للويحات ورم معصود متقدم في الابهر وفي الشريانيين الاكليليين مترافق مع تصلب وتضيق فيهما علما بأن مظاهر هذه الآفات لا تنعدم الا بعد تقدم التفسخ .

وفي وقائع الشدة يمكن بالاضافة الى سبب الموت استنباط نوع الآلة وذلك عندما يظهر الفحص وجود تخريبات شديدة في الانسجة الرخوة أو العظمية من صنع آلة نارية أو قاطعة او راضة يتعارض وجودها واستمرار الحياة كما هو الحال عندما نشاهد كسورا جمجمية مترافقة مع تمزقات شديدة في الدماغ او كسورا حيوية تفتتية في عظام جمجمية عثر عليها بمفردها .

ينبغي ان لا يتبادر الى الذهن بأن خلو العظام من الاضرار يعني نفي وقوع الشدة المؤدية الى تخريبات مميتة في الانسجة الرخوة التي زالت معالمها بتأثير التفسخ ولهذا فأننا نستعمل في معهد الطب العدلي - بعداد في مثل هذه الوقائع جملة (لم نشاهد ما يستدل به على حصول الشدة) اذ من الخطأ القول ان الشدة لم تحصل في مثل هذه الحالة كي لا توصد الباب أمام المحقق في حالة وجود أدلة تحقيقية تفيد أن الشخص مات بعد فترة قصيرة من اصابته بضربة يد قوية على بطنه اذ ليس من المستبعد أن يؤدي مثل هذا الضرب الى تمزق بعض أحشاء البطن كالكبد وقد زالت معالمها بما فيها من اضرار بتأثير التفسخ وفي وقائع التسمم يستفاد من فحص الانسجة الرخوة للأشلاء للكشف عن بعض السموم كما يمكن تحري السموم المعدنية في وقائع التسمم تتراكم فيها اثر تناول كميات غير مميتة من السم المعدني وفي فترات متعددة .