تتميز المياه عامة بقلة التغيرات الحرارية، تتشابه في ذلك جميع بحار العالم ويبلغ التغير اليومي في درجات حرارة الماء بالمحيطات ما بين ١,٨ درجة مئوية في المناطق البعيدة عن السواحل ونحو ٢,٤ درجة مئوية في المناطق الساحلية والقريبة منها.

ولقد بلغ متوسط المدى اليومي للحرارة خلال ١٢٦ يوما من الملاحظات التي قامت بها سفينة الأبحاث البحرية تشالنجر ٠,٤٤ درجة مئوية فقط أو نحو ربع الدى الحراري للهواء الملامس ( شريف، ص ١٣٢), وبالنسبة للتغيرات السنوية في حرارة مياه البحار فإن المدى الحراري السنوي يبلغ أجنى حد له في مياه البحار المدارية والبحار القطبية حيث يصل إلى عشر درجات، بينما يزيد في مياه المناطق المعتدلة لتصل إلى ٢٨ درجة مئوية. وغالبا ما يكون أقل من ذلك ( طريح شرف، ص ١٥٢).

ويتضح من التوزيع التفصيلي للمدى الحراري السنوي أنه لا يتجاوز ٥,٦ درجة مئوية في العروض العليا في نصفي الكرة الشمالي والجنوبي وتصل إلى أكثر من درجة مئوية شمالي غرب الأطلنطي بين درجتي عرض 30 – 50 شمالا وفي المنطقة ما بين درجتي عرض 22 – 56 درجة شمالا أمام الساحل الشرقي لأسيا بالمحيط الهادي. وأعلى مدى حراري سجل كان في بحر اليابان أمام السواحل الآسيوية قرب خط عرض ٤٠ درجة شمالا وبلغ ٢٩,٣ درجة مئوية وهو الفارق ما بين – ١,٨ درجة مئوية سجلت شتاء و ٢٧,٥ درجة مئوية سجلت وصيفا.

وأعلى مدى حراري تم تسجيله على مستوى العالم كان ٣٨,٩ درجة مئوية وهو الفارق بين أقل درجة حرارة سجلت وكانت – ٣,٣ درجة مئوية أمام نيوسكوتلاند شمالي شرقي أمريكا الشمالية ٣٥,٦ درجة مئوية بالبحر الأحمر وقد لوحظ بصفة عامة أن المدى الحراري السنوي يرتفع في البحار الصغيرة المساحة وقرب السواحل كما أنه أعلى في بحار نصف الكرة الشمالي بالمقارنة بنصف الكرة الجنوبي بسبب اتساع اليابس في النصف الشمالي، كما أنه أقل في المحيط الهادي عنه في المحيط الأطلنطي بسبب التباين المساحي بينهما.