أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016
3207
التاريخ: 5-4-2016
2843
التاريخ: 4-03-2015
3181
التاريخ: 16-6-2022
4613
|
اعتنى الاسلام بالخلافة اعتناء بالغا فأناط بها المسؤوليات الضخمة فجعلها مسؤولة عن نهضة المسلمين وتطوهم وانطلاقهم في ميادين العلم وتوجيههم نحو الخير وابعادهم عن مسالك الضلال والفساد والعمل على ايجاد الوسائل السليمة لأسباب قوتهم ورخائهم كما أوكل إليها حراسة الدين والحفاظ على شئونه وصيانة مثله فهي المحور الذي تدور عليه سياسته وسائر شئونه.
إن حقيقة الاسلام وفكرته شاملة لجميع المناحي الدينية والسياسية فقد الف بينهما وحدة متسقة وجعلهما كلا لا يتجزأ وقد ادرك هذه الحقيقة جمهور كبير من علماء المستشرقين يقول بعضهم : إن الاسلام ليس ظاهرة دينية فقط وانما اتى بنظام سياسي ذلك ان مؤسسه كان نبيا وكان حاكما مثاليا خبيرا بأساليب الحكم ؛ وقال جيت : ان الاسلام لم يكن مجرد عقائد دينية فردية وانما استوجب اقامة مجتمع مستقل له أسلوبه المعين في الحكم وله قوانينه وانظمته الخاصة به.
إن الخلافة ترتبط بالاسلام ارتباطا وثيقا فهي جزء من برامجه وفصل من فصوله فلا بد من اقامتها على مسرح الحياة .
يقول الشيخ محمد عبده : الاسلام دين وشرع فقد وضع حدودا ورسم حقوقا وليس كل معتقد في ظاهر أمره بحكم يجري عليه في عمله فقد يغلب الهوى وتتحكم الشهوة فيغمط الحق ويتعدى المعتدي الحد فلا تكمل الحكمة إلا إذا وجدت قوة لإقامة الحدود وتنفيذ حكم القاضي وصون نظام الجماعة .
إن الاسلام جاء بمجموعة كاملة من النظم والقوانين تهدف إلى تنظيم الحياة وصيانة الحقوق والقضاء على الغبن والظلم وبسط الأمن والعدل فى البلاد ومن الطبيعي انها تحتاج إلى قوة ودولة لتقوم بحمايتها وتطبيقها على واقع الحياة ؛ أما من يتولى قيادة الحكم وإدارة شؤون البلاد فقد تحدث الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) عما يعتبر فيه من الصفات بقوله : وقد علمتم أنه لا ينبغي أن يكون الوالي على الفروج والدماء والمغانم والاحكام وإمامة المسلمين البخيل فتكون في اموالهم نهمته ولا الجاهل فيضلهم بجهله ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ويقف فيها دون المقاطع ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة .
إن من يلى امور المسلمين ويتولى ادارة شؤونهم فى نظر الامام لا بد أن يكون ندي الكف بعيدا عن البخل عالما بما تحتاج إليه الامة غير حائف للدول ولا مرتشي فى اعماله ولا معطل لحدود الله وسنة نبيه فانه اذا تجرد من هذه الصفات واجهت الأمة فى عهده سيلا عارما من المحن وتعرضت البلاد للازمات والنكبات , وأعرب الذكر الحكيم فى قصة ابراهيم (عليه السلام) عمن يستحق الامامة من ذريته قال تعالى : {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 124] , وذكر المفسرون أن المراد بالعهد هو الامامة والإمامة هي الخلافة فلا ينالها من تلبس بالظلم فى أي مرحلة من حياته سواء أكان الظلم للنفس أو للغير فانه لا يمنح بذلك اللطف.
لقد اهتم الاسلام اهتماما كثيرا فيمن يلى امور المسلمين فالزم ان يكون مثالا للعدل وعنوانا للحق ورمزا للعدل والفضائل ليرعى مصالح الأمة ويحقق فى ربوعها جميع ما تصبوا إليه من العزة والكرامة ولم نتوفر الصفات الرفيعة التي يطلبها الاسلام فى القيادة الرشيدة إلا فى أهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا والذين قرنهم النبي (صلى الله عليه واله) بكتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وجعلهم سفنا للنجاة وأمنا للعباد ومن الطبيعي أن ذلك لم يكن ناشئا إلا عن مدى أهميتهم وقد تحدث الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) عما مثل فيهم من الصفات والنزعات بقوله : هم عيش العلم وموت الجهل يخبركم حلمهم عن علمهم وظاهرهم عن باطنهم وصمتهم عن حكم منطقهم لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام بهم عاد الحق فى نصابه وانزاح الباطل عن مقامه وانقطع لسانه عن منبته عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية فان رواة العلم كثير ورعاته قليل , وبالاضافة الى هذه القابليات والمواهب التي يتمتعون بها فان النبي (صلى الله عليه واله) نصّ على اختصاص الخلافة فيهم وانهم أحق بالأمر من غيرهم وقد تواترت النصوص الواردة منه بذلك كقوله : لا يزال هذا الدين قائما حتى تقوم الساعة ويكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش , وقال (صلى الله عليه واله) : يكون بعدي اثنا عشر أميرا , وقال : كلهم من قريش , الى غير ذلك من الأحاديث الدالة بصراحتها وحصرها على اختصاص الخلافة فيهم وانهم سفن النجاة وهداة العباد , ومن الأئمة الطاهرين الاثنى عشر الذين أقامهم الرسول (صلى الله عليه واله) خلفاء من بعده وأمناء على تبليغ رسالته الامام الحسن ريحانته وسبطه الأكبر فقد نصبه اماما على أمته وقال فيه وفي أخيه : الحسن والحسين امامان إن قاما وإن قعدا ؛ ونص على امامته الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) وأقامه علما من بعده بعد أن اغتاله ابن ملجم وقد فزع إليه المسلمون بعد موت أمير المؤمنين وأجمعوا على مبايعته فقد اجتمعوا في جامع الكوفة سنة أربعين من الهجرة في صبيحة احدى وعشرين من شهر رمضان المبارك.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|