المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Cherry Allergy
30-10-2017
Use of unreduced vowels
2024-06-14
ايطاليا الجنوبية
2024-09-09
paycheck sentence
2023-10-24
المذاب والمذيب
18-3-2018
التحقق من محتويات الجدولة الزمنية
2023-04-08


صبرالامام السجاد  
  
3226   04:21 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص79-80.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016 3426
التاريخ: 11-04-2015 3205
التاريخ: 20-10-2015 3169
التاريخ: 11-04-2015 5055

و من عناصره النفسية الصبر على ما ألم به من المحن و البلوى فمن المقطوع به أنه لم يبتل أحد في هذه الدنيا بمثل ما ابتلي به هذا الإمام العظيم فقد طافت به الخطوب و المصائب منذ أن أدرك الحياة إلى أن فارقها فقد فجع بوفاة أمه و هو في المرحلة الأولى من طفولته و لم ينتهل من نمير حنانها و عطفها و شاهد و هو في غضون الصبا لوعة أسرته على فقد جده الإمام أمير المؤمنين الذي اغتاله المجرم عبد الرحمن بن ملجم و ما أعقب ذلك من إجبار عمه الإمام الزكي الحسن (عليه السلام) على مصالحة الباغي ابن‏ الباغية معاوية بن أبي سفيان الذي هو وصمة عار و خزي على العالم العربي و الإسلامي فإنه حينما استوى على أريكة الحكم ظهرت نزعاته الجاهلية و حقده البالغ على الإسلام و المسلمين فقد سخر جميع أجهزة دولته على محو الإسلام من خارطة الوجود و اتخذ أشد الإجراءات القاسية ضد أهل البيت عليهم السلام ففرض سبهم على المنابر و المآذن كما قام بالتصفية الجسدية لشيعتهم الذين كانوا يمثلون الوعي الديني و السياسي في الإسلام.

و لما أشرف الإمام زين العابدين (عليه السلام)  على ميعة الشباب فجع بوفاة عمه الإمام الحسن ريحانة رسول الله (صلى الله عليه و آله) فقد اغتاله بالسم كسرى العرب معاوية بن هند و قد ترك ذلك حزنا عميقا في نفس الإمام (عليه السلام)  و بقية أفراد الأسرة النبوية فقد أذهلهم هذا المصاب الجلل.

و من أعظم المحن التي مني بها الإمام أنه رأى السيوف الآثمة في صعيد كربلاء و هي تحصد رؤوس الصفوة من أهل بيت النبوة بصورة مفجعة لم يعهد لها نظير في تأريخ الأمم و الشعوب و بعد مصرع تلك الكوكبة من دعاة العدالة و الحق أحاط الجناة من أجلاف أهل الكوفة بالإمام زين العابدين (عليه السلام) فأحرقوا خباءه و أخبية عقائل النبوة و حملوه أسيرا إلى طاغية لئيم وضيع و هو ابن مرجانة فقابله بالشماتة و الازدراء و الإمام صابر قد أوكل أمره إلى الله و بعد ذلك حمل إلى لقيط آخر و هو يزيد بن معاوية و قد جرت عليه من المحن و الخطوب ما تذوب لها لفائف القلوب و قد تجرع (عليه السلام)  تلك الآلام القاصمة راضيا بقضاء الله فأي نفس كانت نفسه و أي ضمير كان ضميره؟ أما نفسه فإنها قد رجعت عند كل هول عصف بها إلى خالق الكون و واهب الحياة و أما ضميره فهو الطاهر النقي الذي هو أصلب و أقوى من كل شي‏ء.

لقد كان الصبر على المصائب من عناصره و ذاتياته و قد أثر عنه في مدح الصبر أنه رأس طاعة الله‏ و من عظيم صبره أنه سمع ناعية في بيته و كان عنده جماعة فنهض ليرى ما ذا حدث فأخبر أنه قد توفي أحد أبنائه و رجع إلى مجلسه فأخبر أصحابه بالأمر فعجبوا من صبره فقال لهم: إنا أهل بيت نطيع الله فيما نحب و نحمده فيما نكره‏ و كان يرى الصبر من الغنائم و الجزع من الضعف‏ .

إن قوة شخصيته و عدم انهيارها أمام الأحداث المذهلة تعد من أندر الشخصيات على امتداد التأريخ.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.