أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
4769
التاريخ: 17-3-2016
3835
التاريخ: 22-3-2016
3457
التاريخ: 22-5-2019
2246
|
لم يعهد عن أحد من الحلفاء أنه عنى بالناحية التربوية أو بشؤون التعليم كالإمام أمير المؤمنين (عليه السّلام) وإنما عنوا بالشؤون العسكرية وعمليات الحروب وتوسيع رقعة الدولة الإسلاميّة وبسط نفوذها على أنحاء العالم ومن ثم كانت حقول التربية الدينية ضعيفة للغاية ؛ الأمر الذي أدّى إلى انتشار القلق الديني وقلّة الوعي الإسلامي وكان من نتائجه ظهور الحركات الإلحاديّة والمبادئ الهدّامة في العصر الاُموي والعباسي كما كان من نتائجه شيوع الخلاعة والمجون في كثير من أنحاء البلاد أمّا بيوت الخلفاء والوزراء فكانت من مراكز اللهو والدعارة والتفسّخ , وقد أولى أمير المؤمنين (عليه السلام) المزيد من اهتمامه بهذه الناحية ؛ فاتّخذ جامع الكوفة معهداً يلقي فيه محاضراته الدينية والتوجيهية وكان يشغل أكثر أوقاته بالدعوة إلى الله وإظهار فلسفة التوحيد وبث الآداب والأخلاق الإسلاميّة ؛ مستهدفاً من ذلك نشر الوعي الديني وخلق جيل يؤمن بالله إيماناً عقائدياً لا تقليدياً وكانت مواعظه تهزّ أعماق النفوس خوفاً ورهبة من الله , وقد تربى في مدرسته جماعة من خيار المسلمين وصلحائهم ؛ أمثال : حجر بن عدي وميثم التمار وكميل بن زياد وغيرهم من رجال التقوى والصلاح في الإسلام , وكانت وصاياه إلى ولديه الحسن والحسين (عليهما السّلام) وسائر تعاليمه من أهم الاُسس التربوية في الإسلام ؛ فقد قُنّنت اُصول التربية ووُضعت مناهجها على أساس تجريبية كانت من أثمن ما يملكه المسلمون في هذا المجال ؛ أما التعاليم فقد كان الإمام (عليه السّلام) هو المعلم والباعث للروح العلمية فهو الذي فتق أبواب العلوم في الإسلام ؛ كعلم الفلسفة والكلام والتفسير والفقه والنحو وغيرها من العلوم التي تربو على ثلاثين علماً وإليه تستند ازدهار الحركة العلمية في العصور الذهبية في الإسلام حسب ما نص عليه المحققون.
لقد كان الإمام (عليه السّلام) المؤسس الأعلى للعلوم والمعارف في دنيا الإسلام ، وقد بذل جميع جهوده على إشاعة العلم ونشر الآداب والثقافة بين المسلمين وكان دوماً يذيع بين أصحابه قوله : سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن طرق السماء فإني أبصر بها من طرق الأرض ؛ ومن المؤسف والمحزن حقاً أنهم لم يستغلّوا وجود هذا العملاق العظيم فيسألوا منه عن حقيقة الفضاء والمجرّات التي تسبح فيه وغيرها من أسرار الطبيعة التي استمد معارفها من الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) لم يسألوا عن أي شيء من ذلك وإنما راحوا يهزؤون وقد قال بعضهم بسخرية : كم طاقة في رأسي من شعر؟
لقد عاش الإمام غريباً في وسط ذلك المحيط الجاهل الذي لم يعِ أي شيء من أهدافه ومثله ولم يعرف حق قيمته ولم يثمن عبقرياته ومواهبه.
وعلى أي حال فإن الإمام أقام حكومته على تطوير الحياة الفكرية والعلمية وبث المعارف والآداب بين جميع الأوساط.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|