أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
3720
التاريخ: 22-3-2016
3772
التاريخ: 25-3-2016
3791
التاريخ: 16-6-2019
2116
|
عقد الإمام (عليه السّلام) في مكة مؤتمراً سياسياً عامّاً دعا فيه جمهوراً غفيراً ممّن شهد موسم الحجّ ؛ مِن المهاجرين والأنصار والتابعين وغيرهم مِن سائر المسلمين فانبرى (عليه السّلام) خطيباً فيهم وتحدّث ببليغ بيانه بما ألمّ بعترة النّبي (صلّى الله عليه وآله) وشيعتهم مِن المحن والخطوب التي صبّها عليهم معاوية وما اتّخذه مِن الإجراءات المشدّدة مِنْ إخفاء فضائلهم وستر ما أُثِرَ عن الرسول الأعظم في حقّهم وألزم حضّار مؤتمره بإذاعة ذلك بين المسلمين وفيما يلي نصّ حديثه فيما رواه سليم بن قيس قال : ولمّا كان قبل موت معاوية بسنة حجّ الحُسين بن علي وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر فجمع الحُسين بني هاشم ونساءهم ومواليهم ومَنْ حجّ مِن الأنصار ممّن يعرفهم الحُسين وأهل بيته ثمّ أرسل رسلاً وقال لهم : لا تدَعوا أحداً حجّ العام مِنْ أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المعروفين بالصلاح والنُّسك إلاّ اجمعوهم لي , فاجتمع إليه بمِنى أكثر مِنْ سبعمئة رجل وهم في سرادق عامّتهم مِن التابعين ونحو مِنْ مئتي رجل مِنْ أصحاب النّبي (صلّى الله عليه وآله) فقام فيهم خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أمّا بعد فإنّ هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم وإنّي أُريد أنْ أسألكم عن شيء ؛ فإنْ صدقت فصدّقوني وإنْ كذبت فكذّبوني ؛ اسمعوا مقالتي واكتبوا قولي ثمّ ارجعوا إلى أمصاركم وقبائلكم فمَنْ أمنتم مِن الناس ووثقتم به فادعوهم إلى ما تعلمون مِنْ حقّنا ؛ فإنّي أتخوف أنْ يُدرسَ هذا الأمر ويُغلب والله مُتِمّ نوره ولو كرِه الكافرون , وما ترك شيئاً ممّا أنزله الله فيهم مِن القران إلاّ تلاه وفسّره ولا شيئاً ممّا قاله رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في أبيه وأخيه وفي نفسه وأهل بيته (عليهم السّلام) إلاّ رواه وكلّ ذلك يقول أصحابه : اللهمّ نعم قد سمعنا وشهدنا , ويقول التابعي : اللهمّ قد حدّثني به مَنْ أُصدّقه وأئتمنه مِن الصحابة , فقال (عليه السّلام) : أنشدُكم اللهَ إلاّ حدّثتم به مَنْ تثقون به وبدينه .
وكان هذا المؤتمر أوّل مؤتمر إسلامي عرفه المسلمون في ذلك الوقت وقد شجب فيه الإمام (عليه السّلام) سياسة معاوية ودعا المسلمين لإشاعة فضائل أهل البيت (عليهم السّلام) وإذاعة مآثرهم التي حاولت السّلطة حجبها عن المسلمين.