أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2017
2102
التاريخ: 15-3-2016
3612
التاريخ: 11-12-2017
10780
التاريخ: 16-3-2016
2732
|
تعريفه :
يمكن ان يعرف بانه ذلك الجهاز الذي يقوم بتسجيل بعض التغيرات الفيزيولوجية (ضغط الدم، والتنفس، ودرجة مقاومة الجلد للتيار الكهربائي) التي تظهر على الفرد من خلال التحقيق معه. ومن دراسة هذه التغيرات من خلال تحليل الرسوم البيانية التي سجلها الجهاز ومن تقييم كل الأدلة المتوفرة خلال التحقيق يمكن عندئذ التأكد من صدق او كذب الشخص موضوع الاختبارات في إجابته عن الاسئلة الموجهة إليه (1).
نظرة تاريخية :
ان فكرة الاعتماد على التغيرات الفيزيولوجية في كشف الحقيقة ليست فكرة حديثة بل معروفة منذ القدم، فقد كان الفيلسوف اليوناني ارسطو يجس نبض الشخص ليعرف انه صادق في كلامه ام لا، فان اسرع نبضه دل ذلك على اضطرابه وكذبه، وإن كان نبضه عاديا دل على العكس. اما الصينيون القدماء فكانوا يضعون في فم المتهم حفنة من الرز الجاف غير المطبوخ فإذا ما ظهر في نهاية التحقيق ان الرز ما زال جافا فان هذا كان يعني عندهم بان الشخص موضوع التجربة هو الجاني. فقد تبدو هذه التجربة مضحكة للوهلة الاولى ولكنها تستند في الواقع على أساس علمي، اذ ان الشخص البريء تستمر غدده اللعابية في افراز اللعاب، اما المتهم فيجف لعابه لأن عملية افراز الغدد اللعابية تتعطل نتيجة لانفعال الخوف. ومازالت بعض القبائل العربية تلجأ الى طريقة مشابهة في كشف الكذب، فيطلبون من المشتبه به ان يلحس بلسانه وعاء من المعدن المحمى فاذا احترق لسانه، نتيجة كعدم افراز الغدد اللعابية، كان ذلك دليل على انه مذنب. ويلاحظ بأن هذه الوسائل البدائية بالرغم من اعتمادها على اساس علمي فيزيولوجي سليم إلا أنها غير دقيقة إذ لا تستطيع ان تكشف عن التغيرات الطفيفة، ولذلك التجأ العلماء الى استخدام وسائل علمية اكثر دقة في التحقيق أهمها جهاز كشف الكذب.
أقسام الجهاز :
يقسم جهاز كشف الكذب الى اقسام ثلاثة وهي كما يلي :
1-قسم التنفس.
2-قسم ضغط الدم.
3-قسم درجة مقاومة الجلد لتيار كهربائي ضعيف.
لكل من هذه الاقسام الثلاث ريشة ترسم خطوط بيانية على ورقة متحركة باستمرار. وترسم الريشة الخاصة بحركات التنفس الخطوط البيانية في أعلى الورقة وتلك الخاصة بالضغط الدموي في أسفل الورقة، اما الريشة الخاصة بالمقاومة الكهربائية فترسم خطوطها في منتصف الورقة. يجلس الشخص المراد اختباره على مقعد ويلف حول صدره أنبوباً من المطاط بصورة تسمح له بالتمدد والإنكماش حسب حركة الشهيق والزفير، ويربط بذراعه جهاز لتسجيل ضغط الدم ويوضع كفه على لوحين من المعدن لتسجيل إفراز العرق عن طريق تمرير تيار كهربائي ضعيف. ويبدأ الباحث بعدئذ بشرح عمل الجهاز وطريقة تشغيله للشخص المختبر ويفهمه بطريقة بسيطة كيف سيكشف الجهاز عن كل جواب لا يتوخى فيه الصدق.
كيفية توجيه الاسئلة خلال الاختبار :
ان اصعب المشاكل التي تواجه الاختبار بواسطة جهاز كشف الكذب هي طريقة وضع السؤال للشخص موضوع التجربة، وعلى كل حال هناك ثلاث طرق في كيفية توجيه الاسئلة وهي :
1-طريقة الاسئلة المحايدة – المحرجة.
2-طريقة الصدمة بواسطة السؤال.
3-طريقة قمة التوتر.
والآن نأتي على شرح كل طريقة من هذه الطرق مع شيء من التفصيل.
أولا : طريقة الاسئلة المحايدة المحرجة :
بموجب هذه الطريقة يوجه الشخص الذي يقوم بالاختبار اسئلة تكون أجوبتها معروفة إليه، والتي لا يثير محتواها اية شحنة عاطفية بالنسبة للشخص موضوع الاختبار، وهذه هي الاسئلة المحايدة او العادية فيسأله مثلا هل إن اسمك حمزة بن خلف؟ هل انت متزوج؟ هل تدخن؟ هل تشرب القهوة؟ هل لك اطفال؟ ويوجه بعدئذ اسئلة خاصة لها علاقة بالواقعة موضوع التحقيق يقصد منها إثارة الانفعال، وهذه هي الاسئلة المحرجة فيسأله مثلا هل سرقت المنزل؟ هل قتلته بسكين؟ هل دهسته بسيارتك؟... ان الغرض من توجيه الاسئلة المحايدة هو :
1-تثبيت قواعد عامة حول ردود فعل الشخص موضع التجربة والتي تظهر في تنفسه وإفراز عرقه بقصد مقارنة آثار الاسئلة المحرجة او المتعلقة بالجريمة واكتشاف موضع الاضطراب او الكذب.
2-ان الاسئلة المحايدة تسمح بتقليص التوتر العصبي للشخص الموضوع تحت الاستجواب وعليه فمن المستحسن بعد كل ثلاثة أسئلة محرجة وضع مجموعة من الاسئلة المحايدة او العادية حتى يسمح بإرجاع الحالة النفسية للشخص المستجوب الى وضعها الطبيعي، خاصة اذا حصل رد فعل ايجابي بالنسبة لإحدى الاسئلة المحرجة، وفي جميع الأحوال فان الاسئلة التي تطرح محايدة كانت او محرجة يجب ان تكون صريحة، وواضحة، ومختصرة، وخالية من التعقيد، وتصاغ بحيث يكون الجواب عليه أما بـ (نعم) او (لا) او (لا اعرف) وإلا فان الجواب اذا كان اكثر من ذلك فقد يؤدي الى تغيير الخط البياني للتنفس وهذا مما يؤدي الى تشويه ردود الفعل الايجابي التي تشير الى الكذب. وعلى القائم بالاختبار ان يحضر قبل البدء فيه مجموعة من الاسئلة العادية وهي عادة واحدة بالنسبة لجميع الاشخاص، وبعض الاسئلة المحرجة حسب طبيعة ونوع الجريمة ان المجموع الكلي يجب ان لا يتعدى 20-25 سؤال لكل تجربة، ويلاحظ بأن أول 5-6 اسئلة يجب ان تكون عادية، على ان تكون هناك في الوقت نفسه فترة استراحة مناسبة بين الاسئلة المحايدة والأسئلة المحرجة. يعاد الاختبار الأول مرة ثانية بتوجيه الاسئلة عينها وبنفس الترتيب ثم تطابق النتيجتان، فاذا قام شك او اختلاف في الخطوط التي رصدها الجهاز اعيد الاختبار مرة ثالثة وتسأل الاسئلة نفسها التي حصل فيها الاختلاف دون سواها.
تعتبر طريقة الاختبار هذه من أحسن الطرق وأسلمها اذا كان القائم بالاختبار يملك معلومات كثيرة حول الواقعة موضوعة البحث.
ثانيا : طريقة الصدمة بواسطة السؤال :
يكون الاستجواب بموجب هذه الطريقة بواسطة وضع سؤال محرج يوجه الشخص مباشرة، ولا ينصح الأخذ بهذه الطريقة في الاستجواب ذلك لأنها تؤدي الى صعوبة التفريق بين رد الفعل الحاص نتيجة للدهشة من السؤال وبين ذلك الحاصل نتيجة للكذب في الإجابة على السؤال.
ثالثا : طريقة قمة التوتر :
لهذه الطريقة فائدة كبيرة وتستخدم غالبا بإضافتها للطريقتين السابقتين. ويلتجأ إليها بصفة خاصة عندما تكون هناك وقائع غير معروفة إلا من قبل الجاني الخاضع للتحقيق، ان هدف هذه الطريقة هو معرفة الشيء او المضمون (اسم الشخص، تاريخ، مبلغ، نقود، جسم الجريمة، موقع جغرافي، نوع الجريمة، دخول المنزل، السلاح المستخدم، الذي يظهر الشخص بالنسبة رد فعل عاطفي، رد الفعل هذا يبين بأن هناك معرفة بالواقعة قد تثبت بأن الشخص موضوع الاختبار مسؤول عن الفعل الاجرامي الذي يحقق فيه. والآن نأتي بمثل عملي يوضح هذا النوع من الاستجواب كان قد اشتبه في شخص بأنه قتل وسيطا تجاريا منتقلا ثبت اختفاؤه مدة طويلة ووجدت سيارة التاجر المختفي في حوزة الشخص المشتبه به. وبعد الاختبار الذي أجري عليه بواسطة جهاز كشف الكذب بطريقة (الاسئلة المحايدة – المحرجة) وجد بأن هناك احتمالا قويا بأنه كان يكذب عندما كان يجيب على السؤال التالي هل انت قتلت الوسيط التجاري المختفي؟ وعليه سئل المتهم فيما اذا كان المجني عليه قد مات غرقا او تسمما او بسلاح ناري .. إلخ. وكان هناك رد فعل له معنى أمكن الحصول عليه عندما وجه السؤال التالي : (هل مات بطلقة من سلاح ناري؟) وسئل الشخص بعدئذ حول الطريقة التي تخلص بها من الجثة. وصيغت بعد ذلك عدة اسئلة تتضمن وسائل مختلفة للتخلص من الجثة وأمكن الحصول على رد فعل له دلالة معينة عند توجيه السؤال، هل دفنت الجثة وبعد استجواب أعمق كان هناك رد فعل خاص حول كلمة (مقبرة). وبدأت التحقيقات تتجه الى الموقع الجغرافي للمقبرة وعرضت بعد ذلك على المتهم خريطة تبين المناطق التجارية حيث كان رفد فعل معين بالنسبة لمنطقة معينة. قسمت هذه المنطقة عشرة اقسام وعرضت على المتهم حيث استبعدت تسعة منها وانحصرت الشكوك في منطقة مساحتها ثلاثة كيلو مترات مربعة والى حد هذه النقطة من التحقيق رفض المتهم الاستمرار في الاختبار وقام وحطم جهاز كشف الكذب، وفي المنطقة التي انحصرت فيها الشكوك نتيجة لإشارة الجهاز إليها وجد بأن هناك مقبرتين صغيرتين. ووجدت جثة الوسيط التجاري المختفي في واحدة منها. يجب على القائم بالاختبار، عند استخدامه لأية طريقة من طرق الاستجواب الثلاثة، ان تتوفر لديه كل المعلومات حول الحادثة والتي كانت قد تأكدت من قبل الشرطة. إذ في الواقع ان وظيفة جهاز كشف الكذب هي التأكد من أمور معروفة سابقة من قبل الشخص القائم بالاختبار وكذلك التأكد من فرضيات الإدانة التي كان قد كونها ولكنها لم تبرهن بصورة كافية.
العوامل التي تؤثر على الشخص المراد اختباره :
توجد عوامل متعددة تقف احيانا عقبة في سبيل استخدام الجهاز استخداما صحيحا، فهناك بعض الاشخاص الذين – رغم قولهم الصدق عند اختبارهم – قد يكونوا متأثرين بمؤثرات عدة منها :
1-القلق من مجرد الاتهام.
2-الخوف من احتمال خطأ جهاز كشف الكذب.
3-الألم الذي يصاحب تثبيت بعض أجزاء الجهاز على أجسامهم.
4-الرغبة الملحة في التعاون مع الخبير.
5-الاضطراب الشديد عند سؤالهم اسئلة شخصية محرجة بعيدة عن موضوع الجريمة.
6-الاستجوابات الكثيرة التي سبقت استخدام الجهاز لا سيما اذا كانت مقترنة باعتداءات جسمية.
7-الشذوذ الجسمي (ضغط الدم غير الطبيعي، وأمراض القلب، وأزمات التنفس او الصدر).
8-الشذوذ العقلي (التخفيف العقلي، والأمراض العقلية والنفسية).
ومن ناحية اخرى فإنه يحصل أحياناً تعذر استجابة الشخص أثناء الاختبار وذلك للأسباب التالية :
أ- قلة المبالاة.
ب – القدرة على التحكم الواعي في الاستجابات العاطفية بنتيجة استعداد خاص او تصرفات عقلية خاصة.
جـ - تبرير الجريمة قبل الاختبار الى الحد الذي لا تثير فيه الاسئلة الخاصة بها أية استجابة عاطفية.
د – محاولة تعطيل عمل الجهاز بالتحكم في التنفس.
هذا وان نجاح استخدام الجهاز يتوقف على توفر شروط مختلفة قررتها الاكاديمية لخبراء البوليكراف لعام 1957 ويمكن تلخيصها فيما يلي :
1-ضرورة الاطمئنان الى سلامة الجهاز سلامة تامة في تسجيله لحركات القلب والأوعية الدموية وحركة التنفس.
2-ضرورة ان يكون مستخدم الجهاز ملما الماما كافيا في علم النفس وعلم وظائف الاعضاء فضلا عن الخبرة التدريب الكافي.
3-يشترط فيمن يستخدم الجهاز صفات شخصية معينة، كالاتزان الانفعالي، والذكاء والصبر والتواضع والصدق والموضوعية.
4-يجب ان تكون اسئلة الاختبار عن الموضوع الذي يطلب فحصه، إما مجال اسئلة فيحددها الموضوع نفسه، وترك صياغتها لمهارة القائم بالاختبار.
5-يجب ان تكون هناك صلة بين موضوع التحقيق والأشخاص المختبرون.
6-ينبغي ان لا تجري اختبارات البوليكراف (جهاز كشف الكذب) إلا على الأشخاص سليمي الجسم والعقل والوجدان، ويجب تأجيل الاختبار في حالة الشك في أحد هذه الأمور.
7-يجب ان تتسم غرفة الاختبار بالبساطة والمظهر الفني حيث يجب ان تخلو مما يشتت البصر او الضوضاء او الحرارة غير العادية او اي شيء يحول دون نجاح الاختبار.
8-يجب ان يكون تقرير الخبير في النهاية دقيقا وشاملا لما دار أثناء الاختبار واضحا متصلا بموضوع التحقيق وبرأيه الفني في نتائج الاختبار.
بعض التساؤلات :
ترد في كثير من الاحيان بعض التساؤلات حول جهاز كشف الكذب، ويمكن تلخيص اهم هذه التساؤلات في النقاط التالية :
1-هل يجوز وضع الشخص تحت الاختبار بدون رضاه.
2-ما هي قوة هذا الاختبار في الاثبات؟
3-ما هي القيمة العملية لهذا الجهاز؟
بالنسبة للتساؤل الأول :
يمكن القول بانه من الواضح ان رضاء الشخص يضفي على الاختبار بواسطة الجهاز الصفة الشرعية وبالتالي لا يدع مجالا لأي اعتراض، ولكن الموقف يختلف فيما لو امتنع الشخص عن ان يمتثل لإجراء الاختبار، فما هو الحل يا ترى؟ هل يجبر ام لا؟ مما لا شك فيه ان الاجبار يتنافى مع ابسط قواعد الحرية الشخصية في أصدق صدورها، الى جانب انه لا يتفق مع مبادئ حرية الدفاع.
أما عن التساؤل الثاني :
وهو مدى قوة الاختبار في الاثبات، فيمكن القول بانه رغم المآخذ والعيوب التي تؤخذ على استخدام الجهاز فان ذلك لا يمنع من استعماله، وخاصة في مراحل التحقيق الأولى، بقصد تضييق دائرة الاتهام واستبعاد الجهود العشوائية في التحقيق، فهو بمثابة عامل مساعد ينير الطريق أمام التحقيق وليس دليلا حاسما يعتمد عليه في البراءة أو الإدانة.
وأما فيما يتعلق بالتساؤل الثالث :
وهو قيمة الجهاز العملية، فيمكننا ان نقول بأنه اذا كان جهاز كشف الكذب لم يصل حتى الآن في نظر القضاء الى مستوى الدليل المقنع او حتى القرينة في إثبات الإدانة او البراءة في القضايا الجنائية، فإنه في الوقت الحاضر يؤدي لرجل التحقيق خدمات جليلة، اذ دلت التجارب العديدة التي قام بها رجال الشرطة والمحققون بواسطة الجهاز على ان ما يقارب من 50% من مجموع الحالات التي كشف الجهاز عن ادانة اصحابها اعترفوا بجرائمهم بمجرد مواجهتهم بالأدلة العلمية، فالجهاز قد يهدي المحقق الى الطريق السوي الذ2ي يتعين عليه ان يسلكه ليصل الى ضالته المنشودة في تعقب الجاني دون البريء، فهو يحصر التحقيق في أضيق مجال مما يوفر على رجال التحقيق كثيرا من الجهود والنفقات التي تبذل هباء مع اشخاص ابرياء.
___________________________
1- في جهاز كشف الكذب انظر فؤاد ابو الخير وابراهيم غازي، المرجع السابق، ص579 وما بعدها – أحمد خليفة، المرجع السابق، ص66 وما بعدها سامي صادق الملا، المرجع السابق، ص128 وما بعدها سامي صادق الملا، المرجع السابق، ص128 وما بعدها محمد سامي النبراوي المرجع السابق ص491 وما بعدها، حسين محمد علي الجريمة وأساليب البحث العلمي الطبعة الثانية سنة 1966، ص412 وما بعدها – زين العابدين سليم ومحمد إبراهيم زيد، الأساليب العلمية الحديثة في مكافحة الجريمة، المنظمة الدولية العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة عام 1968 ص44 وما بعدها، بغداد
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|