تشكل الكيس المحي وانعزال المعي الأولي

إن الكيس المحي هو أول الأغشية الجنينية التي تظهر خلال تشكل الجنين , فالطبقة الحشوية في جنين الطيور لا تشكل معيا مغلقا كما يحدث في الزمر ذات البيوض قليلة المح , وإنما تغطي سطح المح , والمعي الأولي يحتوي من الناحية الظهري فقط على جدار خلوي , بينما يكون قاعه مؤلفا من المح بشكل مؤقت.

إن جزء الطبقة الحشوية الموضوعة خارج الجنين , والذي يتشكل في البداية من الأرومة السفلية الأولية والثانوية , يأخذ في النهاية بينة تشبه الكيس تغلف المح  , وفي نفس الوقت الذي ينتشر فيه جزء الطبقة الحشوية خارج الجنين فوق كتلة المح , فإن جزء الطبقة الواقع داخل الجنين يعاني مجموعة من التغيرات تؤدي الى أن يصبح المعي محاطة بالجدران من جميع جهاته .

في البداية يتشكل قعر المعي في المنطقة الأمامية للمعي الاولي , فتتجه لتشكل الانثناءات الجانبية ونمو مقدمة الجنين بالاتجاه الأمامي فإن الرأس والعنق ينعزلان عن المح بما يسمى الجيب تحت الرأس Sub cephalic poked   .

كما تؤدي عملية تشكل الانثناءات الى تشكل أنبوب من الأديم الباطن الأمامي . إن هذا الجزء من المعي الاولي الذي يتحول الى أنبوب مع توغل الانثناء الرأسي في الاتجاه الذيلي يطلق عليه اسم المعي الأمامي Foregut    , وخلال اليوم الثالث للحضن يتوغل الانثناء الذيلي تحت النهاية الخلفية للجنين , وهذا ما يؤدي الى سحب الطبقة الحشوية للمعي ويمهد لتشكيل المعي الخلفي من الأديم الباطن بشكل مائل لتشكل المعي الأمامي  أما الجزء المعي الذي يظل حتى الآن مفتوحا الى المح فيطلق عليه اسم العي المتوسط Midgut  , ومع توغل الانثناءين الرأسي والذيلي , فمن الجنين ينعزل أكثر فأكثر عن المح , ويزداد طول كل من المعي الى أن يقتصر على ثقب صغير ينفتح على الجهة البطنية في الكيس المحي بشكل مشابه للقمع المقلوب (الشكل 1) ويطلق على هذا الثقب اسم القناة المحية Yolk duct  , أما جدرانها فتدعى السويقة المحية Yolk stalk   , وتستمر جدران الكيس المحي بشكل مباشر في جدران المعي في منطقة السويقة المحية التي يمكن اعتبارها الحدود الفاصلة بين الطبقة الحشوية الحية للمعي و الطبقة الحشوية المحية للمعي , والطبقة الحشوية للكيس المحي .

الشكل (1) مقطع سهمى في جنين الدجاج يبين مرحلة المبكرة من تكون السقاء

ومع تضيق عنق الكيس المحي تقترب الأوردة والشرايين المحية من بعضها , وتصبح موضوعة بجانب بعضها في السويقة المحية , أما شبكة الأوعية الدموية في الطبقة الحشوية للكيس المحي التي بدأت بتغطية المحي منذ مراحل التشكل الأولى فإنها في النهاية تغطي الكتلة المحية بشكل عادل تقريبا , وهكذا فمن المواد الغذائية يمكن أن تنتقل الى الجنين , ويتحول المح في البداية الى محلول بتأثير انزيمات هاضمة تيم إفرازها من خلال الأديم الابطن الذي يبطن الكيس المحي , وبعد ذلك ينتقل هذا المحلول عبرة الخلايا المبطنة للكيس المحي وبطانة الاوعية الدموية المحية الى الدم , الذي يوزعه الى انحاء جسم الجنين الآخذ في النمو , وفي مراحل لاحقة من التكون يلاحظ أن الطبقة الحشوية للكيس المحي تشكل عددا من الانثناءات التي تزيد في سطح الطبقة الحشوية , بغية زيادة كمية المواد التي يتم سحبها .

وخلال عملية تكون الجنين فان الآح (بياض البيض) يفقد ماءه , يصبح أكثر لزوجة وينقص حجمه , ويزيح السقاء الآخذ في النمو الآح نحو النهاية القاصية للكيس المحي , وفي الواقع فإن الآح شأنه في ذلك شأن المح سوف يتغطى بالطبقة الحشوية , وهو يمتص خلالها ويحمل الى الجنين بواسطة شبكة الاوعية الدموية الموجودة  خارج الجنين .

والى نهاية الحضن التي تستمر 19 يوما فغن بقية الكيس المحي تصبح داخل جدران جسم الجنين , وبعد أن يصبح الكيس المحي داخل جسم الجنين فإنه يختفي بسرعة , إذ يتم هضم محتواه وجدرانه في الأيام الأولى بعد النقف , وفي الواقع فإن البقية من المح ضرورية للفرخ الذي نقف حديثا من البيضة , إذ أنه يقتات عليها ريثما يتعود على الحياة خارج البيضة ويكتسب خبرة  في التغذية الذاتية .

المصدر

الدين ، حسن ناصر . مقدمة في علم الجنين .جامعة ناصر – كلية العلوم – قسم علوم الحياة.