ان أي ظاهر جغرافية يمكن تمثيلها كرتوجرافيا ، كمكان أو كخط او كمساحة وأيضاً كحجم ، وأساليب التمثيل عديدة ومتنوعة ، وتعد الخريطة الطبوغرافية أهم إحدى الخرائط التي يمكن منها استنباط العوامل المؤثرة في توزيع الظاهرة. فكما هو معروف أن لكل ظاهرة جغرافية خاصيتين داخل التوزيع هما :

1- قيمتها أو كميتها.

2- نمط توزيعها.

وتهتم الخريطة الطبوغرافية  بشكل عام بإبراز الخاصة الثانية ولذلك فهي تعد من اكثر الخرائط التي تهتم بتوقيع موقع Loacation الظاهرات الجغرافية المختلفة بدقة كبيرة وإن كان تمثيل الموقع يتم بوسائل مختلفة كيفية وكمية ، وطبقا لأحدث تصنيفات الخرائط ، تعد الخريطة الطبوغرافية أحد القسمين الرئيسيين للخرائط وتسمى الخرائط ذات الاغراض المتعددة Multi – Purpose topography maps  .

ومن خلال الدراسة لمجموعة الخرائط الطبوغرافية لشرق الدلتا المصرية^(*) _ انظر شكل رقم ( 1‏) _ مقياس ا / ٠ ٠ ٠, ٠ ٢٠ ‏وتحليل مواقع المحلات  ‏العمرانية الحضرية للتعرف على اهم العوامل المؤثرة في صورة توزيعها يتضح الآتي:

1-  تعد شبكة الطرق في هذه المنطقة ليست مجرد شيئا محدودا بذاته وانما نظام يخدم المحلات العمرانية الحضرية في منطقة شرق الدلتا.

2-  تقوي شبكة الطرق في المنطقة من ارتباطات المدن الاقليمية وتعزز مفاهيم دراسة النمو العمراني، إذ يمكن تفسير أنماط وأشكال النمو العمراني في ضوء دراسة خريطة الطرق بالمنطقة.

3- مواقع المحلات العمرانية الحضرية وشبكات الطرق تفسر الى حد كبير أنماط استخدام الارض حول المدن وخاصة الرئيسية في المنطقة كمدينة الزقازيق.

4-  ‏مد الطرق في بعض مناطق الاستصلاح في شرق الدلتا عدل من قيم المواقع في هذه المنطقة ، اذ تبدو هذه المواقع هندسية اكثر من كونها مواقع طبيعية.

5- ‏من خلال دراسة الخرائط الطبوغرافية نفسها اتضح ان شبكة الطرق بدورها في المنطقة تتأثر بالعديد من العوامل الطبيعية مثل طبوغرافية السطح، وجيولوجية المنطقة ، المناخ ، طبيعة التربة.

6-  يبدو تأثير شبكة الطرق في المنطقة في عدة خصائص هامة للمدن بالمنطقة  كأحجام المحلات العمرانية، فطرة الدرجة الاولى ربطت بين المحلاتالعمرانية الحضرية ذات الحجم السكاني الكبير ، بينما ربطت طرق الدرجة الثانية بين المحلات الحضرية الأقل في الحجم السكاني ، ولا يتوقف أثر الطريق على حجم المحلة العمرانية الحضرية ، بل يؤثر في شكلها العمراني ⁽¹⁾ ومورفولوجيتها وخطها ووظيفتها⁽²⁾.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*)  تمت الدراسة هنا على بعض لوحات شرق الدلتا مقياس 1/200,000 لوحات ، القاهرة ، طريقة السويس ، شرق طنطا ، الزقازيق ، المنصورة ، الإسماعيلية.

(1) يمكن معرفة وتحديد شكل المحلة العمرانية بتطبيق العديد من المعادلات ، ولعل أهم هذه المعادلات هي:

معامل الشكل – نصف قطر أكبر دائرة يستوعبها الشكل من الداخل ÷ نصف قطر اصغر دائرة يستوعبها الشكل من الخارج.

Hagget P. Locational Analysis in Human Geogeaphy , Inodon, 1965, P.P 227 . 229

تختلف المحلات العمرانية الحصرية اختلافاً كبيراً في اشكالها ويأتي هذا الاختلاف نتيجة التباين في ظروف الموضع وتبعاً لمحددات الموقع وتاريخ طرية النشأة أو الوظيفة والحجم السكاني.

وتعد دراسة الشكل بمثابة المحصلة النهائية لإبراز التفاعل بين الانسان والبيئة ، أي المحصلة النهائية للمعطيات  الجغرافية والمؤثرات التاريخية.

(2) للاستزادة راجع: أحمد على اسماعيل ، دراسات في جغرافية المدن ، مكتبة سعيد رأفت ، القاهرة ، 1982.