اتجاه الشمال :

يعد اتجاه الشمال على الخريطة أمرا ضرورياً ، وبدون معرفة هذا الاتجاه لا يمكن استخدام الخريطة في أي دراسة حيث تكون الحاجة ضرورية لتوجيه الخريطة توجيهاً سليماً في الدراسات الميدانية الذي يعتمد عليها الجغرافية بشكل مكثف أحياناً في جميع المعلومات والبيانات ، فلكى نتعرف على مواقع الظواهر وأيضاً لكن نوقع ظاهرات أخرى موجودة في الطبيعة في مكانها السليم على الخريطة لابد أن تكون الخريطة موجهة توجيها صحيحاً ، كما ان استخدام كدليل للسير يتطلب أيضاً التوجيه الصحيح وإلا استحال الوصول إلى الأهداف المطلوب الوصول إليها.

وغالباً ما تصدر مصالح المساحة في العديد من الدول سلسلة من الخرائط الطبوغرافية مرسوم عليها ثلاث أسهم تشير إلى الاتجاهات المختلفة وهي:

1ـ الشمال الحقيقي أو الجغرافي : وهذا الاتجاه يشير إلى القطب الشمالي ويتفق مع اتجاه خطوط الطول ، وهذا الاتجاه ثابت لا يتغير.

2- الشمال المغناطيسي : وهو الشمال الذي تشير إليها إبره المغناطيس ، والإشارة هنا تكون إلى القطب المغناطيسي الواقع جنوب جزيرة سومرسيت وشرق جزيرة برنس أوف ويلز إحدى الجزر القطبية التي تقع شمال كندا على خط طول 100 غرباً تقريباً ، انظر الشكل رقم (1) وموقع الشمال المغناطيسي ليس ثابتاً فهو يتغير من مكان لآخر ومن وقت لآخر حسب التغير في حقوق المغنطة الموجودة في باطن الأرض ، وحالياً هناك من الأقمار الصناعية التي ترصد أشكال حقول المغناطيس والتغير الذي يطرأ عليها.

وقد يكون السهم الممثل للشمال المغناطيسي إلى الغرب أو إلى الشرق من السهم المشير إلى الشمال الجغرافي، ومن هنا فالفرق بين الاتجاهين يسمى الانحراف المغناطيسي ويقاس بالدرجات ، ويصدر قسم المساحة الجيولوجية والسواحل بالولايات المتحدة الامريكية العديد من الخرائط التي توضح الانحراف المغناطيسي لكل أجزاء العالم ويصدر هذا بشكل منتظم.

ويمكن الاستفادة من البوصلة المغناطيسي في تحديد الشمال الحقيقي ، وذلك بعد معرفة درجة انحراف البوصلة من الشمال الحقيقي حيث يرسم اتجاه الشمال المغناطيسي أولاً بواسطة جهاز البوصلة ثم بتحديد درجة الانحراف باستخدام المنقلة وهي يقع إلى الشرق أم إلى الغرب من الشمال الحقيقي ومن ثم يمكن رسم الخط الذي يمثل الشمال الحقيقي.

3- الشمال الإحداثي : ويرسم هذا الخط موازياً لخط الطول الرئيسي باللوحة إذ غالباً ما تكون أقواس الطول أقرب إلى الخطوط المستقيمة وخاصة في الخرائط الطبوغرافية التي تتبنى تمثيل جزء صغير من سطح الأرض، ولذلك لا تظهر هذه الخطوط مقوسة على الخرائط بل تظهر كخطوط متوازية يطلق عليها الشمال الإحداثي، ويسمى الفرق بين خط الشمال الإحداثي وخط والشمال الحقيقي يسمى فرق الانحراف الإحداثي , ولعل اختراع البوصلة الجيرسكوبية والتي لا تتأثر بقوى الأرض المغناطيسية والتي تستخدم في تحديد الشمال الجغرافي (الحقيقي) قد حلت مشكلة الاتجاهات على الخرائط بشكل دقيق.