الدورة الحيضية عند الرئيسيات 

تتصف الدورة الجنسية لإناث الرئيسيات بظاهرة الحيض Menstruation  , وهو عبارة عن طرح دوري لمخاطية الرحم السطحي وكمية من الدم نتجت عن انسلاخ هذه المخاطية (تحدث في المرأة مرة كل 28 يوم تقريبا) , وتبدأ الدورات الحيضية عند الإنسان في سن 12-14 سنة وتستمر طوال الخمس والثلاثين سنة التالية حتى حلول اليأس Menopause  , وتستمر فترة الحيض بشكل طبيعي 4-5 ايام , غير ان طول هذه الفترة وطول الدورة الحيضية يمكن ان يختلف من حالة لأخرى .

ويمكن تقسيم الدورة الحيضية الى ثلاث دورات رئيسية :

1. فترة الحيض  (2) فترة التكاثر الخلوي  (3) فترة الإفراز .

ويمكن متابعة التغيرات الحادثة اعتبارا من وضع اجهاز التكاثر مع نهاية دورة حيضية .

يمثل الشكل (1) مخططا يبين التغيرات الحادثة في مخاطية الرحم السطحية خلال الدورة الحيضية , يبين الخط العريض الاسود التناقص الحاد في سماكة مخاطية الرحم نتيجة انسلاخ الخلايا خلال فترة الحيض .  أما البنى الانبوبية الشكل في المخاطية فتمثل الغدد الرحمية , يمثل الجزة المظلل في الأسفل الطبقة القاعدية في المخاطية , وهذه تتوضع تحت الجزء الذي يطاله الانسلاخ والمسمى المخاطية الدورية , واعتبارا ان هذه الطبقة تبدأ عمليات التجديد والنمو في مرحلة التكاثر , وتتشكل الطبقة المتجددة بسرعة فائقة على حساب تكاثر خلايا الاجزاء السفلية للغدد المتوضعة في الطبقة القاعدية , ويتم تطاول هذه الغدد مع ازدياد سماكة المخاطية , وكلها تحافظ خلال فترة التكاثر على استقامتها ودقتها , أما لمعات هذه الغدد فتبقى ضيقة ولا تحتوي على كميات كبيرة من المفرزات .

ومع انتهاء الإباضة , تدخل فترة التكاثر تدريجيا في فترة الإفراز , وهنا تلتوي جدران الغدد , وتتوسع لمعاتها , ويرى فيها كميات كبيرة من المفرزات , ويزداد عدد الشرايين الدقيقة التي تزود المخاطية السطحية بالدم , وتقترب هذه الشرايين من السطح , وتمتلك هذه الشرايين عادة شكلا ملففا , وفي فترة الإفراز يصبح الالتواء والتلفف اشد وضوحا , ومع مرور اسبوع على الإباضة نلاحظ أن البنية النسيجية للرحم تعكس النشاط المتزايد للمخاطية , فالغدد متمدده بشدة , والأوعية الدموية الدقيقة ممتلئة بالدم , أما سماكة المخاطية فقد ازدادت من (1ملم) أو أقل بعد الدورة السابقة مباشرة الى (4أو5ملم) , وفي هذه الفترة يكون الرحم على أتم الاستعداد لانغراس الجنين وتأمين الغذاء له (انظر الى الدورة التي تشغل الجزء الايمن من الشكل 1)

وإذا لم يتحقق انغراس البيضة المخصبة فإن الإفراز تؤول الى فترى قصيرة من فقر الدم الموضعي تسبق الحيض مباشرة , وفي هذه الحالة فإن جريان الدم الى المنطقة الأعمق من الطبقة المخاطية يبقى على حاله , والنسج الفقيرة بالتروية الدموية تبدأ بالتخرب , تستمر فترة فقر الدم الوضعي بضع ساعات تأخذ بعدها لفات الشرايين

الشكل (1) : تمثيل يوضح التبدلات الدورية للمبيض والغشاء المخاطي للرحم  في المرأة

الملففة بالانحلال تدريجيا ومن أماكن مختلفة , والدم الذي يملا الشعيرات الدموية للطبقة السطحية يبدأ بتخريب ونبش جدرانها الرقيقة , ويسيل في النسج الواقعة تحت ظهارة الرحم , وخلال مدة وجيزة جدا تأخذ النسج المنخورة المخربة السطحية بالانسلاخ مع الدم الذي يسيل من الأوعية الدموية , ومفرزات الغدد على شكل مواد الحيض , وهذه العملية التي تبدأ في جزء ما من الرحم تنتشر بسرعة الى الأجزاء الأخرى , ولكنها لا تشمل أحيانا في انتشارها كل الظهارة في وقت واحد , ولكن الانسلاخ يسير بشكل تدريجي , وفي اليوم الثالث من الحيض يصبح كامل سطح الرحم عاريا , وبعد ذلك تبدأ فترة التجديد بسرعة , ويتم تجديد الاجزاء التي تعرت قبل غيرها أولا , وعملية التكاثر تبدأ قبل تمام انتهاء الحيض بقليل .

المصدر

الدين ، حسن ناصر . مقدمة في علم الجنين .جامعة ناصر – كلية العلوم – قسم علوم الحياة.