أولا : العوامل الطبيعية من اهم العوامل الطبيعية المؤثره في توزيع المرض هي :

1- البـرد:

نوبات مرض فقر الدم المنجلي تكثر في شهور البرد ومنشأ ذلك غير واضح تماما ، لكن يعتقد بأن تبريد ( برودة ) الجلد يؤدي إلى انخفاض جريان الدم في نخاع العظم لدرجة تكفي للتسبب في موت أجزاء من النخاع لايصلها الدم وما يحمله من غذاء وأكسجين مما يؤدي إلى حدوث نوبة الألم .في حين أن هذه الظاهرة تقل لدى مرضى فقر الدم المنجلي بسبب أن تبريد الجلد لديهم يتسبب في انخفاض بسيط في جريان الدم في الأوعية الدموية الأعمق مما ينتج عنه الألم في العظام .وحيث أن نوبات المرض ترتبط بالبرد فإن ذلك لايقتصرعلى أشهر البرد فمع توافر أجهزة التكييف فإن التعرض لتياراتها الباردة وما يرافق ذلك من تغييرات مفاجئة  في درجة الحرارة يمكن أن يؤدي إلى حدوث النوبات واشتداد حدتها في أشهرالصيف كذلك.

وايضا لوحظ أن نوبات الألم تبدأ غالبا في الليل حيث أنه أكثر برودة وخصوصا في الشتاء ، وكذلك الأمر في الصيف عندما نستخدم المكيفات الهوائية ويكون استعمالنا لها لأطول فترة وبشكل متواصل أثناء فترة النوم ومع عدم الحرص على التدفئة الكافية تنشأ هناك إمكانية حدوث النوبة⁽¹⁾

2- الحرارة :

الجو الحار جدا يفقد المريض سوائل وأملاح عن طريق العرق فإذا لم يعوض ذلك بتعاطي السوائل فإن المصاب يتعرض للجفاف وهذا يؤدي إلى زيادة كثافة ( لزوجة ) الدم وبالتالي إلى التمنجل ، لذا يجب الوقاية من البرد باختيار الملابس الملائمة وتجنب الجفاف بتعاطي السوائل الكافية .

3- الرطوبة:

من المعروف دائما أن الرطوبة تكون مصحوبة بارتفاع في درجة حرارة الجو ، وهو ما يساعد عند بعض الأشخاص ضيق في التنفس وخصوصا إذا كان الهواء قليل الحركة إضافة إلى فقدان الإنسان لسوائل كثيرة بسبب العرق .لذلك فإن زيادة الرطوبة تؤدي إلى انخفاض نسبة الأكسجين في الهواء وذلك بسبب ارتفاع نسبة بخار الماء فيه ، الأمر الذي يخلق صعوبة نسبية في عملية تبادل الغازات في الرئة مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس وقد يزيد فرصة حدوث النوبات لدى مريض فقر الدم المنجلي . 

4- الضغط :

من الضار لمريض فقر الدم المنجلي السكن أو الصعود للمرتفعات ، كذلك السفر بالطائرات إلا إذا كانت مجهزة بكل الوسائل المريحة والكفيلة بجعل ضغط الهواء داخل الطائرة والأكسجين مناسبا ، أما الطيران بواسطة الطائرة المروحية ( الهيلوكبتر ) فهي ضارة جدا لمريض فقر الدم المنجلي .

ثانيا : العوامل البشرية من أهم العوامل البشرية المؤثرة في انتشار مرض فقر الدم المنجلي :

هو العامل الوراثي  وكذلك العادات والتقاليد وخصوصا في محافظة القطيف بسبب أنه مجتمع منغلق اجتماعيا مما شجع على التزاوج من الأقارب وبالتالي نقل الأبوين لنسلهما الأمراض كما سبق الإشارة لذلك .وقد تكيف الإنسان مع التغير البيئي المحيط به فكان من أحد الأشياء تغير جسم الإنسان ليتواءم أو يتكيف مع مرض الملاريا وهو تغير كريات الدم الحمراء لكي لاتعيش فيها الملاريا وحدث التغيير في الهيموجلوبين وبالتحديد في البيتا جلوبين فكان التغير هذا في الصفات الوراثية أو جين المادة الوراثية في البيتا جلوبين ونتج عنه بيتا جلوبين معطوب أو نسختين من المورث البيتا جلوبين وعندما تكون نسخة واحدة معطوبة فإن الإنسان في هذه الحالة يكون ناقل للمرض ، ومع وجود عدد كبير من زواج الأقارب والتزاوج بين شخصين حاملين للمرض أو للجين المعطوب أصبح هناك أناس مصابين بالمرض نتيجة لحصولهم على نسخة من المورث بيتا المعطوب من كلا الأبوين وحدثت الإصابة.

____________________

 (1) محمد بديع بازرباشي _ الوجيز في أمراض الدم _ مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية  _ 1987 _ ص 85