المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

البرنامج الزمني لزراعة العنب بالمشتل
2023-12-13
الشك في عدد الركعات
10-10-2016
عوامل التوطن الصناعي - سياسة الدولة ( State Policy )
9-10-2021
الصدق في الأعمال
29-4-2022
نقد المدرسة الوضعية لقرينة البراءة
29-3-2016
أهم المحاصيل الزراعية في آسيا
2024-09-09


أزمة حكومة الرفاهية  
  
1380   09:48 صباحاً   التاريخ: 24-1-2016
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص175-177
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / الوطن والسياسة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-1-2016 1926
التاريخ: 24-1-2016 24605
التاريخ: 20/10/2022 867
التاريخ: 18-11-2021 2613

‏تميط هذه الحالة اللثام عن سلسلة مشاكل واجهتها الحكومات الغربية في القرن الماضي ، إذ ظهر هذا النوع من الحكومات في العالم الغربي ‏بعد الحرب العالمية الثانية وتجلى نشاطها في العقد الثامن من نفس القرن الذي اهتمت بشكل متميز بكفالة مواطنيها الصحية والغذائية والمهنية، قدمت فيها المساعدات المالية والصحية والغذائية لكل مواطن ولكل مقيم أجنبي يعيش على أرضها، وازاء ذلك تلاشت البطالة فيها وارتفع معدل أعمار الأفراد بسبب التحسن الصحي والمعاشي وازداد عدد المعمرين فيها . . . كل ذلك من أجل تعزيز وظيفة النظام الاجتماعي وجعلها فعالة ونشطة . في الوقت ذاته كان هناك ازدهار اقتصادي جلب للحكومة موارد مالية كبيرة أتت من عوائد الضرائب التي يدفعها الأفراد والشركات والمعامل والتجارة كما زاد من ميزانية التنمية في المجتمع، فبات العقد الثامن من القرن العشرين عقد التنمية المزدهر شمل كافة أفراد المجتمع لكن بعد هذا العقد ظهرت مشاكل اقتصادية عويصة استفحلت وتفاقمت ‏بسبب تكاثر وازدياد توقعات أفراد المجتمع من الحصول على مكاسب مادية من الحكومة (ضمان اجتماعي وصحي وتعليمي) فضلاً عن ذلك اقترن مع هذه المشاكل المتفاقمة زيادة سكانية سريعة بحيث أضافت عبثاً مالياً على الحكومة عليها أن تقوم به (من تقديم خدمات صحية وغذائية وحتى رواتب مالية) وبفضل الازدهار الاقتصادي تحسنت صحة الأفراد وتقدمت أعمارهم وقلت نسبة وفياتهم مما حث الحكومة على الاهتمام بهم من الناحية الصحية والاجتماعية، لكنه أثقل مصاريفها التأمينية لأنهم باتوا غير منتجين بل مستهلكين ومن ذوي الحاجات العامة في الوقت ذاته ظهرت زيادة في ارتفاع معدلات الطلاق والانفصال بين الزوجين في الأسرة القريبة، الأمر الذي تطلب العناية الخاصة بأسرة الأب العازب والأم العازبة الذي بدوره زاد من عدد العاطلين عن العمل . جميع هذه الظروف الاجتماعية زادت من أعباء مصاريف الحكومة على الأفراد الخاضعين لهذه المشاكل التي تتطلب تقديم المساعدات لها من قبل الحكومة.

‏ومن نافلة القول أن نشير إلى أن موضوع بطالة العاملين في المجتمع الأوربي والأمريكي كان بسبب التقدم التكنولوجي (الأوتوميشن)Automation‏الذي استبدل العامل بالماكنة التي تعمل تلقائياً فاستغنت المعامل والمصانع عن آلاف العمال المهرة وغير المهرة الأمر الذي دفعهم إلى الحصول على مساعدات مالية من قبل الدولة، وهذا بدوره لم يشجعهم على البحث عن عمل لهم لأن مصدر عيشهم مضمون. ولما كانت أعدادهم تتجاوز الملايين فإن ذلك كان يسبب عبئاً ثقيلاً على ميزانية الدولة . ففي المجتمع الأمريكي كان عدد الأفراد الذين يستلبون مساعدات مالية من الحكومة الأمريكية في عام1950 من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يستلمون وفي عام 1960 ‏كان هناك 8.2 ‏% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية يستلمون مساعدات مالية وصحية وتعليمية، وفي عام 1980 ‏كان هناك 15.6‏% من نفس السكان يأخذون مساعدات مالية من ‏الحكومة الأمريكية.

أما عدد المستلمين من الأميركان للمساعدات المالية بشكل إجمالي فكان عام 1950-8.9 مليون امريكي وفي عام 1982-60.6 ‏مليون أمريكي(Etzioni1985,p.55‏)) علما بأن مصاريف الضمان الاجتماعي والصحي والتعليمي جعلت مصاريف الخزينة الأمريكية تخصص جزء´ كبيرا منها لهذه التأمينات بدلاً من أن تصرفها في مجالات أخرى أكثر أهمية لعموم البلد ولكافة أفراد المجتمع.

‏ولا استغراب من القول بأن مصاريف الحكومة الأمريكية على تكاليف التأمينات الاجتماعية المتزايدة والمستمرة والسريعة لم تتوقف أبدأ على الرغم من معارضة اليمين الجديد في الحكومة الأمريكية في زيادة مصاريف الحكومة على التأمينات الاجتماعية إلا أن الأحداث الرسمية والواقعية أثبتت أن الحكومة زادت من صرفها على التأمينات ولم توقفها على الرغم من تزايدها ونموها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.