المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



هل بين رسول الله (صلى الله عليه واله) كل القرآن ؟  
  
4041   05:58 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد علي أسدي نسب
الكتاب أو المصدر : المناهج التفسيرية عند الشيعة والسنة
الجزء والصفحة : ص 117 - 111.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-3-2016 15260
التاريخ: 9-5-2017 4778
التاريخ: 2024-09-14 239
التاريخ: 16-10-2014 1718

آراء الإمامية وأدلتهم

اختلف علماء الإمامية أيضاً في المقدار الذي بينه رسول الله (صلى الله عليه واله) من القرآن على قوليين رئيسين :
الأول : إن الرسول (صلى الله عليه واله) بين جميع معاني القرآن .

والثاني : بين الكثير من معاني القرآن ، وفي ما يلي نذكر آراء الطائفتين وأدلتهم .

والطائفة الأولى التي تعتقد بأن الرسول (صلى الله عليه واله) بين جميع معاني القرآن تنقسم الى قسمين ، هما :

1- أن النبي (صلى الله عليه واله) فسر كل القرآن بأربعة طرق ، لأنه إما فسره بالنص أو بالعمل ، وفي كلا التقديرين إما فسره لأهل بيته أو لأصحابه .
قال الأستاذ معرفة (وهو من أصحاب هذا الرأي ) : لم أجد كما أظن أحداً ذهب الى أن النبي (صلى الله عليه واله) لم يبين من معاني القرآن سوى البعض القليل وسكت عن الباقي (الكثير طبعاً ) بعد الذي قدمناه ، وبعد ذلك الخضم من تفاصيل الأحكام والتكاليف التي جاءت في الشريعة وكانت تفسيراً وبيانا ً لما أبهم في القرآن من تشريعات جاءت مجملة بصورة كلية ، فضلاً عما بينه الرسول (صلى الله عليه واله) وفضلاء صحابته والعلماء من أهل بيته ، شرحاً لمعضلات القرآن وحلاً لمشكلاته .

أما الذي نسبه الى شمس الدين الخويي وجلال الدين السيوطي من ذهابهما الى ذلك ، فإن كلامهما ناظر الى جانب المأثور من تفاسير الرسول المنقول بالنص ؛ فإنه قليل ، لو أغلفنا ما رويناه بالإسناد إليه عن طرق أهل البيت الأئمة من عترته الطاهرة صوات الله عليهم ، كما أغلفه القوم ، وإلا فالواقع كثير وشامل ، ولا سيما اذا ضممنا تفاصيل الشريعة (السنة الشريفة ) الى ذلك المنقول من التفسير الصريح ، (الى أن قال ) : وأما الوسط الذي أختاره ، وأن الذي لم يبينه النبي (صلى الله عليه واله) من القرآن ، هو ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة ، وحقيقة الروح ، وما يجري مجرى ذلك من الغيوب التي لم يطلع الله عليها نبيه .... فشيء غريب ، إذ لم نجد في معاني القرآن ما استأثر الله بعمله ، ولو كان ، والأجدر عدم إنزاله والكف عن جعله في متناول الناس عامة ، وقد تعرض المفسرون لتفسير آي القرآن جميعاً حتى الحروف المقطعة ، فكيف يا ترى خفي عليهم أن لا يتعرضوا لما يريد الله بيانه للناس .
إذن فالصحيح من الرأي هو : أنه (صلى الله عليه واله) قد بين لأمته – ولأصحابه بالخصوص – جميع معاني القرآن الكريم ، وشرح لهم جل مراميه ومقاصده الكريمة ، إما بياناً بالنص أو ببيان تفاصيل أصول الشريعة وفروعها ، ولا سيما إذا ضممنا إليه ما ورد عن الأئمة من عترته في بيان تفاصيل الشريعة  ومعاني القرآن ، والحمد لله (1).

2- أن النبي (صلى الله عليه واله ) فسر القرآن كله على مستويين : المستوى العام والمستوى الخاص ، فقيل : إننا نجد أنفسنا أمام تناقض بين قولين : (تفسير الرسول لآيات قليلة ، وتفسيره لكل معاني القرآن ) لكل منهما شواهده ومعززاته ، ويحتاج هذا التناقض الى علاج .
وقد لا نجد حلاً منطقياً أقرب الى القبول من القول بأن النبي (صلى الله عليه واله) فسر القرآن الكريم على مستويين ، فقد كان يفسره على (المستوى العام ) في حدود الحاجة ومتطلبات الموقف الفعلي ، ولهذا لم يستوعب القرآن كله .

وكان يفسره على مستوى خاص تفسيراً شاملاً كاملاً بقصد إيجاد من يحمل تراث القرآن ويندمج به اندماجاً مطلقاً بالدرجة التي تتيح له أن يكون مرجعاً بعد ذلك في فهم الأمة للقرآن ، وضماناً لعدم تأثر الأمة في فهمها بإطارات فكرية خاصة ومسبقاتٍ ذهنية أو رواسب جاهلية .
ونحن إذا فسرنا الموقف في هذا الضوء ، وجدنا أنه يتفق مع طبيعة الأشياء من كل ناحية ، فندرة ما صح عن الصحابة من الروايات عن النبي (صلى الله عليه واله) في التفسير مردها الى أن التفسير على (المستوى العام) لم يتناول جميع الآيات ، بل يقتصر على قدر الحاجة الفعلية .
ومسؤولية النبي (صلى الله عليه واله) في ضمان فهم الأمة للقرآن ، وصيانته من الانحراف ، يعبر عنها (المستوى الخاص) الذي مارسه من التفسير ، فقد كان لابد للضمان من هذا المستوى الخاص ، ولا يكفي المستوى العام لحصول هذا الضمان حتى لو جاء التفسير مستوعباً ؛ لأنه يجيء عندئذٍ متفرقاً ولا يحصل الإندماج المطلق ، الذي هو شرط ضروري لحمل أمانة القرآن .
ونفس المخطط كان لا بد من اتباعه في مختلف الجوانب الفكرية للرسالة من تفسير وفقه وغيرهما (2).

أقوال : إن الإمامة نعتقد  بأن علياً (عليه السلام) كان يعلم كل معاني القرآن ، وأن الرسول (صلى الله عليه واله) قد بين في المستوى الخاص جميع معاني القرآن لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ، والدلائل التي ذكروها لذلك كثيرة ، نذكر قسماً منها ما يلي :

أ- النصوص التي على علم علي (عليه السلام) بجميع القرآن

1- رويت عن الرسول (صلى الله عليه واله) أحاديث متعددة تؤكد أن علياً (عليه السلام) تعلم جميع معاني القرآن ، ومن جملة تلك الأحاديث : حديث الثقلين ، وقد جاء هذا الحديث بصيغ عديدة ، نذكر منها ما رواه الترمذي في صحيحه بسنده عن أبي سعيد والأعمش ، عن حبيب بن ثابت ، عن زيد بن أرقم قال : " قال رسول الله (صلى الله عليه واله ) : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " (3).

يقولون : إن هذه الرواية المشهورة بين المدرستين ، تدل على أن علياً (وهو من القدر المتيقن من عترة الرسول ) كان يعرف كل القرآن ، وإلا لم مع القرآن إذا كان جاهلاً ببعضه وعالماً ببعض آخر ، كما أن هذه الرواية تدل على أفضلية علي (عليه السلام) في علمه بالقرآن ، إذ لو كان هناك أحد أعلم بالقرآن منه ، لكانت الوصية به دون من هو أقل علماً بالقرآن الكريم .

2- أخرج ابن عساكر في تاريخه بإسناده الى الطفيل ، قال : سمعت علياً (عليه السلام) وهو يخطب الناس ، فقال : " يا أيها الناس ! سلوني ، فإنكم لا تجدون أحداً بعدي هو أعلم بما تسألونه مني ، ولا تجدون أعلم بما بين اللوحين مني ، فسلوني ...." .

3- ذكر ابن عساكر في رواية أخرى أن علياً قال : " يا أيها الناس ! سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الله ما بين لوحي المصحف آية تخفى عليّ فيما أنزلت ولا أين نزلت ولا عني بها ..." (4) .

وجاء في التفسير والمفسرون : قال ابن عباس : لقد أعطي علي بن أبي طالب (عليه السلام) تسعة أعشار العلم ، وأيم الله لقد شاركهم في العشر العاشر ، الأمر الذي أحوج الكل إليه ، واستغنى عن الكل ، كما قال الخليل .

وقال عبد الله بن مسعود : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن ، وإن علي بن أبي طالب عنده الظاهر والباطن .

وقال سعيد بن جبير : كان ابن عباس يقول : إذا جاءنا الثبت عن علي (عليه السلام) لم نعدل به وفي لفظ ابن الأثير : إذا ثبت الشيء عن علي لم نعدل عنه الى غيره ، وقد عرفت ان ما أخذه ابن عباس من التفسير فإنما أخذه عن علي (عليه السلام).

وقال سعيد بن المسيب : ما كان أحد من الناس يقول : سلوني ، غير علي بن أبي طالب ، وقال : كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن .

وقد روى البلاذري في الأنساب قوله عمر : " لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن " (5).

ب- النصوص التي تدل على أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) علم علياً (عليه السلام) كل معاني القرآن

1- في شواهد التنزيل عن علي (عليه السلام) قال : " كنت أدخل على رسول الله (صلى الله عليه واله) ليلاً ونهاراً ، فكنت إذا سألته أجابني ،وإن سكت ابتدأني ، وما نزلت عليه آية إلا قرأتها علمت تفسيرها وتأويلها ، ودعا الله لي أن لا أنسى شيئاً علمني إياه ، فما نسيت من حرام أو حلال وأمر ونهى وطاعة ومعصية ، قد وضع يده على صدري وقال : اللهم املأ قلبه علماً وفهماً وحكماً ونوراً ، ثم قال لي : أخبرني ربي عز وجل أنه قد استجاب لي فيك " (6).

2- وفي الكافي أيضاً قال علي (عليه السلام) : " وقد كنت أدخل على رسول الله (صلى الله عليه واله ) كل يوم دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار ، وقد علم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله ) إنه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري ، فربما كان في بيتي يأتيني رسول الله (صلى الله عليه واله) ،وكنت إذا دخلت عليه بعض منازله ، أخلاني وأقام عني نساءه ، فلا يبقى عنده غيري ، وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي ، لم تقم عني فاطمة ولا أحد من بني ، وكنت إذا سألته أجابني ،واذا سكت عنه وفنيت مسائلي ، ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه واله ) آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي ، وعملني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها ، ودعا الله أن يعطيني فهمها وحفظها ، فما نسيت آية من كتاب الله تعالى ، ولا علماً أملاه علي وكتبته منذ دعا الله لي بما دعا ، وما ترك شيئاً علمه الله من حلال ولا حرام ، ولا أمر نهي كان أو يكون ، ولا يكون ، ولا كتاب منزل على أحدٍ قبله من طاعة أو معصية إلا معصية إلا علمنية وحفظته ، فلم أنس حرفاً واحداً ... " (7).
_________________________

1- التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 1 : 177-179.
2- راجع : علوم القرآن ، للسيد الشهيد محمد باقر الحكيم : 254-255.
3- صحيح الترمذي 2 : 308.
4- تاريخ دمشق 20، ح1036.
5- التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب 1 : 213 ، نقلا عن أسد الغابة ، لابن الأثير 4 : 22-23، والإصابة ، لابن حجر 2 : 509، وحلية الأولياء ، لأبي نعيم 1 : 65، وأنساب الأشراف ، للبلاذري 2 : 100، رقم 29.
6- شواهد التنزيل ، للحسكاني 1 : 48.
7- الكافي 1 : 62، كتاب فضل العلم ، ح1.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .