المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



نشوء وتطوّر مناهج التفسير  
  
3375   06:19 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : دراسات في مناهج التفسير
الجزء والصفحة : ص 57-59 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / مواضيع عامة في المناهج /

بدأ علم التفسير منذ صدر الإسلام ، وكان مصدره الوحي الإلهي الّذي عرّف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كمفسِّرٍ للقرآن (1) ، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعتمد على القرآن نفسه في التفسير ، ومن هنا نشأت طريقة تفسير القرآن بالقرآن ، وقد تصدّى أهل البيت عليهم السلام وعدد من الصحابة لتفسير القرآن على ضوء المنهج السابق مع الاستفادة من المنهج الروائي ، أي الاستناد إلى الروايات الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير آيات القرآن.

وقد تصدّى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لتفصيل ما أُجمل في القرآن ، وبيان ما أُبهم منه إمّا بياناً في أحاديثه الشريفة وسيرته الكريمة ، أو تفصيلاً جاء في جُلّ تشريعاته من فرائض وسنن وأحكام وآداب... وهكذا فكلُّ ما جاء في الشريعة من فروع أحكام العبادات والسنن والفرائض ، وأحكام المعاملات ، والأنظمة والسياسات ، كلّ ذلك تفصيل لما أُجمل في القرآن الكريم من تشريع وتكليف.

هذا وقد تورّطت مجموعة بتفسير وتأويل القرآن طبقاً لميولها وبدون رعاية الضوابط والقرائن ، ومن هنا نشأ التفسير بالرأي. وقد تصدّت الأحاديث الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام لهذا النوع من التفسير ومنعتهُ بشدّة ، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى: "ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي" (2).

 ثمّ ظهرت في القرن الثاني الهجري وما بعده مناهج وأساليب أُخرى بين المسلمين بشكل تدريجي ، نتيجة ترجمة آثار وكتب الحضارتين اليونانية والفارسية ونفوذ أفكارهم وعلومهم.

وقد تكوّنت الاتجاهات التفسيريّة الكلاميّة بسبب ظهور المباحث الكلاميّة والفلسفيّة ، فكانت كلّ فرقة من فرق المسلمين كالأشاعرة والمعتزلة و... تفسّر القرآن طبقاً لآرائها وعقائدها.

وفي القرن الثالث وما بعده ، بدأت تظهر أساليب جديدة في التفسير على يد العرفاء والمتصوّفة. ما أدّى إلى تطوّر المنهج الإشاري في التفسير(3).

وأمّا محدّثو السنّة والشيعة فقد اكتفوا بنقل الروايات مُحدِثين بذلك المنهج والاتجاه الروائي في التفسير والذي ظهر في المرحلة الأولى (القرن الثالث والرابع الهجري) على شكل تفاسير مثل: تفسير العيّاشيّ ، والقمّيّ ، والطبري ، وفي المرحلة الثانية (من القرن العاشر حتّى الحادي عشر) الدرّ المنثور ، والبرهان ، ونور الثقلين ، وخلال هذه الفترة؛ أي بعد المرحلة الأولى من ظهور التفاسير الروائية بدأت تظهر التفاسير الفقهيّة بأسلوب موضوعي وعلى شكل تفسير آيات الأحكام. وبعد أن أخذت بعض التفاسير شكلها الطبيعي مثل أحكام القرآن للجصّاص الحنفي (ت 370هـ) وأحكام القرآن المنسوب إلى الشافعي (ت 204م) استمرّت كتابة هذا النوع من التفاسير فيما بعد مثل أحكام القرآن للراوندي (ت573هـ). ثمّ ظهرت في القرن الخامس والسادس الهجري التفاسير الجامعة الاجتهادية مثل: التبيان ، ومجمع البيان؛ وذلك بالاستفادة من العقل والاجتهاد ومراعاة جوانب متعدّدة في التفسير ، ولا تزال هذه الطريقة متداولة حتّى الآن. وقد بادر بعض الفلاسفة إلى كتابة التفسير أيضاً. كما ظهرت وتطوّرت في القرن الأخير أساليب ومناهج جديدة في التفسير مثل طريقة التفسير العلمي والاتجاه الاجتماعي(4).
_______________________

1- قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾(سورة النحل ، الآية: 44).

2- الأمالي ، الشيخ الصدوق ، ص 6.

3- ستأتي الإشارة إلى المنهج الإشاري في الدرس الخامس عشر.

4- سنتعرض لكل هذه المناهج في بحوث هذا الكتاب بإذن الله تعالى.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .