أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-03-2015
1636
التاريخ: 21-09-2015
9327
التاريخ: 27-09-2015
1772
التاريخ: 6-05-2015
11597
|
بدأ علم التفسير منذ صدر الإسلام ، وكان مصدره الوحي الإلهي الّذي عرّف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كمفسِّرٍ للقرآن (1) ، وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعتمد على القرآن نفسه في التفسير ، ومن هنا نشأت طريقة تفسير القرآن بالقرآن ، وقد تصدّى أهل البيت عليهم السلام وعدد من الصحابة لتفسير القرآن على ضوء المنهج السابق مع الاستفادة من المنهج الروائي ، أي الاستناد إلى الروايات الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير آيات القرآن.
وقد تصدّى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لتفصيل ما أُجمل في القرآن ، وبيان ما أُبهم منه إمّا بياناً في أحاديثه الشريفة وسيرته الكريمة ، أو تفصيلاً جاء في جُلّ تشريعاته من فرائض وسنن وأحكام وآداب... وهكذا فكلُّ ما جاء في الشريعة من فروع أحكام العبادات والسنن والفرائض ، وأحكام المعاملات ، والأنظمة والسياسات ، كلّ ذلك تفصيل لما أُجمل في القرآن الكريم من تشريع وتكليف.
هذا وقد تورّطت مجموعة بتفسير وتأويل القرآن طبقاً لميولها وبدون رعاية الضوابط والقرائن ، ومن هنا نشأ التفسير بالرأي. وقد تصدّت الأحاديث الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام لهذا النوع من التفسير ومنعتهُ بشدّة ، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الله تعالى: "ما آمن بي من فسّر برأيه كلامي" (2).
ثمّ ظهرت في القرن الثاني الهجري وما بعده مناهج وأساليب أُخرى بين المسلمين بشكل تدريجي ، نتيجة ترجمة آثار وكتب الحضارتين اليونانية والفارسية ونفوذ أفكارهم وعلومهم.
وقد تكوّنت الاتجاهات التفسيريّة الكلاميّة بسبب ظهور المباحث الكلاميّة والفلسفيّة ، فكانت كلّ فرقة من فرق المسلمين كالأشاعرة والمعتزلة و... تفسّر القرآن طبقاً لآرائها وعقائدها.
وفي القرن الثالث وما بعده ، بدأت تظهر أساليب جديدة في التفسير على يد العرفاء والمتصوّفة. ما أدّى إلى تطوّر المنهج الإشاري في التفسير(3).
وأمّا محدّثو السنّة والشيعة فقد اكتفوا بنقل الروايات مُحدِثين بذلك المنهج والاتجاه الروائي في التفسير والذي ظهر في المرحلة الأولى (القرن الثالث والرابع الهجري) على شكل تفاسير مثل: تفسير العيّاشيّ ، والقمّيّ ، والطبري ، وفي المرحلة الثانية (من القرن العاشر حتّى الحادي عشر) الدرّ المنثور ، والبرهان ، ونور الثقلين ، وخلال هذه الفترة؛ أي بعد المرحلة الأولى من ظهور التفاسير الروائية بدأت تظهر التفاسير الفقهيّة بأسلوب موضوعي وعلى شكل تفسير آيات الأحكام. وبعد أن أخذت بعض التفاسير شكلها الطبيعي مثل أحكام القرآن للجصّاص الحنفي (ت 370هـ) وأحكام القرآن المنسوب إلى الشافعي (ت 204م) استمرّت كتابة هذا النوع من التفاسير فيما بعد مثل أحكام القرآن للراوندي (ت573هـ). ثمّ ظهرت في القرن الخامس والسادس الهجري التفاسير الجامعة الاجتهادية مثل: التبيان ، ومجمع البيان؛ وذلك بالاستفادة من العقل والاجتهاد ومراعاة جوانب متعدّدة في التفسير ، ولا تزال هذه الطريقة متداولة حتّى الآن. وقد بادر بعض الفلاسفة إلى كتابة التفسير أيضاً. كما ظهرت وتطوّرت في القرن الأخير أساليب ومناهج جديدة في التفسير مثل طريقة التفسير العلمي والاتجاه الاجتماعي(4).
_______________________
1- قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾(سورة النحل ، الآية: 44).
2- الأمالي ، الشيخ الصدوق ، ص 6.
3- ستأتي الإشارة إلى المنهج الإشاري في الدرس الخامس عشر.
4- سنتعرض لكل هذه المناهج في بحوث هذا الكتاب بإذن الله تعالى.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|