أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2014
2992
التاريخ: 16-10-2014
1715
التاريخ: 12-10-2014
3755
التاريخ: 2024-09-14
196
|
في ضوء ما تقدم من تعريف المنهج والتفسير نستطيع أن نعرف المنهج التفسيري ، حيث ذكرت تعاريف كثيرة أيضاً للمنهج التفسيري نذكر هنا بعضها :
1- هو المسلك الذي يتبعه المفسر في بيان المعاني واستنباطها من الألفاظ ، وربط بعضها ببعض ، وذكر ما ورد فيها من آثار ، وإبراز ما تحمله من دلالات وأحكام ومعطيات دينية وأدبية وغيرها ، تبعاً لاتجاه المفسر الفكري والمذهبي ، ووفق ثقافته وشخصيته (1).
2- هو الطريقة الموضوعية التي يعالج بها المفسر قضايا التفسير المختلفة ، مع إبراز رأيه وتحديد موقفه حيال هذه القضايا بكل ما يمكن من الوضوح ، بخلاف الطريقة ؛ فإنها المظهر الشكلي للطريقة التي سلكها المفسر في تفسيره لآيات القرآن الكريم ، أو ما يمكن أن نعبر عنه بأنه الناحية الشكلية التي ترتسم في مخيلة الباحث (2).
3- هو الطريقة التي يسلكها مفسر كتاب الله تعالى وفق خطوات منظمة يسير عليها ؛ لأجل الوصول الى تفسير الكتاب العزيز ، طبقاً لمجموعة من الأفكار يعنى بتطبيقها وإبرازها من خلال تفسيره (3) .
4- ويمكن أن نعرف المنهج التفسيري بما يلي : " هو الخطة المحددة الواضحة التي تتعلق بكيفية الانتفاع بمصادر التفسير وكميتها للوصول الى فهم القرآن الكريم " .
وامتيازات هذا التعريف :
أ ـ كلمة " المنهج" تدل على البرنامج الواضح ، فلذا ذكرنا في التعريف ما ينبئ عنها .
ب ـ لا يمكن التفكيك بين المناهج التفسيرية وكيفية الانتفاع بالمصادر التفسيرية ، فذكرنا في التعريف " مصادر التفسير" .
ج ـ السبب المهم في اختلاف مناهج التفسير يتعلق بكيفية الرجوع الى كل مصدر ، ففي غير المنهج الروائي المحض ، يستفيد جميع المفسرين من جميع المصادر التفسيرية عادة ، فالأمر الذي تنجم عنه المناهج المتعددة هو كيفية الرجوع الى هذه المصادر ومقدار الانتفاع بها ، فلأجل هذه الخصوصية ، ذكرنا لفظة "الكيفية والكمية " .
وهناك ألفاظ أخرى بمعنى يقارب معنى لفظة المنهج ، فيلزم تعريفاً مختصراً : منها : "الاتجاه"
اتجاه كل مفسر هو موقفه ونظره ومذهبه وجهته التي يوليها من العقائد الدارجة ، من السنة والشيعة ، أو المعتزلة والأشاعرة ، سواء كانت وجهته عند تفسير كتاب الله تعالى تقليداً أو تجديداً ، أو اعتماداً على المنقول أو المعقول ، أو الجمع بينهما في إطار معين (4).
فالفرق بين المنهج والاتجاه يظهر أولا في الخلفاء والظهور ، فاتجاه المفسر مسألة مختفية عادة وراء كلامه ، ويحتاج فهمه الى الدقة ، بينما المنهج هو ما نشاهده بالعيان في تفسيره وكلماته عادة ، وثانياً اتجاه كل مفسر ينشأ من عقائده وأفكاره ، بينما يمكن أن يكون المنهج ناشئاً من اختياره ؛ لوجود ضرورة خاصة اقتضت ذلك المنهج ، وإن لم يعتقد بالاكتفاء بذلك المنهج فقط ، فمن فمن هنا نستطيع أن نقول : إن الاتجاه متعلق بشخص المفسر ، ولكن المنهج متعلق بتفسيره .
ومنها " اللون "
إذا كان للمفسر اتجاه خاص وأفكار وعقائد معينة ، فإنها تظهر في تفسيره عادة ، وتلونه بلون خاص مطابقٍ لاتجاهه ؛ لأنه لا يمكن لمن يريد أن يفهم آية من الآيات ، تجريد نفسه من أفكاره وميوله ، فهو لا شعورياً يفسر النصوص في إطار اتجاهه ، سواء اعترف به أم لم يعترف ، فالمفسر لا يفهم من النص إلا ما يرقى إليه فكرة ويمتد إليه عقله ، وبهذا الفهم يتحكم في النص ويحدد بيانه (5).
ومنها " الطريقة "
الطريقة هي : تطبيق المفسر للقواعد والأسس التي كانت منهجاً له في فهم القرآن . فمنهج المفسر في تفسيره ، أشبه ما يكون بالمخطط الهندسي الدقيق على الورق ، وطريقة المفسر في تفسيره ، أشبه ما تكون بالتزام المهندس المنفذ بالمخطط الهندسي الذي سلم له (6).
ومنها : " المباني "
تطلق المباني التفسيرية عادة على جميع الفرضيات والعقائد الموجودة لدى المفسر التي تؤثر في عملية التفسير ومعطياتها ،كما تؤثر بالطبع في مناهج التفسير.
وهذه المباني قسمان ، هما :
أ ـ المباني الصدورية ، وهي عبارة عن مجموعة من القضايا تثبت وحيانية القرآن الكريم ، مثل : عدم تحريف القرآن ، إعجاز القرآن .
ب ـ المباني الدلالية ، وهي عبارة عن مجموعة من القواعد في مجال فهم القرآن وكيفية تفسيره ، مثل حجية الظواهر ، إمكان فهم القرآن (7).
ومنها : " الأسلوب "
الأسلوب عبارة عن كيفية عرض التفسير ، فالمفسر إذا كان له اتجاه ومنهج ، فلابد أن يلقي آراءه التفسيرية بشكل خاص ، وذلك الشكل هو أسلوبه .
والأسلوب هنا له تقسيمات نذكر قسمين منها : أسلوب تفسير الآية ، وأسلوب تفسير القرآن .
والأول : نجد كثيراً من المفسرين يتخذون أسلوباً خاصاً لتفسير الآية ، فمثلاً الطبرسي في مجمع البيان ، يفسر كل آية بأسلوبه الخاص ، فهو يخبر باختلاف القراءة أولاً ، ويذكر الحجة على القراءات ثانياً ، ويدخل في البحوث اللغوية ثالثاً ، ويذكر الإعراب رابعاً ، ويأتي بأسباب النزول خامساً ، ثم يذكر أخيراً المعنى سادساً ، فهذا أسلوبه في تفسير الآيات .
والثاني : هناك أسلوب لا يتعلق بتفسير الآية بل يعم كل القرآن ، مثل الأساليب التالية :
1- أسلوب التفسير الترتيبي : وهو آية بعد آية ، على حسب ما يوجد في القرآن ، فيأتي المفسر بكل ما يراه مناسباً لتفسير الآية دون النظر الى شيء آخر .
وهذا على قسمين :
ـ التفسير الترتيبي ، وهو تفسير القرآن على الترتيب الموجود فيه .
ـ التفسير الترتيبي على حسب نزول السور ، مثل " تفسير بيان المعاني " ، لعبد القادر ملا حويش ، و" التفسير الحديث " لمحمد عزة دروزة .
2ـ التفسير الموضوعي : وهو التفسير على أساس الموضوعات القرآنية ، فيأتي المفسر بجميع الآيات المتعلقة بموضوع خاص ، وينظمها ويفسرها معاً ، مثل (التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ) ، لسميح عاطف الزين ، في أربعة عشر مجلداً ، وتفسير (منشور جاويد) للأستاذ جعفر السبحاني ، طبع منه اثنا عشر مجلداً الى الآن ، ولايزال مستمراً .
3- وهناك نوع آخر التفسير له أسلوب خاص : ليس موضوعياً ولا ترتيبياً كبقية التفاسير الترتيبية ، بل له الخصوصيتان : خصوصية التفسير الترتيبي ؛ إذ يفسر القرآن آية بعد آية على ما هو موجود في القرآن الكريم ، وخصوصية التفسير الموضوعي ؛ لأنه إذا وصل الى آية أو مجموعة آيات خاصة تتحدث أكثر من الآيات الأخرى عن موضوع معين ، يقف المفسر فيأتي بآيات وروايات أخرى ويتكلم عليها مستوعباً ، مفيداً من يريد أن يفهم رأي القرآن حول ذلك الموضوع مثل " الميزان في تفسير القرآن " ، للعلامة الطباطبائي .
_______________________
1- ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير ، لمحمد بكر إسماعيل : 29 .
2- راجع : ابن جزي ومنهجه في التفسير ، لعلي محمد الزبيري 1: 338.
3- المنهج الأثري في تفسير القرآن الكريم : 23.
4- ابن جرير الطبري ومنهجه في التفسير، لمحمد بكر إسماعيل : 29.
5- راجع : مناهج التجديد ، لأمين الخولي : 296.
6- راجع : تعريف الدارسين بمناهج المفسرين : 19.
7- راجع : مباني وروشهاي تفسير ، لمحمد كاظم شاكر : 40.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|