المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17644 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

صنف المنظرون المهارات تصنيفات عديدة
31-5-2022
الارض المناسبة لزراعة شجرة الكرز
5-1-2016
تفسير الآية (112) من سورة ال عمران
23-3-2021
Knot Signature
14-6-2021
ترحيل عائلة آل الرسول
10-12-2017
منشأ تغيير الأخلاق
2024-10-13


منبع عرفان الأصفياء  
  
1629   06:56 مساءاً   التاريخ: 16-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص942-945.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / التفسير والمفسرون / مناهج التفسير / منهج التفسير العرفاني /

سبق كلام الغزالي : إن هذا التجلي وهذا الإيمان له ثلاث مراتب . المرتبة الأولى : إيمان العوام ، وهو إيمان التقليد المحض . والثانية : إيمان المتكلمين ، وهو ممزوج بنوع استدلال . ودرجته قريبة من درجة إيمان العوام . والثالثة : إيمان العارفين ، وهو المشاهد بنور اليقين ..

قال : إن القلب بفطرته صالح لمعرفة الحقائق ، لأنه أمر رباني شريف فارق سائر جواهر العالم بهذه الخاصية والشرف . وإليه جاءت الإشارة في آية " عرض الأمانة " . ولذلك قال (صلى الله عليه واله وسلم) : "لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم ، لنظروا الى ملكوت السماء " ..

وهو إشارة الى بعض هذه الأسباب (1) التي هي حجاب بين القلب وبين الملكوت . وفي الخبر : " قال الله تعالى : لم يسعني أرضي ولا سمائي و وسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع " (2) ..

ثم قال : القلب بغريزته مستعد لقبول حقائق الأمور ، ولكن العلوم التي تحل فيه تنقسم الى عقلية وشرعية ، والعقلية تنقسم الى ضرورية ومكتسبة ، والمكتسبة الى دنيوية وأخروية .

أما العقلية فنعني بها غريزة العقل ، ولا توجد بالتقليد والسماع ، وهي تنقسم الى ضرورية لا يدرى من أين حصلت وكيف حصلت .. والى علوم مكتسبة ، وهي المستفادة بالتعلم والاستدلال ، وكلا القسمين قد يسمى عقلاً ، قال علي (عليه السلام) رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع ، ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع ، كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع .

والأول هو المراد بقوله (صلى الله عليه واله وسلم) لعلي (عليه السلام) : " ما خلق الله خلقاً اكرم عليه من العقل " .

 

والثاني (3) هو المراد بقوله (صلى الله عليه واله وسلم) لعلي (عليه السلام) : " إذا تقرب الناس الى الله تعالى بأنواع البر ، فتقرب أنت بعقلك " . إذ لا يمكن التقرب بالغريزة الفطرية ولا بالعلوم الضرورية ، بل بالمكتسبة . ولكن مثل علي (عليه السلام) هو الذي يقدر على التقرب باستعمال العقل ، في اقتناص العلوم التي بها ينال القرب من رب العالمين (4) .

ثم أخذ في بيان الفرق بين الإلهام والتعلم ، والفرق بين طريق الصوفية في استكشاف الحقائق ، وطريق اهل النظر والاستدلال . .قال : إن العلوم التي ليست ضرورية وإنما تحصل في القلب في بعض الأحوال ، تختلف الحال في حصولها ؛ فتارة تهجم على القلب كأنه ألقي فيه من حيث لا يدري ، وتارة تكتسب بطريق الاستدلال والتعلم . فالذي يحصل لا بطريق الاكتساب وحيلة الدليل ، يمسى إلهاماً . والذي يحصل بالاستدلال يسمى اعتباراً واستبصاراً .

ثم الذي يقع في القلب حيلة وتعلم واجتهاد من العبد ، ينقسم الى ما لا يدري العبد أنه كيف حصل له ومن أين حصل ، والى ما يطلع معه على السبب الذي استفاد ذلك العلم ، وهو : مشاهدة الملك الملقي في القلب .. والأول يسمى إلهاماً ونفثاً في الروع .

والثاني يسمى وحياً ويختص به الانبياء . والأول يختص به الأولياء والأصفياء . والذي قبله – وهو المكتسب بطريق الاستدلال – يختص به العلماء .

قال : وحقيقة القول في ذلك : ان القلب مستعد لأن تنجلي فيه حقيقة الحق في الأشياء كلها ، وإنما حيل بينه وبينها بالأسباب الخمسة التي سبق ذكرها (5) فهي كالحجاب المسدل الحائل بين مرآة القلب وبين اللوح المحفوظ الذي هو منقوش بجميع ما قضى الله به الى يوم القيامة ، وتجلى حقائق العلوم من مرآة اللوح القلب يضاهي انطباع صورة من مرآة في مرآة تقابلها ، والحجاب بين المرآتين تارة يزال باليد وأخرى بهبوب الرياح تحركه ، وكذلك قد تهب رياح الألطاف وتنكشف الغطاء ، وينكشف أيضاً في اليقظة حتى يرفع الحجاب بلطف خفي من الله تعالى ، فيلمع في القلوب من وراء ستر الغيب شيء من غرائب العلم ، تارة كالبرق الخاطف ، وأخرى على التوالي الى حد ما ودوامه في غاية الندور ..

فلم يفارق الإلهام الاكتساب في نفس العلم ولا في محله ولا في سببه ، ولكن يفارقه من جهة زوال الحجاب ، فإن ذلك ليس باختيار العبد ..

ولم يفارق الوحي الإلهام في شيء من ذلك ، بل في مشاهدة الملك المفيد للعلم ؛ فإن العلم إنما يحصل في قلوبنا بواسطة الملائكة ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ } [الشورى : 51]

فإذا عرفت هذا فاعلم أن ميل أهل التصوف الى العلوم الإلهامية دون التعليمية ، فلذلك لم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنفه المصنفون والبحث عن الأقاويل والأدلة المذكورة ، بل قالوا : الطريق ، تقديم المجاهدة ، ومحو الصفات المذمومة ، وقطع العلائق كلها ، والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى .

ومهما حصل ذلك كان الله هو المتولي لقلب عبده والمتكفل له بتنويره بأنوار العلم ، وإذا تولى الله أمر القلب فاضت عليه الرحمة وأشرق النور في القلب وانشراح الصدر وانكشف له سر الملكوت وانقشع عن وجه حجاب الغرة ، بلطف الرحمة ، وتلألأت فيه حقائق الأمور الإلهية . فليس على العبد إلا الاستعداد بالتصفية المجردة وإحضار الهمة مع الإرادة الصادقة والتعطش التام والترصد بدوام الانتظار لما يفتحه الله تعالى من الرحمة .

فالأنبياء والأولياء انكشف لهم الأمر ، وفاض على صدورهم النور ، لا بالتعلم والدراسة والكتابة للكتب ، بل بالزهد في الدنيا والتبري من علائقها وتفريغ القلب من شواغلها والإقبال بكنه الهمة على الله تعالى . فمن كان لله كان الله له .. (6) .

وفي الحديث عنه (صلى الله عليه واله وسلم) قال : " من أكل الحلال أربعين يوماً نور الله قلبه " (7) .

وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) : " قالت الحكمة : من أرادني فليعمل بأحسن ما علم " (8) .

وقال تعالى : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ } [الشورى: 51] .
_______________________

1- وهي خمسة ذكرها : أولها : نقصان في الذات . الثاني : كدورة المعاصي . الثالث : انحراف القلب . الرابع : حجاب الشهوات . الخامس : الجهل .. المصدر نفسه ، ص12-13 .

2- المصدر نفسه ، ص14 .
3- أي العقل المستفاد .
4- المصدر نفسه ، ص 15-16 .
5- ذكرهما الغزالي بتفصيل في إحياء العلوم ، ج3 ، ص12-13 .
6- إحياء العلوم ، ج3 ، ص15-18 .
7- بحار الأنوار ، ج100 ، ص16 ، ص16 ، رقم 71 ، بيروت .
8- الراغب ، مقدمته في التفسير ، ص 93 – 97 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .