المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الصور المختلفة للكاربون: الغرافيت
2023-11-30
{ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين}
2024-03-26
التقوى
19-4-2020
البيتاكلوبيلينات Beta globulins
26-11-2020
الأصول اللفظية
9-9-2016
تلوث التربة Soil Pollution
2023-11-04


حق الانتماء إلى نسب وحمل اسم  
  
5083   10:16 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص145-146
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من الحقوق الثابتة للطفل أن يتمتع منذ مولده بحق الانتماء إلى نسب شرعي ويحمل اسما يميز به .

والأصل أن الطفل ثمرة زواج شرعي , وقران مشروع بين زوجين , فمن حق الطفل أن يتمتع بشعور الانتماء لأب وأم وأسرة وجماعة ، تحفظ نسبه , وصلة قرباه ليكونوا له رحما يلوذ بهم ويلوذون به ، وتعمر أحاسيسه ومشاعره بدفء الانتماء , كما أن من حقه الشعور بالاستقلال في كيانه كإنسان حر كريم .

وهذان الجانبان لا تقتصر ضرورتهما على مجرد التمتع بالأحاسيس والمشاعر فحسب ، بل يتعدى ذلك ليشمل نسيجا كاملا من الأحكام ، وصلات القرابة والرحم ، وأحكام المواريث والأموال ، وحاجة الإنسان للعون والمساندة ، ومجالات الأقضية والحكم ... وغيرها , ولتأكيد معنى حق الطفل في الانتماء إلى نسب منع الإسلام التبني , وفيه يقول الله تعالى:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ }[الأحزاب: 5] .

ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) موجها إلى حسن الاختيار للاسم :(إن أحب أسمائكم إلى الله عز وجل عبد الله وعبد الرحمن) . ومن كان له اسم مكروه استحب تبديله , فقد غير النبي (صلى الله عليه وآله) أسماء جماعة من أصحابه (1) ، وقال بعض الصحابة للرسول الكريم عليه السلام : يا رسول الله قد علِمنا حق الوالد على الولد ، فما هو حق الولد على الوالد ، فأجابه قائلا يحسن والده اسمه , ويحسن أدبه (وفي رواية) من ولد له ولد فليحسن أسمه وأدبه (فإذا بلغ فليزوجه فإن بلغ ولم يزوجه فأصاب إثما فأثمه على أبيه)(2) .

ولحماية حق الطفل في الانتماء لنسب شرعي أقرت الشريعة جملة من الأحكام لضمان تمتع الطفل بهذا الحق :

ومنها أنه أنزل أحكام الزواج ، وحرم الزنا ، وحرم القذف , ومنع التبني في الإسلام ، لما يترتب على ذلك  من اختلاف الأنساب .

وحمى الإسلام بهذا الحق للطفل حقه في الرعاية والإنفاق , وضمن للطفل حنو الأب وعطفه وحبه وحمايته .

وحرم على المسلم أن يدعي نسبا غير نسبه . قال (صلى الله عليه وآله):(من ادعى إلى غير أبيه ، وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام)(3) . ويعتبر ذلك ظلما وعقوقا .

وكذلك فإن نظام النصرة والمعاونة الذي تقوم عليه أحكام كثيرة سيتعطل بدون ذلك (4) . للأطفال حق الحماية من الإجهاد قبل البلوغ ، فلا يجوز أن يستخدموا في عمل وقت القصور لئلا تستنفد قواهم ويقف نموهم أو يحرموا حقهم في العلم .

_____________

1ـ ابن قدامة : المرجع السابق : ص 80 .

2- الأستاذ عز الدين الخطيب معزو إلى د / أحمد الشرباجي جـ 3 ص 119 عن كتابه (يسألونك في الدين والحياة)

3- حجة الله البالغة للشيخ أحمد الدهلوي جـ 2 ص 143 .

4- المرجع السابق جـ 2 ص 144 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.