أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-6-2021
1680
التاريخ: 1-8-2021
1659
التاريخ: 14-6-2021
2579
التاريخ: 1-2-2023
1255
|
يقصد بالصناعة الأنشطة التي يغير بها الإنسان شكل أو طبيعة المواد الخام الزراعية، أو المعدنية أو الحيوانية أو الغابية و يحولها إلى منتجات تحق متطلباته المتعددة وقد تكون المواد المستخدمة في الصناعة على حالتها الطبيعية مثل الخامات المعدنية أو الأخشاب.
وقد تكون مواد نصف مصنعة مثل الصلب و الجلود المدبوغة و الدقيق و الخشب المنشور لكي تستخدم في عمل منتجات جديدة، ولذلك قد يكون المنتج النهائي لصناعة معينة هو نفسه المادة الخام لصناعة أخرى. فالحديد يستخدم في صناعة الصلب، والصلب يستخدم في صناعة الآلات والماكينات. كما يستخدم الخشب اللين في صناعة لب الخشب الذي يستخدم بدوره في صناعة الورق الذي تعتمد عليه صناعة الطباعة والقطن بالنسبة للمنسوجات.
وقد ظهر أول شكل مسبط للصناعة منذ نحو مليون سنة عندما استطاع الإنسان تشكيل الصخور و استغلالها في إنتاج أداة حجرية مبسطة، وكانت هذه بداية لانتشار صناعة الأدوات الحجرية وتبعها صناعة الأدوات العظيمة ثم استغلال الأخشاب والصلصال الذي استخدم في صناعة الأواني الفخارية, وتمكن الإنسان من صنع ملابسه و طعامه و مسكنه مستغلاً مهارته و مساعدة الحيوان له و ذلك بهدف إشباع الحاجات الضرورية له.
ومع قيام الثورة الصناعية خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر شهدت الصناعة تغيراً جذرياً في طبيعتها و أساليبها و منتجاتها ، فقد اعتمدت الصناعة خلال هذه المرحلة على الطرق الآلية و تقسيم العمل و التخصص و الإنتاج الكبير.
ومنذ منتصف القرن العشرين وصلت الصناعة إلى مرحلة متقدمة إلى حد كبير رغم قصر المدة لتزايد معرفة الإنسان وتعدد ابتكاراته و استخدامه للعقول الالكترونية والتكنولوجيان المتقدمة التي ساعدت على تقدم الصناعة من حيث الكم والكتف.
وقد ترتب على الصناعة الحديثة تغييرات جذرية في توزيع السكان، كما ترتب عليها ارتفاع مستوى الدخول ، و انتشار الرفاهية، و توفر الخدمات و المرافق المختلفة ، و ارتفاع نسبة العاملين في الصناعة ، و تغير في موازين الدول إذ أصبحت الصناعة تعد مقياساً لتمييز الدول المتقدمة و الدول المتخلفة أو النامية.
أولا- أنواع الصناعة و أسس تصنيفها :
هناك عدة طرق تتخذ للتمييز بين الصناعات المختلفة منها ما يعتمد على نوع المادة الأولية كأساس للتقسيم كما يلي :
1-الصناعة الزراعية : و هي إما غذائية كصناعة طحن الحبوب أو صناعة النسيج مثل صناعة المنسوجات القطنية.
2-الصناعات المعدنية : مثل صناعة الحديد والصلب.
3-الصناعات الحيوانية : مثل صناعة المنسوجات الصوفية و الألبان و الجبن و صناعة الجلود.
4-الصناعات الغابية : مثل صناعة الورق و الأثاث.
5-الصناعات الكيميائية : مثل صناعة الأدوية و الأسمدة و البتروكيماويات و هناك طريقة تتخذ من المنتجات الصناعية نفسها و في ضوئها تقسم الصناعة إلى قسمين رئيسين:
صناعة السلع الاستهلاكية: و هي السلع سريعة الاستهلاك التي توزع على نطاق واسع و ترتبط بحياة الإنسان مثل الصناعات الغذائية و الأدوية.
1_صناعة السلع المعمرة : و هي التي تنتج سلعاً باقية و هي عادة محدودة التوزيع نسبياً كالسيارات و الثلاجات و أجهزة الراديو و المكيفات و صناعة الأثاث.
و هناك طريقة تتخذ الخصائص العامة للعملية الصناعية و نوع المنتج أساساً للتقسيم و في ضوئها تقسم الصناعة إلى قسمين:-
2_الصناعات الثقيلة : و هي التي تحتاج إلى رءوس أموال كبيرة و خبرة عالية و حركة ضخمة للمواد الخام ، و تنتج سلعاً معمرة مثل صناعة السفن و المعدات الحربية و صناعة الطائرات.
3_الصناعات الخفيفة: و هي التي تتمثل في الصناعات الغير معقدة كصناعة النسيج وصناعة الجلود و صناعة الأثاث و الصناعات الغذائية و صناعة الورق و الطباعة و صناعة الساعات.
ورغم تعدد المصطلحات التي استعملت في تقسيم الصناعات إلا أنه ليس هناك اتفاق على مصطلح جامع مانع يمنع التداخل بين هذه المصطلحات ،إلا أن هناك تقسيماً يعتمد في التمييز بين أنواع الصناعة على العلاقات المؤثرة في توزيعها الجغرافي . وفى ضوء هذه الظروف يمكن تقسيم الصناعة إلى ما يلي:
1-الصناعات الاستخراجية أو الأولية:
و هي التي تستغل الموارد الطبيعية للأرض سواء كانت معدنية أو نباتية و تغير من وضعها لتجعلها صالحة لاستعمال الإنسان كاستخراج المعادن من باطن الأرض و الزراعة و الصيد و قطع الأحجار و قطع الأشجار من الغابات. و غالبا ما تكون منتجات هذه العمليات خامات لصناعات أخرى كالمعادن التي تخرج من باطن الأرض التي تحتاج إلى عمليات صناعية أخرى حتى تتحول إلى سلع صالحة للاستعمال . و قد تكون المنتجات المستخرجة من باطن الأرض وقوداً أو مصدر طاقة تستغل في مختلف الأغراض مثل الفحم و البترول التي ترجع أهميتها إلى الطاقة التي يمكن أخذها منها لإدارة المصانع و وسائل النقل المختلفة.
وهذه الصناعة ترتبط بالظروف الطبيعية ارتباطا كبيرا. فالزراعة تمارس حينما تسمح الظروف الطبيعية بذلك، و صيد الأسماك يمارس عندما توجد البحار و البحيرات و المجارى المائية التي تعيش فيها الأسماك ، و عمليات التعدين توجد حيث توجد المعادن و حينما يكون استغلالها ممكنا من الناحية التجارية. كما يرتبط العمل بهذه الصناعات بالعوامل البشرية والظروف الاقتصادية التي ترتبط بتكاليف الإنتاج و توفر عوامل الإنتاج وخاصة بالنسبة للإنتاج التجاري.
وتتميز الصناعة الأولية بكبر حجم المواد المستخدمة بالنسبة لحجم السلعة النهائية و بأن قيمة الوحدة الحجمية من المادة الخام تكون منخفضة بالنسبة لمثيلاتها في السلعة النهائية . كما تهدف أساسا إلى إنتاج الأدوات و الآلات البسيطة التي تسهم في توفير حاجة الإنسان الضرورية من المأكل والملبس و المسكن إلى جانب توفير عنصر الأمان والحماية بإنتاج بعض الأسلحة البسيطة.
2-الصناعات التحويلية:
و هذه الصناعة تتناول المادة الخام بالتحوير والتشكيل لتحولها إلى صورة أخرى أكثر ملاءمة لحاجات الإنسان. فهذه الصناعات تعتمد على المواد الخام التي يمكن الحصول عليها من الصناعات الأولية أو من الصناعات التحويلية الأخرى ، كما تعتمد على القوى المحركة و الوقود إلى حد كبير و لذلك تتطلب أن تكون سهلة الاتصال بالسوق المستهلكة.
و تتميز هذه الصناعة باتباعها أحدث الأساليب العلمية التي بدأت بعد الثورة الصناعية بصفة خاصة . و قد كانت هذه الصناعة سبباً مباشراً في صراع الدول الكبرى لبسط نفوذها و سيطرتها على الدول المنتجة للمواد الخام و مصادر الطاقة وخاصة زيت البترول باعتباره مصدرا هاما من مصادر الطاقة و مادة خام لعدد من الصناعات.
ويقسم البعض الصناعات التحويلية إلى فئات ثلاث حسب نوع السلعة:
سلع استهلاكية و وسيطة و إنتاجية. أما السلع الاستهلاكية فهي مثل المنسوجات و الأحذية و الأدوية . و أما السلع الوسيطة فهي التي تتجه لإنتاج سلع قد تستخدم في الاستهلاك النهائي المباشر أو تتجه لإنتاج السلع الإنتاجية مثل صناعة المنتجات البترولية التي تقوم على تكرير البترول الخام لإنتاج بعض المشتقات التي تستخدم في أغراض الاستهلاك النهائي كالبنزين والكيروسين و الغاز، أو لإنتاج بعض المشتقات كالسولار الذي يستخدم في تشغيل الآلات المصانع المنتجة لمعدات آلية ، أي أنها تساهم في صناعة السلع الإنتاجية . أما صناعة السلع الإنتاجية فتضم الصناعات التي تنتج سلعاً تساهم في زيادة الطاقة الإنتاجية للمجتمع كصناعة الآلات وصناعة الأسمدة .
وسواء كان الإنتاج الصناعي يضم سلعة استهلاكية أو وسيطة أو إنتاجية فانه يشمل على صناعات خفيفة و صناعات ثقيلة. فصناعة الحديد والصلب من الصناعات الثقيلة وصناعة الساعات و النسيج و الطباعة من الصناعات الخفيفة. والملاحظ أن الدول حديثة العهد بالتصنيع تكثر بها الصناعات الخفيفة بينما تكثر الصناعات الثقيلة في الدول الصناعية المتقدمة.
ثانيا-معايير التصنيع:
يدل معيار التصنيع في الدولة على موضعها على سلم التصنيع و تستخدم معايير متعددة للتصنيع نذكر منها ما يلي:
1-إن هوفمان يعبر عن المعيار الذي يقترحه بنسبة القيمة المضافة في الصناعات المنتجة للسلع الاستهلاكية إلى القيمة المضافة في الصناعات المنتجة للسلع الانتاجيه . و يقسم التطور الصناعي إلى أربع مراحل:
*في المرحلة الأولى تكون نسبة القيمة المضافة في الصناعات الاستهلاكية إلى القيمة المضافة في الصناعات الإنتاجية 1:5 أو أكثر ، وتمر بهذه المرحلة الدول المتخلفة مثل تنزانيا (1:5) و بورما (8:5) حيث تسود الصناعات الاستهلاكية.
*وفى المرحلة الثانية تكون نسبة القيمة المضافة نحو 1:2، وتمر بهذه المرحلة بعض الدول النامية مثل الفلبين(1:2.7) و بيرو و زيمبابوى (1:2).
*وفى المرحلة الثالثة تتعادل نسبة القيمة المضافة ، و تمر بهذه المرحلة الدول شبه الصناعية مثل أسبانيا.
*وفى المرحلة الرابعة تكون نسبة القيمة المضافة في الصناعات الاستهلاكية إلى الصناعات الإنتاجية أقل من 1:1 وتمر بهذه المرحلة الدول الصناعية المتقدمة مثل الولايات المتحدة (1:0.4) و اليابان و ألمانيا الغربية(1:0.3).
1_يمكن اعتبار متوسط استهلاك الفرد من الطاقة معيارا للتقدم الصناعي. وتشير الأرقام إلى أن متوسط استهلاك الفرد للطاقة في الدول ذات الدخل المنخفض نحو 250دولار في عام 1982، وفى الدول ذات الدخل المتوسط نحو1600دولارا ، بينما بلغ في الدول الصناعية المتقدمة الرأسمالية في نفس العام1982 نحو 9800دولارا ، وفى الدول الاشتراكية المتقدمة نحو 6400دولارا.
2_يمكن أن يعد متوسط استهلاك الفرد من الصلب معيارا للتقدم الصناعي، نظرا لأن الصلب المستهلك عادة يستخدم في الصناعات التحويلية الثقيلة أو الإنتاجية كصناعة الآلات . ويبدو ذلك من الاستهلاك الكبير للصلب في الدول المتقدمة صناعيا.
3_ويمكن أن تعد نسبة اليد العاملة المستخدمة في القطاع الصناعي لدولة من الدول معيارا للتقدم الصناعي للدول. غير أن هذا المعيار لم يعد معبرا تعبيرا صادقا كما كان من قبل نظرا لاستخدام الآلات و الأجهزة الحديثة التي أمكن بفضلها الاستغناء عن الكثير من العمالة في مجال الصناعة بصفة خاصة.
4_ويمكن استخدام قيمة الناتج الصناعي إلى الناتج القومي معيارا للتقدم الصناعي للدول . ففي الدول المتخلفة تساهم الصناعة في الناتج القومي بنسبة تقل كثيرا عن مساهمتها في الدول المتقدمة.
5_ويمكن استخدام المعايير الأربعة مجتمعة لمعرفة مستوى التقدم الصناعي للدول و ماهو يطلق عليه ( معامل التصنيع ). وللحصول على معامل التصنيع لدولة من الدول تحسب قيمة كل معيار من المعايير المشار إليها في الدولة و تنسب قيمة كل معيار من المعايير المذكورة للدول إلى قيمة أعلى معيار تصنيع تحققه دولة متقدمة في العالم ، و يحسب المتوسط الحسابي للنسب مجتمعة فنحصل على معامل التصنيع ، وعند تطبيق هذا المعيار على الولايات المتحدة يكون كما يلي:
ا-متوسط الاستهلاك الفرد سنويا من الطاقة نحو 12طن و هو يعد أعلى استهلاك للطاقة في العالم و بذلك تحسب النسبة المئوية كما يلي:
12
ــــــ × 100=100%
12
ب- متوسط استهلاك الفرد سنويا من الصلب نحو 500كجم و عندما ننسبه إلى أعلى متوسط استهلاك فردى للصلب في العالم في السويد هو 600كجم فإننا نحصل على النسبة المئوية التالية :
500
ـــــــ × 100 = 83.3%.
600
ج-متوسط نسبة اليد العاملة في الصناعة إلى مجموع اليد العاملة 32% ، و عندما ننسبها إلى أعلى نسبة كما في المجر (25)% فإننا نحصل على النسبة المئوية التالية:
32
ــــــ × 100=61.5%.
52
د-متوسط نسبة قيمة الناتج الصناعي إلى الناتج القومي 34% ، و عندما ننسبها إلى أعلى نسبة تحققها تشيكوسلوفاكيا و هي 74% فأننا نحصل على النسبة المئوية التالية :
34
ــــــ × 100=45.9%.
74
ه-نحسب المتوسط الحسابي لمجموع النسب التي حصلت عليها لنحصل على معامل التصنيع في الولايات المتحدة :
100 + 83.3+ 61.5 + 45.9
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ = 72.7%.
4
ويمكن تصنيف الدول على أساس معامل التصنيع ، فكلما ارتفعت نسبة معامل التصنيع كلما كانت الدولة أكثر في مجال الصناعة بالقياس بغيرها من الدول.
ثالثا: معدل الأهمية الصناعية:
إن معايير التصنيع تصلح لقياس درجة التقدم الصناعي للدول بصفة عامة ولكن معدل الأهمية الصناعية للدولة يصلح لقياس درجة التقدم الذي تحققه أي صناعة في القطاع الصناعي للدولة ، أي أن معدل الأهمية الصناعية هو المؤشر الحقيقي للوزن الاقتصادي لصناعة معينة ، و هو الذي يوضح مدى أهمية صناعة ما في الدولة من حيث أهميتها للعمالة و مساهمتها في القيمة المضافة في القطاع الصناعي و كلما ارتفع معدل الأهمية الصناعية لصناعة معينة كلما كان دليلاً على أهميتها و وزنها الاقتصادي .
و يمكن تطبيق طريقة تومبسون لقياس معدل الأهمية الصناعية للإنتاج الصناعي حسب المعادلة التالية:
ع + ر+ ق
ص= ــــــــــــــــ
2
حيث ص تعنى معامل الأهمية الصناعية ، ع تعنى معامل العمالة ، ر تعنى معامل الرواتب والأجور ، ق تعنى معامل القيمة المضافة ، ويحسب معامل كل منها على الوجه التالي :
عدد عمال كل صناعة
ر = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ × 100
متوسط عدد عمال الصناعة
ق = قيمة الرواتب و الأجور لكل صناعة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × 100
متوسط قيمة رواتب و أجور الصناعات
القيمة المضافة لكل صناعة
ق = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ × 100
متوسط القيمة المضافة في الصناعات
رابعا- التوطن الصناعي: industrial loclisation
تختلف درجة التوطن من مكان لآخر حسب توفر العوامل اللازمة لقيامها وحسب طبيعة الصناعة نفسها ,فهناك صناعات لا تتركز في مناطق محددة بل تنتشر على نطاق واسع في جميع المدن أو معظمها وفي كل أحياء المدينة .ويطلق على مثل هذا التوزيع الواسع اسم التوزيع الشبكي True Network ومعظم الصناعات ذلت التوزيع الشبكي (1) ترتبط ارتباطا وثيقا بمناطق الاستهلاك مثل الصناعة الخبز وورش الإصلاح الخفية وتوزيع الغاز والكهرباء وجميع الخدمات بصورها المختلفة.
وقد تشغل المناطق الصناعية مساحات واسعة ولكنها لا تتوزع في جميع الأماكن كما هو الحال في التوزيع الشبكي ولكنه تتركز في أماكن متقاربة دون أن يتصل بعضها ببعض ,ويطلق عل هذا النوع اسم Restricted Network التوزيع الشبكي المحدد.أما النطاق الصناعي Industrial Belt مثل محالج القطن في الولايات المتحدة الأمريكية ونطاق الصناعة في أوكرانيا بالاتحاد السوفيتي ونطاق صناعة القطن في الإسكندرية وكفر الدوار والمحلة الكبرى في مصر .
وعندما تتركز الصناعة في منطقة معينة مثل منطقة حلوان في مصر أو منطقة الرور الصناعية بألمانيا الغربية فيطلق على هذا النوع اسم الإقليم الصناعي Industrial District أو اسم التركز العنقودي Cluster . وهو تركز لا يوجد في مكان واحد بل يوجد في منطقة أو إقليم صغير نسبياً ، و لذلك يمكن أن يطلق عليه إقليم صناعي.
و قد يكون التركيز شديداً في مكان محدد أو منطقة محددة كالمدن الصناعية التي تقام في بعض الدول مثل مدينة الجبيل في المملكة العربية السعودية و المحلة الكبرى و مدينة الالومنيوم بنجع مساوي في مصر و المدن القامة على نطاق الأورال بالاتحاد السوفيتي.
ولكي تقوم الصناعة في إقليم معين و تزدهر لابد من توفر عدد من مقومات الصناعة ، و تتباين أهمية هذه المقومات من ناحية جذبها للصناعة من إقليم لآخر و من دولة لأخرى ، وقد لا تتوزع بشكل متعادل حتى داخل الدولة الواحدة . فلكل إقليم أو مدينة عوامل جذب خاصة تحدد نوع و حجم الصناعة التي يمكن أن تنشأ بها ، فليس التركيز الصناعي وليد الصدفة بل نتيجة لعوامل شديدة التعقيد أعطت لكل إقليم أو دولة أو مدينة عوامل جذب قوية ساعدت على جذب الصناعة و تركزها فيها.
و ظاهرة التركز الصناعي الشديد من السمات الرئيسية للصناعات الحديثة من حيث التركيب والحجم و التوزيع ، و هي بذلك تختلف عن أقاليم الصناعات البسيطة أو البدائية القديمة ، إذ يسود في الأقاليم الصناعية الحديثة ظاهرة التخصص في الإنتاج الصناعي ، مما أدى إلى ظهور مجتمعات صناعية يتألف كل منها من عدة مصانع يتخصص كل منها في إنتاج سلعة معينة ، و قد يتخصص بعضها في إنتاج جزء من السلعة.
وعندما يتطور الإقليم الصناعي يصبح سوقاً لتصريف السلع الاستهلاكية مما يساعد على جذب مصانع إنتاج السلع الاستهلاكية و المنتجات الخفيفة نتيجة توافر الأموال وازدياد القوة الشرائية . ومما يساعد على ذلك توفر طرق النقل والمواصلات و الخدمات التي تحتاج إليها العمليات الصناعية في الإقليم.
وتوطن الصناعة في مكان ما يرجع لعوامل متعددة و هذه العوامل تختلف أهميتها من صناعة لأخرى ، و على سبيل المثال، فان من المعروف أنه كلما كان الفاقد كبيراً أثناء عملية الصناعة كلما توطنت الصناعة في منطقة المادة الخام ، مثل صناعة السكر و الاسمنت و الأخشاب . ولكن ذلك لا ينطبق على صناعة تكرير النحاس لأن الفاقد من عناصر الذهب والفضة و الزنك لا يمكن الاستفادة بها ، و لذلك لا يكون في نقلها أية خسارة ، و لذلك لا ترتبط هذه الصناعة بمنطقة الرخام ، و كذلك بالنسبة لصناعة الحديد الزهر التي يستفاد من الخبث الناتج عنها في صناعة الاسمنت أو مواد رصف الطرق أو غير ذلك من الاستخدامات التي تجعل نقله لا يحقق خسارة كبيرة . و قد يكون توطن الصناعة راجعاً لأكثر من عامل في وقت واحد و على مستوى واحد من أهميته.
وتتخلص العوامل التي تساعد على توطن الصناعة فيما يلي:
1- المادة الخام:
تختلف المادة الخام التي تدخل في الصناعة من صناعة لأخرى ، فقد ترجع هذه المادة إلى أصل زراعي أو مائي أو تعديني . وقد تكون نصف مصنعة مثل غزل القطن و الصوف و السكر الخام و الحديد الزهر.
و لا تتوزع المواد الخام بكل أنواعها بصورة عادلة على سطح الأرض، و لذلك تتفاوت قيمة تكاليف استغلال المواد الخام و توزيعها . و نادراً ما تستخدم الصناعة مادة خام واحدة ، و لذلك فان عدد المواد الخام اللازمة لكل صناعة و أهمية كل منها و موقعها و مدى توفرها كلها عوامل لها تأثيرها في تحديد موقع الصناعة. و تعدد المواد الخام اللازمة لقيام صناعة من الصناعات يؤدى إلى ضعف أثر المادة الخام كعامل متحكم في توطنها حيث توجد المادة الخام .
وتتفاوت المواد الخام في قدرتها على جذب الصناعات المعتمدة عليها إلى مواقعها حسب خصائصها وطبيعتها و مدى تعرضها للتلف . فإذا كانت المادة الخام سريعة التلف كالخضر أو الأسماك أو الفاكهة فان صناعتها تتوطن في مناطق هذه المادة الخام ,وتدخل معظم صناعة التعليب والصناعات الغذائية في هذا النوع من الصناعات ,وذلك لأنها لا تتحمل لمسافات بعيدة وبوسائل نقل بطيئة.
أما إذا كانت المواد الخامة ثقيلة الوزن كبيرة الحجم فإنها تكلف كثيرا في نقلها مثل قصب السكر المستخدم في إنتاج السكر ومثل الحجر الجيري المستخدم في صناعات الأسمدة والاسمنت ومثل الطين المستخدم في صناعة الطوب ومثل الخشب المستخدم في صناعة لب الورق . ومثل بعض المواد الخام المعدنية التي تفقد جزءا كبيرا من حجمها بعد تصنيعها كصناعة النحاس . فمثل هذه الصناعات تتوطن قرب المادة الخام تفاديا لتكاليف النقل.
وهناك صناعات لا ترتبط بالمادة الخام مثل الصناعات الهندسية وصناعة المنتجات المعدنية المختلفة وصناعة المطاط وصناعة المنسوجات وصناعة تكرير البترول .
2-الموقع :
للموقع دور كبير في توطين الصناعة ، فلا يمكن قيام الصناعة في منطقة منعزلة لأن موقع الإقليم الصناعي في منطقة مرتبط بالمناطق الأخرى المجاورة بطرق نقل جيدة وقريبة من مراكز الثقل السكاني و المواد الخام . و لذلك تتركز الصناعات الخفيفة التي يشتد عليها الطلب اليومي للسكان حول المدن الكبرى و في داخلها أحياناً مثل صناعة المشروبات ومنتجات الألبان و الأحذية . و مثل صناعة تكرير البترول التي ترتبط بالموقع الساحلي لسهولة استقبال ناقلات البترول المحملة بالبترول الخام ثم إعادة شحن المشتقات بعد التكرير. و يصعب توطن الصناعة في منطقة جبلية مضرسة أو معرضة للانهيارات أو داخل الغابات أو المستنقعات.
3-مصادر الطاقة :
تحتاج الصناعة للطاقة بدرجات متفاوتة ، كما تختلف مصادر الطاقة في درجة و مدى جذبها للنشاط الصناعي ، و يرجع ذلك إلى طبيعة الصناعة و مدى حاجتها إلى الطاقة و مدى توافر مصادر الطاقة و خصائصها و تكاليف استخدامها. و تقدم الطاقة في صور مختلفة كالطاقة الكهربائية ، و الطاقة الشمسية ، و الفحم و البترول و الغاز الطبيعي .
و بعض الصناعات تحتاج إلى مصادر وفيرة و رخيصة من مصادر الطاقة كصناعات صهر المعادن وخاصة صناعة الألومنيوم التي تحتاج إلى كميات كبيرة من الكهرباء لاستغلالها في عمليات التحليل الكهربائي اللازمة لتركيز الألومنيوم ، و لذلك فان الدول التي تتوفر لديها مصادر الطاقة الكهربائية الرخيصة مثل كندا تعتبر من الدول الهامة في إنتاج الألومنيوم و ليست الدول المنتجة للمادة الخام ( البوكست ) مثل جاميكا و استراليا لعدم توفر مصادر الطاقة الرخيصة لديها . كما تتركز مراكز الصناعة في المملكة المتحدة قرب المساقط المائية و مناطق إنتاج الفحم . و في الولايات المتحدة تتركز مناطق صناعة بموازاة الساحل الشرقي حيث المساقط المائية أو في مناطق الفحم في بنسلفانيا ، و في أوكرانيا بالاتحاد السوفيتي حيث يوجد الفحم ، وفى منطقة الرور بألمانيا الغربية التي تعتمد على الفحم.
والملاحظ عدم تركز الصناعة قرب مناطق إنتاج زيت البترول كما هو الحال بالنسبة للفحم و ذلك لسهولة ورخص نقل زيت البترول ، وعند توطين صناعة قرب حقول البترول فأنها عادة تكون معتمدة عليه كمادة خام مثل صناعة البتروكيماويات.
و هناك بعض الصناعات التي لا ترتبط أساساً بوجود مصدر للطاقة مثل طاقة الغزل والنسيج التي تتأثر بعوامل أخرى في توطنها أكثر من ارتباطها بمصادر الطاقة.
4-الأيدي العاملة :
إن توفر الأيدي العاملة له دور كبير في توطن الصناعة و خاصة في الصناعات الدقيقة المعقدة التي تحتاج إلى خبرات خاصة مثل صناعة الآلات و الأجهزة العلمية والساعات فالأيدي العاملة أثرها من حيث الكم والكتف . و يقصد بالكم توفر الأيدي العاملة بأعداد كافية لبعض الصناعات التي تحتاج إلى أيدي عاملة وفيرة ، أما من حيث الكيف فيقصد به الخبرة و الدراية و المستوى الفني التي تحتاج إليها بعض الصناعات .
و تختلف تكاليف الأيدي العاملة التي تدخل في الصناعة من صناعة لأخرى ، فبعض الصناعات تمثل الأيدي العاملة جزءاً كبيراً من تكلفتها تتوطن حيث توفر الأيدي العاملة كالصناعات الغذائية . وقد يقف عدم توفر الأيدي العاملة عقبة دون قيام صناعة من الصناعات في بعض الدول قليلة السكان، خاصة إذا كانت هذه الصناعات تحتاج إلى خبرات خاصة غير متوفر لديها و أن استيراد هذه العمالة من الخارج يرفع من قيمة الإنتاج .
كما يلعب التركيب الجنسى ( ذكر أو أنثى ) للعمال و أعمارهم دوره فى الانتاج ، فبعض الصناعات ترتبط بالإناث ، و لذلك قد تقوم صناعات جانبية تعتمد على النساء الى جانب صناعات كبرى تعتمد على الرجال و ذلك لتوفر الإناث المرافقات للازواج فى هذه المناطق مما يساعد على قيام بعض الصناعات مثل صناعة التطريز و صناعة النسيج و غيرها من الصناعات التى يبرز فيها العنصر النسائى .
و رغم التقدم الحديث فى ميدان الميكنة و استخدام الآلات على نطاق كبير واحلالها محل الكثير من العمال الا أن العامل ضرورى لادارة هذه الآلات التى تحتاج إلى مهارة عالية فى ادراتها و صيانة الأجهزة الدقيقة و لذلك سيظل للعمالة أثرها الهام فى توطن الصناعة و تطورها.
5- رأس المال :
تحتاج الصناعات الحديثة إلى الآلات والمعدات المعقدة غالية الثمن ، و مثل هذه الآلات و المعدات إلى جانب الحاجة إلى المواد الخام و مصادر الطاقة والعمالة كلها تستدعى ضرورة توفر رءوس الأموال الكافية . و لذلك تقف الدول الفقيرة عاجزة أمام قيام الصناعات التى تحتاج رءوس الأموال الكبيرة ، و لذلك تلجأ إلى فتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية التى لاتغامر فى كثير من الأحيان إلا اذا ضمنت الأرباح و الأمان على أموالها و تأكدت من أن عائداتها من الأرباح تفوق ما يمكن تحقيقه فى بلدها الأصلى أو فى البلاد الاخرى . كما أن رأس المال الأجنبى عادة يتأثر بالأوضاع السياسية و الظروف التى تحيط بالمشاكل الاقتصادية الدولية و لذلك فهو يسعى إلى الصناعات التى تحقق أكبر ربح و فى أقصر وقت ، و لذلك يتجه إلى الصناعات الاستهلاكية غالباً دون الصناعات التحويلية الكبرى .
و تغلغل رءوس الأموال الاجنبية و سيطرتها على اقتصاد الدولة يؤثر على السياسة الحكومية و يقف أمام اتخاذ أى قرار يضر بها خاصة اذا كانت رءوس الأموال محمية بدول كبرى تتدخل من أجله و تدافع فى سبيل بقائه .
ورأس المال يقف عقبة أمام كثير من الدول النامية لاستغلال مواردها الطبيعية كما هو الحال فى مناطق انتاج البترول . فصناعة تكرير البترول لم تكن ممكنة فى دول الخليج قبل توفر رءوس الأموال الكافية و لذلك كان البترول يصدر خاماً إلى الدول الاجنبية حيث تتوفر معامل تكرير. وعندما توفرت رءوس الأموال أمكن انشاء معامل التكرير. كما تقوم بعض الدول بانشاء صناعة البتروكيماويات التى لم تكن ممكنة قبل توفر رءوس الأموال.
6- الأسواق :
لابد للصناعة من أسواق لتصريف منتجاتها سواء كان التصريف محليا أو خارجيا عن طريق التصدير. و يختلف السوق الداخلى من مكان لآخر تبعاً لعدد السكان و مدى تقدم الصناعة و اعتمادها على صناعات جانبية من ناحية أخرى .
و قد يكون أثر السوق أكبر أثرا من المادة الخام أو الوقود فى توطين الصناعة أحيانا ، و لذلك فالموقع الصناعى عند الخامات قد يصبح موقعا صناعيا عند السوق ، كما أن اختيار السوق كموقع لصناعة ما قد يصبح موقعا للخامات عندما تنشأ صناعات أخرى تعتمد على منتجات هذه الصناعة كخامات لها .
وفى المراحل الأولى من مراحل التطور الصناعى يكون لوجود السوق المحلى القريب دور هام جدا فى تطور الصناعة ، بل أن بعض الصناعات الخفيفة قد تخلق السوق و تجعل من المنطقة مركزا تجاريا . كما أن السوق من أهم العوامل التى تحدد مناطق الصناعات الكيميائية نظرا لأن هذه الصناعات تدخل كمواد خام فى كثير من الصناعات الأخرى ، و لذلك ترتبط كثير من الصناعات الكيميائية بالنطاقات الصناعية الكبرى كما هو الحال فى شمال شرقى الولايات المتحدة و غرب أوروبا واليابان .
فلكلمة سوق هنا أكثر من مضمون ، فقد يتمثل فى الناس عددا و قدرة شرائية ، و قد يكون صناعة أخرى أو قطاعا آخر ، أو داخلى أو خارجى .
و يجذب السوق عددا كبيرا من الصناعات على أساس أن تكلفة نقل منتجاتها اليه تكون نسبة كبيرة من قيمة الانتاج .
ويمكن تصنيف الصناعات التى ترتبط ارتباط قويا بالأسواق ، أى الصناعات التى تنجذب نحو الأسواق مهما كان بعدها عن موقع المواد الخام و مصادر الطاقة وغيرها من العوامل الأخرى إلى :
*الصناعات التى تتلف منتجاتها بسرعة مثل الألبان و الخبز و الثلج و لذلك تتركز هذه الصناعات قرب الأسواق ليتم توزيعها بسرعة على المستهلكين .
*الصناعات التى تزيد حجم أو وزن منتجاتها بعد تصنيعها مثل صناعة المشروبات و صناعة تكرير البترول وصناعة صناديق التعبئة والعلبب والبراميل .
*الصناعات التى تقل تكاليف نقل مواردها الخام عن نقل منتجاتها المصنعة مثل صناعة النسيج و صناعة تكرير البترول وصناعة المنتجات الجلدية و صناعة الأثاث .
*الصناعات التى تحتاج إلى الاتصال المباشر بالمستهلكين للتعرف على رغباتهم و أذواقهم كصناعات الملابس و الأحذية .
*صناعات متباينة لها ارتباط مباشر بالأسواق مثل صناعة الطباعة و النشر و صناعة الأجهزة الكهربائية بمختلف أنواعها و صناعة الزجاج.
و لطاعة السوق دور كبير فى توطين بعض الصناعات . فهناك بعض صناعات إذا عملت بجحم كبير فإنها تحقق وفورات كثيرة ، و مثل هذه الصناعات يتأثر بمدى استيعاب السوق الداخلية لمنتجاتها . و أحيانا يعتبر عدم توفر السوق بالنسبة لصناعة كالبتروكيماويات والسيارات و الحديد و الصلب عقبة أمام قيام هذه الصناعات .
و أحيانا يجذب السوق المصانع التى تستخدم الخامات الناتجة من بعض الصناعات كما يحدث عندما تنشأ أفران الصلب التى تستغل الخردة المتخلفة عن مراكز صناعة السفن و السيارات و المعدات و ذلك بأن تبيع إنتاجها لنفس المصانع التى حصلت منها على الخامات ( الخردة ) .
كما يساعد توطن الصناعة قرب الأسواق على الحصول على العمالة اللازمة بسهولة .
7- المواصلات :
المواصلات دور كبير فى توطن الصناعة . وتتخذ المواصلات صورا متعددة ، فقد تتخذ صورة توطن الصناعات فى الموانئ و ترتبط بالمواصلات البحرية ، حيث الصناعات التى تعتمد على المادة الخام أو الطاقة المستوردة من الخارج ، أو الصناعات التى تنتج أساساً بهدف التصدير ، كما هو الحال فى المناطق الصناعية على ساحل المكسيك فى الولايات المتحدة حيث الصناعات التى تعتمد على البوكست المستورد من امريكا الجنوبية ، أو البترول المستورد من منطقة الكاريبى ، كما يظهر على سواحل غرب أوربا و جنوبها فى ايطاليا و فرنسا و هولندا و ألمانيا و انجلترا و اسكندويناوه .
وقد تكون الصناعة مرتبطة بالنقل البرى الذى يعتمد عليه فى نقل خاماتها و وقودها أو تصريف منتجاتها . و قد تكون مرتبطة بأنابيب نقل البترول وبذلك تتركز مناطق الصناعة و التكرير عند نهايات هذه الأنابيب .
8- موارد المياه :
المياه عامل هام فى توطين الصناعة التى تحتاج إلى كميات كبيرة منها فى التبريد وفى عمليات التنظيف و المعالجة ، أو باعتبارها عاملاً هاماً يدخل فى صناعة المشروبات ( المياه الغازية و المياه المعدنية ) .
ونوع المياه هام حدا فى الصناعة ، فبعض الصناعات مثل المنسوجات و الصناعات الغذائية تحتاج إلى مياه على درجة عالية من الجودة تنخفض فيها نسبة الحديد و المواد الصلبة . كما تحتاج صناعة لب الورق و منتجات البترول و الفحم إلى كميات كبيرة من المياه .
9- السياسات الحكومية :
تلعب السياسات الحكومية دورا كبيرا فى قيام الصناعة و تسويق الانتاج . و فى سبيل ذلك قد تفرض الحكومة بعض الرسوم الجمركية على الواردات الأجنبية لحماية منتجاتها المحلية لتضمن لهذه المنتجات التطور واستمرار الانتاج حتى تستطيع منافسة المنتجات الأجنبية . وقد تعفى المصانع الناشئة فى بعض الضرائب لفترة معينة تشجيعاً لها . و أحيانا تكون بعض الصناعات تحت الاشراف المباشر للحكومة و ذلك بقصد حماية الانتاج الاقتصادى و ضمان حقوق المستهلك .
وقد تدخلت الحكومة الأمريكية فى صناعة الألومنيوم أثناء الحرب العالمية الثانية لأهميتها لصناعة الطائرات . كما تتدخل الحكومة السوفيتية فى توزيع الصناعات فى الاتحاد السوفيتي ، و كما يحدث فى التوجيه الحكومى للصناعات القائمة فى مصر ، كما تتدخل الحكومات أحيانا فى تحديد أجور العمال و ساعات العمل الرسمية و احتياطات الأمن الصناعى اللازمة التى تضعها فى مجال الصناعة .
وهناك اعتبارات أخرى ثانوية لها دورها فى توطن الصناعة مثل مساحة الأرض اللازمة لاقامة الصناعة وخاصة بالنسبة للصناعات التى تحتاج إلى مساحات واسعة مثل صناعة الحديد و الصلب . و مثل الصناعات التى تنبعث منها رائحة كريهة فإنها تتوطن عادة خارج المدن ، و قد ترتبط الصناعة بتوفر العنصر النسائى كصناعة التريكو و الحلوى ، أو حيث تتوفر العمالة بأجور منخفضة و خاصة بالنسبة للصناعات التى تحتاج إلى أيدى عاملة وفيرة ، و قد تقوم الصناعة و تزدهر لشهرة المنطقة القديمة فى صناعة معينة كصناعة الخمور والعطور و تصميم الأزياء التى تشتهر بها فرنسا و صناعة الساعات التى تشتهر بها سويسرا .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|