أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-03-2015
1740
التاريخ: 16-10-2014
4888
التاريخ: 16-10-2014
3095
التاريخ: 15-11-2014
5812
|
التفسير الإشاري بمثابة عملية تفسيرية دون المنهج التفسيري ، وقد نشأ في الأصل من نفس القرآن المجيد ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته وأصحابه الكرام ، فيمكن لنا القول : إن هذا النوع من التفسير بدأ في زمان نزول القرآن ، فإن في الآيات ما يظهر أن حقيقة القرآن موجودة عند الله ، وأن له بطناً ، كما له ظهر ، فيه آيات لأهل البصيرة واللب ، كما فيه آيات للناس أجمعين .
ومن جهة أخرى ، نزل القرآن على قلب إنسان كان معزولاً عن الناس في دجى الليل المظلم في الغار ، ففي هذه القصة إشارة الى شرط من شروط فهم القرآن .
والكلمات المروية عن علي بن ابي طالب عليه السلام حول القرآن في نهج البلاغة ، تكفي دليلاً على وجود التفسير الإشاري في ذلك الوقت .
وفي حديث قال الصادق عليه السلام : " إن كتاب الله على أربعة اشياء : على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق ، فالعبارة للعوام ، والإشارة للخواص ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء " (1).
وقال ابن عباس : إن القرآن ذو شجون وفنون ، وظهور وبطون ، لا تنقضي عجائبه ، ولا تبلغ غايته ، فمن أوغل فيه برفق نجا ، ومن أخبر فيه بعنف هوى ، أخبار وأمثال ، حلال وحرام ، وناسخ ومنسوخ ، ومحكم ومتشابه ، وظهر وبطن ، فظهره التلاوة ، وبطنه التأويل ، فجالسوا به العلماء ، وجانبوا به السفهاء (2).
فهذه الجذور الموجودة للتفسير الإشاري ، جعلت الطريق مفتوحاً أمام هذا النوع من التفسير ، حتى وصل الى حد المنهج التفسيري في العصور المتأخرة .
فالتفسير الإشاري بوصفه منهجاً مدوناً ، وجد في القرن الثاني والثالث ، مثل تفسير التستري ، لمحمد بن سهل بن عبد الله التستري (200-283) وتطور الى زماننا هذا ؛ ففي القرن الثالث ، ظهر بعض العرفاء مثل بشر الحافي ويزيد البساطامي وشاه شجاع الكرماني ، وجنيد البغدادي ، وصدرت عنهم كلمات كثيرة حول القرآن الكريم يعد أكثرها تفسيراً عرفانياً ، ولكن التفسير الموجود في هذا القرن انحصر في تفسير التستري وأبي الحسين النوري .
وفي القرن الرابع ، ظهرت الى عالم الوجود مجموعة من التفاسير الإشارية لبعض الآيات باسم حقائق التفسير ، وهي مشتملة على تفسير الإمام الصادق عليه السلام وأبي الحسن النوري ومنصور الحلاج وابن عطاء .
وفي القرن الخامس ، دون أول تفسير إشاري كامل وشامل لجميع القرآن الكريم ، باسم (لطائف الإشارات) الى غير ذلك من التفاسير العرفانية .
وللإمام الخميني كلام هنا ، يفيدنا في معرفة تاريخ التفسير الإشاري ومصدره في الاسلام ، فهو يقول : من يرجع الى المعارف الموجود في الأديان ، وما يوجد عند الفلاسفة وكل دين ، ويقاس علوم المبدأ والمعاد ، مع ما هو موجود في الإسلام الحنيف ، وما يوجد عند الفلاسفة المسلمين الكبار والعارفين العظماء من المسلمين ، سوف يؤمن ويصدق حقاً بأن هذه المعارف الإسلامية تنبعث من نور معارف القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه واله وسلم وأهل بيته عليهم السلام الذين استفادوا من ينبوع نور القرآن ، فيعلم أن الحكمة والعرفان لم يصدرا من اليونان أو اليونانيين . بل لا تشبهان ما يوجد لديهم ، نعم بعض الفلاسفة الإسلاميين مشوا على منهج الفلسفة اليونانية ، مثل الشيخ الرئيس ، ولكن لا يعتنى بفلسفته في باب معرفة الربوبية والمبدأ والمعاد عند اهل العرفان ، وليست لها قيمة عند أهل المعرفة .
وعلى كل حال ، نسبة فلسفة حكماء الإسلام ، والمعارف العظيمة الصادرة عن أهل العرفان الى الفلسفة اليونانية ، تنشأ من عدم العلم بكتبهم ، مثل كتاب الفيلسوف الإسلامي العظيم الشأن صدر المتألهين قدس سره ، وأستاذه الكبير المحقق الداماد قدس سره ، وتلميذ العظيم الفيض الكاشاني قدس سره ، وتلميذ الفيض ، العارف الجليل قاضي سعيد القمي قدس سره (3).
_________________
1- بحار الأنوار 92 : 103.
2- راجع : التفسير والمفسرون ، للذهبي 2 : 254.
3- آداب الصلاة : 304.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|