المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

السرقات المشددة لظروف المكان في القانون المصري
1-2-2021
بسبب التغير المناخي نهر جليدي مهم يذوب في الصين
5-10-2016
المبارأة بين الزوجين
13-1-2018
ملخصي الحرب اللوبية الثانية.
2024-10-13
Delta Function
25-5-2019
الأثار النفسية للتلفاز
16-8-2020


ضرورة الزواج الجديد  
  
2267   01:29 صباحاً   التاريخ: 14-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص287
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-1-2016 2161
التاريخ: 27-6-2018 1958
التاريخ: 14-1-2016 2299
التاريخ: 25-10-2020 1638

 

من الضروري لاولئك الرجال الذين توفيت زوجاتهم، ولديهم اطفال صغار، توفير مقدمات الزواج الجديد وارتباطهم بواحدة من القريبات والمعارف خاصة من اللواتي يستأنس بهن الطفل ويودهن، لكي تعود المياه إلى مجاريها الطبيعة.

ويمكن لهذا الامر ان يعد نعمة للأطفال الصغار في حين انه قد يكون اهانة لغيرهم خاصة الاحداث والكبار : اذ انهم سيبدون حساسية وتعصباً ازاء هذا الموضوع ولا يمكنهم تحمل من تحتل مكان امهم.

ويمكن تقريباً التعويض عن حرمان الولد من عاطفة الام في العام الاول بعد موتها من خلال اختيار خلف لها، ولكن يجب القول ان موت الام يؤثر على الطفل حتى في الاشهر الثلاثة من عمره. لذا فلا يمكن لكل الجهود المبذولة والاساليب المستخدمة الا ان تسد جانبا من هذا الفراغ.

والخلاصة فان فقدان الام والحرمان من حبها وعطفها في السنوات الاولى من عمر الطفل يؤثر على شخصيته ويغيرها رغم وجود زوجة جديدة للاب تمارس حبها وعطفها. وقد تشتد هذه التأثيرات في السنوات القادمة حتى انه يصعب القضاء عليها او التعويض عنها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.