المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

استراتيجيات تحليل الخطاب
23-3-2022
العوامل الجغرافية المؤثرة في توزيع السكان- العوامل الجغرافية- العوامل الطبيعية- التربة
6-12-2021
السلالم
31-1-2023
دول الشرق الاوسط
3-5-2017
مـتطلبات ادارة التـغييـر
7-8-2019
marker (n.)
2023-10-09


مظاهر عدالة الأب  
  
2438   12:57 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص235ـ237
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

يستطيع الأب أن يكشف لطفله عن عدالته من خلال صور مختلفة نشير إلى بعضها فيما يلي :

1ـ الوفاء بالقول والعهد : من مظاهر عدالة الأب في نظر الأطفال الوفاء بالعهد والتطابق بين القول والعمل. فلا يليق به ان يعد الطفل ثم لا يفي بوعده. وان عدم الوفاء يدفع الطفل ليحمل انطباعا عن والده بانه كاذب وغير عادل.

وقد اكد القرآن الكريم على ضرورة الوفاء بالعهد (( واوفوا بالعهد، ان العهد كان مسؤولا) كما جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليف اذا وعد). وورد عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) قوله : (والخلف يوجب المقت عند الله والناس). وقد أوصانا رسول الله (صلى الله عليه واله) بضرورة الوفاء بالوعود المعطاة للطفل : (فاذا وعدتموهم فَفوا لهم).

ثم جاء بقية الحديث لتوضح (فان الله لا يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان).

وتربويا ينبغي أن تكون الوعود صادقة ومناسبة، فليس صحيحا ابدا تقديم الوعود الكاذبة، او تلك التي تطمع الطفل فيستسلم لوجهة نظر معينة او تزيد من شاننا بواسطتها.

2ـ اظهار الحب : من مظاهر عدل الاب ان يساوي في اظهار حبه لأطفاله فلا يهتم بواحد ويترك الآخر.

واقد اعترض رسول الله (صلى الله عليه واله) على شخص كان له ولدان عندما شاهده يقبل احدهما دون الآخر. فهذه التصرفات تجعل الطفل يشعر بالقلق والغضب في نفس الوقت على الطفل الآخر إضافة إلى غضبه على والده.

وذات يوم شاهد رسول الله (صلى الله عليه واله) الإمام الحسن (عليه السلام) وهو طفل صغير يستيقظ من نومه ويطلب الماء، فاحضر له الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) اللبن، في هذه الاثناء استيقظ الإمام الحسين (عليه السلام) وطلب الماء ايضاً، ولكن الرسول اجابه بان شقيقك الأكبر سبقك في هذا الطلب وينبغي ان يشرب اولاً ؛ ولم يفلح الإمام الحسين في محاولاته لاخذ اللبن من يد جده الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله).

يلجأ بعض الاباء بشكل لا شعوري إلى وضع الفوارق العملية بين الاولاد. فمثلاً نراهم يحملون الطفل الصغير او يحتضنوه على مرأى ومشهد من الطفل الآخر.

3ـ قبول الاولاد : من مظاهر العدالة قبول الاولاد على اساس المساواة دون التمييز بينهم بالجنس، انهم يريدون ان يقبلوا على اساس مبدا المساواة (ذكورا كانوا ام اناثاً) ولا يفضل احدا على الاخر في الحب والبغض بسب جماله او قبحه.

ونرى في الأسر التي لها ابن واحد وعدد من البنات كيف انها تهتم به على حساب شقيقاته مما سيبرز بشكل لا ارادي شعورا بالتمييز. وسوف يتألم الطفل كثير لهذا السلوك خاصة وانه غير مسؤول عن جنسه.

فالأولاد الذين يشعرون بالتمييز بسبب الجنس، أو الجمال والقبح أو اللسان الجميل لا يمكنهم أن يكونوا أفرادا نافعين ومواطنين صالحين في مجتمعاتهم، وسيكونون فاشلين في مستقبلهم. وسوف يحاولون عندما يكبرون ويمتلكون القوة المطلوبة، نقل بؤرة التمييز من الأسرة إلى مواضع أخرى. فيصبحون معقدين ومتمردين على القانون وسيئي التصرف مع الآخرين خاصة من هم تحت ايديهم.

4ـ المماثلة : يتوقع جميع الأطفال تقريباً انهم سيتعرضون للعقاب في حالة ارتكابهم لخطا معين  ان ما

يقلقهم ويؤلمهم هو عدم المماثلة في نيل العقاب بينهم وبين الآخرين.

نرى احيانا ان الطفل الصغير الذي تنازع مع شقيقه او شقيقته وكان مقصراً، يحاول التقرب من والده متى ما عاد من عمله فيلقي بنفسه في احضانه ويبث اليه شكواه. ويتخذ الأب قرارا متسرعا دون ان يحقق في الموضوع فيعاقب المشتكى عليه ظلما. وتؤدي هذه العملية إلى تأجج الغضب عند الأخير فينال من الجميع ويردد كلمات الفحش. يجب على الأب ان يلتزم بقواعد متماثلة وضوابط متشابهة في المعاقبة. وان يحدد العقاب للأخطاء والذنوب المتشابهة، فلا يتصرف بشكلين ازاء خطأ واحد او يعفو عن احدهم يعاقب الآخر بشدة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.