أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-12-2015
496
التاريخ: 1-12-2015
551
التاريخ: 1-12-2015
1859
التاريخ: 1-12-2015
601
|
يجب فيه [الركوع] الذكر عند علمائنا أجمع، وبه قال أحمد، وإسحاق، وداود إلا أنه قال: إذا تركه عمدا لم تبطل صلاته(1) لقوله صلى الله عليه وآله لما نزل {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} [الواقعة: 74] قال: ضعوها في ركوعكم (2) والامر للوجوب. ومن طريق الخاصة قول الصادق عليه السلام وقد سأله هشام بن سالم عن التسبيح في الركوع والسجود فقال: " تقول في الركوع: سبحان ربي العظيم، وفي السجود: سبحان ربي الاعلى. الفريضة من ذلك تسبيحة، والسنة ثلاث، وافضل في سبع "(3)، ولأنه هيئة في كون فيجب فيه الذكر كالقيام.
وقال الشافعي، و أبو حنيفة، ومالك: بعدم الوجوب(4) لان النبي صلى الله عليه وآله لم يعلمه الاعرابي(5). وهو ممنوع لقوله عليه السلام: (إذا ركع أحدكم وقال: سبحان ربي العظيم وبحمده، فقد تم ركوعه، وذلك أدناه)(6) وهو يدل على عدم تمام الركوع لو لم يذكر.
فروع:
أ - الاقوى أن مطلق الذكر واجب، ولا يتعين التسبيح، لان هشام بن الحكم، وهشام بن سالم سألا الصادق عليه السلام يجزي أن أقول مكان التسبيح في الركوع والسجود: لا إله إلا الله والله اكبر؟ فقال، " نعم كل هذا ذكر "(7) علل بالذكر.
وقال بعض علمائنا: يتعين التسبيح،: وهو سبحان ربي العظيم وبحمده، ثلاثا(8).وبعضهم مرة، أو ثلاث مرات سبحان الله(9) – وأحمد أوجب التسبيح أيضا(10) - لما تقدم في حديث الصادق عليه السلام: " يقول في الركوع: سبحان ربي العظيم "(11).
وسأل معاوية بن عمار الصادق عليه السلام أخف ما يكون من التسبيح في الصلاة، قال " ثلاث تسبيحات مترسلا، يقول: سبحان الله، سبحان الله، سبحان الله "(12) ولا حجة فيهما، لان السؤال وقع أولا عن التسبيح، وثانيا عن أخفه.
ب - إذا قال: سبحان ربي العظيم، أو سبحان ربي الاعلى استحب أن يقول: وبحمده - وبه قال الشافعي(13) - لان النبي صلى الله عليه وآله كان يقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده) ثلاثا(14) ومن طريق الخاصة قول الباقر عليه السلام: " تقول: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثا "(15) وقال ابن المنذر: قيل لا حمد: تقول: سبحان ربي العظيم وبحمده؟ قال: أما أنا فلا أقول: وبحمده.
ج - يجب أن يأتي بالذكر حال الطمأنينة، فلو شرع فيه قبل انتهائه في الهوي الواجب، أو شرع في الرفع قبل إكماله بطلت صلاته.
د - يستحب أن يقول ثلاث مرات: سبحان ربي العظيم وبحمده إجماعا، لان النبي صلى الله عليه وآله كان إذا ركع قال: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات(16)، وأفضل منه خمسا والاكمل سبعا، وإن زاد فهو أفضل.
قال أبان بن تغلب: دخلت على الصادق عليه السلام وهو يصلي فعددت له في الركوع والسجود ستين تسبيحة(17).
وحكى الطحاوي عن الثوري أنه كان يقول: ينبغي للإمام أن يقول: سبحان ربي العظيم، خمسا حتى يدرك الذي خلفه ثلاثا(18)، وأنكره الشافعي(19) لان النبي صلى الله عليه وآله قاله ثلاثا(20)، ولان المأموم يركع مع الامام فما أمكن الامام أمكن المأموم.
ه - ينبغي للإمام التخفيف، قال سماعة: سألته عن الركوع والسجود هل نزل في القرآن؟ قال: "نعم " قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج: 77] فقلت: كيف حد الركوع والسجود؟ فقال: " أما ما يجزيك من الركوع فثلاث تسبيحات تقول: سبحان الله، سبحان الله ثلاثا "(21).ومن كان يقوى على أن يطول الركوع والسجود فليطول ما استطاع يكون ذلك في تسبيح الله، وتحميده، والتمجيد، والدعاء، والتضرع فإن أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد(22).فأما الامام فإنه إذا قام بالناس فلا ينبغي أن يطول بهم فإن في الناس الضعيف ومن له الحاجة، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله (كان اذا صلى بالناس) خف بهم(23).
______________
(1) المغني 1: 579، الشرح الكبير 1: 578 المجموع 3: 414، الميزان 1: 148، رحمة الامة 1: 45، سبل السلام 1: 300، نيل الاوطار 2: 271، المحلى 3: 255، حلية العلماء 2: 97.
(2) الفقيه 1: 207 / 932، التهذيب 2: 313 / 1273، علل الشرائع: 333 باب 30 حديث 6 وانظر مسند أحمد 4: 155، مستدرك الحاكم 1: 225 و 2: 477، سنن البيهقي 2: 86، مسند الطيالسي: 135 / 1000.
(3) التهذيب 2: 76 / 282، الاستبصار 1: 323 / 1204.
(4) المجموع 3: 414، الوجيز 1: 43، السراج الوهاج: 45، كفاية الاخيار 1: 73، المبسوط للسرخسي 1: 21 - 22.
(5) صحيح البخاري 1: 192 - 193، صحيح مسلم 1: 298 / 397، سنن أبي داود 1: 226 / 856، سنن الترمذي 2: 103 - 104 / 303، سنن النسائي 2: 124، سنن البيهقي 2: 371 - 372.
(6) مصنف ابن ابي شيبه 1: 250 - 251.
(7) الكافي 3: 329 / 5 و 321 / 8، التهذيب 2: 302 / 1217 و 1218.
(8) ابو الصلاح الحلبي في الكافي في الفقه: 118.
(9) كالشيخ الطوسي في النهاية: 81 والمحقق في المعتبر: 180.
(10) المغني 1: 578، الشرح الكبير 1: 578، الانصاف 2: 60، المجموع 3: 414.
(11) التهذيب 2: 76 / 282، الاستبصار 1: 323 / 1204.
(12) التهذيب 2: 77 / 288، الاستبصار 1: 324 / 1212.
(13) المجموع 3: 412، فتح العزيز 3: 394، كفاية الاخيار 1: 73.
(14) مصنف ابن أبي شيبة 1: 248، سنن أبي داود 1: 230 / 870، سنن الدار قطني 1: 341 / 1.
(15) المغني 1: 579، الشرح الكبير 1: 581.
(16) مصنف ابن أبي شيبة 1: 248، سنن أبي داود 1: 230 / 870، سنن الدار قطني 1: 341 / 1.
(17) الكافي 3: 329 / 2، التهذيب 2: 299 / 1205.
(18) الميزان 1: 149، رحمة الامة 1: 46، المبسوط للسرخسي 1: 22، بداية المجتهد 1: 129، حلية العلماء 2: 98.
(19) المجموع 3: 412، فتح العزيز 3: 397.
(20) مصنف ابن ابي شيبة 1: 248، سنن ابي داود 1: 230 / 870، سنن الدار قطني 1: 341 / 1.
(21) التهذيب 2: 77 / 287، الاستبصار 1: 324 / 1211.
(22) اشارة إلى الحديث المروي في الكافي 3: 323 و 324 / 7 و 11 وصحيح مسلم 1: 350 / 482 وسنن ابي داود 1: 231 / 875 وسنن النسائي 2: 226 وسنن البيهقي 2: 110.
(23) صحيح البخاري 1: 181، صحيح مسلم 1: 342 / 469.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|