المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

سجود السهو
10-10-2016
منهج الاستقراء والتاريخ
17-4-2019
الجيربيرا "Gerbera or Transvaal Daisy"
4-3-2018
الطاقة الكهربية في الوطن العربي
23-11-2020
مفاعل ماء يغلي ثنائي الدورة dual-cycle boiling water reactor
25-9-2018
نماذج من مشاعر أبي طالب
4-5-2017


قيمة سعي الأب وجهاده  
  
2177   10:02 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص55ـ56
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-9-2020 3705
التاريخ: 12-1-2016 1795
التاريخ: 23-9-2018 1653
التاريخ: 7-12-2016 1726

تمثل جهود الأب التي يبذلها من اجل توفير حاجات عياله واجباً دينياً واخلاقياً ايضاً. فالأب - اسلامياً- مدين لأطفاله واهل بيته، ولهم حقوق عليه من خلال موافقته واذعانه لعملية الزواج وفق العقد الإسلامي والرضا بالإنجاب وما سيترتب عليه من ضوابط.

اما من الناحية الاخلاقية، فالأطفال كالضيوف الذين دعوا إلى مأدبتكم في البيت. وكان يمكنكم عدم انجابهم او بالأحرى عدم دعوتهم لهذه المائدة.

والان يجب عليكم ان تهتموا وتؤدوا وظيفتكم على احسن ما يرام.

ولم يترك الاسلام هذه الجهود دون اجر وثواب رغم انها واجبة دينيا وأخلاقيا. فقد جاء عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله : (الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)، وهذه سعادة ما فوقها سعادة، ان يقوم ذلك الانسان والاب الذي يقف إلى جوار ولده بتوفير حاجاته حتى يتمكن هذا الولد من رفع راسه والعيش بعزة وكرامة.

ـ مخاطر عدم الاشباع او النقص فيه :

لا بد من اشباع الحاجات بشكل متعادل وعقلاني، والا فان المخاطر ستهدد العلاقة القائمة بين الاب وولده، فقد يصاب الطفل بصدمة تؤثر على سلامته ونموه الجسدي والعاطفي والاخلاقي والاجتماعي بل وحتى العقائدي، وستضعف تلك العلاقة القائمة بين الاب والولد وذلك متى ما شعر الاخير باليأس من والده، وسوف يسيطر الحزن والغم على هذا الطفل عندما تتزلزل مكانة الاب ويضعف موقعه ودوره، ويؤدي ذلك احيانا إلى الانفصال عنه والارتباط بالآخرين.

إن الافتقار إلى المأكل والملبس المناسب – يؤدي إلى الشعور بعقدة الحقارة لدى الطفل وظهور اضطرابات نفسية عديدة لا تزول بسهولة. وان شعور الطفل بالعداء للآخرين- وحتى انه يعادي حياته الخاصة ويكرهها- يرتبط بتأثره وتألمه بسبب شعوره بالحرمان من بعض الحاجات او انها قليلة. والسبب في ذلك هو تصور الطفل بان الخطر يهدد حياته وامنه.

على الاب ان يستخدم مع ولده سياسة معينة تمنع ذلك الاحساس عنده، وذلك عندما لم يتمكن من توفير حاجاته. ويمكن اقناع الاطفال بطرق مختلفة كتغيير بعض الحاجات وتبديل مواقعها، فمثلاً يستطيع الاب ان يُقبّل ولده فيما لو لم يكن قادرا على شراء حذاء له.

فليجهد الاباء في توفير الحب والعطف للأطفال على الأقل أو زراعة الامل في قلوبهم من خلال تقديم الوعود.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.