المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

معنى كلمة حرث‌
10-12-2015
ما هو التوحيد ؟
12-12-2020
حشرة الدوباس (دوباس النخيل)
15-11-2016
بناء الحروف
2024-10-30
أهمية الحديث الصحفي
10-4-2022
استخدام المقاييس الإحصائية - مقاييس التشتت
29-8-2022


قيادة الأب للأسرة  
  
5777   10:47 صباحاً   التاريخ: 12-1-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الأب في التربية
الجزء والصفحة : ص47-51
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2016 1878
التاريخ: 9-1-2016 2103
التاريخ: 2-9-2018 1601
التاريخ: 12-1-2016 2141

تحتاج الأسرة ــ عقلياً- إلى قائد وحاكم ينفّذ القوانين ويحمي مصالحها ويفرض سيطرته عليها. ولا يصلح لهذه المهمة سوى الأب. (فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها) رسول الله (صلى الله عليه واله).

فالأب هو أفضل ملاذ للطفل وهو الذي يتخذ القرارات ويقوم بالتوجيه والبناء والتنفيذ ، إنه ملجا لأفراد أسرته والمسؤول عن الإنفاق والمشرف على التزامها ، والعقل المفكر للأسرة وقوتها واقتدارها ، وهو الذي يوفر لها الأمن.

ينظر الأطفال إلى الأب نظرة لاشعورية أنه يمثل القانون وأنه سبب اقتدارهم، وذلك دون أن يتدخل الآخرون في تحقيق هذه النظرة. كما ينظرون إليه أيضاً على أنه المرشد والحامي والمراقب، وأنّه مصدر الخوف والغضب، والأمن والحب في نفس الوقت.

إنّه رب الأسرة ومديرها الذي يُعرب عن رأيه بشكلٍ مستقل ويتخذ القرارات المناسبة.

ـ الخطوط العامة لقيادته :

ثمة وظائف أساسية ينبغي على القائد الأب الإهتمام بها وأداؤها علماً أن هذه الوظائف تختلف باختلاف طبقات المجتمع الواحد والمجتمعات الأخرى :

1- البناء الفكري : فالأب  هو العنصر الذي يضع أسس البناء الفكري للأسرة ويحدد نظام القيم الذي يتحكم بالأفراد. وقد يكون للأم رأي في هذا المجال أيضاً ، وعندها لا بد من الدمج بين الرأيين.

ويمثل الأب في الحقيقة القائد الديني للأسرة، وقد اكد الإسلام كثيرا على هذا الأمر، فهو الذي يبني القاعدة المعنوية والأخلاقية للأسرة ويشرف على المسائل الدينية والاعتقادية. وهو الذي يأمر ابناءه بالصلاة (وامر اهلك بالصلاة..) والصدق والتضحية والفداء، ويشرف كذلك على زوجته وأولاده ويوجههم نحو الطريق القيوم. وما المواقف التي يتخذها الاولاد ازاء الحوادث والوقائع المختلفة إلا انعكاس لهداية الأب وتوجيهاته.

2- تنظيم الوظائف وتقسيمها : يتبنى الأب في محيط أسرته عملية تنظيم مختلف الامور. فهو يحدد برنامج النوم واليقظة، وتناول الطعام واللعب، والسفر والاستجمام، وهو الذي يرسم مسؤوليات افراد الاسرة في البيت، والمسؤول عن المشتريات، والذي يجلب الطعام، ويعتني بأساس المنزل وزهور الحديقة وغير ذلك.

ويتحدد اعتبار الاب في جانب منه على ضوء هذا التنظيم وتقسيم الوظائف بحيث لا يسمح لأي فرد ان يتعدى الحدود المرسومة له.

3- تنظيم العلاقات : يقوم الأب بعملية تنظيم للعلاقات وتحديدها فهو ينظم علاقة الاخ بأخته والكبير بالصغير وعلاقات الأسرة بالأصدقاء والأقرباء. فهل يحق للأخ او الاخت الكبيرة الامر والنهي؟ و هل تجب لهما الطاعة؟

كما ويشرف الاب ايضا على الممارسة الجيدة لهذه العلاقة، ويمنع الاخطاء والتجاوزات سيما قيام أي فرد من افراد الاسرة بفرض رايه على الاخرين، او ان يستغل قوته فيكون عنيفاً مع الضعفاء. عندها سينال جزاءه من الاب الذي يقف بالمرصاد لكل متجاوز.

4- رسم برنامج الحياة : تحتاج كل أسرة إلى برنامج خاص من اجل ثباتها واستقرارها بشرط أن يلتزم جميع الاعضاء به. ولا بد أن يكون هذا البرنامج بنّاء وهادف لتحقيق مصالح الأسرة الحالية والمستقبلية.

ويجب ان يستخدم الاب تجاربه وعقله ويستعين بخبرات الاخرين في سبيل نجاح هذا البرنامج وتحقيق نتائجه. ولا بد ان يشتمل هذا المخطط على كل ما تحتاج اليه الاسرة من قضايا التسلية والامور الاخرى التي تؤدي إلى بنائها ورشدها وتزرع الالفة والتفاهم بين افرادها. وينبغي ان يراعي هذا البرنامج السن والادراك والفهم والطاقات البدنية.

5- تنظيم الوقت : قلنا سابقا انه تقع على الاب مسؤولية كبيرة في تنظيم برنامج افراد الاسرة. ويحدد للأطفال – خاصة الذين يدرسون في المدارس – أوقات الدراسة واللعب ومصاحبة الأصدقاء.

فالهدف من تنظيم الوقت هو لترتيب الحياة المعيشية للأسرة وبنائها، مما يحتاج إلى سياسة خاصة لكي لا يستثمر الطفل مثلا جل وقته في اللعب واللهو ويترك دراسته، او ان يتفرغ بشكل كامل لعملية الدراسة والمطالعة ويترك بناءه الجسمي والنفسي والعاطفي.

6- المراقبة والاهتمام : يعتبر الأب ملاذ الطفل وملجأه. صحيح ان الام ترغب بإسعاد ولدها ويحق لها ذلك، لكن مسؤولية الهداية والتوجيه فيما لو حدث أي انحراف او خطا تقع على الاب.

وسبب هذا الدور هو لمسؤولية الأب في مراقبة الأسرة والاهتمام بها. ويجب عليه ان يدفع عنها الأخطار الجسمية والأخلاقية والمعنوية. وهذه مسؤولية كبيرة ومهمة في نفس الوقت وتحتاج إلى جهود عظيمة، لا يستطيع تحقيقها الا الاب رغم صعوبتها.

جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله :

لما نزلت هذه الآية :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا }[التحريم: 6] جلس رجل من المسلمين يبكي وقال : انا قد عجزت عن نفسي وكلفت اهلي، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : حسبك ان تأمرهم بما تامر به نفسك وتنهاهم عما تنهى عن نفسك.

7- المحافظة على الانضباط : ان الاب هو المسؤول عن التزام الاسرة وانضباطها، ويجب عليه ان يعلم ولده اطاعة القوانين والالتزام بها. ولا بد له ان يتعاون مع زوجته وان يدعمها من اجل تحقيق الانضباط المطلوب.

وللام دور مهم في هذا المجال وذلك لتأثير شخصيتها وسجاياها على الأولاد. لكن دور الأب يفوق عدة مرات دور الأم لأنه رب الأسرة وسيدها. ويفهم الافراد في ظله معنى القانون.

فالطفل ينتظر من امه الحب والعطف والحنان وينتظر من ابيه تحقيق العدالة والالتزام بالقانون، وهذا هو السبب في بروز دوره المهم ، إذ انه الوحيد القادر على اصلاح طفله ومراقبة تصرفاته.

ـ الهدف من إدارة الأسرة :

فالأب هو سيد الاسرة ولكن لا يعني ذلك ان يمارس رئاسته فقط ، او ان يستغل ذلك لتفريغ عقده، انه رب الاسرة وسيدها بشرط ان يوجه الأطفال نحو الرشد والبناء الخلقي والعاطفي والانساني.

ويجب على الاب ان يوفر الظروف المناسبة التي يحتاجها الطفل لتكامله، وان يدعم ثقة الطفل بنفسه ويفسح المجال امام حريته المشروطة ويكتشف عن طاقاته الكامنة حتى يتمكن من بناء مستقبله بشكل جيد في ذلك المجتمع.

فعندما يقال ان الولد سر ابيه، فذلك يعني ان يقوم الاب بواجبه في مجال الاهتمام بهذا الطفل وبنائه. وانها لخيانة ان يترك الاب ولده أو أن يفرط ويتسامح في بنائه ورشده في مختلف المجالات.

ـ حتى يحقق الأب وظيفته :

ان ممارسة وظيفة الابوة لهي مسؤولية خطيرة للغاية لحاجتها إلى الوعي والصبر والتضحية. فقد جاء عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) قوله : (الرجل راع على اهل بيته وهو مسؤول عنهم).

فهو مسؤول عن تحقيق الثقة بين أفراد أسرته ووقايتهم والاهتمام بهم حتى لا ينحرفوا، وتوفير المناخ الملائم للشعور بالاستقلال والحرية ودرء الاخطار عنهم.

ينبغي على الاب ان يفكر بتربية اولاده وهم لا يزالون في رحم الام حتى لا يشعر هذا المولود الجديد بالتيه بمجرد ولادته فتواجهه المشاكل.

ويجب عليه ان يشعر برغبة وميل شديدين بهذا الشأن ويهيئ نفسه للمرحلة الجديدة التي ستبدأ بعد ولادة الطفل .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.