أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-7-2020
1953
التاريخ: 9-1-2016
1981
التاريخ: 2023-04-11
1446
التاريخ: 2023-04-09
1172
|
إن الطفل لا يعيش في عزلة وانما في وسط اجتماعي في الاسرة وفي الروضة وفي المدرسة وبين الاصدقاء وفي المجتمع فهو يتأثر بهم ويؤثر فيهم ايضا وان كانت نسبة التأثير والتأثر متفاوتة.
قد يتربى الطفل في اسرته تربية صحيحة وجيدة ولكنه عندما يعيش في الروضة او المدرسة ويخالط الاصدقاء قد يفسد وتسوء اخلاقه ولذا كان من الضروري جدا معرفة مقومات شخصية الطفل ومراقبة سلوكه واختلاطه مع الآخرين.
والواقع ان اكثر حالات التمرد وسوء الاخلاق والانحرافات الخطيرة ناجمة عن التأثر بالأصدقاء والاقران والمحيط الخارجي ولو عرف اسباب انحراف الطفل في وقت مبكر لتمت معالجة اكثرها والتجارب العلمية خير شاهد على ذلك حيث اثبتت علاج اكثر الاطفال تمردا واعادتهم إلى جادة الحق والصواب والاستقامة.
ولا شك ان معرفة السبل الصحيحة للإصلاح والتحديد الدقيق لعوامل الانحراف والتمرد عند الطفل توفر للوالدين والمربين الوقت والجهود المبذولة في عملية المعالجة والاصلاح والهداية للخير والصراط المستقيم. وهذا كله لا يحصل الا تحت مظلة المراقبة التربوية الصحيحة التي يقوم بها الابوان والمربون وكل العاملين في هذا الاتجاه.
اذن، اصبح من الواجب والضروري ان يقوم الوالدان بصورة خاصة بدور مراقبة ابنائهم مراقبة علمية تربوية دقيقة، واختيار كل من المدرسة والمربي والمنهج والصديق وقد اثبتت التحقيقات والتجارب العلمية ان كثيرا من العادات المغلوطة والاخلاق السيئة والتمرد والعصيان الصادر عن الاطفال هو نتيجة التربية الخاطئة والاساليب غير الصحيحة المتبعة في المدرسة او من قبل المربين او مرافقة بعض الاصدقاء الطالحين.
والحقيقة : ان ما تقوم به الاسرة من دور مهم في التربية واتباع الاساليب الصحيحة يكون معرضا للخطر والهدم اذا لم تكن المدرسة بالمستوى المطلوب في هذا الصدد وان الوالدين لم يتمكنا من الاستمرار في عملية بناء الطفل وتقدمه.
ومن الحقيقة بمكان ان جميع الانظمة التربوية في العالم متباينة فيما بينها تبعا لعوامل متعددة تحكمها وتوجهها، فهي لاتخوا من الايجابيات والسلبيات معاً، لأنها من وضع انسان غير متكامل ــ لان الكمال لله وحده ــ ولا يخرج من الكمال الا الكمال. وطبيعي ان فاقد الشيء لا يعطيه.
لذلك فان الاطفال يتأثرون بالنظام التربوي الناقص الذي وضعه اصحاب النظرة الضيقة والرؤية المحدودة. لذا تظهر حالات كثيرة من الشذوذ والتمرد والعصيان والانحراف عند قسم كبير من الاطفال في العالم تبعا لرؤية المربين القاصرة والمناهج التربوية الناقصة والاساليب الخاطئة والقرارات المتناقضة.
وعليه يتعين على الاباء والمربين ملاحظة كل ذلك واخذه بنظر الاعتبار والاهتمام الزائد والتدبر العميق والجهد المكثف المخلص.
وبناءً على ما تقدم, اهتمت التربية الاسلامية المخلصة بموضوع انتقاء المدرسة والمربي ووضع الاطفال في المكان التربوي المناسب الذي يتسم بالأفضلية والصلاح والايادي الامينة
الطاهرة والمناهج التربوية السوية الصالحة.
وقد اهتمت ايضا باختيار الاصدقاء لعظم تأثيرهم، بل ان تأثير الاقران في الطفل قد يفوق تأثير الاب والام وحتى المعلم في بعض الموارد لأنه يتعلم منهم الكثير من التصرفات والعادات، وقد ينهج نهجهم ويرى رؤيتهم ويتفق معهم في طريقة التفكير والتطلعات .....
وكثيرا ما يقلد الطفل صديقه في فعل المنكرات: كالسرقة والكذب واللامبالاة والفوضوية والتعدي على كرامة وحقوق الاخرين ..... الخ.
واحياناً يمهد الصديق لصديقه الكثير من عوامل الانحراف والافعال السيئة : كالفرار من البيت او المدرسة والتسيب او الاصابة بالانحراف الجنسي، او السخرية من الاخرين او التسكع في الشوارع الملغومة بالجريمة والعنجهية ومن هنا يستلزم من الابوين والمربين ان يراقبوا ابناءهم ويعرفوا اصدقاءهم ويعلموا اين يقضي ابناؤهم اوقات فراغهم؟ وما هي اخلاق الذين يرافقونهم فان كانت جيدة فعلى الوالدين ان يشجعوا ابناءهم على صحبتهم، وان كانت سيئة فعلى الوالدين ان يمنعوا اولادهم من مصادقتهم ومرافقتهم، وان يختاروا الاصدقاء الجيدين والصالحين لهم، ويمهدوا الطريق لمصاحبتهم والجلوس معهم وتزويدهم بوسائل اللعب التي تجمعهم.
ومن الطبيعي ان مثل هذا الاسلوب يفيدهم وينفعهم ويقلل من اخطائهم ويحول دون تعلمهم التصرفات السيئة والسلوكيات المذمومة والاعمال القبيحة التي تضرهم وتقف سدا منيعا دون رقيهم وتكاملهم وسعادتهم في الحياة.
ـ ملاحظات حول مراقبة الاطفال وفوائدها :
قبل البدء بذكر الملاحظات حول مراقبة الاطفال نود الاشارة إلى ذكر فوائدهما، حيث تتمتع المراقبة التربوية للأطفال من قبل الوالدين والمربين بالفوائد العظيمة لأنها :
اولاً : تجعل الابوين والمربين على اطلاع بما يقوم به الطفل من اعمال وافعال وتصرفات قد تكون حسنة او سيئة او مختلطة.
ثانياً : توقف الوالدين والمربين على كون الطفل سليما ومرتبا وهادفا في تصرفاته و اعماله ام لا.
ثالثاً : تظهر بجلاء للوالدين والمربين سلوك الطفل وتصرفاته غير الصحيحة في الخفاء لان الطفل في كثير من الاحيان يؤذي اخاه الاصغر بدافع الغيرة وربما يجعله وسيلة يظهر له المحبة والمداعبة لكنه قد يخفيه او يؤلمه او يقرصه خصوصا عند ضجره، او يفرغ انفعالاته التي تغط عليه نتيجة مشاهداته لأحداث مثيرة سواء في التلفاز ام غيره.
رابعاً : في كثير من الاحيان تنقذ المراقبة الطفل من حالات سيئة كالهم والغم والقلق وعدم الراحة والاستقرار.
خامساً : تدفع المراقبة الوالدين والمربين إلى اتخاذ قرارات صائبة وصحيحة بشان أي انحراف او مشكلة يعاني منها الطفل وبالتالي اصلاح ذلك الانحراف وحل تلك المشكلة. لينعم الطفل بحياة أسرية هانئة ومطمئنة.
ـ اما بخصوص الملاحظات حول المراقبة :
جاء في كتاب : ( تربية الاطفال واليافعين ص210) ما يلي:
يجب في اطار مراقبة الاطفال الانتباه إلى النقاط الاتية:
1ـ يفترض ان لا تكون المراقبة بما يجلعه يشعر انه سلب من كافة حرياته.
2- يشرف الوالدان على الطفل والاطلاع عن كثب على وضعه بحجة مشاركته في اللعب.
3- في الاماكن التي يخطئ فيها الطفل يتم الفات نظرة إلى خطئة إلى جانب تزويده بالتعليمات والوصايا اللازمة.
4- للطفل عالم خاص ويرى الامور من زاويته ولابد من احترام وجهة نظره.
5- المهم ان تكونه هناك علاقات انسانية مع الطفل والمراقبة انما لهدايته وارشاده لا ايقاعه في الفخ.
6- التخيلات والرؤيا ناجمة عن اضطرابات تأكله من الداخل ويفترض بالوالدين السعي لمعرفة جذورها.
7- يلجأ الطفل احيانا في الوحدة إلى البكاء ولا ينبغي في تلك الحالات الالحاح عليه بالسؤال عن السبب الا ان يكون مستمراً.
8- ينبغي ان لا يعمد إلى وضعه في موقف محرج او اخجاله فيما لو زل او اخطأ في شيء ما، بل من اللازم توجيهه وارشاده.
9- لو ارتكب الطفل خطأ وطلب من الوالدين الصفح فليصفحا عنه.
10- من الضروري ان لا يحاسب على فعل فَعله او عمل ارتكبه او خلوته او بعيدا عن اعين الناس ولا يفضح امامهم.
ـ مخاطر عدم شعور الوالدين بالمسؤولية :
يظهر من خلال ما تقدم من كلام بخصوص مسؤولية الوالدين في تربية اطفالهما ان الاب والام مسؤولان على حد سواء عن بناء شخصية ابنائهما، فيجب عليهما ان يكونا قدوة لهم في العمل وحسن التصرف والالتزام بالدين والمبادئ الشريفة والاخلاق والقيم والضبط والقانون والوفاء بالعهود والوعود.
ولا شك ان اول وجه يتعرف عليه الطفل هو في مهده هو وجه امه ومن بعد ذلك سيتعرف على ابيه ومن ثم سينظر اليه فيما بعد انه المسؤول عن الامن والنظام داخل الاسرة وانه الرازق والقوي والملاذ.
وبديهي ان دور الاب لا يقل اهمية عن دور الام وقد يفوقه احيانا في التربية والتعليم والتوجيه والهداية نحو الخير، والالتزام بالضبط والنظام فاذا تعاضد دور الام مع الاب وتوفقا في ذلك فان ابناءهم سيتمكنون من الاعتماد على انفسهم واتخاذ المواقف المناسبة حيال الحوادث المختلفة وسيكون النجاح حليفهم في الحياة.
واما لو قصر الوالدان واختلفا فيما بينهما فان الانحراف سيكون مصير هؤلاء الاولاد وبالتالي الخسران المبين لعموم الاسرة والمجتمع.
وما اكثر الاطفال الذي لجأوا إلى الشذوذ والانحراف وفعل الجرائم والموبقات نتيجة لعدم وجود الاباء والامهات المؤمنين الصالحين القادرين على بناء اطفالهم وتوجيههم التوجيه المثمر البناء.
وما اكثر الابناء الذين ابتعدوا عن جادة الحق والصواب وانغمسوا في اللهو والعبث والرذيلة وفقدوا القدرة اللازمة لمواجهة مشاكل الحياة وعاشوا في زوايا الظلام والضياع بسبب وجود الاباء والامهات الذين لم يمارسوا دورهم البنائي والتربوي والتعليمي والتوجيهي، ولم يعملوا بمسؤوليتهم وفرطوا بتربية ومصير ومستقبل اولادهم؟!
ولا ريب ان هذه الاثار الخطيرة والسيئة المترتبة على التربية السيئة ستلاحق الوالدين وتعود عليهما بعد موتهما لان الولد الصالح هو بمثابة الصدقة الجارية التي تعود اجرها وثوابها لوالديه وان الولد الطالح يكيل لوالديه اللعنات تلو اللعنات من ابناء المجتمع.
يقول الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله) :
( اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له).
فالولد الصالح ضرورة لابد منها، وجوهرة نادرة يجب ايجادها والحفاظ عليها.
اذن اصبح من اعظم الواجبات واشدها ضرورة واكثرها اهمية ان يقوم الوالدان بالمسؤولية المناطة بهما خير قيام، ويربيا اطفالهما تربية قائمة على الايمان والصلاح والتهذيب واتباع الحق والالتزام بالفضيلة والاستقامة ليسعدا ويسعد ابناؤهم لا في الدنيا وحسب بل في الاخرة ايضا. وفقنا الله جميعا لذلك بحق محمد وآله الطاهرين. سلام الله عليهم اجمعين.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|