المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



خير الاباء الذين يراقبون اطفالهم  
  
4707   11:32 صباحاً   التاريخ: 11-1-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص373-379
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

إن الطفل لا يعيش في عزلة وانما في وسط اجتماعي في الاسرة وفي الروضة وفي المدرسة وبين الاصدقاء وفي المجتمع فهو يتأثر بهم ويؤثر فيهم ايضا وان كانت نسبة التأثير والتأثر متفاوتة.

قد يتربى الطفل في اسرته تربية صحيحة وجيدة ولكنه عندما يعيش في الروضة او المدرسة ويخالط الاصدقاء قد يفسد وتسوء اخلاقه ولذا كان من الضروري جدا معرفة مقومات شخصية الطفل ومراقبة سلوكه واختلاطه مع الآخرين.

والواقع ان اكثر حالات التمرد وسوء الاخلاق والانحرافات الخطيرة ناجمة عن التأثر بالأصدقاء والاقران والمحيط الخارجي ولو عرف اسباب انحراف الطفل في وقت مبكر لتمت معالجة اكثرها والتجارب العلمية خير شاهد على ذلك حيث اثبتت علاج اكثر الاطفال تمردا واعادتهم إلى جادة الحق والصواب والاستقامة.

ولا شك ان معرفة السبل الصحيحة للإصلاح والتحديد الدقيق لعوامل الانحراف والتمرد عند الطفل توفر للوالدين والمربين الوقت والجهود المبذولة في عملية المعالجة والاصلاح والهداية للخير والصراط المستقيم. وهذا كله لا يحصل الا تحت مظلة المراقبة التربوية الصحيحة التي يقوم بها الابوان والمربون وكل العاملين في هذا الاتجاه.

اذن، اصبح من الواجب والضروري ان يقوم الوالدان بصورة خاصة بدور مراقبة ابنائهم مراقبة علمية تربوية دقيقة، واختيار كل من المدرسة والمربي والمنهج والصديق وقد اثبتت التحقيقات والتجارب العلمية ان كثيرا من العادات المغلوطة والاخلاق السيئة والتمرد والعصيان الصادر عن الاطفال هو نتيجة التربية الخاطئة والاساليب غير الصحيحة المتبعة في المدرسة او من قبل المربين او مرافقة بعض الاصدقاء الطالحين.

والحقيقة : ان ما تقوم به الاسرة من دور مهم في التربية واتباع الاساليب الصحيحة يكون معرضا للخطر والهدم اذا لم تكن المدرسة بالمستوى المطلوب في هذا الصدد وان الوالدين لم يتمكنا من الاستمرار في عملية بناء الطفل وتقدمه.

ومن الحقيقة بمكان ان جميع الانظمة التربوية في العالم متباينة فيما بينها تبعا لعوامل متعددة تحكمها وتوجهها، فهي لاتخوا من الايجابيات والسلبيات معاً، لأنها من وضع انسان غير متكامل ــ لان الكمال لله وحده ــ ولا يخرج من الكمال الا الكمال. وطبيعي ان فاقد الشيء لا يعطيه.

لذلك فان الاطفال يتأثرون بالنظام التربوي الناقص الذي وضعه اصحاب النظرة الضيقة والرؤية المحدودة. لذا تظهر حالات كثيرة من الشذوذ والتمرد والعصيان والانحراف عند قسم كبير من الاطفال في العالم تبعا لرؤية المربين القاصرة والمناهج التربوية الناقصة والاساليب الخاطئة والقرارات المتناقضة.

وعليه يتعين على الاباء والمربين ملاحظة كل ذلك واخذه بنظر الاعتبار والاهتمام الزائد والتدبر العميق والجهد المكثف المخلص.

وبناءً على ما تقدم, اهتمت التربية الاسلامية المخلصة بموضوع انتقاء المدرسة والمربي ووضع الاطفال في المكان التربوي المناسب الذي يتسم بالأفضلية والصلاح والايادي الامينة

الطاهرة والمناهج التربوية السوية الصالحة.

وقد اهتمت ايضا باختيار الاصدقاء لعظم تأثيرهم، بل ان تأثير الاقران في الطفل قد يفوق تأثير الاب والام وحتى المعلم في بعض الموارد لأنه يتعلم منهم الكثير من التصرفات والعادات، وقد ينهج نهجهم ويرى رؤيتهم ويتفق معهم في طريقة التفكير والتطلعات .....

وكثيرا ما يقلد الطفل صديقه في فعل المنكرات: كالسرقة والكذب واللامبالاة والفوضوية والتعدي على كرامة وحقوق الاخرين ..... الخ.

واحياناً يمهد الصديق لصديقه الكثير من عوامل الانحراف والافعال السيئة : كالفرار من البيت او المدرسة والتسيب او الاصابة بالانحراف الجنسي، او السخرية من الاخرين او التسكع في الشوارع الملغومة بالجريمة والعنجهية ومن هنا يستلزم من الابوين والمربين ان يراقبوا ابناءهم ويعرفوا اصدقاءهم ويعلموا اين يقضي ابناؤهم اوقات فراغهم؟ وما هي اخلاق الذين يرافقونهم فان كانت جيدة فعلى الوالدين ان يشجعوا ابناءهم على صحبتهم، وان كانت سيئة فعلى الوالدين ان يمنعوا اولادهم من مصادقتهم ومرافقتهم، وان يختاروا الاصدقاء الجيدين والصالحين لهم، ويمهدوا الطريق لمصاحبتهم والجلوس معهم وتزويدهم بوسائل اللعب التي تجمعهم.

ومن الطبيعي ان مثل هذا الاسلوب يفيدهم وينفعهم ويقلل من اخطائهم ويحول دون تعلمهم التصرفات السيئة والسلوكيات المذمومة والاعمال القبيحة التي تضرهم وتقف سدا منيعا دون رقيهم وتكاملهم وسعادتهم في الحياة.

ـ ملاحظات حول مراقبة الاطفال وفوائدها :

قبل البدء بذكر الملاحظات حول مراقبة الاطفال نود الاشارة إلى ذكر فوائدهما، حيث تتمتع المراقبة التربوية للأطفال من قبل الوالدين والمربين بالفوائد العظيمة لأنها :

اولاً : تجعل الابوين والمربين على اطلاع بما يقوم به الطفل من اعمال وافعال وتصرفات قد تكون حسنة او سيئة او مختلطة.

ثانياً : توقف الوالدين والمربين على كون الطفل سليما ومرتبا وهادفا في تصرفاته و اعماله ام لا.

ثالثاً : تظهر بجلاء للوالدين والمربين سلوك الطفل وتصرفاته غير الصحيحة في الخفاء لان الطفل في كثير من الاحيان يؤذي اخاه الاصغر بدافع الغيرة وربما يجعله وسيلة يظهر له المحبة والمداعبة لكنه قد يخفيه او يؤلمه او يقرصه خصوصا عند ضجره، او يفرغ انفعالاته التي تغط عليه نتيجة مشاهداته لأحداث مثيرة سواء في التلفاز ام غيره.

رابعاً : في كثير من الاحيان تنقذ المراقبة الطفل من حالات سيئة كالهم والغم والقلق وعدم الراحة والاستقرار.

خامساً : تدفع المراقبة الوالدين والمربين إلى اتخاذ قرارات صائبة وصحيحة بشان أي انحراف او مشكلة يعاني منها الطفل وبالتالي اصلاح ذلك الانحراف وحل تلك المشكلة. لينعم الطفل بحياة أسرية هانئة ومطمئنة.

ـ اما بخصوص الملاحظات حول المراقبة :

جاء في كتاب : ( تربية الاطفال واليافعين ص210) ما يلي:

يجب في اطار مراقبة الاطفال الانتباه إلى النقاط الاتية:

1ـ يفترض ان لا تكون المراقبة بما يجلعه يشعر انه سلب من كافة حرياته.

2- يشرف الوالدان على الطفل والاطلاع عن كثب على وضعه بحجة مشاركته في اللعب.

3- في الاماكن التي يخطئ فيها الطفل يتم الفات نظرة إلى خطئة إلى جانب تزويده بالتعليمات والوصايا اللازمة.

4- للطفل عالم خاص ويرى الامور من زاويته ولابد من احترام وجهة نظره.

5- المهم ان تكونه هناك علاقات انسانية مع الطفل والمراقبة انما لهدايته وارشاده لا ايقاعه في الفخ.

6- التخيلات والرؤيا ناجمة عن اضطرابات تأكله من الداخل ويفترض بالوالدين السعي لمعرفة جذورها.

7- يلجأ الطفل احيانا في الوحدة إلى البكاء ولا ينبغي في تلك الحالات الالحاح عليه بالسؤال عن السبب الا ان يكون مستمراً.

8- ينبغي ان لا يعمد إلى وضعه في موقف محرج او اخجاله فيما لو زل او اخطأ في شيء ما، بل من اللازم توجيهه وارشاده.

9- لو ارتكب الطفل خطأ وطلب من الوالدين الصفح فليصفحا عنه.

10- من الضروري ان لا يحاسب على فعل فَعله او عمل ارتكبه او خلوته او بعيدا عن اعين الناس ولا يفضح امامهم.

ـ مخاطر عدم شعور الوالدين بالمسؤولية :

يظهر من خلال ما تقدم من كلام بخصوص مسؤولية الوالدين في تربية اطفالهما ان الاب والام مسؤولان على حد سواء عن بناء شخصية ابنائهما، فيجب عليهما ان يكونا قدوة لهم في العمل وحسن التصرف والالتزام بالدين والمبادئ الشريفة والاخلاق والقيم والضبط والقانون والوفاء بالعهود والوعود.

ولا شك ان اول وجه يتعرف عليه الطفل هو في مهده هو وجه امه ومن بعد ذلك سيتعرف على ابيه ومن ثم سينظر اليه فيما بعد انه المسؤول عن الامن والنظام داخل الاسرة وانه الرازق والقوي والملاذ.

وبديهي ان دور الاب لا يقل اهمية عن دور الام وقد يفوقه احيانا في التربية والتعليم والتوجيه والهداية نحو الخير، والالتزام بالضبط والنظام فاذا تعاضد دور الام مع الاب وتوفقا في ذلك فان ابناءهم سيتمكنون من الاعتماد على انفسهم واتخاذ المواقف المناسبة حيال الحوادث المختلفة وسيكون النجاح حليفهم في الحياة.

واما لو قصر الوالدان واختلفا فيما بينهما فان الانحراف سيكون مصير هؤلاء الاولاد وبالتالي الخسران المبين لعموم الاسرة والمجتمع.

وما اكثر الاطفال الذي لجأوا إلى الشذوذ والانحراف وفعل الجرائم والموبقات نتيجة لعدم وجود الاباء والامهات المؤمنين الصالحين القادرين على بناء اطفالهم وتوجيههم التوجيه المثمر البناء.

وما اكثر الابناء الذين ابتعدوا عن جادة الحق والصواب وانغمسوا في اللهو والعبث والرذيلة وفقدوا القدرة اللازمة لمواجهة مشاكل الحياة وعاشوا في زوايا الظلام والضياع بسبب وجود الاباء والامهات الذين لم يمارسوا دورهم البنائي والتربوي والتعليمي والتوجيهي، ولم يعملوا بمسؤوليتهم وفرطوا بتربية ومصير ومستقبل اولادهم؟!

ولا ريب ان هذه الاثار الخطيرة والسيئة المترتبة على التربية السيئة ستلاحق الوالدين وتعود عليهما بعد موتهما لان الولد الصالح هو بمثابة الصدقة الجارية التي تعود اجرها وثوابها لوالديه وان الولد الطالح يكيل لوالديه اللعنات تلو اللعنات من ابناء المجتمع.

يقول الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله) :

( اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث : صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له).

فالولد الصالح ضرورة لابد منها، وجوهرة نادرة يجب ايجادها والحفاظ عليها.

اذن اصبح من اعظم الواجبات واشدها ضرورة واكثرها اهمية ان يقوم الوالدان بالمسؤولية المناطة بهما خير قيام، ويربيا اطفالهما تربية قائمة على الايمان والصلاح والتهذيب واتباع الحق والالتزام بالفضيلة والاستقامة ليسعدا ويسعد ابناؤهم لا في الدنيا وحسب بل في الاخرة ايضا. وفقنا الله جميعا لذلك بحق محمد وآله الطاهرين. سلام الله عليهم اجمعين.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.