المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
أزواج النبي "ص" يشاركن في الصراع على الخلافة
2024-11-06
استكمال فتح اليمن بعد حنين
2024-11-06
غزوة حنين والطائف
2024-11-06
اية الميثاق والشهادة لعلي بالولاية
2024-11-06
اية الكرسي
2024-11-06
اية الدلالة على الربوبية
2024-11-06

التعزية
2023-12-23
متمّم بن نويرة
30-12-2015
أنواع النجوى
25-11-2014
القول في كلام الجوارح ونطقها وشهادتها
9-08-2015
Zipf Distribution
19-4-2021
استشهاد امير المؤمنين (عليه السلام)
7-01-2015


الشروط التي يجب توفرها في المعلم والمربي وأساليب تعاملهما  
  
2098   01:38 صباحاً   التاريخ: 9-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص307-308
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /

يعتبر المعلم أول من يتولى مسألة التحكم بالطفل كما يفعل أبواه، دون أن يكون محطاً لأسرار الطفل، ودون القيام بمداعبته وتدليله كأبويه، يدخل المعلم حياة الطفل ويحافظ على اهميته ومكانته احياناً حتى سن متأخرة من العمر وبناء على هذا فمن الضروري ان يمتلك المعلم شخصية مثالية وأن يكون ملتزماً وفرداً يتحلى بالتقوى والكفاءة، ومن الأفضل أن يكون متزوجاً وله اطفال ليدرك مسألة تربية الطفل بمعناها الحقيقي، وليكون على اطلاع بطرق تفكير الأطفال وتعاملهم، وأن يمتلك رؤية فلسفية واضحة عن الحياة، وأن يعرف مسير واسلوب الحياة، وأن يتمتع بالإخلاص والإيمان والاعتقاد الصحيح، ويجب أن يكون المعلم كالأب بالنسبة للأطفال، فيقوم بحمايتهم وتنظيم أمورهم وضبطها في الوقت نفسه، ويهيئ المناخ الملائم لاكتسابهم الجرأة والشجاعة بشكل يقوم بالإشراف من خلاله، بحيث لا يستغل ذلك استغلالاً سيئاً، إذ يعد المعلم نديماً ومؤنساً للطفل، ساعياً من خلال التعامل الأبوي والتعليمي الى تنمية قدرات الطفل وتكوين شخصيته علمياً ونفسياً.

ويمكن للمعلم أن يكون عضواً مؤثراً في بناء الطفل وجعله اجتماعياً وتعديل حساسياته، وتوفير الشروط المناسبة لتكيفه وتلاؤمه وانسجامه مع المجتمع، إضافة الى أنه يستطيع خلق إمكانية نمو الطفل وتوسيع نطاق فكره وتنمية قدراته، بحيث يجعل منه شخصية مؤثرة لنفسه والمجتمع.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.