أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-04-2015
1907
التاريخ: 26-06-2015
1982
التاريخ: 24-06-2015
5612
التاريخ: 13-08-2015
2334
|
هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس، من قريش، ولد في مكّة نحو عام 17 قبل الهجرة (605 م). ولمّا فتح الرسول مكّة في سنة 8 ه (629 م) لم يكن معاوية قد بلغ العشرين من عمره. في ذلك الحين دخل معاوية في الاسلام مع جميع أهل مكّة.
و في الفتح الاسلامي كان معاوية في جيش أخيه يزيد يفتحان سواحل الشام. ثم توفّي يزيد بن أبي سفيان في طاعون عمواس (في الشام) ، سنة 18 ه (639 م) ، فاختار الخليفة عمر بن الخطّاب أن يولّي على الشام معاوية. و حرص معاوية في أثناء ولايته على أن ينظّم الشام تنظيما يجعلها في الواقع مستقلّة عن الحجاز. فلما قتل عمر بن الخطّاب و جاء عثمان بن عفّان الأموي إلى الخلافة توطّد مركز معاوية في الشام، و لم يبق معاوية واليا فقط، بل أصبح حاكما مستقلا مستبدا. و لمّا جاء علي إلى الخلافة نشب النزاع بين معاوية و عليّ و استطاع معاوية أن يتغلّب على عليّ بالدهاء و الحيلة و بالمال يشتري به نفرا من أنصار عليّ.
و بعد معركة صفّين أخذ معاوية البيعة لنفسه بالخلافة من أهل الشام فأصبح في العالم الاسلامي خليفتان. فلمّا قتل عليّ بن أبي طالب (1) و قدّم بنو هاشم الحسن بن عليّ للخلافة استطاع معاوية أن يتغلّب على الحسن بالحرب و بالدهاء أيضا. و منذ ذلك الحين (عام الجماعة، سنة 41 ه) أصبح معاوية الخليفة الوحيد في العالم الاسلامي.
و مع أن معاوية قام في أثناء خلافته بشيء من الجهاد في المشرق و المغرب، فانه هادن الروم زمنا طويلا حتّى يستطيع التغلّب على المنافسين له في طلب الخلافة من بني أمية خاصّة. في تلك الاثناء كان يسعى إلى توطيد الملك في بني أميّة و إلى أن يجعل الخلافة وراثية في عقبه. و قد استطاع أن يأخذ البيعة لابنه يزيد بالخلافة في حياته هو. و هكذا زالت الخلافة بمعناها الشورويّ الذي. كان في أيام الخلفاء الراشدين و حلّ محلّها ملك عضوض (2). و كانت وفاة معاوية سنة 60 ه(680 م) .
كان معاوية من دهاة العرب له القول المشهور: لو أن بيني و بين الناس شعرة ما انقطعت: ان شدّوها أرخيتها، و ان أرخوها شددتها. و كان حازما ظالما: إذا بلغ غايته باللين لم يلجأ إلى العنف، و ان لم يكن بدّ من العنف لم يتركه في سبيل تحقيق غاياته. كان يقول: اني لا أضع سيفي حيث يكفيني سوطي، و لا أضع سوطي حيث يكفيني لساني.
و لمعاوية خطب كثار و رسائل، و خصوصا فيما يتعلّق بالفتنة التي نشبت بينه و بين عليّ. و مع أن خطبه و رسائله لا تخالف في أسلوبها الاسلوب العامّ في عصره، فان فيها كثيرا من الايجاز و متانة التركيب و من حسن الرأي. و كان معاوية بليغا جدا (البيان و التبيين 1:314،353،383) ثم وصف بالجهارة (ارتفاع الصوت مع وضوحه) و بجودة الخطبة (البيان و التبيين 1:127) . غير انه لم يخطب في جماعة منذ سقطت ثناياه (البيان و التبيين 1:60) .
المختار من آثاره:
-أقوال لمعاوية بن أبي سفيان:
قال معاوية لعمرو بن العاص (حينما وجّهه إلى لقاء ابي موسى الاشعري للتحكيم) : يا عمرو، ان أهل العراق قد أكرهوا عليّا على أبي موسى، و أنا و أهل العراق راضون بك. و قد ضمّ اليك رجل (3) طويل اللسان قصير الرأي، فأجد الحزّ و طبّق المفصل (4)، و لا تلقه برأيك كلّه.
و قال معاوية: ما رأيت سرفا إلا إلى جنبه حقّ مضيّع.
و قال معاوية: إذا لم يكن الهاشميّ جوادا لم يشبه قومه. و إذا لم يكن المخزوميّ تيّاها لم يشبه قومه. و إذا لم يكن الأمويّ حليما لم يشبه قومه.
-كان زياد بن أبيه قد كتب إلى الحسن بن عليّ بن أبي طالب رسالة يتوعّده فيها. فبعث الحسن بالرسالة إلى معاوية، فغضب معاوية و كتب إلى زياد:
من معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن أبي سفيان: و بعد، فان لك رأيا من أبي سفيان و رأيا من سميّة (5). فأمّا رأيك من أبي سفيان فحلم و عزم، و أمّا رأيك من سميّة فكما يكون رأي مثلها. و قد كتب إليّ الحسن ابن عليّ أنك عرضت لصاحبه (6)، فلا تعرض له، فانّي لم أجعل لك اليه سبيلا، و إنّ الحسن بن عليّ مما لا يرمى به الرجوان (7). و العجب من كتابك اليه لا تنسبه إلى أبيه، أفالى أمّه وكلته (8)؟ و هو ابن فاطمة بنت محمّد عليه السلام؟ فالآن حين اخترت له (9)، و السلام.
-قدم معاوية إلى المدينة في عام الجماعة (41 ه) فخطب في أهلها فقال:
أما بعد، فانّي-و اللّه-ما وليتها بمحبّة علمتها منكم و لا مسرّة (منكم) بولايتي، و لكنّي جالدتّكم بسيفي هذا مجالدة. و لقد رضت لها نفسي على عمل ابن أبي قحافة، و أردتها على عمل عمر، فنفرت من ذلك نفارا شديدا، و أردتها على سنيّات عثمان (10) فأبت عليّ. فسلكت طريقا لي و لكم فيه منفعة: مؤاكلة حسنة و مشاربة جميلة. فان لم تجدوني خيركم، فانّي خير لكم ولاية. و اللّه، لا أحمل السيف على من لا سيف له. و ان لم يكن منكم إلا ما يستشفي به القائل بلسانه فقد جعلت ذلك دبر أذني و تحت قدمي (11). و ان لم تجدوني أقوم بحقّكم كلّه، فاقبلوا منّي بعضه؛ فان أتاكم منّي خير فاقبلوه، فإنّ السّيل إذا جاد يثري، و ان قلّ يغني (12). و إياكم و الفتنة فانّها تفسد المعيشة و تكدّر النعمة.
________________________
1) راجع فوق، علي بن أبي طالب، ص 307
2) يعض عليه أصحابه (يحافظون عليه جهدهم) مع الظلم و العسف.
3) أي أبو موسى الأشعري. راجع في أمر أبي موسى و عمرو بن العاص، فوق، ص 307
4) هذه استعارة مأخوذة من صناعة الجزارة (بكسر الجيم) ، فان القصاب (اللحام: الذي يذبح الابل و الغنم و يقطعها) لا يسهل عمله عليه إلا إذا أصاب المفصل (عرف مكان اتصال بعض العظام ببعض) ثم طبق الحز (حز بسكينه في موضع اتصال العظمين) .
5) راجع الكلام على زياد بن أبيه و استلحاق معاوية له، فوق، ص 387.
6) كان الحسن بن علي قد أوصى بصاحب (صديق له إلى زياد، فلم يقبل زياد و رد على الحسن ردا قبيحا عنيفا) .
7) يرمى به الرجوان: جانبا البئر (يهان و يحتقر) .
8) أظننت أنك إذا لم تنسبه لأبيه تعني أنك تنسبه لأمه (فتحط من شأنه، كما هي الحال في شأنك أنت و أمك سمية) . غير أنك لا تحقر الحسن إذا نسبته لأمه، فان أمه فاطمة بنت محمد رسول اللّه (نسبته إلى أمه أشرف من نسبته إلى أبيه) .
9) لقد أحسنت الاختيار له (بأن تنسبه إلى أمه؟) .
10) حاولت أن أسير على سياسة عبد اللّه بن أبي قحافة (أي بسياسة أبي بكر الخليفة الأول) فلم أر ذلك ممكنا، ثم حاولت أن أتبع سياسة مثل سياسة عمر (الحزم و الشدة في الحق) فلم استطعها. و حاولت أن أتبع سنيات (جمع سنة بفتح السين و فتح النون بمعنى عام أو اثني عشر شهرا-و أظن أن الاصوب أن تكون سنينات عثمان جمعا لكلمة «سنة» بضم السين و تشديد النون (مصغرة) بمعنى الخطة و الطريقة (أي سياسة اللين و الاهتمام بالأمور الجزئية) فلم أستطع ذلك أيضا.
11) ما يستشفي به القائل بلسانه: الوشاية و اظهار العداوة من غير قصد إلى نفع أو اصلاح. جعلته دبر (وراء) أذني و تحت قدمي: لم أحفل به، أهملته.
12) إذا كثر المطر أثرى: جعل الناس أثرياء (أغنياء جدا) . و ان قل أغنى الناس: كفاهم حاجتهم.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|