أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-06-2015
4986
التاريخ: 8-06-2015
5189
التاريخ: 14-2-2016
6587
التاريخ: 4-06-2015
11475
|
مصبا- مرح مرحا فهو مرح مثل فرح فهو مرح وزنا ومعنى , وقيل أشدّ من الفرح.
مقا- مرح : أصل يدلّ على مسرّة لا يكاد يستقرّ معها طربا , ومرح يمرح , وفرس ممراح ومروح , ومنه المراح. وقوس مروح : يمرح من رآها عجبا بها , ويقال بل الّتى كأنّ بها مرحا من حسن إرسالها السهم. ويقولون : عين ممراح : غزيرة الدمع , وهذا بعض قياس الباب , لأنّهم ذهبوا فيه الى ما قلناه من قلّة الاستقرار. وكذلك مرّحت المزادة : ملأتها لتتسرّب وتسيل. ومرحى : كلمة تعجّب وإعجاب.
لسا- المرح : شدّة الفرح والنشاط حتّى يجاوز قدره , وقد أمرحه غيره , والاسم المراح. وقيل : المرح : التبختر والاختيال. وقيل : المرح : الأشر والبطر.
وقد مرح مرحا ومراحا , ورجل مرح من قوم مرحى ومراحى. ومرّيح مثل سكّير من قوم مرّيحين. ومرح مرحا : نشط. وزعم ابن النابغة : أنّى تلعابة تمراحة.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو فرح مع غلظة وتكبّر. وهذا بمقتضى حرف الميم , فانّ الفاء من حروف الهمس والرخاوة والميم من حروف بين الشدّة والرخاوة , فتدّل المرح على زيادة شدّة وغلظة في مفهوم الفرح.
وأمّا مفاهيم التبختر والبطر والاختيال والأشر وغيرها : فمن آثار الأصل , وبينهما اشتقاق أكبر.
{وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان : 18] التّصعير : إمالة الوجه أو العنق الى جانب. والخدّ : الشقّ المستطيل , وكأنّ جانبي الأنف مجرى مستطيل لدمع العين , وهو الظاهر في المرتبة الاولى قبال نظر الناظر. والاختيال : اختيار الخيل وهو حالة مخصوصة في الخارج أو في الذهن , ومن الحالة المنعقدة : التكبّر والتبختر والعجب. والفخر : دعوى أمر ممتاز لنفسه في قبال آخرين.
فالمرح في الآية الكريمة قد وقع بعد تصعير الخدّ وإمالة صفحة الوجه
عن الناس في أي حالة , وهذا يخالف الإقبال والمواجهة. ثمّ يذكر حسن الأدب في حال المشي مقبلا أو مدبرا أو مصاحبا بترك المرح , وهو اتّخاذ حالة مخصوصة متصنّعة من الأنانيّة.
ثمّ يفسّر المرح بقوله تعالى-. {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان : 18].
فانّ الاختيال أوّل ما يتراءى من حالة المرح , وهو يدلّ على وجود افتخار في باطنه. فالكلمتان حقيقة مفهوم المرح.
وإنّما عبّر بالكلمتين : فانّ المفهوم الحقيقىّ لكلّ كلمة لا يوجد في ضمن كلمة واحدة مترادفة , من جميع الجهات , ولازم في مقام تعريف الحقيقة أن يذكر لفظان أو ألفاظ , كما ترى في تراجم اللغات.
{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ} [الإسراء : 37] التعبير في مقام تضعيف المرح وردّه بقوله تعالى - {إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ}.
يدلّ على وجود مفهوم تكبّر وأنانيّة واختيال في الكلمة. ولازم أن يتوجّه بأنّ الاختيال والافتخار في قبال عظمة الخلقة وكبريائه ليس إلّا جهلا وانحرافا عن الحقيقة.
ولا يخفى أنّ المرح من أشدّ الصفات والأعمال الحيوانيّة الخبيثة الموجبة بمحروميّة الإنسان عن طلب الخير والسعادة , وعن السير الى الكمال وحقيقة الانسانيّة , وعلى هذا ترى قوله تعالى :
{كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ (74) ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ} [غافر : 74، 75] فانّ الفرح والنشاط والرضا بما عنده يمنعه عن طلب الكمال وعن التوجّه الى جهات ضعف نفسه وفقره , ولا سيّما إذا انتهى الى مرحلة المرح والاختيال فانّه ينفى الاقتضاء الطبيعىّ الباطنيّ بتوجّه الفيض والرحمة واللطف من جانب الربّ الرحمن الكريم الرحيم.
فالفرح مانع عن الطلب في النفس وعن رفع الضعف. والمرح يمنع عن توجّه الفيوضات وشمول الألطاف الإلهيّة.
______________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|