أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-29
1073
التاريخ: 9-11-2014
5681
التاريخ: 6-12-2015
5917
التاريخ: 1-12-2015
5022
|
قال تعالى : {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة : 31]
الآية تذمّ اليهود والنصارى لكونهم جعلوا من علمائهم ورهبانهم آلهة من دون اللَّه الواحد: {اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبَانَهُم أَرْبَابَاً مِنْ دُونِ اللَّهِ} «1».
وقد جعلوا من المسيح بن مريم معبوداً لهم أيضاً : {والمَسِيحَ ابْنَ مَريْمَ} في حين : {وَمَا امِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلهاً وَاحِدَاً لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} ، ومن المسلّم به أنّ اليهود والنصارى لم يعتقدوا بالوهية علمائهم ورهبانهم ولم يعبدوهم كما نعبد اللَّه تعالى أبداً ، فلماذا إذن استعمل القرآن الكريم كلمة (ربّ) و (إله) فيهم؟!
وردت الإجابة عن ذلك في رواية عن الإمام الباقر عليه السلام والإمام الصادق عليه السلام: «أما واللَّه ما صاموا لهم ولا صلّوا ولكنّهم أحلّوا لهم حراماً وحرّموا عليهم حلالًا فاتّبعوهم وعبدوهم من حيث لا يشعرون» «2».
وقد ورد هذا الحديث بطرق متعدّدة اخرى في المصادر الشيعية والسنّية ومنها ما نقرأه في كتب عديدة : «عن عَدي بن حاتم قال: أتيت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله وفي عنقي صليب من ذهب فقال : ياعدي : اطرح عنك هذا الوثن وسمعته يقرأ آية : اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون اللَّه. فقلت له : يا رسول اللَّه لم يكونوا يعبدونهم فقال : أليس يحرّمون ما أحلّ اللَّه تعالى فيحرّمونه ويحلّون ما حرّم اللَّه فيستحلّونه؟ فقلت : بلى ، قال : ذلك عبادتهم» «3».
وبهذا يتّضح أنّ اتّباع وإطاعة أشخاص يأمرون على خلاف حكم اللَّه يكون لوناً من الشرك.
________________________
(1) «احبار» جمع «حبر» أو «حِبر» ويعني في الأصل الأثر الجميل ثمّ اطلق على العالم والمفكّر بسبب الآثار الجميلة التي تبقى منهما بين الناس وهذه الكلمة تستعمل في الغالب في علماء اليهود وقد تطلق أحياناً على غيرهم كما لقّبوا ابن عبّاس ب (حبر الامّة).
«رهبان» جمع «راهب» وقال البعض: إنّ هذه الكلمة لها معنى المفرد والجمع وتعني في الأصل الشخص الذي يتّصف بخوف اللَّه ويظهر ذلك على أعماله ، وتطلق عادةً على مجموعة (التاركين للدنيا) من النصارى وهي مجموعة هجرت الحياة والإكتساب والعمل بل والزواج أيضاً واشتغلوا بالعبادة في الدير (مفردات الراغب ، العين ، نهاية ابن الأثير ، وتفاسير الميزان ، الكبير ، روح المعاني؛ وروح البيان؛ والمراغي).
(2) تفسير مجمع البيان ، ج 5 ، ص 23؛ وتفسير البرهان ، ج 2 ، ص 120 و 121.
(3) تفسير روح المعاني ، ج 10 ، ص 75 وورد هذا المعنى في تفاسير متعدّدة اخرى منها تفسير درّ المنثور بفارق طفيف.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|