أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-12-2015
7481
التاريخ: 20-11-2015
10802
التاريخ: 28-12-2015
6501
التاريخ: 2023-07-24
1110
|
مقا- كود : كلمة كأنها تدلّ على التماس شيء ببعض العناء ، يقولون كاد يكود كودا ومكادا. ويقولون لمن يطلب منك شيئا فلا تريد إعطاءه : لا ولا مكادة. فأمّا قولهم في المقاربة : كاد ، فمعناه قارب ، وإذا وقعت كاد مجرّدة فلم يقع ذلك الشيء تقول كاد يفعل ، فهذا لم يفعل. وإذا قرنت بجحد فقد وقع ، إذا قلت ما كاد يفعله فقد فعله- فذبحوها وما كادوا يفعلون.
مصبا- كيد : كاده كيدا من باب باع : خدعه ومكر به ، والاسم المكيدة. وكاد يفعل كذا يكاد من باب تعب : قارب الفعل. قال اللغويّون :
كدت أفعل معناه عند العرب : قاربت الفعل ولم أفعل ، وما كدت أفعل : معناه فعلت بعد إبطاء. وقد يكون ما كدت أفعل بمعنى ما قربت.
صحا- كاد يفعل كذا يكاد كودا ومكادة أي قارب ولم يفعل ، وحكى سيبويه عن بعض العرب كدت أفعل كذا بضمّ الكاف. ويقولون : كيد زيد يفعل كذا ، وما زيل يفعل كذا : يريدون كاد وزال ، فنقلوا الكسر الى الكاف في فعل كما نقلوا في فعلت. وزعم الأصمعي انه سمع من العرب لا أفعل ذاك ولا كودا ، فجعلها من الواو. وقد يدخلون عليه أن تشبيها بعيسى- قد كاد من طول البلى أن يمصحا. (أي أن يزول).
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو القرب والإشراف على فعل ، ولمّا وقع الفعل. هذا في الواوي وهو من باب تعب يتعب ، وأصله كود يكود ، ثم يلحقه الإعلال فيقال كاد يكاد كودا ، كما في خاف يخاف خوفا.
وأمّا اليائيّ وهو من باب باع يبيع : فهو بمعنى المكيدة ، وهذا المعنى قريب من الإشراف على العمل ، وبمناسبة الياء يدلّ على وقوع وتحقّق عمل ، والعمل في حقّ شخص وبالنسبة اليه يقرب من المكيدة.
وأمّا أفعال المقاربة : فقد سبق في طفق ، أنّ رفع المعمول الأوّل على الفاعليّة بلا خلاف ، وأمّا نصب الثاني فهو بمقتضى موادّ الأفعال وموارد الاستعمال : فقد يقتضى المعنى والمقام كونه حالا ، أو خبرا وهو شبه مفعول ، أو مفعولا بنزع الخافض ، أو مرفوعا في التقدير وهو خبر مبتداء ، وإنّما يذكر الفعل من أفعال المقاربة بمجرّد تأكيد الربط- فراجع.
وأمّا إذا كانت هذه الأفعال تامّة : فتعمل بمقتضى مفاهيمها ، كما في سائر الأفعال لازما ومتعدّيا.
فخصوصيّة هذه الافعال إنّما هي في صورة استعمالها لمجرّد الربط وتأكيده كما في الأفعال الناقصة ، وأمّا التامّة فلا امتياز فيها بوجه.
راجع في تحقيق عمل الأفعال الناقصة مادّة- صبح.
{وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي} [الأعراف : 150] ... ، . {لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ } [الإسراء : 74]... ، . {أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه : 15]... ، . {يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ} [النور: 35] ... ، {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ } [النور : 43].
أي كانوا قريبا ومشرفا على القتل ، وكنت قريبا من الركون ، وكنت مشرفا على الإخفاء ، ويكون قريبا من الإضاءة والإذهاب.
ثمّ إنّ دلالة الإثبات على النفي في - كدت أفعل. ودلالة النفي على الإثبات في- ما كدت أفعل : ليس بالدلالة المطابقيّة للّفظ ، بل دلالة التزامية ، وقد تنتفى الدلالة ، فانّ مفهوم المادّة هو القرب والإشراف من حيث هو من دون نظر الى جهة المخالف ، سواء في ذلك النفي أو الإثبات ، كما في :
{فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا } [النساء : 78]. {وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا } [الكهف : 93]. {إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا} [طه : 15] فانّ النظر فيها الى مجرّد كونهم لا يفقهون ، والى قرب الأمر من أن يخفى موضوع الساعة ، ولا نظر فيها الى جانب مخالفها من اثبات أو نفى.
_____________________________
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- صحا = صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|